السبت، 3 مارس 2018

عاشق الحوت

رجل أعمال معروف يرابط مع زوجته بجوار قبر الفنان الراحل الحوت حتى الساعات الأولي من صباح اليوم التالي






الخرطوم : سراج النعيم

أكد رجل الأعمال المعروف فتح الرحمن عبد الجليل العائد من مدينة جوبا بدولة جنوب السودان انه لم يتمكن من الحضور لمباني الصحيفة في الأيام الماضية للحزن الذي سيطر عليه منذ أن تلقي نبأ وفاة الفنان محمود عبدالعزيز بمستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية التي نقل إليها من مستشفي رويال كير بالخرطوم مشيراً إلي أن علاقة صداقة قوية ربطته بالحوت للدرجة التي لم يكن يرتاح فيها إلا بمنزلي بالجنوب آنذاك الوقت الذي شهدت فيه الكثير من الأحداث التي صاحبت حياته .
وقال : قصتي مع هذا الفنان الجميل بدأت بمنزل الفنان الكبير صلاح بن البادية الذي اعتذر للحضور وقتئذ من الغناء في حفل خاص بحنة العريس (صديق مصطفي) قائلاً بعد أن امسك بالمايك : (أرجو أن تجدوا لي العذر فأنا اليوم مريض ولا استطيع أن اغني لكم في هذه المناسبة ولكن سأدع ولدي محمود عبدالعزيز يغني بالإنابة عني في هذا الحفل) وبالفعل وغني الحوت عدداً من الأغاني منها قالوا لي سرو وظبية البص السريع أما ما تبقي من أغنيات كانت للفنان الهرم كمال ترباس فما كان من العريس المحتفي به إلا وان ابرم تعاقداً اتفاقياً يحيي بموجبه الحوت حفل زفافه في الأيام التالية لليوم الذي شهد حفل الحناء بمنزل صلاح بن البادية بمنطقة شمبات بالخرطوم بحري وكان أن غني الفنان الراحل محمود عبدالعزيز حفل الزفاف الأول له في تاريخه الفني بمدينة ام دوم في العام 1987م ويعتبر هذا الحفل بمثابة الحفل الغنائي الأول في أطار مناسبات الأعراس وكان أن قلت له في تلك الأثناء انه سيكون لك شأن عظيم في خارطة الغناء السوداني الأمر الذي قادني لأن اطلب منه التقاط صورة معه في العام المشار إليه في مناسبة الزواج ومن هناك كانت انطلاقته الحقيقة للتعريف بصوته المتميز.
وأضاف : وما أن انتهي من الغناء في حفل الزواج الذي شهدته مدينة ام دوم إلا وقام عريس أخر تبقي لحفل زفافه أيام بالتعاقد مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز لكي يغني له في تلك المناسبة بالمغاربة دار السلام بالحاج يوسف.
واستطرد : وعندما كان الحوت طريح الفراش بمستشفي رويال كير بالخرطوم كنت أسجل له زيارات وفي احدي هذه الزيارات تفاجأت به مستيقظا فداعبي بطريقته المعهودة : ( خلاص .. خلاص أزفت ساعة الوداع) فلم احتمل تلك الكلمات فبكيت بكاءً شديداً لم استوعب بعده ما يجري من حولي لمعرفتي اللصيقة به فهو لم يقل هذه الكلمات من فراغ بل قالها لإحساسه بأنه مودع هذه الدنيا لذلك كنت حريصاً علي متابعة أخباره أولا بأول ولم انقطع عن ذلك حتى حينما تم نقله لتلقي العلاج بمستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية  وعندما أعلن وفاته رسمياً ظللت مرابطاً بمطار الخرطوم الدولي ترافقني زوجتي ومن ثم توجهنا إلي المقابر وظللنا بجوار القبر حتى الساعات الأولي من صباح اليوم التالي.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...