............................
ندي القلعة ستبدأ الغناء من الصفر بعد إيقاف أغنياتي الـ(150) أغنية
.................................
لهذا السبب مظلوم ظلم الحسن والحسين في خلافي مع هذه الفنانة
..................................
جلس إليه : سراج النعيم
..............................
واصل الشاعر الشاب هيثم عباس فتح النيران علي المطربة ندي محمد عثمان الشهيرة بـ(القلعة) بعد التصريح الذي وصفته فيه بـ(التاجر) وليس (الشاعر)، مؤكداً أنه جهز لها مبلغ فسخ العقد القانوني المبرم بينه وبينها، مشيراً إلى أن لكل بداية فنية نهاية، وها هي تكتب نهاية الثنائية الممتدة إلى عشرون عاماً.
وقال : اتجهت علي هذا النحو بعد أن فقدت العلاقة الفنية (الود)، (الاحترام)، (الإخاء) و(الصداقة)، وبغض النظر عن أبعادها المهنية، وما يتخللها من خلافات مهنية ما بين الفينة والأخري، إلا أنها لم تصل في يوم من الأيام إلى حد (الإساءات) و(التجريح)، وخلال تلك الفترة حفلت بما يقرب عن المائة وخمسون أغنية، والتي عرفها المتلقي عبر عقدين من الأجيال، لذا لا أعتقد أن من كان (تاجراً) سيكون بلا كلمة ويخسر الرهان الذي ظل متمسكاً به علي مدي سنوات وسنوات.
وأضاف : وبما إن المطربة ندي القلعة اعتبرتني (تاجراً) وليس (شاعراً) يجب أن تمنحني عائداً مادياً مجزياً حتي لا اضطر إلى عرض تجارتي لآخرين، وإذا كانت تظن أنها سوف تهزني بمثل هذه التصريح، فهي لم تعرفني جيداً، ومع هذا وذاك تكفيني تجارب شكلت في إطارها ثنائيات منها مع الأسطورة وعبقري زمانه الراحل محمود عبدالعزيز الذي لم يضعني في يوم من الأيام موضع الشك والظن في فنه، وكذلك الأمر ينسحب علي أسماء لم يكن بيني وبينها أي عقود.
وأردف : ندي القلعة غير ملزمة بالالتزام بتنفيذ بنود العقد المضمنة فيه الأغنيات التي أشرت لها مسبقاً، لذا يجب علي الرأي العام وهو المتلقي لأعمالي الغنائية بصوتها أن يثقف نفسه بقانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف حتى يكون ملماً الماماً تاماً بكل كبيرة وصغيرة لما يترتب عليه فسخ العقد مع (ندي القلعة) في الأغنيات التي تطرقت إليها، مما يلقي علي عاتقي دوراً كبيراً في التأطير لهذا المفهوم القانوني في أوساط تلك الجماهير حتى لا تتحامل علي طرف دون الآخر من واقع أن المطربة تجازوت ذلك بتصريح لا يحتمل الصمت بأي شكل من الاشكال لأنه يفترض في تبصير الجمهور بحقيقة الكيفية التي تتم بها عملية صناعة هذه الأغاني في مراحلها المختلفة مع التأكيد بأنها ليست هواية فقط، إنما هي أصبحت مسألة إحترافية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني.
في رده علي سؤال حول كيف ستكون ندي القلعة بدون أعماله؟
قال : لا أعرف كيف ستكون بدون أغنياتي، ولكن عن نفسي أقول لك أنا في حاجة ماسة لفسخ العقد مع ندي وايقافها من ترديد هذه الأعمال الغنائية حتى أستطيع أن أسلك طريقاً مغايراً لما كنت اسلكه في الفترة الماضية، لأنني أمتلك لونيات مختلفة لهذه اللونية أود أن أطرحها علي المتلقي في المستقبل القريب والبعيد معاً، ومع هذا كله يحدوني أمل في تحقيق النجاح بعيداً عن الثنائية مع الفنانة ندي القلعة التي كانت تقف حجر عثرة أمام خروج هذه الإبداعات للجمهور لأنها حصرتني في نطاق ضيق جداً، لذلك سوف أتجاوزها إن طال الزمن أو قصر، فهي وقفت في طريقي الذي كان يفترض أن يكون ممهداً للأفكار الغنائية الجديدة التي هي بحوزتي الآن علي أساس أن التجربة التي جمعتني بها كانت تتطلب مني بذل الجهد الكبير جداً حتى ننجح فيما نحن خططنا له، ولكن رغماً عن ذلك وصلنا إلى طريق مسدود بما ذهبت إليه من تصريح ليس فيه إحتراماً للتجربة، فلا أنا أحمل لها في جعبتي الجديد، ولا هي لديها الجديد الذي يمكن أن تقدمه للجمهور في حين أنني لدي المقدرة لتقديم أعمال غنائية لفنانين وفنانات آخرين وبشكل لا يشبه الشكل الذي طرحته معها في التجربة السابقة.
هنالك آراء تقول أنه لولا ندي القلعة لما كان هيثم عباس؟
قال : لا أتفق معهم لسبب بسيط يتلخص في الآتي هو أن الفنان الشاب محمود عبدالعزيز أسهم إسهاماً كبيراً في إظهار شخصي للملتقي السوداني من خلال أعمال غنائية خالدة في ذاكرة جمهوره العريض مثلاً (تروحي أن شاء الله في ستين، تؤام روح، ما بلومكم في ظنونكم، وأكتبي لي وطمنيني عليك)، وعندما تعاملت مع الفنانة ندي القلعة كانت تتلمس في خطاها الأولي بمعني أنها وجدتني نجماً معروفاً في الحركة الغنائية السودانية، وبالتالي هي التي استفادت من بروز اسمي والارتباط به فنياً لأنني عندما شكلت معها هذه الثنائية كنت شاعراً وملحناً محترفاً لمهنة الغناء في زمن لم يكن يعرف فيه احداً ماهية الاحتراف بدليل أن إنتاجي الشعري واللحني محتكر لدي شركة البدوي للإنتاج الفني والتوزيع التي هي أيضاً تحتكر الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الذي كان ومازال رأس الرمح للأغنية السودانية، لذلك لم أكن في حاجة لأن تغني من كلماتي والحاني الفنانة ندي القلعة لولا إيماني القاطع بالقضية التي احسست أنها أفضل من يوصلها للمتلقي.
هل تجربة ندي القلعة توقفت في هذه المحطة؟
قال : لو كانت مع هيثم عباس أو خلافه هي في الوقت الحاضر في مرحلة مفصلية من تاريخ مسيرتها الفنية، يعني بالبلدي (كده دا حدها)، فهي استنفذت اقراضها الغنائية، لذلك اعفني من سؤال ثنائيتها مع أي شاعر آخر لأنه في استطاعتي تقييم منتوجي الإبداعي وأترك تقييم أشياء الآخرين للجمهور والشارع العام، وأنفي ما يقال حول أنني سأتجه بالأغاني إلى المطربة ميادة قمرالدين أو المطربة حرم النور.
وتابع : الخلاف بيني وندي القلعة ليس مادياً إنما افرزه تصريحها الأخير، وهو لم يؤثر في تجربتي ولن يؤثر فيها مهما كانت الأسباب والدواعي ، ولكن لكل قصة نهاية تتألف فصولها في الختام الذي وصلت علي إثره إلى حد ليس في مقدورها أن تقدم بعده شيئاً جديداً لجمهورها وللحركة الفنية، كما أنني لم أعد قادراً علي أن أقدم لها ما يمكن أن ينشلها من هذا الركون الذي تركن له، فإذا هي تغني لي في الحفل الواحد 20 أغنية تقريباً من جملة 150 أغنية ، فهي بلا شك ستبدأ مسيرتها الغنائية من الصفر، فأنا تعاملت فنياً مع فنانين وفنانات كثر بنماذج كانت تصب في إطار تبادل فكري ثقافي لم يكن القصد منه مادياً حيث كانت نظرتي لهذا المنتوج الفكري الثقافي نظرة حرفية، فلم يسبق أن أخذت ممن تعاملت معهم مقابلاً مادياً بما فيهم ندي القلعة التي أركز عليها من باب الشراكة التي جمعتني بها، وتخوفي نابع من الأشياء المنقولة حتى من دون أن يكون هؤلاء الناس ملمين بتفاصيل هذا الخلاف خاصة في مسألة الأرقام الفلكية التي يتطرقون لها، وهي جعلتني أكون مظلوماً ظلم الحسن والحسين.
وليعلم الجميع أنني لست مادياً بقدر ما أنا أبحث عن إيجاد صيغة تخرجنا من هذا النفق المظلم، فلو كان الأمر مبني علي حسابات الهوية والغناء من أجل الغناء فحسب فليكن لهم ما أرادوا وليكن لي عدم التعامل فنياً مع هذه الفنانة.
واوضح : انتظر أن تفسخ ندي القلعة العقد المبرم بيني وبينها حتي اتفرغ لفنانات أخريات يقدمن الفن من حيث قضايا وهموم المجتمع السوداني وإرضاء الأذواق المتباينة والمختلفة في ثقافاتها المحلية، والاتجاه علي ذلك النحو أهدف منه لخلق نوعيات متباينة ومختلفة في مجال الغناء علي أساس أن تكون مقبولة نسبياً أو جيدة أو ممتازة.
وأبان هيثم عباس بأن هذه الارض الطيبة لن تتوقف عن إنجاب المبدعين مضيفاً بالقول : الإبداع ليس بالحصري علي ندي القلعة أو هيثم عباس أو أي زيد من الناس وذي ما بقولوا حواء ولاده، وبالمقابل المسيرة الغنائية ستتواصل من خلالي أو من خلال آخرين، ومن المعلوم لديك ولدي العامة أن العالم أصبح عبارة عن قرية صغيرة تشاهد من خلالها حدثاً في ثواني في أبعد بلاد الدنيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق