............................
ثمنّ مسؤولون وشرعيون وأكاديميون وإعلاميون ومقيمون سودانيون الخطوة النبيلة التي سبق وأقرتها القيادة السودانية بالمشاركة في صفوف التحالف العربي الداعم لشرعية اليمن ورفض الانقلاب الحوثي، مؤكدين أن ذلك شرف إطاره العام الدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين.
مستعرضين المقولة الشهيرة للرئيس السوداني عمر البشير: “أمن الحرمين خط أحمر” وأن ذلك سجله التاريخ شرفا للسودان وامتدادا لحضورها العربي الشهم في مساندة القضايا الإسلامية.
كما طالبوا قيادتهم كما عهدوها برفض كل الأصوات التي تطالب بإنهاء المشاركة، مؤكدين أن الخطوة كانت تحولا تاريخيا في إعادة العلاقات السودانية مع أشقائها إلى المستوى المأمول.
كما وصف بعضهم بكثير من الفخر من خلال زيارات ميدانية المعنويات العالية للجنود السودانيين على الجبهات مؤكدين أن ذلك مفخرة للشعب السوداني الشقيق وكل أبناء العروبة والإسلام.
قطع يد إيران:
بداية يثمنّ د. عبد المجيد الطيب عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى جهود الدعم والإسناد الذي تقدمه دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية في سبيل استعادة الشرعية وقطع يد إيران في المنطقة.
ومعتبراً أن مشاركة السودان في عمليات التحالف العسكرية باليمن تأتي ضمن العلاقة الأخوية والتاريخية التي تربط السودان بالمملكة العربية السعودية، ولافتاً إلى أن بلاده ستقف قلباً وقالباً مع المملكة في مناصرتها للقضايا العربية وحماية المقدسات الإسلامية.
وقال “الطيب” في حديثه لـ “سبق”: “مشاركة السودان في دعم التحالف العربي في اليمن تأتي ضمن أولوياتها للدفاع عن الحرمين الشريفين وما يكنّه الشعب السوداني كافةً من حب للحرمين والذي ينبثق من ورابط الجوار والدم وروابط كثيرة تجعل السودان حريصة كل الحرص على مواصلة الذود عن الحرمين ضمن الدول الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية قائدة التحالف”.
“أمن الحرمين خط أحمر”
هذا فيما وصف المستشار الإعلامي في المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “مختار العوض موسى” ما يقوم به الانقلابيون الحوثيون بـ”الخطط الفوضوية بغيضة لنشر العبث الشيعي في المنطقة الممتدة من الخليج إلى المحيط من خلال تجنيد بعض الشباب المغرور بهم. أذكر ما قاله حينها الرئيس السوداني “عمر البشير” بالحرف الواحد:” أمن الحرمين خط أحمر ” وتصدرت هذه المقولة مانشيتات الصحف العربية حينها بـ”الخط الأحمر”.
وأكد “الموسى” أنه “لا يتردد لحظةً في حماية الأمن السعودي من كل شر وخطر”، وأبدى اعتزازه بـ”تقدير السعوديين للمشاركة الفاعلة للقوات السودانية لحفظ أمن السعودية ودول المنطقة لمنع أي مساس به من قبل الحوثيين، إضافةً لتعزيز ودعم السلطة الشرعية ممثلةً في الرئيس عبد ربه منصور هادي”.
معنويات عالية:
من جهة ثالثة عبر عدد من الأكاديميين من الجالية السودانية عن فخرهم واعتزازهم بمشاركة القوات السودانية المسلحة ضمن عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. ومؤكدين إن ما لمسوه من معنويات مرتفعة اثناء زياراتهم لهم بالحد الجنوبي يدل على قوتهم وشجاعتهم.
وبين البروفسور عبد النبي عبد الله الطيب رئيس قسم الصحافة والإعلام المكلف بجامعة جازان إنه ليس غريباً أن يكون الجيش السوداني في طليعة المشاركين في التحالف العربي الإسلامي لدعم الشرعية فما يربطنا من علاقات اخوية واستراتيجية بالمملكة العربية والسعودية واليمن كبير وكبير جداً.
موقف ديني ووطني:
وأضاف: “ظل الجيش السوداني وعبر تاريخه الممتد لقرنين من الزمان سندا لإخوته حيث سبق للجيش أن حارب في ليبيا ضد موسوليني الفاشستي وحارب في فلسطين وحارب بجانب الجيش المصري في كل حروبه ضد الجيش اليهودي وحارب مع صدام حسين ضد ملالي إيران، والان يحارب في اليمن انطلاقاً من موقف وطني وديني وتمشياً مع عقيدته الحربية التي تدعم الملهوفين في أي مكان.
وتابع: وأنا كمواطن سوداني أدعم التوجه بأن نكون دوما في طليعة التحالف وقد تشرفت ومعي مجموعة من الأساتذة بجامعة جازان بزيارة أحد معسكرات الجيش السوداني قرب الحدود وكم رأينا وسمعنا تلك الروح المعنوية العالية والتي عبر عنها أفراد المعسكر ضباطا وجنود.
عهد أمام الله:
من جانبه قال أستاذ الصحافة بجامعة جازان الدكتور بدرالدين على حمد محمد: “السودان بلد الحافظين للقرآن الكريم، أرض الشهامة والكرم، والبطولات والتضحيات ، ظل دوماً سداً منيعاً امام الطامعين في النيل من أرضنا المقدسة ، بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، وهاهم ابناء السودان من قوات جيشه الباسل الحافظين لكتاب الله المتمسكين بعقيدتهم تعاهدت هذه القوات أمام الله أن تقف مع قوات الجيش السعودي الظافر بإذن الله تعاهدت بأن لا تمس هذه الارض بسوء من قبل أذناب إيران والتي اعلنت بكل وضوح عن اطماعهم في الاراضي المقدسة.
تحوّل تاريخي:
هذا قيما قال البروفسور مبارك يوسف محمد خير إن مشاركة الجيش السوداني في عمليات عاصفة الحزم لإثبات الشرعية باليمن تأتي وفق قرارات اتخذتها الحكومة السودانية من أجل الحفاظ على المقدسات الاسلامية، حيث أن قوات التحالف العربي تقودها المملكة العربية السعودية ضد المجموعات الحوثية الموالية لإيران.
وتابع: تعد هذه المشاركة تحولاً تاريخيا مهما بل يمكن القول إنها أهم حدث في العام (2015) تحت ظل نظام حكم الرئيس السوداني عمر البشير، ويمكن القول أن هذه المشاركة ازالت الكثير من الجمود في العلاقة بين السودان وبعض الدول العربية بعد أن أضرت بها علاقات سابقة مع طهران.
ومضيفاً:” زرتُ القوات السودانية المقاتلة بالحد الجنوبي أرى أنه على أتم الاستعداد للزود عن الدين والهوية ضد الجماعات الخارجة والمتمردة وصدق الله العظيم حيث يقول (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
التزام عربي وإسلامي:
من جانبه أكد رئيس رابطة الإعلاميين السودانيين بالسعودية عوض أحمد عمر أن مشاركة السودان مع قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لاستعادة الشرعية في اليمن تأتي انسجاما مع مواقف السودان التاريخية والتزاماته تجاه الأمتين العربية والإسلامية، فقد ظل السودان حاضرا على الدوام ولم يتخلف تجاه التزاماته العربية والإسلامية من قبل.
وأضاف “عوض أحمد عمر”:” طالما أن الأسباب لاتزال قائمة وأن الخيار المتاح حاليا هو استمرار الحرب مع الوضع في الاعتبار الإنجازات التي تحققت فالرأي هو بقاء القوات السودانية في اليمن مع قوات التحالف لتواصل جهودها ودورها المشرف، والأمر لو تطلب تطوعا للمشاركة من أبناء السودان في المملكة لما تخلف منهم أحد، ويكفي أنهم بادروا بالتنسيق مع السفارة السودانية هنا في الرياض وتبرعوا بدمائهم أكثر من مرة لأجل دعم الجيش السوداني”.
استقرار القرن الأفريقي:
ومن مدينة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول لـ”سبق” اختصاصي التسويق المقيم السوداني مجتبى خضر محمد: “الارتباط التاريخي والابدي بارض الحجاز شكلت وجدان الشعب السوداني منذ محمل دارفور والمتمثل في كسوة الكعبة. عليه فإن الدفاع عن أرض الحرمين كان هو الدافع الأساسي ودعم الشرعية باليمن يعني استقرار اليمن والمنطقة وخاصة القرن الأفريقي”.
ومضيفا:” نرى الأسباب مازالت قائمة وأن الخطر يهدد المنطقة فواجب علينا الحماية بأرواحنا. شعب السودان يفتخر بهذه المشاركة ونضحي بالغالي والنفيس من أجل دعم الشرعية”.
نصرة أهلنا في اليمن:
هذا فيما يقول مواطنه معتصم هاشم (محاسب) :” لا يزال كثير من السودانيين ترسخ في ذهنهم وجود كثير من تجار التجزئة من الإخوة اليمنيين في السودان وكيف تعايشوا مع إخوانهم السودانيين في ألفة ومحبة وكذلك إعارة المعلمين السودانيين وبأعداد كبيرة في اليمن وما وجدوه من حسن استقبال وكرم وضيافة من الشعب اليمني ومن هنا تأتي مشاركة القوات السودانية لتعزيز هذه العلاقة ولمساعدة اهلنا في اليمن ونصرتهم ضد الظلم الذي حاق بهم وفرض السلام وإعادة الشرعية وفق ما اقتضاه الإجماع العربي مع إخوانهم في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية”.
أصوات نشاز:
وقريباً من ذلك يؤكد صديق بابكر (مسؤول الصياغة والنشر في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة) أن الدفاع عن المملكة هو الذود عن ديار الاسلام والمسلمين فيها القبلة التي يتوجه اليها أكثر من مليار مسلم. وان تعالت الأصوات النشاز من هنا وهناك تهرج بما ل اتعرف وقد التأم شمل التحالف العربي وانبرى لهذه المهمة وكان جند السودان على رأس الرمح جنبا الجنب مع جنود التحالف نسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين في بلاد الحرمين الشريفين وكافة بقاع المعمورة”.
نقول بملء صوتنا (لا):
هذا فيما أبدى الأستاذ الجامعي وليد حسين الخليفة اعتزازه بما أوردته بعض المصادر أن القوات السودانية استطاعت ببسالة رجالها استعادة أكثر من 700 موقع استراتيجي باليمن وهم صمام أمان الحدود الجنوبية لقبلة الإسلام والمسلمين.
ومضيفاً: ” نقول بملء صوتنا لا لسحب القوات السودانية من عاصفة الحزم ضد أولئك الذين ينادون بها ونقول ستبقي القوات السودانية ان شاء الله الي ان تنهي مهمتها كاملة ولتقطع كل يد تعبث ببلاد الحرمين، ومن هنا أرسل التحية الخالصة لكل جندي مرابط في الثغور يقدم روحه صوناً للأرض والعرض، والتحية لقائد عاصفة الحزم الملك سلمان بن عبد العزيز لاختياره لهؤلاء الأشاوس لمعرفته عنهم أنهم قادرون على سد الثغور ورد العدوان وحماية قبلة الاسلام والمسلمين”.
شعب بكامله:
ومن صحة تبوك يستشهد الطبيب صلاح المبارك بحادثة شهيرة ذات دلالات كبيرة: “عندما أعلنت الحكومة وقوفها مع المملكة العربية السعودية ضد تهديدات الحوثي المدعوم من إيران خرج الشعب السوداني في مسيرات هادرة طالبا الذهاب للدفاع عن أرض الحرمين وهذا يدل على إيمان الشعب بهذه القضية والتي هي بالنسبة لنا أمر دين وهذا واجب على كل مسلم أن يدافع عن مهبط الوحي وعن الحرمين الشريفين. وما نسمعه من أصوات نشاز مشككة لا تهمنا فهي لا تعبر عن الشعب السوداني العظيم. اسأل الله العلي القدير أن يحمي بلاد الحرمين من كل سوء وأن يديم الأمن والأمان على هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين اللهم آمين”.
تقارب مستهدف:
ومن منطقة “عسير” يؤكد رئيس الجالية السودانية هناك محمد مدني أن المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية في الوقت الحالي تستوجب التكاتف والتلاحم. ونحن كجالية سودانية تقيم على أرض هذا البلد الطاهر لشرف كبير أن يكون لنا من بين الترسانة التي تقاوم قوى الشر. السودان والمملكة دائما في خندق واحد. العلاقات بينهما يبشر بخير كثير بين البلدين، وهذا ربما يمثل قلقا للبعض. وأدعو كل أهلي وأبناء وطني للتفكير بعمق من هذا المنظور”.
وأوضح: “ما نسمعه من اعتزاز وفخر بالجندي السوداني وهيبته ومكانته، فإننا نعتز بهذه المشاركة التي ستسجل لنا في التاريخ من قبل إخوتنا أهل الشرعية في اليمن، ومن إخوتنا في قيادة التحالف في المملكة”.
مطلب كل العرب:
ومن حائل يقول المقيم السوداني المهندس نبهاني كمال الدوري: “الدفاع عن الحرمين الشريفين خط احمر غير قابل للنقاش، وعودة الشرعية لليمن الشقيق بواسطة التحالف العربي بقيادة السعودية هو مطلب كل العرب وليس السودانيين فقط، وعليه نؤيد بشدة استمرار قواتنا الباسلة والقوات السودانية احدها في التصدي للغاصبين للشرعية, ونسأل الله التوفيق قريبا”.
السودان في موقع طليعي:
وفيما يؤكد مواطنه عصام الدين مبارك نور الدايم أن مشاركة القوات السودانية في المعركة بأرض اليمن ضرورة أملتها الظروف الأمنية الراهنة بالمنطقة العربية تحسباً من الهجمات الفارسية والحوثية ولاستعادة الشرعية في أرض اليمن، يقول المهندس عادل إبراهيم ميرغني: “هذه المشاركة ضرورة دينية لأن الحوثيين يقومون بحرب بالوكالة لصالح إيران، وكان من الضروري إيقافها عند حدها”.
هذا فيما يتفق الدكتور بخيت دفع الله الزين والهادي عبد الكريم أن مشاركة القوات السودانية مع التحالف العربي، سيضمن عودة الشرعية لليمن الشقيق، وأن السودان في موقفه الطبيعي والطليعي، في دعم التحالف العربي لتعزيز ودعم الشرعية في اليمن من أجل التحول الديموقراطي والحل السياسي الشامل لذا ندعم التحالف العربي من اجل هذه المعاني”.
الحاقدون على الإسلام:
هذا فيما يرى رئيس الحسبة وتزكية المجتمع بالسودان “عبد القادر عبدالرحمن أبو قرون” أن وجود القوات السودانية باليمن ليس فيه سلبيات بل هو من الايجابيات بعقد النية للدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين، وعن إخواننا المسلمين باليمن الذين قتلوا وشردوا من ديارهم”.
ويوجه رسالة لوزير الدفاع السوداني: “الأصوات التي نادت بسحب القوات من اليمن وهؤلاء لا يخلو أحدهم من أربعة صفات، اما أنه علماني حاقد على النظام والاسلام، أو أنه عميلٌ للرافضة، أو انه حاقدّ على السعودية، أو أنه مقلد أعمى يخوض مع الخائضين”.
وأضاف مشيداً: “رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع لن تكن متسرعة في اتخاذ قرارها بإرسال قواتها لليمن دفاعًا عن بلاد الحرمين الشريفين ونصرةّ للمسلمين، وتاريخ الإسلام والعروبة ليُسجل للسودان ذلك، فلتخرس هذه الأصوات وليقف البرلمان وقفته الإسلامية والأخوية ضد هؤلاء المرجفين فوالله لا نبتغى بهذه الوقفة إلا نصرةً للدين، ومن زعم غير فإن الله سائله يوم الدين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ سينقلبون”.
بُعد استراتيجي:
هذا فيما يقول المدير التنفيذي لمجموعة سواحل / مجلة رواد الأعمال أمجد هاشم في حديثه لـ”سبق” إنه ومن الطبيعي أن يكون للسودان دور في التحالف العربي وبقوة لأن بذلك يحمي امنة الداخلي باعتبار ان التدخلات الخارجية الإيرانية وأطماعها في المنطقة تمثل تهديدا واضحا له.
مضيفا: لا مناص للسودان أو غيره من الدول إلا الاتجاه صوب التحالفات ذات المصلحة المشتركة والهدف الواحد. تواجد السودان في هذا التحالف العربي إنما يعبر عن البعد الاستراتيجي لدول المنطقة بقيادة المملكة العربية السعودية التي تلعب الدور الأبرز والأقوى في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق