الأربعاء، 7 مارس 2018

سراج النعيم يكتب : في ذكري رحيل المفكر الإسلامي الدكتور حسن الترابي



تمرعلينا هذه الأيام الذكري الثانية لرحيل الشيخ الدكتور الإمام
العالم العلامة المفكرالإسلامي حسن عبدالله الترابي الذي انتقل إلي دار الخلود تاركاً وراءه علماً وفكراًوفلسفة تتوارثها الأجيال جيلاً تلو الآخر.
يعتبرالترابي دون أدني شك سنداً للعلماء الذين لعبوا دوراً ريادياً في قيادة الأمة العربيةوالإسلامية نحو الإيجابية، وكان علم الترابي غزيراً يطرحه بكل شفافية مع ابتسامه دائمةتجدها تعتلي وجهه في أحلك الأوقات، وبما أنه يحمل كل صفات النبوغ والفكر يثق فيه العامةحيث أن مؤلفاته المنتشرة في المكتبات العربية والإسلامية تشكل مرجعاً للكثير منهم،وبرحيله نكون قد أفتقدنا عالماً فذاً.
ظل الترابيطوال حياته سياسياً مدهشاً في السودان وخارجه حيث أنه أسس نهجاً فكرياً إسلامياً سياسياًﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ إنساناً ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎً ﻓﻲ كل ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ التي طرقها، رغماً عن أنه رحل ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎﻫﺰ84 ﻋﺎﻣﺎً، أمضي منها جزءاً كبيراً في ﺯﻋﺎﻣﺔ الإخوان المسلمين وﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ السودانية.
ﺑﺪﺃالدكتور النابغة حسن عبدالله ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ خوض غمار العمل السياسي من خلال جماعة ﺍﻹﺧﻮﺍﻥﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، وهو مازال طالباً بجامعة الخرطوم (ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ) ﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ الماضي،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﺻﻞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ (ﺃﻛﺴﻔﻮﺭﺩ) ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺣﺎﺯﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ في العام 1957م ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺍﺭة ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ (ﺍﻟﺴﺭﺑﻮﻥ) ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ في العام1964م، ثم عاد من هناك إلي وطنه للانخراط في العملﺃﺳﺘﺎﺫﺍً ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻤﻊ ﻧﺠﻤﻪ بعد أن لعب ﺩﻭﺭﺍً ﻣﺤﻮﺭﻳﺎً ﻓﻲﺗﻌﺒﺌﺔ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ، وﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻓﻲ ﺻﺪﺍﺭﺓﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1964م ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻮﻯ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻬﻞ ﻻﺣﻘﺎً انتخابه ﺯﻋﻴﻤﺎً للإﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
فيماﺍﺳﺘﻔﺎﺩ الترابي من حقبة الديمقراطية لإﺳﻘﺎﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ وبناء ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚﻟﻢ ﻳﺪﻡ ﻃﻮﻳﻼً ﺣﻴﺚ ﻧﻔّﺬ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ - ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻺﺳﻼﻣﻴﻴﻦ - إﻧﻘﻼﺑﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻋﺒﺮﻋﻨﺎﺻﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ في العام 1969م.
بينماتم اعتقال ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺑﺘﺤﺮﻳﺾ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺃﻏﻠﺐ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝﻟﻌﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗﻔﺠّﺮﺕ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲونظام حكم النميري الذي قام بإيداعه ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﺎﻡ 1984م، ﻭﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...