ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺏ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻟﺘﻨﺘﺼﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺎﻟﻤﻼﺯﻣﻴﻦ، ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﻣﻴﻼﺩﻩ .
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ( ﻭﻗﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ) ﻣﺒﺘﻌﺪﺍً ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ، ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻬﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺫﻛﺮﻯ ﻟﻠﺘﺒﺎﻫﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﻣﺤﻂ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ، ﻓﻬﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻀﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻮﻗﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ : ( ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺑِﻨِﻌْﻤَﺔِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺤَﺪِّﺙْ ) ، ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﺸﻒ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻣﺴﺎﺀﻟﺔ ﻓﻬﻲ ﺣﻤﻴﺪﺓ، ﻓﺎﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ . ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻤﻴﻼﺩﻩ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻔﻀﻲ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﻇﻞ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺴﺘﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً .
( 1 )
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻴﻼﺩ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺔ ﺗﺰﺍﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺧﻴﻤﺔ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺑﺔ ﻭﺧﻴﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻧُﺼﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻋﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻓﻲ ﺭﺣﻴﻞ ﺯﻋﻴﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺧﻠﻴﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻗﺘﻬﺎ .
ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺔ ﺗﺰﺍﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑﻤﻴﻼﺩ ﺣﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻔﺎﺀ ﺁﺧﺮ ﺑﺤﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﺿﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺑﻴﻦ ( ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ) ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻀﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺪﺭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﻜﺎﻳﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ، ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻤﺆﺷﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﻧﺎﺋﺒﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺍﺑﻨﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻫﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺑﺎﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻋﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺟﺪﻭﺩﻩ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﻢ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻔﺎﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﺪﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﻴﻼﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺘﺮﺍﺟﻌﺎً ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎً ﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻣﺮﻳﻢ ﺣﻴﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﺣﺰﺑﻪ، ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻤﺔ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺇﺑﺎﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .
( 2 )
ﻭﻷﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻴﻼﺩﻩ ( ﻭﻗﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ) ، ﺍﺑﺘﺪﺭ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﺳﻤﺎﻩ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﻪ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯﻩ . ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﺑﺘﺪﺭﻫﺎ ﺑﺤﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ، ﻭﻣﻊ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﻌﺠﺰﻩ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ( ﺍﻟﻔﻠﺲ ) ﻗﺎﺩ ﻟﺘﻌﺜﺮ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ، ﻭﻟﻢ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺗﺠﻔﻴﻒ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻀﻄﺮ ﻟﺒﻴﻊ ﻭﺭﻫﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ . ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻌﺠﺰﻩ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻫﻲ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﻭﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺨﻴﻞ .
( 3 )
ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﻓﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻟﻔﺖ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻧﻌﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺟﺪﺑﺎﺀ ﺭﻏﻢ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻩ ﺑﺸﺮﻛﺎﺋﻪ ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﺣﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻤﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺘﺼﺤﺮﺓ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﺖ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻤﻮ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ ﺯﻭﺍﺝ ﻧﺠﻠﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻯ، ﻣﻌﺘﺒﺮﺍً ﺇﻳﺎﻫﻤﺎ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻷﺑﺮﺯ ﻭﺍﻷﺟﻤﻞ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻘﻀﻲ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﺃﻥ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺑﻌﺜﺖ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺻﻨﻌﺖ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ ﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﺁﺧﺬﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺂﻛﻞ .
( 4 )
ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ . ﻭﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﻋﻤﺮﻩ، ﺣﻴﻦ ﺻﻌﺪ ﻟﻤﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﺣﺪﺍﺛﺔ ﻋﻤﺮﻩ ﺳﺘﻘﻮﺩﻩ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺇﺳﻜﺎﺗﻬﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ .
ﻭﺳﺨﺮ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻣﻤﻦ ﺃﺳﻤﺎﻫﻢ ﺑـ ( ﺗﻨﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ) ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﻌﻮﻧﻪ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺻﻒ ( ﺍﻟﻌﻮﺍﺟﻴﺰ ) ، ﻭﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺴﺆﺍﻝ : ( ﺑﺬﻣﺘﻜﻢ ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺟﺰ؟ ) ، ﻭﺃﺿﺎﻑ : ( ﻫﻞ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺤﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻡ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ؟ ) ، ﻭﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺃﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻧﺠﺰﺗﻬﺎ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻳﻤﺰ، ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﻢ ﻳﺘﺪﻓﻘﻮﻥ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﺎﺿﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺟﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺃﻥ ﻏﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻭﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﻓﻬﻮ ﻗﺪ ﻗﺮﺭ ﺳﻠﻔﺎً ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺳﻴﺘﻔﺮﻍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ، ﻭﺧﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎﺭﻫﺎ .
( 5 )
ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻪ ﻫﺠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻤﻀﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺯﻳﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻌﻲ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ، ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻣﺮ ﺧﺎﻃﺊ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻬﺎﺋﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺗﻐﺬﻳﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻭﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .
( 6 )
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ( ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ) ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺭﻓﺾ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺩ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻤﻀﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻟﺠﻤﻊ ﺷﺘﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺟﻤﻊ ﺷﺘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻋﺒﺮ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﺠﺎﻭﺯ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻜﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ 2018 ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﺸﻞ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻓﻬﻲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﺠﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻦ ﻋﺠﺰ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻮﻫﺎ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق