وضع اﻟﻄﻔﻞ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻫﺎﺷﻢ ﻣﺄﺳﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ بعد مرور عشرة
أعوام على فقدانه السمع الأمر الذي قاد ﺇﻟﻰ أن ﺗﺘﻌﻄﻞ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً، مما جعل ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺗﻔﻘﺪ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﺗﺴﺎﻓﺮ ﺑﻪ إﻟﻰ (ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ) ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ
ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ له ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪﺍﻧﻪ ﻟﻸﺫﻧﻴﻦ، لذا تناشد
(الدار) الدكتورين جمال الوالي وأشرف سيداحمد الكاردينال الوقوف مع هذا الطفل في
محنته المرضية التي طال أمدها.
وﻗﺎل ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ : أولا أشكر صحيفة (الدار) علي وقفتها معي في هذه الأزمة
التي أمر بها والتي كلفت أسرتي الكثير من المبالغ المالية، ورغما عن ذلك فهي مطالبة
بأن توفر لي مبلغ (215000) ألف جنيه مصري حتي أتمكن من إجراء العملية بالعاصمة المصرية.
وأضاف ﺑﺪﺃﺕ قصتي ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2001م، ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮيت ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ (ﻟﻮﺯ) ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ
ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ أﺣﻤﺪ ﺑﻼﻝ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ
ﻧﺎﺟﺤﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺑﺪﺃت أشعر بإﻟﺘﻬﺎﺏ ﺣﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﻌﺎﻡ 2005م ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015 ﻡ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺍ بي ﺃﻥ أقابل ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻤﻮﺍ
ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻼﺯﻡ، ﻣﺎ ﺍﺿﻄﺮني الذهاب ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﺾ ﻓﻴﻪ ﺇﻋﻄﺎئي ﺳﻤﺎﻋﺔ
ﺗﺴﺎﻋﺪني ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﺫﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﻮﻟﺔ بحسب ما أشار الطبيب.
وتابع : ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻧﺎتي ﻓﺎﻗﺖ
ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ، وﺍﻷﺫﻥ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ شددت الرحال مع أسرتي إﻟﻰ (اﻟﻘﺎﻫﺮﺓ)، ﻭﻛﺎﻥ
ﺃﻥ ﻗﺎبلت ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ، واﻟﺬﻱ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺫﻥ ﺑﻬﺎ (ﺳﻮﺳﺔ)، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ (اﻟﺴﻮﺱ)
ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ لي ﺍﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪاً ﻟﻬﺬﻩ (ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ) ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺨﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ أﺟﺮﻳﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ، ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ (ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ)
ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﺎ ﺃدﻱ إلي ﺃﻥ أفقد ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً، ﻭﻋﻠﻴﻪ شددت الرحال للمرة
الثانية إﻟﻰ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺰ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ، فقال : ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﺤﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻥ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻭﺟﻪ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎبلتهم ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ
ﻫﻞ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻤﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺻﻠﻜﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، وأنا الآن ﺗﺄﺧﺮﺕ ﺣﺎلتي ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺃﺫني ﻓﺎﺣﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ، فما كان
من أسرتي إلا أن تسافر بي مرة ثالثة إلي القاهرة لزراعة سماعات بعد أن فقدت السمع نهائيا،
إلا أن تكلفة العملية البالغة (215000) ألف جنيه مصري ونسبة إلي عدم امتلاكنا هذا المبلغ
الكبير عدت من مصر دون أن أركب السماعات.
واستطرد : ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺣﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ أنني ﻋﺎنيت ﻣﺎ ﻋﺎنيت ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺬﻱ تنقلت
في إطاره ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2001 ﻡ ﺇﻟﻰ أن ﻓﻘﺪت سمعي نهائياً، فتحولت ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ ﺛﺎﻟﺚ
ﻓﻘﺎﻝ إنني أعاني ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ ﻃﺒﻞ ﺍﻷﺫﻥ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻯ لي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺛﻢ استخدم سماعة ﻟﻸﺫﻥ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮضت ﺗﺸﺨﻴﺼﺎتي ﻭﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻭﻗﻒ ﻣﺤﺘﺎﺭﺍً ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ
ﻣﺒﻜﺮﺍً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺣﺎلتي لهذه ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق