ﻣﻨﺬ ﺇﻋﻼﻥ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺁﻣﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ، ﻇﻠﺖ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻘﺘﻠﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻟﻐﺰﺍً ﺣﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺧﺎﺻﺔً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺤﺼﺮ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺗﺴﻠﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻧﻔﺬ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺪﻭﺀ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻻﻓﺖ ﻟﻸﻧﻈﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ ﺣﻀﺮﺕ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺮﻓﻊ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺯﻭﺟﺘَﻲ ﺍﻻﺑﻨﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ﻟﻠﻘﺘﻴﻠﺔ، ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻃﺒﻴﺒﺔ ﺗﺨﺼﺼﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻓﺰﻭﺟﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺗُﻘﻴﻢ ﺑﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻫﻲ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﺑﺸﻘﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﻘﺘﻴﻠﺔ .
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺧﺮﺝ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺗﺠﻪ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ( ﺁﻣﻨﺔ ) ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﻭﻋﻨﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺑﻀﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺣﻀﺮ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﻐﻴﺔ ﺃﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻴﺎﺋﻪ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻐﻄﺎﺓ ﺑﺜﻮﺏ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻴﻈﻦ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻭﻗﺮﺭ ﻋﺪﻡ ﺇﺯﻋﺎﺟﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻋﺎﺩ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻞ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﺑﻦ ﻳﻤﻀﻲ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻷﺏ ( ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ) ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﻭﺻﻞ ﻣﻊ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻭﻗﻒ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﺗﺮﺟﻞ ﻭﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﻤﻔﺘﺎﺣﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺬ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﻐﻠﻘﺎً ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺎﺩ، ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻐﻠﻘﺎً ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺃُﺣﻜﻢ ﻗﻔﻠﻪ ﺑﻄﺒﻠﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻠﺒﺎﺏ، ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻭﺟﺪﻭﻩ ﻻﺣﻘﺎً، ﻟﻴﺘﻮﺟﻪ ﺍﻷﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﺠﺪﻩ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً، ﻭﺩﻟﻒ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻡ ﺑﺎﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﻣﻐﻄﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﻳﻘﺎﻇﻬﺎ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻋﺪﺍ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺏ ﺑﺨﺰﺍﻧﺔ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺜﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻴﻠﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻴﻘﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺗﻤﺖ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻌﺔ ﺩﻣﺎﺀ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ ﺭﻓﻌﺖ ﺑﺼﻤﺎﺗﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ ﺗﺴﻴﺮ، ﺍﺷﺘﺒﻬﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺧﺎﺩﻣﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺑﺎﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﺻﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ، ﻭﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺤﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺇﻓﺎﺩﺍﺗﻬﻢ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻴﻠﺔ، ﻭﻻ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﻻ ﺍﻟﺰﻭﺝ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﺟﻌﻠﺖ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺗﺘﺠﻪ ﺻﻮﺏ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ( ﺭ ) ﻭﺗﻢ ﺇﺣﻀﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ .
ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺼﺎﺩﺭ ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ) ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﺣﻀﺮﺕ ﻛﻴﺴﺎً، ﻭﺗﺴﻠﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻂ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻴﺲ، ﻭﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﺎﻟﺬﻫﻮﻝ، ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ .
ﺃﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻟﺘﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻟﻠﺮﺃﺱ ﻛﺎﻣﻼً، ﻭﺃﺣﻀﺮﺕ ﻣﺨﺪﺓ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻭﻇﻠﺖ ﺗﻀﻐﻂ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺷﻠﺖ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ، ﻭﻟﻔﻈﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﺴﺮﺕ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺫﻫﻮﻝ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﺴﺎﺭﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﻘﺘﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺸﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ( ﺃﻟﺤﻘﻴﻨﻲ ﻗﻮﺍﻡ ) .
ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺑﺎﻟﺒﺼﻤﺎﺕ
ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺍﻷﺧﺖ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺷﻘﺔ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺸﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﻋﻤﺘﻬﺎ، ﺛﺎﺭﺕ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﺍﻷﺧﺖ ﻭﺍﻧﺘﻬﺮﺕ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻭﺗﻮﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺃﻋﻄﺖ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺘﻬﺎ، ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳُﻜﺘﺸﻒ ﺃﻣﺮﻫﺎ .
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺭﺟﻞ ﻭﺑﻘﻌﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ، ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﻟﻘﻲَ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﺣﻴﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﻮﺍﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻗﺔ .
ﺣﺴﺐ ﺇﻓﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻬﺪﻡ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻈﻦ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺃﻥ ﺃﻡ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺗﻌﺎﺩﻳﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺒﻬﺎ – ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻬﺎ - ، ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺃﻡ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﻭﺑﻨﺘﻴﻦ ﻭﺃﺻﻐﺮ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﻋﺎﻣﺎً ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻋﻘﺐ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺻﻴﺐ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻗﺪ ﺗﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ، ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺭﻏﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﺘﻌﻄﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺘﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﺃﺳﻔﻞ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺄﺧﺬﻫﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻻﺏ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ .
ﺗﻘﺮﻳﺮ : ﻫﺎﺟﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق