..........................
سيدة تفاجئها والدتها بـ(التبني) أنها ثمرة (الخطيئة) بعد وفاة زوجها
.........................
شاب يكتشف فقدانه السند بسبب ورثة والده بـ(التبني) بالخرطوم ولكن!!
........................
وقف عندها : سراج النعيم
........................
كثُر الأطفال فاقدي السند كحالات كثيرة في المجتمع، وكثر الحديث حول ظاهرة الإنجاب خارج مؤسسة الزواج، ولكن بكل أسف لا حياة لمن تنادي، فما زالت الظاهرة تلقي بظلالها السالبة علي من هم لا ذنب لهم في جرم ارتكبه الكبار في لحظات (طيش) يأتي علي إثره طفلاً أو طفلة، إذ يخرجون إلي الدنيا ضحايا للأخطاء سالفة الذكر، مما ينجم عن ذلك الكثير من العوامل البيئية المحيطة بهم دون وجود الحماية الأبوية، وبالتالي يظل السؤال قائماً كيف ينظرون إلي الحاضر، ومن ثم المستقبل المرتبط ارتباطاً عميقاً بالماضي؟ ومن هذه النظرة يجدون أنفسهم في واقع مجهول، ونظرات العامة تشير إلي أنهم نتاج لعلاقة غير شرعية، وبالمقابل يفقد الإحساس بالإنسانية التي يجب أن يجدها من الجميع، كما هو الحال في العلاقات القائمة بين الناس في المحيط الأسري خاصة وأنهم فئة من فئات المجتمع، لذلك يستحقون الاحترام من الكبير والصغير معاً، وذلك بالرعاية والعطف لأنهم بأي حال من الأحوال لا ذنب لهم في أن يكونوا نتاج ثمرة الخطيئة، فهم أكثر الناس ظلماً في المجتمعات بصورة عامة.
وفي هذا السياق كشفت شابة في مقتبل العمر النقاب عن قصتها المؤثرة قائلة : أصحبت ضحية الإنجاب غير الشرعي بعد ساعتين فقط من تاريخ إنجابي، وهو الأمر الذي لم أكن أتصوره في أي يوم من الأيام نهائياً لأن حياتي كانت لها طعماً أخراً قبل أن يتم وضعي هذا الموضع، فيما أجد أن الأب الذي نسبت إليه في شهادة الجنسية وشهادة التسنين توفي إلي رحمة مولاه، ما حدا بي الإصرار علي مواصلة رحلة البحث المضني عمن يقودني إلي والدتي ووالدي ولو لم يعترفا بي، وذلك من واقع أن التجربة بالنسبة لي أشد قسوة وإيلاماً، وهي تجربة عميقة وكبيرة جداً عليّ، ولا يمكن إلا أن تهزني حتى الأعماق لأن أول مشهد انطبع في ذاكرتي كالوشم هو مشهد والدتي بالتبني وزوجها الذي مثل دور الأب بأحاسيس ومشاعر نبيلة، فلم أحتمل مفاجأة أنني (لقيطة) ترى أن كل أحلامها انهارت انهياراً مريعاً دون أن تكتب لها نهاية سعيدة، فالقصة حزينة، نعم حزينة جداً من حيث السناريو والتفاصيل، وبالتالي ما أنا فيه ليس له معنى سوي معني واحد هو أنني ضائعة، نعم ضائعة، وهذا الضياع لا رجعه منه، وذلك نتيجة فعل لا ذنب لي فيه، إنما هو ناجم عن خطأ أرتكبه الكبار، ولكن في نهاية المطاف أتحمل أنا الضحية تبعاته.
وأضافت والدموع تتساقط منها مدراراً دون أن تأبه بها أو تسعي إلي مسحها بطرف ثوبها قائلة : أصبحت علي خلفية ذلك الواقع المرير (يتيمة) صنعتها قسوة المجتمع الذي تدور في فلكه قصتي هذه، وتتخذ مكانها ضمن ما يسمى بالمواضيع ذات الاحتياجات الخاصة التي تظل طي الكتمان لأننا نخجل من التطرق إليها خوفاً من الفضيحة، وبالمقابل نتجاهل ذلك أو نتعمد التجاهل لاعتبارات لا تمت بصلة للواقع المعاش، مما أنتج الأطفال (مجهولي الأبوين)، بينما نجد أن الأسباب معقدة وشائكة للدرجة التي تحمل بين طياتها الكثير من الصعوبات التي لا يمكن أن تستنتج أو تتنبأ في إطارها بما يمكن أن يخبئه لك القدر في الغد القريب أو البعيد، لذلك أدي هذا الأمر للتراجع بالأساس ناحية الأفكار السالبة، وهي الأفكار التي قادت إلي الخلفيات المتعلقة بالعادات والتقاليد السودانية السمحة التي لا علاقة لها بما ذهبت إليه هذه السيدة أو ذلك السيد اللذين نسيا أو تناسيا أنها لا تنفصل عن الدين الإسلامي الذي تربينا في كنفه حتى أنه أصبح يسري في دماءنا.
فيما وضع شاب يبلغ من العمر أكثر من ( 35) عاماً، مأساته المتمثلة في أنه مجهول الأبوين، ولم يكتشف هذه الحقيقة المرة إلا بعد وفاة والده بالتبني، وكان آنذاك الوقت يبلغ من العمر ( 14) عاماً.
وقال : بدأت قصتي منذ أن كان عمري يوماً واحداً إذ أنني تخرجت من دار الإيواء الأطفال (مجهولي الأبوين)، وذلك قبل اكثر من ( 35) عاماً، إذ أخذني والداي بـ(التبني) من أحدي دور الإيواء للعيش في كنفهما فهما لا ينجبان ، وكنت معهما في غاية السعادة إلى أن توفي والدي بالتبني، فما كان من والدتي بـ(التبني) إلا ووضعت بين يدي حقيقة أنهما تبنياني من إحدي الدور المهتمة بالأطفال (مجهولي الأبوين) الأمر الذي اضطرني للانتقال من منزلها إلي منزل الجيران الذي ظللت مقيماً فيه إلي أن أصبح عمري ( 18) عاماً، وبعد ذلك اتجهت إلي أن أعمل عملاً حراً إلي أن سنحت لي فرصة الوظيفة.
واستطرد : مشكلتي تكمن في عدم إيجادي مأوي، فالمنزل الذي أقطن فيه بالإيجار، وهذا الإيجار أنهك ميزانيتي جداً، ولا أجد أي شخص يمكنه أن يساعدني كسائر الأبناء الذين لديهم آباء شرعيين يقفون إلي جوارهم ويوفرون لهم سبل العيش الكريم، ومع هذا وذاك تجدني محاصراً بنظرة المجتمع الذي ينظر اليّ نظرة سالبة باعتبار أنني (مجهول الأبوين) أو (لقيط) رمي به أبواه الحقيقيان في مكب من النفايات أو الطرقات العامة أو أمام باب أحد المساجد ورغماً عن ذلك كنت محظوظاً كون أنني تبناني رجلاً فاضلاً لم يبح بسري إلا لزوجته وبعض أقربائه، وعندما رحل عن الدنيا اكتشفت (سري)، فلم يكن أمامي إلا الامتثال للأمر الواقع بالرغم من أنني أصبت بصدمة شديدة لم أستوعب معها الأمر، ولكن ليس باليد حيلة، فأنا نتيجة نزوة وشهوة شيطانية عابرة بين رجل وإمرأة لا أعرف أين هما الآن؟.
وتابع : ما الذنب الذي اقترفته حتى يعاملني الناس معاملة الإنسان الذي ارتكب جرماً، فكلما تقدمت لخطبة فتاة من الفتيات، أتفاجأ بالرفض، فأسأل نفسي ما الذنب الذي جنيته؟!!.
وتبقي ظاهرة الأطفال (مجهولي الأبوين) فريده في نوعها لأن ضحاياها يواجهون في ظلها تياراً جارفاً، وتبقي قضايا الأطفال الذين ينجبون خارج الرباط الشرعي قائمة إلا أن كل واحدة منها تختلف عن الأخري من حيث السيناريو والتفاصيل، فكلكم تعرفون أن الأطفال اللقطاء يفتقدون للأمهات والإباء، مما يقودني إلي طرح السؤال الصعب، هل يمكن أن يكون هؤلاء الأطفال (مجهولي الأبوين) أيتاماً لعدم إنتمائهم إلي هذه الأم أو ذاك الأب الذي يمنحهم الهوية، فالأمر في إطار ذلك الواقع يقتصر على الأطفال الشرعيين فقط حتي لو أنتقل آباهم وأمهاتهم إلي الرفيق الأعلى، فالأمر ببساطة واضح وضوح الشمس من حيث الجوهر والمضمون، لذلك أري أن أي طفل أو طفلة (لقيط) هما من ضمن الأيتام لأنهما في المقام الأول والأخير من صنعة البشر الذين لطخوا ماضيهم بدماء الخطيئة، فهل هم علي وعي بأنهم تسببوا في مثل هذه الكوارث الناتج عنها تلك الحالات المخالفة لشرع الله سبحانه وتعالي، بالمقابل يظل ذلك الشيء جرم في حق الإنسانية والدين لأنهم لو كانوا علي هدى بهذه الحقيقة ما فكروا في ارتكاب الخطيئة التي تجلب لهم وصمة العار والفضيحة أن طال الزمن أو قصر لأن المولي عز وجل يمهل ولا يهمل، ومن هنا تجد أنني علي قناعة راسخة جعلتني لا أطلق علي من ينجبون الأطفال خارج الرباط الشرعي صفة الأمومة والأبوة لأنهم لا يتمتعون بذرة من هذه الصفة التي لا يدركون معناها السامي، فالفعل منافي للشرع والقانون، لذلك يظل سؤالي قائماً ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء حتى ترسم لهم الأمهات و الإباء واقعاً مغايراً للواقع الذي يمكنه أن يقودهم إلي الطريق القويم الخالي من الأشواك التي يضعونها لهم في المستقبل والذي يمثل لهم بعد اكتشاف قصصهم واقعاً مجهولاً في كل النواحي الحياتية، لذلك كان عليهم أن يسألوا أنفسهم قبل الأقدام علي هذه الخطوة المظلمة كيف ستكون حياتهم إذا أمد الله سبحانه وتعالي في الآجال، ألم يسألوا أنفسهم كيف سنعيش في الظلمات ونحن نبحث عن الأمومة والأبوة والهوية المفقودة التي ربما تظل كذلك إلي ما لا نهاية في الكثير من الحالات المماثلة ؟!.
بينما ﺑﺜﺖ ﻗﻨﺎﺓ (ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ) ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ في وقت لاحق ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻗﺮﻳﺔ (sos) ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ إيواء ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ (ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ) ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻣﺘﺄﻣﻼً ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻜﺲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ، ﻭﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻜﺴﻮﺍ ﻭﺍﻗﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻻ ﻳﻮﻟﻮﻧﻬﺎ ﺃﻱ اهتمام.
ﻭﻋﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻧﺐ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮﻓﻮﻩ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﻬﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻬﻢ ﺣﻘﻮﻕ ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ .
ﻭﻧﻔﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺃﻧﻬﻢ ﻇﻬﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ.
ﻭﺃﺷﺎﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ﻣﺸﻴﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺼﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً.
ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﺘﺤﺪﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ : (ﻳﺠﺐ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ).
سيدة تفاجئها والدتها بـ(التبني) أنها ثمرة (الخطيئة) بعد وفاة زوجها
.........................
شاب يكتشف فقدانه السند بسبب ورثة والده بـ(التبني) بالخرطوم ولكن!!
........................
وقف عندها : سراج النعيم
........................
كثُر الأطفال فاقدي السند كحالات كثيرة في المجتمع، وكثر الحديث حول ظاهرة الإنجاب خارج مؤسسة الزواج، ولكن بكل أسف لا حياة لمن تنادي، فما زالت الظاهرة تلقي بظلالها السالبة علي من هم لا ذنب لهم في جرم ارتكبه الكبار في لحظات (طيش) يأتي علي إثره طفلاً أو طفلة، إذ يخرجون إلي الدنيا ضحايا للأخطاء سالفة الذكر، مما ينجم عن ذلك الكثير من العوامل البيئية المحيطة بهم دون وجود الحماية الأبوية، وبالتالي يظل السؤال قائماً كيف ينظرون إلي الحاضر، ومن ثم المستقبل المرتبط ارتباطاً عميقاً بالماضي؟ ومن هذه النظرة يجدون أنفسهم في واقع مجهول، ونظرات العامة تشير إلي أنهم نتاج لعلاقة غير شرعية، وبالمقابل يفقد الإحساس بالإنسانية التي يجب أن يجدها من الجميع، كما هو الحال في العلاقات القائمة بين الناس في المحيط الأسري خاصة وأنهم فئة من فئات المجتمع، لذلك يستحقون الاحترام من الكبير والصغير معاً، وذلك بالرعاية والعطف لأنهم بأي حال من الأحوال لا ذنب لهم في أن يكونوا نتاج ثمرة الخطيئة، فهم أكثر الناس ظلماً في المجتمعات بصورة عامة.
وفي هذا السياق كشفت شابة في مقتبل العمر النقاب عن قصتها المؤثرة قائلة : أصحبت ضحية الإنجاب غير الشرعي بعد ساعتين فقط من تاريخ إنجابي، وهو الأمر الذي لم أكن أتصوره في أي يوم من الأيام نهائياً لأن حياتي كانت لها طعماً أخراً قبل أن يتم وضعي هذا الموضع، فيما أجد أن الأب الذي نسبت إليه في شهادة الجنسية وشهادة التسنين توفي إلي رحمة مولاه، ما حدا بي الإصرار علي مواصلة رحلة البحث المضني عمن يقودني إلي والدتي ووالدي ولو لم يعترفا بي، وذلك من واقع أن التجربة بالنسبة لي أشد قسوة وإيلاماً، وهي تجربة عميقة وكبيرة جداً عليّ، ولا يمكن إلا أن تهزني حتى الأعماق لأن أول مشهد انطبع في ذاكرتي كالوشم هو مشهد والدتي بالتبني وزوجها الذي مثل دور الأب بأحاسيس ومشاعر نبيلة، فلم أحتمل مفاجأة أنني (لقيطة) ترى أن كل أحلامها انهارت انهياراً مريعاً دون أن تكتب لها نهاية سعيدة، فالقصة حزينة، نعم حزينة جداً من حيث السناريو والتفاصيل، وبالتالي ما أنا فيه ليس له معنى سوي معني واحد هو أنني ضائعة، نعم ضائعة، وهذا الضياع لا رجعه منه، وذلك نتيجة فعل لا ذنب لي فيه، إنما هو ناجم عن خطأ أرتكبه الكبار، ولكن في نهاية المطاف أتحمل أنا الضحية تبعاته.
وأضافت والدموع تتساقط منها مدراراً دون أن تأبه بها أو تسعي إلي مسحها بطرف ثوبها قائلة : أصبحت علي خلفية ذلك الواقع المرير (يتيمة) صنعتها قسوة المجتمع الذي تدور في فلكه قصتي هذه، وتتخذ مكانها ضمن ما يسمى بالمواضيع ذات الاحتياجات الخاصة التي تظل طي الكتمان لأننا نخجل من التطرق إليها خوفاً من الفضيحة، وبالمقابل نتجاهل ذلك أو نتعمد التجاهل لاعتبارات لا تمت بصلة للواقع المعاش، مما أنتج الأطفال (مجهولي الأبوين)، بينما نجد أن الأسباب معقدة وشائكة للدرجة التي تحمل بين طياتها الكثير من الصعوبات التي لا يمكن أن تستنتج أو تتنبأ في إطارها بما يمكن أن يخبئه لك القدر في الغد القريب أو البعيد، لذلك أدي هذا الأمر للتراجع بالأساس ناحية الأفكار السالبة، وهي الأفكار التي قادت إلي الخلفيات المتعلقة بالعادات والتقاليد السودانية السمحة التي لا علاقة لها بما ذهبت إليه هذه السيدة أو ذلك السيد اللذين نسيا أو تناسيا أنها لا تنفصل عن الدين الإسلامي الذي تربينا في كنفه حتى أنه أصبح يسري في دماءنا.
فيما وضع شاب يبلغ من العمر أكثر من ( 35) عاماً، مأساته المتمثلة في أنه مجهول الأبوين، ولم يكتشف هذه الحقيقة المرة إلا بعد وفاة والده بالتبني، وكان آنذاك الوقت يبلغ من العمر ( 14) عاماً.
وقال : بدأت قصتي منذ أن كان عمري يوماً واحداً إذ أنني تخرجت من دار الإيواء الأطفال (مجهولي الأبوين)، وذلك قبل اكثر من ( 35) عاماً، إذ أخذني والداي بـ(التبني) من أحدي دور الإيواء للعيش في كنفهما فهما لا ينجبان ، وكنت معهما في غاية السعادة إلى أن توفي والدي بالتبني، فما كان من والدتي بـ(التبني) إلا ووضعت بين يدي حقيقة أنهما تبنياني من إحدي الدور المهتمة بالأطفال (مجهولي الأبوين) الأمر الذي اضطرني للانتقال من منزلها إلي منزل الجيران الذي ظللت مقيماً فيه إلي أن أصبح عمري ( 18) عاماً، وبعد ذلك اتجهت إلي أن أعمل عملاً حراً إلي أن سنحت لي فرصة الوظيفة.
واستطرد : مشكلتي تكمن في عدم إيجادي مأوي، فالمنزل الذي أقطن فيه بالإيجار، وهذا الإيجار أنهك ميزانيتي جداً، ولا أجد أي شخص يمكنه أن يساعدني كسائر الأبناء الذين لديهم آباء شرعيين يقفون إلي جوارهم ويوفرون لهم سبل العيش الكريم، ومع هذا وذاك تجدني محاصراً بنظرة المجتمع الذي ينظر اليّ نظرة سالبة باعتبار أنني (مجهول الأبوين) أو (لقيط) رمي به أبواه الحقيقيان في مكب من النفايات أو الطرقات العامة أو أمام باب أحد المساجد ورغماً عن ذلك كنت محظوظاً كون أنني تبناني رجلاً فاضلاً لم يبح بسري إلا لزوجته وبعض أقربائه، وعندما رحل عن الدنيا اكتشفت (سري)، فلم يكن أمامي إلا الامتثال للأمر الواقع بالرغم من أنني أصبت بصدمة شديدة لم أستوعب معها الأمر، ولكن ليس باليد حيلة، فأنا نتيجة نزوة وشهوة شيطانية عابرة بين رجل وإمرأة لا أعرف أين هما الآن؟.
وتابع : ما الذنب الذي اقترفته حتى يعاملني الناس معاملة الإنسان الذي ارتكب جرماً، فكلما تقدمت لخطبة فتاة من الفتيات، أتفاجأ بالرفض، فأسأل نفسي ما الذنب الذي جنيته؟!!.
وتبقي ظاهرة الأطفال (مجهولي الأبوين) فريده في نوعها لأن ضحاياها يواجهون في ظلها تياراً جارفاً، وتبقي قضايا الأطفال الذين ينجبون خارج الرباط الشرعي قائمة إلا أن كل واحدة منها تختلف عن الأخري من حيث السيناريو والتفاصيل، فكلكم تعرفون أن الأطفال اللقطاء يفتقدون للأمهات والإباء، مما يقودني إلي طرح السؤال الصعب، هل يمكن أن يكون هؤلاء الأطفال (مجهولي الأبوين) أيتاماً لعدم إنتمائهم إلي هذه الأم أو ذاك الأب الذي يمنحهم الهوية، فالأمر في إطار ذلك الواقع يقتصر على الأطفال الشرعيين فقط حتي لو أنتقل آباهم وأمهاتهم إلي الرفيق الأعلى، فالأمر ببساطة واضح وضوح الشمس من حيث الجوهر والمضمون، لذلك أري أن أي طفل أو طفلة (لقيط) هما من ضمن الأيتام لأنهما في المقام الأول والأخير من صنعة البشر الذين لطخوا ماضيهم بدماء الخطيئة، فهل هم علي وعي بأنهم تسببوا في مثل هذه الكوارث الناتج عنها تلك الحالات المخالفة لشرع الله سبحانه وتعالي، بالمقابل يظل ذلك الشيء جرم في حق الإنسانية والدين لأنهم لو كانوا علي هدى بهذه الحقيقة ما فكروا في ارتكاب الخطيئة التي تجلب لهم وصمة العار والفضيحة أن طال الزمن أو قصر لأن المولي عز وجل يمهل ولا يهمل، ومن هنا تجد أنني علي قناعة راسخة جعلتني لا أطلق علي من ينجبون الأطفال خارج الرباط الشرعي صفة الأمومة والأبوة لأنهم لا يتمتعون بذرة من هذه الصفة التي لا يدركون معناها السامي، فالفعل منافي للشرع والقانون، لذلك يظل سؤالي قائماً ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء حتى ترسم لهم الأمهات و الإباء واقعاً مغايراً للواقع الذي يمكنه أن يقودهم إلي الطريق القويم الخالي من الأشواك التي يضعونها لهم في المستقبل والذي يمثل لهم بعد اكتشاف قصصهم واقعاً مجهولاً في كل النواحي الحياتية، لذلك كان عليهم أن يسألوا أنفسهم قبل الأقدام علي هذه الخطوة المظلمة كيف ستكون حياتهم إذا أمد الله سبحانه وتعالي في الآجال، ألم يسألوا أنفسهم كيف سنعيش في الظلمات ونحن نبحث عن الأمومة والأبوة والهوية المفقودة التي ربما تظل كذلك إلي ما لا نهاية في الكثير من الحالات المماثلة ؟!.
بينما ﺑﺜﺖ ﻗﻨﺎﺓ (ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ) ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ في وقت لاحق ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻗﺮﻳﺔ (sos) ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ إيواء ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ (ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ) ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻣﺘﺄﻣﻼً ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻜﺲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ، ﻭﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻜﺴﻮﺍ ﻭﺍﻗﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻻ ﻳﻮﻟﻮﻧﻬﺎ ﺃﻱ اهتمام.
ﻭﻋﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻧﺐ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮﻓﻮﻩ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﻬﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻬﻢ ﺣﻘﻮﻕ ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ .
ﻭﻧﻔﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺃﻧﻬﻢ ﻇﻬﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ.
ﻭﺃﺷﺎﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ﻣﺸﻴﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺼﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً.
ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﺘﺤﺪﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ : (ﻳﺠﺐ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق