الاثنين، 9 أكتوبر 2017

سراج النعيم يكتب : كافحوا ظواهر (العولمة)

................................
إن الظواهر كثيرة و موجودة ومكابر من ينكرها، إلا أنه ومن المؤسف أنها ﺗﺤﻈﻲ ﺑﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ البعض، وهذا الإنتشار الذي تحققه نابع من سهولة وسرعة النشر عبر التطبيقات المستخدمة عبر الهواتف الذكية، ولربما الظاهرة في تزايد يوما تلو الآخر، مما أدخل الناس المحافظين في حالة من القلق لعدم إيجاد الحلول المكافحه لما انتجته (العولمة) ووسائطها المختلفة، الأمر الذي قاد الكثيرين إلي ﺍﻟﻨﺪﻡ فيما بعد ولكن هل يجدي الندم.
وﻣﻦ الظواهر السالبة أيضا الرسائل الداعية إلي الإتصال برقم هذا الشيخ أو ذاك، بالإضافة إلي إلتقاط صور السيلفي في المقابر عند دفن الموتي، ومناشدات أهل البر والإحسان لمساعدة هذه المريضة أو ذاك المريض، ومن ثم يتم النشر عبر (الفيس بوك) و(الواتساب)، إلي جانب منظمات تدعي أنها خيرية، وهي جميعاً ﺗﺤﺚ وتستعطف المتلقي، لكي يساهم في حل إشكاليات ربما تكون (وهمية) ﻭﻳﻼﺣَﻆ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ الظواهر أنها تشير إلي أن صاحب الرواية يبحث عن من يقف معه في محنته، وفي الغالب الأعم يجدون من يتعاطف معهم، خاصة وأن الشخص الذي يعرض الرواية يحبكها من حيث القصة والسيناريو، الأمر الذي يحدو بقلوب البعض أن تتأثر ﺟﺮﺍﺀ ذلك.
عني شخصياً لا اعتراض لي من نشر قصص من يحتاجون المساعدة طالما أنها حقيقية، إلا إنني كلما اتصلت بالأرقام الموضوعة في نهاية المناشدة أجدها خارج نطاق التغطية، السؤال ما الفائدة من نشر مواد من هذا القبيل، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺾ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺩﻓﻊ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻌﻼﺝ، ﻭﻫﻮ ﺑﺤﺎجة ﻟﻠﻤﺎﻝ، ولكن فقدنا الثقة في المناشدات، رغم أن هنالك عدد ﻣﻦ الأﺳﺮ تعاني الأمرين في ظل الظروف الاقتصادية وتحتاج حقيقة الي المساعدة، ولكنها لا تجد الأذن الصاغية، وذلك يعود إلي من يحاولون الإحتيال بمآسي الناس، أو أولئك الذين أمتهنوا (الشحدة) حرفة، فأصبح الناس لا يستطيعون التفريق بين المحتاج والشحاد الذي يسأل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﺤﺎﻓﺎً، لذا علي السلطات المختصة وضع حد لمثل هذه الظواهر السالبة المنحصرة في نطاق ﻭﺍﺣﺪ، وإذا تم الحسم فإننا سنتبين من هو المحتاج الحقيقي، وبالتالي هنالك من هو علي استعداد للوقوف معه في الأزمة التي يمر بها، كما أن التفاعل مع المرض سيكون في الإطار الإيجابي.
أما بالنسبة إلي بقية الظواهر فإننا سوف نكافحها بالتبصير والتوعية المستمرة، لذلك يجب أن نقف وقفة تأملية في الظواهر السالبة ودراستها دراسة مستفيضة من كل الجوانب حتي نتعرف علي الأسباب الدافعة لتهرب الناس عن إسعاف المصابين ومساعدة المرضي والمحتاجين والإبلاغ عن الموتي والغرقي؟ الإجابة عندي تكمن في التغيير الذي حدث في العادات والتقاليد السودانية السمحة خلال السنوات الماضية، والسبب المباشر هو الإنفتاح علي الثقافات الغربية المغايرة التي سيطرت علي المجتمع، وأخذت تتلون وتتنوع وتلتف حول الناس إلي أن أصبحت جزءاً من ثقافتنا التي إذا استمرت علي ذلك المنوال فإنها مهددة حاضراً ومستقبلاً، ومع هذا وذاك هي في إزدياد يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عدم الوعي بخطورتها.
هنالك من يستخدم تلك الظواهر السالبة كسبق إعلامي دون التفكير في إنقاذ روح الإنسان المصاب أو الإبلاغ عن جثامين الموتي، وهذا إن دل علي شيء، فإنما يدل علي الإنجراف بالعادات والتقاليد السودانية نحو التلاشي دون ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ بما يجري من حوله من الأﺣﺪﺍﺙ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ الدقيقة، ﺛﻢ يسعي إلي ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺭﺃﻱ في إطارها سلباً أو إيجاباً، وفي كلتا الحالتين يجتهد للدفاع عن وجهة نظره في مواجهة ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻦ معه، وبذلك المفهوم الخاطيء بدأ الإنسان يفقد بعض الميز المميزة له عن باقي الشعوب مثلاً الشهامة والمروءة والوقوف مع المحتاج ،وعدم التهرب من إسعاف المصاب أو خلافه.
ظهرت في المشهد السوداني (العولمة) ووسائطها المختلفة فغيرت كثيراً في العادات والتقاليد السودانية غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، وبالتالي هي عادات وتقاليد ذات قيم وأخلاق، و كلما ابتعدنا عنها وقعنا في المحظور الذي أفرزته (العولمة) ووسائطها المنتشرة عبر الشبكة العنكبوتية، ضف إليها تأثيرات الظروف الاقتصادية، فكلاهما لاعب رئيسي فيما حدث حاضراً، وسيحدث في المستقبل؟ فهذه العوامل كان لها الأثر الأكبر فيما نشاهده يومياً من ظواهر سالبة في الشارع العام، ولا نجد لها تفسيراً منطقياً سوي الإنفتاح بدون محاذير علي الثقافات الغربية، وبالتالي أصبح المجتمع لا يشبه مجتمع الآباء والأجداد، فالغالبية العظمي تحرص علي عدم التقيد بالموروثات السودانية الخالدة في الوجدان، وما أدل علي ذلك إلا إلتقاط البعض صوراً لما يجري من حولهم، ثم نشرها عبر وسائط الميديا الحديثة، كسبق إعلامي عبر وسائط التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرها من التطبيقات الإلكترونية التي يتفنن منتجوها في إخراجها في قوالب جاذبة، مما ساعدهم علي التعامل معها بسهولة خاصة في ظل إنتشار الهواتف الذكية، التي جعلت الناس لا يفكرون في إنقاذ الإنسان المصاب، أو استخراج الغريق أو مساعدة المحتاج، بل ينجرفون بالعادات والتقاليد السودانية نحو التلاشي واكتساب الثقافات الغربية المناهضة للثقافة السودانية.
فيما نجد أن معظم الناس يحرصون ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ الدقيقة أولاً بأول دون تحري الدقة حول صحتها من عدمه، الأمر الذي أفرز الكثير من الشائعات في المجتمع.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...