الحوت : حلاقة شعر إحدى الفتيات (صلعة) مجرد (شائعات)
..................................
أطرب للفنان الشاب معتز صباحي وهذه قصتي مع نزار قباني
.........................
جلس إليه : سراج النعيم
...............................
يعتبر الفنان الأسطورة الراحل محمود عبدالعزيز قمة من القمم
الفنية التي نحتت اسمها بأحرف من نور في عالم الغناء السوداني، لذا عندما تتحدث معه
ينتابك إحساس منذ الوهلة الأولي بأن صوته قادم من خلف الغيوم، فهو صوت يشدك إليه إن
شئت أو أبيت، ولهذا الصوت سحره الأخاذ، ولا يعرف هذا السحر سوي معجبي (الحوت)، لأنه
يحمل بين طياته الإصرار وروح التحدي الذي أستطاع به أن يشق طريقه للقمة الفنية في البلاد
بعقل وقلب مفتوح، ولاشك أن موهبته الفنية لعبت دوراً كبيراً في إقتحامه للعقبات والأشواك،
وهي وحدها التي جعلته يدخل تاريخ الأغنية السودانية من أوسع أبوابها.
ماذا عن الشائعات التي تطلق حولك ما بين الفينة والأخرى وهل
هنالك من ينسج خيوطها ويروج بدافع إنتقاص قدرك كفنان لا يشق له غبار؟
قال : بكل تأكيد هنالك من يتعمد إطلاق الشائعات حولي في الوسط
الفني، ويكون هدف المرسل في كثير من الأحيان شخصي، أو ربما يكون إنساناً مريضاً بالشائعات،
ولا يستهدف بها إلا المشاهير ونجوم المجتمع، ولكن أنا حطمت الرقم القياسي في إطارها
فتارة قتلوني بـ(القاهرة) وتارة زوجوني عدد كبير من الزيجات الوهمية.
هل تهتم بالشائعات وتسعي إلي نفيها؟
قال : لا أوليها أي إهتمام علي الصعيد الشخصي لقناعاتي التامة
بأنها لن تزيدني إلا قوة وإصرار علي مواصلة مسيرتي الفنية، ولكن أهتم بها علي الصعيد
العام لما تتركه من اثر في نفوس الأهل والأصدقاء والجمهور لذا أسعي إلي نفيها وبما
أنني أعتبر نجماً من نجوم المجتمع تطالني الشائعات كما طالت عامة المشاهير في كل بقاع
العالم.
من وجهة نظرك ما الفائدة التي يجنيها مفبركي وناشري ومروجي
الشائعات ؟
قال : لا أعتقد أنهم يستفيدون منها سوي أنهم يخلقون نوعاً
من القلق والإزعاج لمن هم محيطون بالنجم لذا أرجو منهم أن يكفوا عنها وأن يستفيدوا
من وسائط التقنية الحديثة فيما يفيد الناس والمجتمع وأن يلتفتوا إلي ما هو أهم.
دعني أعود بك إلي البدايات فمن هم الذين وقفوا معك حتي أصبحت
اسماً في خارطة الأغنية السودانية؟
قال : وقف معي كثيرين ولكن أستفدت كثيراً من خالي أمين أحمد
الطاهر الذي لعب دوراً كبيراً في تقديمي للمتلقي الذي عرفني منذ أن كان عمري تسع سنوات،
بالإضافة إلي أنني غنيت له نصوصاً غنائية وأول أغنية خاصة صاغ هو كلماتها وبالتالي
كان له القدح المعلي في اكتشاف موهبتي.
من الذي اوصلك إلي برنامج (جنة الأطفال) بالفضائية السودانية؟
قال : دخلت الحيشان الثلاثة من خلال خالي الفنان الراحل الطاهر
محمد الطاهر والأستاذ الشاعر التجاني حاج موسى والدكتور يوسف الصديق والموسيقار عبد
الله الكردفاني.
هل تتوقع أن يكون لك خليفة في الحركة الفنية ومن هو الفنان
الشاب الذي تطرب له؟
قال : بالنسبة إلي من يخلف شخصي في الساحة الفنية فأنا لست
من يحدد ذلك بل يحدده الجمهور باعتبار أنه يتذوق النص الشعري والموسيقى والأداء فلكل
إنسان موهبة تحتاج لمن يكتشفها ويطورها إلي أن تصبح واقعاً ملموساً ومع هذا وذاك الكلمة
النهائية هي كلمة المتلقي أما بالنسبة للفنان الذي أطرب له فهو الفنان الشاب معتز صباحي
الذي نصحته بالعودة من المملكة العربية السعودية لأنه فنان سيكون له شأن عظيم في تاريخ
الأغنية السودانية فقط عليه أن يترك الكسل ويجتهد في إيصال صوته القوي إلي عامة الناس
وجمهوره.
ما هي وصيتك للفنانين الشباب؟
قال : علي كل من يحمل موهبة فنية أن يثابر ويجتهد كثيراً
في إختيار النصوص ذات المضامين حتى يقدم رسالة للمجتمع الذي ظل يبحث عن الفنان الرسالي
الذي يعالج قضاياه ويزيل عنه الهموم وذلك من خلال ترجمته بالفن.
هل الأغاني التي صدح بها الحوت لها قصص خاصة به أم أنها أشعار
وقع الاختيار عليها من أجل الغناء فقط؟
قال : أجزم جزماً قاطعاً بأنني لم أغن أي أغنية لموقف خاص
بقدر ما كنت أردد الأغنية التي تلامس أحاسيس ومشاعر المتلقي ولا أغني إلا الأغنية التي
أحسها حتى لو كان شاعرها شاعراً مغموراً، فالشاعر يكتب النص معبراً عما يجيش في دواخله
وأنا أعكس ذلك الإحساس للجمهور والأغاني التي أحس أن لي معها قصة تصلني من الشعراء
بمحض الصدفة من هذا الشاعر أو ذاك بل الإحساس قد يتوافق مع إحساس شاعر النص ودائماً
ابحث عن النص الذي فيه معالجات للقضايا وأن كان الشاعر يترجم احاسيسه ومشاعره من خلال
النص وعليه فإن الأغاني التي رددتها ما هي إلا أغاني تعبر عن قصص خاصة بالشعراء فالمغني
يغني وكل يفسر علي هواه.
ما هي الأعمال التي لم تر النور؟
قال : كثيرة هي الأعمال الجديدة ولكن علي سبيل المثال لا
الحصر أغنية (مراكب طيفك) للشاعر يوسف مراد و الحان الفنان الهادي حامد وأغنية (أرحم
صمتي) كلمات والحان ناصر عبدالعزيز وغيرهما.
كيف تنظر إلي الشهرة التي أكتسبتها وهل تسبب لك إشكاليات؟
قال : أنظر إليها بمنظار الإنسان البسيط الذي لاينبهر بها
أو يتعالي علي الاخرين وأي إنسان يحقق النجومية يجب أن يتواضع مع الناس حتي لا تسبب
له الشهرة متاعب من حيث أنها تحمل شقين شق إيجابي وشق سلبي
يروي البعض عنك روايات منها أنك قمت بقص شعر إحدي الفتيات؟
قال : هذا السؤال يجعلني أعود مرة ثانية إلي الشائعات التي
ظلت تطلق حولي وما رواية حلاقة شعر فتاة إلا شائعة مغرضة فلم يحدث أن فعلت فعلاً من
هذا القبيل. ما أكثر المدائح التي يجد الحوت نفسه فيها؟
قال : مدحت الكثير من المدائح التي تعظم سيدنا محمد صلي الله
عليه وسلم إلا أنني بالرغم من ذلك وقفت عند الكلمات التي ألفها شاعر العروبة الراحل
نزار قباني في حب الرسول صلي الله عليه وسلم والتي رددتها من خلال إذاعة الكوثر وقناة
ساهور لتعظيم المصطفي صلي الله عليه وسلم.
كيف وصلتك قصيدة الشاعر نزار قباني؟
قال : تفاجأت بالقصيدة يعرضها عليّ الشيخ خالد علي أساس أن
أضع لها لحناً وكان أن فعلت لأنني اعتدت علي ذلك في أي قصيدة تمجد سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم بما فيها القصائد المؤلفة بواسطة الشيخ خالد الذي فاجأني بالقصيدة حيث أنه
عرضها عليّ في إحتفالات إذاعة (الكوثر) وقناة (ساهور) ومكمن المفاجأة أن الشاعر نزار
قباني يعتنق الديانة المسيحية، فلم أكن أتخيل إطلاقاً بأن شاعر مسيحي يمدح رسولنا الكريم
صلي الله عليه وسلم.
ما هي مناسبة القصيدة التي ألفها الشاعر نزار قباني في سيد
البشرية صلي الله عليه وسلم؟
قال : تم منعه من زيارة مدينة (الرسول صلى الله عليه وسلم
قبل كتابة النص وعندما سمح له بذلك جادت قريحته بالقصيدة الممجدة للرسول صلى الله عليه
وسلم.
وماذا بعد أن سلمت قصيدة نزار قباني؟
قال : أجريت لها البروفات المكثفة ثم قدمتها في احتفالات
إذاعة الكوثر وقناة ساهور لتعظيم المصطفي صلي الله عليه وسلم.
ماذا تقول حول صداقاتك التي تحولت فيما بعد إلي مصاهرة؟
قال : لا يخفى على أحد ان بعض الأصدقاء والمعجبين ربطتهم
بي أواصر صداقة قوية امتدت إلي الأسر ما قاد إلى إن تصبح تلك العلاقة مصاهرة وطدت.
هل يتضجر الحوت من الجماهير؟
قال : أبداً بدليل أنهم يقتحمون منزلي في أي وقت حتي أن البعض
منهم تزوج منا.
وماذا؟
قال : دائماً ما أترك منزلي مفتوحاً للجميع لذا لا يمر يوم
دون أن ألتقي بعدد كبير منهم، فأنا بطبعي أحب الناس الذين ظلوا على صلة بي، ولم ينقطعوا
عني في أحلك الأوقات إلي أن تحول ذلك الإعجاب إلي صداقات ثم أهل هكذا أصبحنا أسرة واحدة.
من أين يستمد الحوت طاقته الغنائية؟
قال : بكل صراحة استمدها من جمهوري الوفي الذي ظل صابراً
علي كل الابتلاءات التي مررت بها، وكان يمنحني القوة والدافع علي الإستمرار في خارطة
الأغنية السودانية إلي أن أصبح ملاذي وزادي فهم بالنسبة لي كالغذاء.
مدي إحساسك بحب جمهورك لك؟
قال : بلا شك يبادلونني الحب بحب أعمق منه.
ما هي إسهاماتك الوطنية من الناحية القومية وأين أنت من القضايا
الإنسانية؟
قال : الشعب السوداني بصورة عامة يحب خدمة الإنسانية، وبما
أنني واحد منهم أسجل زيارات لدار العجزة والمسنين، وبعض الدور الأخرى العاملة في خدمة
الإنسانية في فترات متقطعة، ولكنني أحرص عليها، بالإضافة إلي أن علاقات قوية ربطتني
بأطفال الشوارع طالما أنهم أحبوني وأحبوا فني ويا أخي أنا إنسان بسيط ويعرف هذه الحقيقة
كل من جمعته بي صداقة وأنت أعلم الناس بذلك، ولم يسبق لي أن توانيت عن أداء ضريبة الوطن
في أي محفل من المحافل، ويشهد علي ذلك الوسط الفني والدولة من خلال الحفلات والليالي
التي أقمتها، ويكفي أنني أحتفل بعيد الإستقلال علي طريقتي الخاصة، فأنا منذ أن بدأت
الخوض في المعترك الفني الذي شهد الكثير من التحولات والمنعطفات التي ظللت علي خلفيتها
أتفاعل مع قضايا وطني وأحث جمهوري علي إنتهاج نفس النهج لأنني كنت أحمل رسالة لا تهمني
معها المادة، بقدر ما أنا اعمل علي إشباع هوايتي في الفن والتمثيل معاً وما مسرحية
(تاجوج في الخرطوم) التي قمت بإنتاجها والتي ألفها المخرج الراحل مجدي النور وأخرجها
الشاعر الكبير قاسم ابوزيد وشاركني في بطولتها الممثلة الكبيرة سمية عبداللطيف وكوكبة
من نجوم الدراما إلا أكبر دليل علي ذلك فلم يبخل عليّ أبناء جيلي من الممثلين والعازفين
المهرة في التأطير لفكرتي في الفن والتمثيل إلي أن وجدت لهما موطئ قدم بين رصيفاتهما
ومن ثم حققت بهما الإنتشار في فترة وجيزة فأصبحت أعمالي بفضل الله سبحانه وتعالي وشركات
الإنتاج الفني والتوزيع والأجهزة الإعلامية المختلفة تلامس أحاسيس ومشاعر المتلقي في
كل أرجاء السودان.
ما هي الفترة الزمنية التي أصبح فيها الحوت نجماً للشباك
الذي كان محصوراً في العملاق محمد الأمين وربما بعض الفنانين في الحفلات الموسمية ؟
قال : بدأت هذه المرحلة في فترة مبكرة والتي أخذت فيها حفلاتي
العامة تجد إقبالاً منقطع النظير من الجماهير رغماً عن أن البعض عمل علي رسم صورة مغايرة
عن شخصيتي الفنية من خلال الترويج إلي أنني فناناً غير ملتزم بالمواعيد وهي الحيلة
التي لم تنطلي علي جمهوري الذي كان واعياً بما يحاك ضدي في تلك الفترة ولكنني كنت أعزو
ذلك إلي الغيرة الفنية التي كان يفترض فيهم منافستي بتقديم الأعمال الغنائية الجادة
التي تلاقي هواً في نفوس الجماهير التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجامل مهما
كانت المغريات إذ وجدت في البداية أن أقدم نفسي للجمهور بأغاني معروفة للفنانين الكبار
احمد المصطفي وحمد الريح ومحمد وردي وعثمان حسين وزيدان إبراهيم ومحمود تاور ونجم الدين
الفاضل وآخرين وقد شاركت في معظم إحتفالات الكشافة البحرية بما في ذلك الحفل الذي شهده
الرئيس الراحل النميري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق