من أغرب القصص التي مرت عليّ قصة سيدة منقبة تدور أحداثها
فيما اسمته بـ(السحر) الذي أستمر معها سنيناً عددا، وسيطر علي حياتها سيطرة تامة، مما
نتج عن ذلك بعض الأمراض الخطيرة المتهمة بها من قبل بعض الأطباء الذين شخصوا حالتها،
وهذه الأمراض سالفة الذكر ربما تتسبب في وفاتها، وعلي هذا النحو يتم إسعافها إلي المستشفيات
الخرطومية لوضع حد لمعاناتها، إلا أن كل الفحوصات تؤكد حقيقة واحدة لا ثان لها وهي
الإصابة بـ(السرطان)، الأمر الذي ترك أثراً سلبياً في حياتها بصورة عامة وأنعكس مع
مرور الأيام والشهور والسنين علي أسرتها.
في البدء قالت لي : (والله العظيم حائرة ولا أدري ماذا أفعل
مع قصتي غريبة الأطوارهذه ، القصة التي بدأت معي قبل سنوات خلت، وظلت تتطور يوماً تلو
الآخر إلي أن أخذت ابعاداً مخيفة ومرعبة، ولا أنام علي إثرها لا نهاراً ولا ليلاً،
ولو لدقائق معدودة، هكذا انقلبت حياتي رأساً علي عقب، وفي ظل ذلك كنت أبحث عن حلول
ناجزة، ولكن مازال الغموض يكتنف وضعي الصحي إلي أن أكتشفت (السحر) الذي أقتحم حياتي
بشكل مفاجيء)
كيف حدث ذلك؟ قالت : كنت في إحدي الأيام أشاهد التلفاز الذي
كان تبث من خلاله حلقة حول الرقية الشرعية والتداوي بالقرآن، وبعد دقائق من تركيزي
مع الشيخ المستضاف وجدت نفسي مرغمة علي الإنصات للتلاوة التي أخذتني إلي عوالم أخري،
وما أن مرت لحظات علي ذلك إلا وسقطت علي الأرض، ثم دخلت في حالة غيبوبة، تمت إفاقتي
منها بصعوبة شديدة، ثم بدأت تظهر لي أعراض إصابتي ببعض الأمراض مثل (الفشل الكلوي)
و(السرطان) وغيرهما من الأمراض المستعصية، فلم يكن أمامي بداً سوي أن أشد الرحال إلي
إحدي الولايات ، وعندما وصلتها كانت قد ساءت حالتي الصحية، فتم إسعافي علي جناح السرعة
إلي المستشفي، ومع هذا وذاك عجز الأطباء من تشخيص حالتها الصحية إلي أن تم إتهامها
بمرض (السرطان)، والذي ظلت وفقه في المستشفي فترة من الزمن دون الوصول إلي نتيجة في
إطار تناقض الفحوصات وتضارب التشخيصات، ما حدا بها الإتجاه إلي أحد الشيوخ والذي بدأت
معه جلسات للعلاج بالرقية الشرعية، إلا أنها لم تستمر معه لأنه لم يحتمل قوة (السحر)
الذي يتملكها، فما كان منه إلا وتوقف عن مواصلة التداوي بالقرآن، مما أضطرها إلي تذهب
إلى شيخ آخر، إلا أنه أعتذر أيضاً لقوة (الجن)، وفي غمرة بحثها عن الشيوخ وجدت شيخاً
أجتهد معها إجتهاداً كبيراً لدرجة إنها كانت تستفرغ دماً وتتعب جداً من الصراع الذي
يسيطر علي حالتها العامة، وهو صراع ما بين (الخير) و(الشر)، وعلي خلفية ذلك تسرب لدواخله
القلق والتوتر والهواجس التي تحكم حياتها بشكل مخيف ومريب في آن واحد، واستمرت علي
ذلك المنوال إلي أن استقر بها الحال مع أحدهم، ولكنه بدأ يطلب منها طلبات غريبة بإشارات
وعلامات يرسلها عبر الواتساب موحياً إلي أن هنالك أشياء غريبة، ويضع في ذات الوقت بروفايلات
مزعجة للسيدة المريضة، التي قالت أنها وصلت إلي أكثر من (20) بروفايل كلها تشير إليها
حتي أن بعض الذين يعرفون أنها تتلقي العلاج يسألونها ماذا يقصد المعالج بذلك، وكأنهم
فهموا أنه يشير إلي أن طريقها أخضر ومردنا إلي الله أو يضع قطية مفتوحة الباب ويقول
ذلك علي هين، عموماً هي أشياء توحي أن هنالك شيء ما بين الطرفين، وخلاصة القول إنه
كان يفعل ذلك إستفزازاً لها، فهي في بعض الأحيان تخرج عن النص، فهي في نهاية الأمر
إنسانة مريضة وتتلقي العلاج وليس علي المريض حرجاً، ومجرد ما تلقي إشارات تنفعل معها
إنفعالاً شديداً، فيقول لها المعالج بكل بساطة أختي نحن نتلقي يومياً عشرات الرسائل،
فقالت في قرارة نفسها خيراً فيما اختاره الله، إلا أن المفاجأة المذهلة بالنسبة لها
هي أنه جمع الرسائل المتبادلة بينها وبينه، وكان يحذرها من إستخدام الأرقام التي كان
يستخدمها هو والتي تنتهي بأرقام محددة عبر (الواتساب)، وكلما أنتهت المكالمات بينهما
يظهر لها الرقم المحذرة منه، ولديه أرقام يتخاطب بها معها، وغيرها من الأشياء التي
كانت تتوتر منها، وهو نشر الحوارات الدائرة بيني وبينه، مبيناً إنني شخصية فارغة، وأن
كنت لا أعرف السبب الذي جعله يفعل ذلك غير أنه أراد الإنتقام مني، وما فعله لا أساس
له من الصحة، فأنا بعيدة كل البعد عما ذهب إليه هذا الشخص المريض، وأنا اعتبرت حديثه
هذا إشانة سمعة ولكن لا املك مستنداً إدينه به لأنه أوصل رسالته بحرفية عالية، وما
بدر مني متحكم فيه الجن وهذا السلوك المنافي أصبح منتشراً عبر قروبات الواتساب المختلفة
وجند بعض الناس ، وعلي خلفية ذلك تغيرت معاملة جيراني والبعض من أهلي مما يؤكد أن حملة
ذلك الشخص نجحت في إشانة سمعتي، الأمر الذي جعلني أدمن تعاطي الحبوب المهدئة، فأنا
لا أريد أن أصارح زوجي حتي أدخله في شك وظن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق