ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1520 ﻡ . ﻭﺇﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ 1821 ، ﻭﻋﻬﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺷﺎ ﻭﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ . ﻓﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﻣﺸﻬﻮﺭ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻞ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻨﻮﻥ، ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ 1898-1821 ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻐﺰﻭ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺷﺎ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ .
ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﻧﻌﻮﻡ ﺷﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ، ﺗﺄﺭﻳﺦ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ ﻣﺮﻭﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻣﺼﻮﻉ ﻭﺃﺣﺘﻠﻬﻤﺎ ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺎﺭ، ﻭﺃﻧﻪ ﺧﺎﻃﺐ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺩﻧﻘﺲ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﻄﺎﻋﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﻋﺰﻣﻪ، ﺑﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺑﻼﺩﻩ ﻋﺮﺏ ﻭﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻪ ﻟﻠﺠﺰﻳﺔ ﻓﻘﻨﻊ ﺳﻠﻴﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺳﺘﺎﻧﺔ .
ﻭﺷﻜﻚ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻋﺪﻫﺎ ﻣﻦ ( ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ) ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺿﻢ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻣﺼﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1520 ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻏﺰﺍ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﺭﺗﺐ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻔﻮﻧﺞ .
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻣﺸﻮﺭﺓ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ، ﻓﻲ ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﺑﺸﺄﻥ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺷﻤﻠﺖ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﻧﻬﺮ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻌﺎﺝ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﺗﻤﺪﺩﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺳﻞ ﺣﺎﻛﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1530 ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺣﺴﻦ ﻗﻮﺳﻲ ﻗﻮﻣﻨﺪﺍﻧﺎ ﻟﻠﻌﺴﺎﻛﺮ ﻭﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺘﻘﺮ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﺪﺭ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺁﺧﺮ ﺑﺠﺰﻳﺮﺓ ﺻﺎﻱ ﺟﻨﻮﺏ ﻋﺒﺮﻱ .
ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ 1530 ﻓﻤﻊ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺗﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺳﻮﺍﻛﻦ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻴﻄﺮ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺘﻮﻏﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻐﻂ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻔﻮﻧﺞ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﺩﻱ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻔﻮﻧﺞ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1517 ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺃﺳﻴﻮﻁ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺳﻮﺍﻥ . ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ 1560 ، ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻗﻠﻌﺔ ﺃﻭ ﺣﺼﻦ ﺇﺑﺮﻳﻢ ﺣﺼﻨﺎ ﺩﻓﺎﻋﻴﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺻﻨﺠﻘﻴﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺼﺮ . ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ 1584-1556 ﻭﺣﺘﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺧﻄﻄﻮﺍ ﻟﻐﺰﻭ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻔﻮﻧﺞ ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺇﻳﺎﻟﺔ ( ﻭﻻﻳﺔ ) ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﻭﺳﻂ .
ﻭﺑﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﻦ 1585-1584 ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻳﺎﻟﺔ ﺃﺑﺮﻳﻢ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻔﻮﻧﺞ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺟﻨﻮﺑﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﺻﺎﺭ ﺣﺼﻦ ﺻﺎﻱ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺍﻹﻧﻜﺸﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ . ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﻏﻞ ﺇﻟﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻮﻧﺞ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﺧﻄﻄﻬﻢ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻀﻢ ﺇﻳﺎﻟﺔ ﺃﺑﺮﻳﻢ ﻭﺻﺎﻱ ﺇﻟﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺳﻨﺠﻘﻴﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺘﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺃﺛﻨﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ ﻭﺍﻟﻤﺠﺮﻳﻴﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻤﺎﺭﻳﻮﻥ ﻣﻬﺎﻣﺎ ﺃﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﺮﺳﻠﻮﻥ ﺇﻳﺮﺍﺩﺍﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻳﺎﻟﺔ ﻣﺼﺮ . ﺣﻴﺚ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﺎﻗﻴﺔ 24 ﻣﺪﺍ ﻧﻮﺑﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻭ 13 ﺛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺞ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻗﻮﻧﺠﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺜﻮﺏ ﺍﻟﺪﻣﻮﺭ .
ﻭﻗﺪ ﺗﺰﻭﺝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺧﺬﻭﺍ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ . ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺃﺛﻨﻴﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ، ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ، ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺿﻤﻦ ﺳﻤﻨﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺌﻮﻱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ .
ﻭﺫﻫﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻜﺎﺷﻒ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻪ . ﻭﻗﺪ ﺍﺻﻄﺪﻣﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻮﻧﺞ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺮﺏ ﺑﻠﺪﺓ ﺣﻨﻚ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﻧﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﺠﻲﺀ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﺪﺍﻧﻮﺍ ﻟﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺟﻮﻥ ﺍﻟﻜﺴﻨﺪﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎﻭﻯ ﺟﻮﻥ ﻟﻮﻳﺲ ﺑﻮﺭﻛﻬﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1813 ، ﺫﻛﺮ ﺍﻧﻪ ﻭﺟﺪ ﻛﺎﺷﻒ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ . ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﺑﻞ ﻣﻚ ﺍﻟﻤﺤﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻟﻠﻜﺎﺷﻒ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺮ .
ﺇﺷﺮﺍﻗﺔ ﻋﺒﺎﺱ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق