........................
سيدة : طرق أذناي همساَ يؤكد إنني (مجهولة الأبوين)
.........................
تخلي عني الجميع ولا أنوم الليالي إلا بتعاطي المهدئات
.........................
جلس إليها : سراج النعيم
..........................
نواصل سرد القصص المؤثرة حول الإنجاب خارج مؤسسة الزواج والذي كشفت في إطاره سيدة ماسآتها بعد مرور أكثر من (18) عاماً، هكذا اكتشفت أنها نتاج ثمرة الخطيئة، أي أن الرياح لم تأت بحسب ما تشتهي سفنها، ولم تتوقف المصائب المتتالية عليها في ظل هذا الابتلاء.
وحول موقف والدتها بـ(التبني) قالت : من المؤسف أنها مضت في ذات إطار أبنائها حيث قالت لي : (أنتي لست ابنتي، ولن أقر بك، وأنا ربيتك بعد أن تخلت عنك امك الحقيقية )، وعلي هذا النحو وجدت نفسي في مهب الريح حيث أنها انقلبت عليّ بشكل لم أكن أضعه في حساباتي من قريب أو بعيد لدرجة أنها قالت لي : (يا بنت .....) الأمر الذي جعل الدنيا تظلم في عيني، ولم أعد أعرف ما الذي أفعله في ظل هذا التوهان الذي لا أملك معه مأوي، مما عكس صورة تجردت معها كل الأحاسيس والمشاعر الإنسانية التي ألقت بها في أحضان الخوف من الفضيحة التي لن تغفر لها الخطيئة، و لم أجد أمامي سبيلاً سوى أن أواجه هذا الواقع المذري، فالموقف لا يحتمل أي (رتوش) أو (مساحيق).
وتستأنف الحكاية، وهي تذرف الدموع مدراراً دون أن تأبه بها أو تسعي إلي مسحها بطرف الثوب الذي كانت ترتديه، ثم تقول : هذه التفاصيل والسيناريو أديا بي إلي الحزن، وأي حزن هو الذي تملكني، ثم قادني إلي أن أطرح تساؤلات سيطرت علي مخيلتي ماذا أفعل الآن بعد أن تخلي عني الجميع، وماذا ينتظرني غداً وأنا علي حافة الهاوية، وما هي الإجابة التي أجيب بها علي أبنائي في المستقبل، وفي ظل بحثي عن هويتي أصبحت ضائعة؟؟؟.
وتستمر : لازال الغموض يكتنف قصتي التي لم أجد من يميط اللثام عنها، أو لا يدع مجالاً للتكهنات أو الإستنتاجات، لأنني وبصراحة شديدة لم أكن أعلم أنني سوف أقع في هذا الفخ الذي أبحث في ظله عن والدتي الحقيقية لتأخذني في أحضانها وتعوضني عن سنوات الحرمان التي عشتها سنوات وسنوات، فأنا لن أعفو عنها لأنها ارتكبت في حقي جرماً دون أن يغمض لها جفن، وبالتالي بقي هذا المشهد راسخاً في ذهني لا يبرحه قيد أنمله لأنه كشف لي حقائق كانت غائبة عني خلال السنوات الماضية، مما أدي بي للدخول في دوامة مليئة بالفزع، الخوف والريبة من المستقبل خاصة وأنني لا أعرف ما بداخل الآخرين، وما هي رؤيتهم لي وفق التطورات الجديدة، وذلك من خلال إدارة مفاوضات بيني ووالدتي بالتبني.
وتضيف : وها أنا أهدف من وراء كشفي لهذه الحقيقة أن أقرب وجهات النظر في طلبي للنسب، رغم إنني أنجبت بصورة غير شرعية جعلتني أسبر أغوار النفس المائجة، فالتجربة عميقة وتدع كل إنسان في هذه الحياة يعاني معاناة كبيرة بحيث تشده قصتي هذه منذ الوهلة الأولي التي يطالع فيها هذه السطور وما تخفيه تحتها من أسرار خاصة وأنني أطل عليهم من وسط ذلك الزحام الذي يحمل بين حناياه مرارة الدنيا والتجربة.
وتبين : ومن هنا تجدني قد عشت في مناخ لا موضع فيه للابتذال الاجتماعي لأن أول مشهد أنطبع في ذاكرتي كالوشم هو مشهد والدتي بـ(التبني) وزوجها الذي مثل دور الأب بـ(التبني) علي أفضل ما يمكن أن تتصور، هكذا بدأت حياتي تمضي نحو السعادة وأنا مازلت طفلة إلى أن كبرت وطرق أذناي همساَ يؤكد إنني (مجهولة الابوين)، فلم أحتمل هذا الهمس الذي قادني بصورة مباشرة إلي والدتي بالتبني وكان أن واجهتها بهذه الحقيقة مما حدا بها الاعتراف بذلك فلم أكن مصدقة أنني أصبحت مابين يوم وليلة مشردة في إيقاع داخلي حزين ذو أحاسيس ومشاعر مليئة بزخم الحياة الصاخبة التي احتشدت في مخيلتي، فلم أتحمل المفاجأة وأي مفاجأة هي التي حملتها لي تلك الأيام التي تألمت فيها غاية الألم، فها أنا أرى وأحس أن كل شيء من حولي أنهار تماماً وبدأت حياتي في نهايتها، فكيف أعيد ترجمة الرواية الغريبة التي لم يسبق لي أن قرأتها رغماً عن التعليم الأكاديمي الذي تلقيته برؤية أو ما شاهدته من أفلام أو مسلسلات؟، فقضيتي تحمل بين طياتها الكثير من الأوجه مما أدى بي أن أتسأل من يفسر لي هذه الرواية برؤية جديدة أو يعيد قرأتها من زاوية آخري، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ بكل تأكيد تتطلب إعادة كتابة التاريخ حتى أستطيع الإجابة على هذه الأسئلة الصعبة من أنا ومن هو والدي الذي ارتكب هذا الجرم خارج الرابط الشرعي الذي حدده الدين الإسلامي؟.
وأضافت : المهم أن والدتي بالتبني لم تقصر معي من كل النواحي التربية والدراسة، ولكن ما ذنبها في هذه القصة الأقرب إلى الخيال، وهي القصة التي لم يجود بها خيال أعظم روائي مر علي تاريخ الرواية المعاصرة، وذلك نسبة إلى أنها شائكة ومتشابكة فلا يوجد أمامي بداً سوى أن أثبت نسبي، وأن كنت مع ذلك أجهل الكيفية التي أحقق بها ما أصبو إليه؟ فكلما جلست للقلم والوريقات للقراءة ترتسم في ذهني – فكرة أنني نتاج لثمرة الخطيئة إذ أنني كنت جنيناً يتحرك في أحشاء والدتي الحقيقية سامحها الله إلا أن خوفها من الفضيحة دفعها إلى أن يرسو بي المقام مع والدتي بالتبني مخالفة بذلك للشرع والقانون، ما أحدث في نفسي شرخاً عظيماً وكبيراً جداً جعلني في أحايين كثيرة أفكر تفكيراً جدياً في اتخاذ قرار يخلصني من هذا الضياع الذي اكتشفت في إطاره حقيقتي التي ظلت بعدها نظرات الناس السالبة لي وهي نظرات تطاردني في حلي وترحالي ولولا مساعدة البعض لكنت الآن في عالم آخر رغم تعمق حالتي النفسية من السيئة إلي الأسوأ ومع هذا وذاك لا أنام إلا من خلال تعاطي المهدئات، هكذا لم أعد أستوعب ما يدور من حولي، ولم أعد قادرة علي تحمل هذا العبء الثقيل الملقي علي عاتقي، ولم أعد قادرة علي أن أتغلب عليه بالصبر لأن الصبر عندي قد نفد، إلا أنني أستغفر الله كثيراً، وأعود إلي الاستماع للقرآن وتلاوته، ولكنني في نهاية المطاف أنثي ضعيفة حالها كحال جميع الإناث، لذلك تجدني مازلت مثقلة بالهواجس الكثيرة التي تدور في ذهني من حيث الوضع الجديد علىَّ والذي أصابني في مقتل، فلم أتخيل أن أنظر إلى الناس بهذا الخجل والحسرة، وهو الشيء الذي أدي بيَّ أن أيأس من الحياة بحلوها ومرها، وأن لا تفارق مخيلتي كل هذه التخيلات التي لم تكن في خاطري قبل اليوم، فقد كنت صغيرة ولا أدري شيئاً عما نحن نطرحه في الوقت الحاضر.
وتمضي في البحث المضني عن نسب والدتها بعد مرور أكثر من (18 عاماً)، قائلة : ماذا تبقي ليّ سوي مشاعر وأحاسيس سالبة تحملني بعيداً عن الشرعية التي ينعم بها كل من هن في سني، فالخطيئة تقرأ علي أساس أنها من الماضي، وأنها تلعب دوراً كبيراً في الحاضر وتحديد ملامح المستقبل، فمن منكم له المقدرة في أن يجيب علي سؤالي من أين أتيت ومن أنا ومن هو والدي الذي تجرد من الإنسانية وهجرني في تلك الظروف التي كنت في حاجة إليه حتى يطوقني بحنان الأبوة؟.
وقالت : أرى إن وجهة نظري الصائبة أن أهيئ نفسي لمعركة طويلة من أجل إثبات نسبي، فالأم التي أنجبتني بالخطأ استطاعت في ذلك الوقت أن تلبي رغبتها في وقت سابق لهذه التداعيات وقد اقتنعت بما ذهبت إليه، فلا ذنب ليّ في هذه الخطيئة، فكم تبنيت وعداً دفع به هذا أو ذاك، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالحال كما هو لذلك بدأت للمرة الثانية رحلة البحث عن نسبي لكي أطمئن على مستقبلي ومستقبل علاقتي الزوجية التي طلقت في إطارها طلقة بائنة لحين إثبات نسبي رغم أن الإحساس يغلب عليه عدم الرضاء أو عدم الإحساس بالاطمئنان لما يمكن أن تنبئ عنه الأيام المقبلة خاصة وأنني لم أعد قادرة على تحقيق المعادلة المطلوبة، فالقلق والتوتر مستمران، لذلك أرجو أن تجدوا لي العذر في انجرافي بكم نحو هذا التيار، وكلي ثقة في أنكم سوف تفعلون حينما تضعون أنفسكم في مكاني بعد كل هذه السنوات التي تكتشفون من خلالها أن الأب والأم اللذين طوقانكم بالحب والحنان ليس هما سوى من تربيتم في كنفهم دون رابط شرعي.
وكانت السيدة قد قالت : كثيراً ما حاولت نسيان هذه الأفكار السالبة، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ سوي حزن عميق جداً حاولت معه مراراً وتكراراً أن أعيش دونه بالاعتماد على من تخلوا عني بعد ساعتين من إنجابي خوفاً من الفضيحة ونظرة المجتمع التي ظنوا أنهم سيظلون ممسكين بزمامها، وها أنا وجدت نفسي وحيدة بلا أب بلا أم بلا هوية، فلكما تراءت ليّ هذه الأفكار أندفع كالصاروخ إلى حجرة نومي قبل أن أصبح إنسانة مشردة من دار إلي دار، وفي كل هذه الديار تجدني كلما أنتصف الليل وأسدل ستوره أدس رأسي في المخدة وأخذ في البكاء إلي أن تشرق شمس صباح اليوم التالي، فالامتحان بالنسبة لي صعيب جداً، لا بل عسير جداً، ما قادني إلي الاستمرار في السؤال لماذا أتيت إلى هنا؟ ولماذا تخلي عني والداي وزوجي منذ بداية اكتشاف حقيقتي التي كان يعمل في إطارها على التخفيف عني، وهو يقطع لي وعداً بعدم التخلي عني في ظل هذه الظروف التي طرأت على حياتي دون سابق إنذار، ولكن ما أن مرت دقائق على ذلك إلا وأخطرت بأنني أجهضت مولودي الذي كنت أتوقع أن كتبت له الحياة أن يسألني السؤال الصعب أين جدي وجدتي يا ماما؟، وهو السؤال الذي لم تكن لدي له إجابة على أساس أنني مازلت أسأل من هو والدي ومن هي والدتي التي لم ترع يوماً كهذا اليوم الذي أقف فيه متأملة ما يمكن أن تسفر عنه الأيام القادمة؟؟، وهي أيام تمر عليَّ بصعوبة شديدة وتضعني في اختبار حقيقي سأرسب فيه رغماً عن أنني كنت متفوقة في دراستي الأكاديمية، ها أنا أفقد طفلي الذي كنت سأضع فيه كل ثقتي بلا تفكير وبلا وعي، رغم أنني أنجبت من ثمرة الخطيئة، وهي الثمرة التي وضعتني في الاختبار الذي يفوق سني، وبالتالي أصبحت أشعر بالقلق على مستقبلي الذي لا استطيع أن أوسع فيه دائرة معارفي أو أن أجدد من خلاله صداقاتي مع من هم من حولي، لأن والدتي الحقيقية هي التي كانت جديرة بأن تحقق لي ذلك.
وتستطرد : بعد زواجي ببضعة أشهر كنت في جلسة صفاء وود مع زوجي أتجاذب معه أطراف الحديث حول حياتي التي لم أكن أدري أن القدر يخطط لها ذلك، ولكن كان زوجي متفهماً في بادئ الأمر ويؤكد ليّ في كل لحظة وقوفه معي في هذه المحنة التي أمر بها إلي أن رمي علي يمين الطلاق مشترطاً إثبات نسبي، ولكن لم يخطر ببالي للحظة واحدة أن هذا الوضع سيستمر معي لأنني لا أتصور أن أماً تترك ابنتها التي حبلت بها في أحشائها بعيداً عن أحضانها، وهي كلها أشياء تدعني لا أحتمل العيش بهذا الشكل الذي أعي في ظله أن المجتمع الشرقي مجتمع ذكوري والاعتقاد السائد فيه هو أن الرجل لا يعيبه شيء فهو قد يفخر بماضيه وعلاقاته النسائية، وذلك من أجل تعزيز رجولته ومكانته وهذا خطأ مجتمع بأكمله، فالمجتمع قد يغفر للرجل كل نزواته وهفواته، بينما يحاسب المرأة ويقابلها بسوء الفهم، وكثيراً ما تتجنب المرأة الواعية الذكية الحديث عن علاقاتها الماضية حتى ولو لم تكن عيباً أو عاراً عليها، وحتى لو كانت مقتنعة تماماَ بأنها لم ترتكب خطأ لأن قليلاً من الرجال من يتفهم أن المرأة لها مشاعر وأحاسيس تماماً كالرجل، ومهما أبدى الرجل تفهماً ووعياً، فالمجتمع المحيط من حوله يرفض رفضاً باتاً أن تكون للمرأة علاقة عاطفية قبل وبعد الزواج، فلماذا جلبت والدتي لنفسها المشكلة التي هدمت استقرار الأسرة واستقراري كإنسانة، وها أنا رغماً عن ذلك أتقبل ما وضعتني فيه من موقف غاية في الصعوبة ومع هذا وذاك تجدني على أهبة الاستعداد لأن اغفر لها.
واسترسلت : تخيلوا منظر هذا الطفل أو تلك الطفلة وهما ملفوفان بكيس بلاستيكي ومرميان في برميل خاص بالقمامة!! إلا أن صورتي التي اعكسها لكم آنياً هي صورة من أرشيف الحياة اليومية للأسف الشديد!!، فمهما حاولت أن أتجاوز هذه الأزمة العميقة الشائكة والمتشابكة أجد أن الخطأ من حيث الصورة المنقولة تتجاوز عمري، فلم أعد أقوي على تحمل مثل هذه الصدمة التي أجبرتني على قضاء الليل في قلب ذلك المستشفى وأنا حبلي بطفلي الأول الذي أجهضته من شدة الحالة التي تملكتني نفسياً حتى أنها نالت مني بالتعب الشديد المفضي من التفكير نهاراً وليلاً، وهو التفكير الذي أخذ مني كل مأخذ للدرجة التي نسيت معها نفسي، وأصبحت في دوامة لا مفر منها، فمنذ اكتشافي لهذه المأساة لا أنام ملء جفوني من فرط الإرهاق والسهاد الذي لا يداعب معه النوم عيوني اللهم إلا غفوات أصحو بعدها على أصوات تناديني لكي توقظني فلا أكف عن البكاء والصراخ بشكل مزعج.
وتستطرد : لا أعرف ما سيكتبه قلمي عند الانتهاء من كتابة هذه القصة، فالمجتمع ينبذ الأطفال (مجهولي الأبوين) منذ اليوم الأول الذي تري فيه أعينهم النور، فكيف لا وأنا مثلاً ولدت مجهولة الهوية نعم فأنا لا أعرف أبي ولا أمي ولا هويتي، فالمجتمع يطلق عليّ لقب (لقيطة)، فلماذا لا يسألون أنفسهم قبل ذلك ما ذنب هؤلاء وما ذنبي إذا اقترف غيرنا الخطأ فلم يكن بيدنا منع حدوث هذا الأمر، فلماذا لا تفهمون قصدي يا ترى من وراء عرضي هذه القصة، فأنا لم أعد تلك الطفلة الهاربة من منزلها لتجد لها مأوى، ولست من أطفال الشوارع المتشردين، وإنما أنا من تلك الفئة التي جارت عليها الأمهات والإباء بفعل محرم شرعاً وقانوناً، وليتهم أكتفوا بذلك بل قاموا برمي الأطفال الأبرياء الذين أحبهم الله سبحانه وتعالي، فمن ينوب عنهم في الدفاع عن حقوقهم في العيش بصورة كريمة كسائر الأطفال الذين يتم إنجابهم داخل مؤسسة الزواج الشرعية التي ينعمون في ظلها بالتربية والتعليم، فكم من الأطفال الذين وجدوا أنفسهم عند قارعة الطريق كغيرهم من الأطفال الذين جاءوا إلي الدنيا بصورة غير شرعية لأنه ولولا أن احتضنتني والدتي بالتبني لكنت الآن طفله ضائعة تبكي من الجوع والبرد، فما كان منها إلا وأخذتني وأطعمتني ودفأتني إلى أن كبرت، وأصبحت شابة على مشارف العشرين، هكذا كبرت، هكذا درست، هكذا تزوجت ثم طلقت، ولكنني حالياً أبحث عن الأمل في حضن أمي وأبي فهل يستجيبا لي فأنا مثل غيري من الذين يعانون من ظلم ونظرة المجتمع السالبة التي لا ترحم ولا تجد لنا العذر بأننا ضحايا تحت أقدام الأمهات حتى أننا أصبحنا بمرور الزمن مجموعة أشجان وأحزان مفرطة كثيراً في ألمها ونزفها وقسوتها، فأنا مثلاً أدرك إداركاً تاماً أنّ سنوات عمري الماضية وأحداث حياتي الحاضرة الطويلة والمرة وتطورات الأحداث في المستقبل هي جميعاً ليست غير دقيقة واحدة من الرغبة في ارتكاب هذا الجرم بين ذلك الرجل وتلك المرأة المنحرفان، وبالمقابل الطفل اللقيط هو المتهم بجريمة غيره، وأن كان لا ذنب له فيها، فاللقيط هو الطفل الوحيد الذي لا يستطيع البتة أن ينادي بصدق وحقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق