الأحد، 28 أبريل 2019

سراج النعيم يكتب : لهذه الأسباب خاف البشير من ملف الفساد

.................. الرئيس (المخلوع) خدع الشعب : (مرتبي لا يكفيني وأأكل من مزرعتي) .................. مبالغ ضخمة ضبطت بحوزة (البشير) ببيت الضيافة وأحد (المصارف) .................... ﻇﻠﻠﺖ على مدى سنوات وسنوات متصلة ﺃﺑﺤﺚ عما يخرجنا ﻣﻦ (الظلم) ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ، والذي رسمه نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير) الذي ضبطت بحوزته (7) ملايين يورو، و(350 ) ألف دولار أمريكي يحتفظ بها في قصر (الضيافة)، بالإضافة إلي مبلغ (315) مليون ريال سعودي تخصه بأحد (المصارف)، وهو ما كشفته التحقيقات المؤكدة أن لديه (315) مليون ريال سعودي، أي ما يوازي (85) مليون دولار، في الوقت الذي كانت فيه البلاد تمر بضائقة اقتصادية بالغة التعقيد، وأزمة حادة جداً في (السيولة)، مما نتج عن ذلك إشكاليات اقتصادية عميقة في البنوك، الشركات، المؤسسات والأسواق، وﺍﻓﺮﺯ ذلك الواقع المذري ظاهرة (الشراء) و(البيع) السالب، مثلاً الشراء بـ(الكسر) و(قدر ظروفك) وغيرها من الطرائق المفروضة على (محمد أحمد الغلبان)، والذي ظل يسدد في الفواتير باهظة الثمن، واﻟﻐﻼﺀ الفاحش يتجذر مع إشراقة كل صباح، وهو ﺍلأﺷﺪ والاقسي ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ على مر تاريخ السودان الأمر الذي قاد بعضاً من التجار لأن يلجأوا للبيع ﺑـ(اﻷﻗﺴﺎﻁ) لمجابهة الأوضاع الاقتصادية (القاهرة) جداً، والتي نتج عنها شراء المنتجات المنقذة للحياة بـ(التجزئة)، وذلك لعدم امتلاكه (الكاش) الذي يدعه يوفي بمستلزماته المنزلية اليومية، فالسياسات الاقتصادية المنتهجة ساعدت في (فساد) الرئيس (المخلوع) وحاشيته، لدرجة أنه استشري بصورة مقلقة جداً، لم يكن (البشير) يعمل للمصلحة العامة، بقدر ما أنه كان يخدم أجندات أدت إلي إثراء الأثرياء وإفقار الفقراء حيث أنه رﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻋﻦ (ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ)، ﻭعدل ﺳﻌﺮ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ (ﺍﻟﺠﻤﺮﻛﻲ)، واوقف استيراد الإسبيرات (المستعملة)، وأفقد الثقة بين (البنوك) و(العملاء) ﻭﺇﻟﻲ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ الاقتصادية القاسية على الشعب السوداني، مما أسفر عنها ﺯﻳﺎﺩات جنونية في أسعار ﺍﻟﺴﻠﻊ الاستهلاكية، وأن دل هذا الشيء، فإنما يدل على أن الرئيس المخلوع (عمر البشير) لم يكن من أولوياته تخفيف أعباء المعيشة عن كاهل المواطن المغلوب على أمره، ولا كان جاداً في اﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ الخاطئة، وبالتالي لم يكن في مقدوره تفعيل ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ، ﻭﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ بـ(التسعيرة)، والمركبات العامة بـ(التعريفة) المقررة من السلطات. فيما نجد أن السياسات الاقتصادية للنظام (المخلوع) تسببت في توالي ﺍﻷﺯﻣﺎت تباعاً ومع هذا وذاك يعتزم الاستمرار في حكم البلاد، ولم (يرق) أو (يحن) قلبه لمن يقفون صفوفاً لشراء (ﺍﻟﺨﺒﺰ) ليكفي وﺟﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ على ﺍﻷﻗﻞ، ناهيك عن ثلاث وجبات لم يعد إنسان السودان قادراً على الالتزام بها، لم (يحن) أو (يرق) قلبه للأشخاص الذين يقفون صفوفاً لسحب أموالهم المودعة بـ(البنوك) أو (الصرافات) الآلية (أمانة)، لم (يحن) أو (يرق) قلبه للذين يموتون بالسرطان أو أي مرض مزمن لعدم امتلاكهم حق العلاج، لم (يحن) أو (يرق) قلبه لمن يقفون لـ(لمواصلات) بالساعات الطوال، ويضطرون للمشي ﺭﺍجلين، ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺴﺄﻟﻮﻥ ﺃﻳﻦ الراعي الذي كان مدخله لحكم البلاد الإسلام، أليس هو ذاته الذي يحتفظ بـ(مال) الشعب السوداني في منزله الحكومي؟، ويكذب بقوله (إن مرتبي لا يكفي وأأكل من مزرعتي)، أظنه يقصد بمزرعته التي يأكل منها (السودان) الذي جعله مملكة خاصة به. ألم يكفي المخلوع (البشير) أخذه الأموال الطائلة على مدي ثلاثين عام باسم السودان الذي شهد انتعاشاً اقتصادياً بعد زيادة ﺇﻧﺘﺎﺝ (ﺍﻟﻨﻔﻂ) في العام 2008م، والذي لعب دوراً أساسياً في جذب رؤوس الاستثمارات الأجنبية، إلا أنه تلاشي مع فصل جنوب السودان، ومن ثم تفشي (الفساد) الذي جعل من يديرون البلاد لا يعملون للمصلحة العامة بقدر ما أنهم كانوا يعملون لمصلحتهم الشخصية. من المعروف أن النظام (المعزول) لم يستفد من مساحة اﻟﺴﻮﺩﺍﻥ الشاسعة والغنية بـ(الموارد) ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ (الزﺭﺍﻋﻴﺔ)، الثروة (الحيوانية)، (المعدﻧﻴﺔ)، (النباﺗﻴﺔ)، ﻭ(الماﺋﻴﺔ)، وهذا يعود إلي أنه كان مشغولاً بتأسيس نفسه من خلال (الفساد) الممارس بشتي ضروبه، فلم يعد أمامهم إمكان للإﻋﺘﻤﺎﺩ على الموارد الطبيعية، وعلى رأسها الزراعية، والتي كانت تمثل (80 ٪) ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺴﻜﺎﻥ السودان، ولم يكن الرئيس (المخلوع) جاداً في القضاء على (الفساد) لسبب بسيط هو أنه كان على رأسه، مما أدي به أن يستشري في كل مفاصل الدولة، وبالتالي لم يولي ملف (الفساد) اهتماماً نسبة إلي أنه كان خائفاً من افتضاح أمره. السؤال الذي يفرض نفسه في ظل الراهن السوداني هو ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺁﺗﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ حكموا ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ على مدي ثلاثين عام شرعوا من خلالها القوانين التي تحمي نظامهم البائد، وهي قوانين ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻨﻈﺮ حتي ﺘﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ، وعليه كان الأديب ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ‏محقاً حينما طرح هذا السؤال (ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺁﺗﻲ ﻫﺆﻻﺀ؟؟؟؟ ‏)، ﻧﻌﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺁﺗﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻮا الشعب السوداني في بحث مضني ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ (ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ)، (ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻊ)، (ﺍﻵﻻﻡ)، (المرارات) ﻭ(ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ)، إلا إننا ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮون ﺇﺟﺎﺑﺔ لهذا ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻭﻣﺘﺠﺪﺩﺍً، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ على ﻳﻘﻴﻦ تام ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻻ ﻟـ(ﻠﻈﻠﻢ) ﻻ ﻟـ(ﻠﻘﻬﺮ) ﻻ لـ(سفك) دماء الأبرياء لا لـ(تكميم ﺍﻻﻓﻮﺍﻩ) ﻻ لـ(تنكيس ﺍﻷﻗﻼﻡ). ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎسية والاقتصادية ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ (المخلوع) كانت عبارة عن ﺑﺤﺮﺍً ﻋﻤﻴﻘﺎً، ﺑﺤﺮﺍً ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﺟﺎﺭﻓﺔ، ﻭﺗﺤﺪﺩﻩ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﻣﻄﻼﻃﻤﺔ، ﻓﻼ ﻳﻬﺪﺃ ﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ، إلا وﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ (ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ) التي جعلت ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ مليئاً بـ(النفاق) و(الكذب)، وهي ﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ومستمرة من أجل عدم إكتشاف (الفساد) ، والذي أدي إلي ﻮﺍﻗﻊ ﻤﺆﻟﻢ جداً لم ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ في إطاره ﻣﻔﺮﺍً ﺳﻮﻱ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﺎﺭﺏ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ، إلا أن القارب اغرق الناس ﻓﻲ ﻟﺠﺔ الإشكاليات ﻭﺍﻟﻬﻤﻮﻡ لدرجة أن الشعب السوداني ردد مع ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ : ‏(ﺇﻧﻲ ﺃﻏﺮﻕ، ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻨﻔﺲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﺍﻟﺒﺤﺮﻋﻤﻴﻖ، ﻋﻤﻴﻖ)، ﻧﻌﻢ ﺒﺤﺮ الظلم ﻋﻤﻴﻖ، ﻭﻗﻮﺍﺭﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ كان ﻳﻄﻮﻗﻬﺎ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺮﻳﺮ ﻳﺘﺪﺍﻋﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻭﺻﻮﺏ، خاصة وأن نظام الرئيس (المخلوع) قاد البلاد للهاوية، وهو الأمر الذي ادركناه منذ سنوات، لذا ظللنا نكافح، ننافح، ونناضل ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ كرماء، ﻭمع هذا وذاك كنا نفكر في ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ في الراهن السوداني، وهي واحدة من الأسباب التي جعلتنا نلجأ إلى الإعلام الإلكتروني فكانت إﻧﻄﻼقتنا ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﺳﻊ، وﺍﻟﺬﻱ انحاز ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻐﻼﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ، واستطاعوا إيصال ﺭﺳﺎﺋﻠﻬﻢ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻻ ﻳﻄﺎﻟﻬﺎ ﻣﻘﺺ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ، فأصبح ﻣﺘﻨﻔﺴﺎً وأداة فاعلة لفضح نظام الرئيس المخلوع، ﻭهكذا ﺍﺳﺘﻄﺎع استقطاب ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ من خلال اﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ـ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ، وﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وإحقاق الحق، ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ حول نظام الحكم في البلاد وما هي الرؤية المستقبلية؟، ﻭﻣﻦ ﺧﻼل ذلك كانوا ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎﺕ البناءة التي ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ عبرها ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﺨﻮﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ سياسية واقتصادية من وجود نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير) للتشريعات ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ القائدة لهم لأقسام الشرطة والمحاكم وﺍﻟﺴﺠﻮﻥ. ﻓﻲ الوقت الذي كان الرئيس المخلوع عمر البشير يحتفظ بـ(7) ملايين يورو و(350) ألف دولار في بيت الضيافة، بالإضافة إلي (315) مليون ريال سعودي تخصه بأحد (المصارف) ، فيما كان ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ يسعى ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ في ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ السوداني المنهار، إلا أنه لم يجد بنية تحتية لوضع برنامج اسعافي يخرج بإنسان السودان من (ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ) الذي يعيش في ظله، ويضمن له بذلك الابتعاد من ﺧﻂ (ﺍﻟﻔﻘﺮ)، إلا أن النظام البائد ظل يتخبط في السياسات الاقتصادية التي فشلت في الخروج بالسودان إلي بر الأمان، وذلك يعود إلي (الفساد)، وعدم استثمار الأراضي الصالحة للزراعة، وقد دمروا المشاريع الزراعية الحيوية، وأبرزها مشروع (الجزيرة)، بالإضافة إلي أنهم صدروا الإناث من ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ، علماً بأنها مورداً لما يقارب الـ(%61) ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، إلا أنه ومن المؤسف حقاً أن نظام (المخلوع) عمر البشير جعل السودان بلداً فقيراً بـ(الفساد) بعد أن كان مصنفاً ﻣﻦ بين ﺃﻛﺒﺮ ﺛﻼﺙ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻓﻲ إفريقيا ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ إلي جانب أنه تتوفر فيه الموارد الطبيعية، كاﻟﻤﻴﺎﻩ والأراضي الزراعية، والتي تلعب دوراً رئيسياً في التنمية، إذ أن ثلثي مساحة السودان صالحة للزراعة والرعي الأمر الذي حدا بأنظار العالم أن تلتفت له على أساس أنه (ﺳﻠﺔ ﻏﺬﺍﺀ العالم)، وعليه تقدر ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ العام 1998م، ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ (16,900,000) ﻫﻜﺘﺎﺭ ‏(41.8 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ) ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻮالي ( 1.9) ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻫﻜﺘﺎﺭ ‏(4.7 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ) ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ما الأسباب التي جعلت الذهب السوداني الأبيض (القطن) و(عباد زيت الشمس) و(السمسم) و(الذرة) وغيرها من المنتجات الزراعية تتلاشي من المشهد الاستثماري رغماً عن أنها من السلع ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ التي يعتمد عليها ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ في إجمالي الصادر، فمثلاً السودان مصنف ثالث دولة في العالم في زراعة (السمسم)، ويحتل المركز الثاني في ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ (ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ)، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ أنه غني باﻟﺜﺮﻭﺓ (ﺍﻟﺴﻤﻜﻴﺔ) ، والتي يتم اصطيادها من (ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ) و(اﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ)، كما أن لديه ثروة حيوانية ﺒﺮﻳﺔ ‏(ﺃﺑﻘﺎﺭ - ﺃﻏﻨﺎﻡ - ﻣﺎﻋﺰ - إبل)، وتعتبر المنتجات ﺍﻟﺰﺭﺍعية ﻣﺜﻞ (ﺍﻟﻘﻄﻦ)، (ﺍﻟﺼﻤﻎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ)، (ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ) ﻭ(ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ) من أجود وأهم الصادرات، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ، ومن المعروف أن الأراضي الزراعية السودانية تمتاز ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺑﺔ، ولا تواجهها معوقات طبيعية، وتلعب ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ دوراً ريادياً في إجمالي الناتج المحلي، والذي يبلغ نحو (%34) ﻭﻓﻘﺎً ﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ، وﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ (%46) ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ. ﺇﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ، وﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﻌﻲ ﻟﻪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻮﺍﻛﺐ، ﻭﻳﺘﻄﻮﺭ ﺗﻘﻨﻴﺎً إلا أن نظام البشير الفاسد لم يكن يرغب في ذلك، وكل ما تم في هذا الإطار اجتهادات ذاتية، وبالتالي ظل إحساس الظلم والتهميش وﻫﻀﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ وﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ معشعشاً في الدواخل، ﻟﺬﺍ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻨﻪ، ﻭﺻﺎﺭ هو ﺟﺰﺀﺍً منهم ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺮﻳﺮ، ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺆﻟﻢ، فهو ﻳﻄﻞ على الجميع ﺑﻠﻮﻥ (ﺃﺳﻮﺩ)، ﻟﻮﻥ ﻻﻳﺪﻉ لهم ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻭﻻ ﻳﺠﺪون ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻟﻠﺒﻴﺎﺽ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻭلاتهم الإﻣﺴﺎﻙ ﺑﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺪﺙ؟ ﻻ ﺟﺪﻭﻱ، ﺑﻌﺪ الضياع ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻤﻀﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ والسنين في ذلك النظام البائد، (يا خي دا بلا وانجلي).

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...