مدي الأيادي وانقذي الاحفادي
يا بغداد يا هتاف النداء
كوني تلك المدينة وعيدي
هذه الأمة بقلب أحادي
مبتهجا بنورك غير بعيدا
محتميا بجمالك البهي مشهودا
انهضي وجددي في الموعدا
البسيني ثوب العهد عنيدا
لا تكرسي للجهوية وللقبلية عادي
وشتتي جمع الطوائف الالحادي
فالعرب ترحل منك بالاجسادي
حينما العباس يعانق العثماني
فيوقظا سنة الإسلام أمانة
من فاجر يفجر ويعادي
ويجاهر بالفسادي لتظليل المنادي
الآن المح بغداد نحوي
صاعدا إليها بخيل المعتصمي
حاملا سيف المنصور أمامي
قطعا ساعيد سيرتها الأولي
راسما خارطة المجد سطوعا
مجدداً تاريخها وحضارتها المشهودا
وإن ولي عمري لها المزيد
سأكون أو لا أكون
ساضرع عمرا ليوم جديد
وإن تواري خلف الظل بعيد
واضحيت لبلوغ المقاصد عنيد
وإن ضاع عمر الزمان سدي
وحولي الغرباء وكل الأشقياء
يجددون الألم في احشائي
أرأيت كيف اللحظة تأتي
فأجد نفسي غارقا وحيدا
في أرض حملت خاتم الخلافة
وضريح سيدنا علي شاهدا
وابنيه الحسن والحسين استشهدا
وخلافة المأمون في موجوده
تنبع مني كوحي أتي
فأين أشعل نجمة المساء
طالما خيالات الزيف حبلي
علي مائدة الأمل الفكرة
فالروم والتتر بشر محجة
ركضوا فيها سكري
تعاطوا الخمر حدا مفرطا
ورموا أزمنة القيم مجتمعه
اعترافا ثم سكوتا للطاغية
فاخفي ملامح الجريمة النكراء
فاوراق الشر المضل مطيعة
من أجل الظفر بغنيمة
هكذا نشروا في الهزيمة
بحروب أقرب للحروب الصليبية
وكلما انبتت أرضي ثائرا
تمردت عليه أهواء الصهيونية
وألقت به في ظلال منسية
قائمة علي البغي وطمس الهوية
ما هذه الوجوه المريعة
يا من قدمت إليك سريعا
أين الغطاء وجلباب أبي
وريثما تتذكري سنمصي سويا
فالتسقط قصور فيك وهمية
وتبقي راية الأمل البهية
لا تعرف انحناء قوامه الرياء
أو اهت تحرق كحر الرمضاء
لن نبقي علي الجهلاء
فالمدينة تصلي عيد الفداء
وها أنا ذا ارخي ستائر الشهداء
فلن تنتهي وابشري بذلك اللقاء
كفارس يشق زمن العداء
ويعيد ذكري جدودنا الشهداء
فليس لنا سوي الماضي عزاء
ماض صلاح الدين الأيوبي
الذي نتقاسمه كبش فداء
فالعراق ليس وطنا غربيا
كالسويد وأستراليا وفلندا
ليس غريباً أن اشتكى عضواً
تتداعي له سائر الأعضاء
ما الذي جنيناه من نفطنا
سوي الذل والمهانة والخيانة
وعلو الباطل حد الشقاء
ونحن لا حولة ولا قوة لنا
كلنا نتفرج علي الفناء
الذي يطوقنا به الأعداء
بلوث ابصارنا ببصيرة عمياء
يتربع بيننا كيفما يشاء
لن يطول الإستعمار هنا
طالما إننا سدا منيعا
وإن طال أمد الدخلاء
رويداً رويداً نزيل البلاء
عن أرض عطرها الأنبياء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق