الخميس، 7 سبتمبر 2017

أغرب قصص الطلاق بمحاكم الأحوال الشرعية (7)

...........................
محكمة تلقي القبض علي مهندس مريض في نفقة
.............................
شادية تروي القصة المؤثرة لهروب الزوج وسقوطه علي الأرض
.............................
جلس إليها : سراج النعيم
....................................
وضعت السيدة (شادية) الأخت غير الشقيقة للمهندس (ع. ط) تفاصيل مؤثرة وحزينة حول إصابته بمرض (الصرع) بعد إتمام مراسم زفافه بثلاثة أشهر، وهي الفترة التي بدأت بعدها الإشكاليات تدب بشكل مباشر في حياته، مما أدي إلي إصابته بـ (المرض) ومن ثم (الإنفصال) عن زوجته.
وقالت : بدأت قصة أخي بعد إستقراره في عمله مهندساً كبيراً في ميكانيا السيارات، ثم أعد ورتب حياته ترتيباً دقيقاً لإكمال نصف دينه، وكان أن أتم نصفه الآخر ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر علي زواجه أصيب بمرض (الصرع) الذي استمر معه (10) سنوات، ومازال يعاني منه الأمرين، وعلي ذلك النحو أصبح يخاف من كل شيء ويهرب من الواقع الذي يركن إليه من مكان إلي أخر، مما حدا بي إسعافه علي جناح السرعة إلي الطبيب المختص الذي أجري له الفحوصات وشخص حالته الصحية ثم اعطاه الأدوية التي بدأ بموجبها التماثل للشفاء والعودة إلي ممارسة حياته بشكل طبيعي والتي أنجب في ظلها طفلاً من زوجته السابقة، ثم اختلف معها وبعد تدخل الاجاويد عادت إليه فأنجبت منها طفلاً ثانياً، ولم يستمرا علي ذلك طويلاً حتي أنها تركته مرة أخري ثم عادت إلي حباله للمرة الثالثة فانجب منها طفلاً ثالثاً، ثم انفصلت منه إنفصالاً نهائياً بعد أن أضحي كثير السقوط علي الأرض بسبب إصابته بمرض (الصرع)، بالإضافة إلي أنه يدخل في بعض الأحيان في حالة (تشنج) من ناحية أطراف جسمه الشمالية، ومع هذا وذاك لديه (وسواس) وفقدان في الذاكرة الأمر الذي قاده إلي مواصلة السقوط علي الأرض والاصطدام بها مما نتج عن ذلك إصابته بجروح في رأسه ودائماً ما يتم خياطتها بعدد من (الغرز)، والغريب في الأمر أنه رغماً عما أشرت له إلا أنه يتذكر كل شيء قبل تاريخ إصابته بمرض (الصرع(
هل كان يتعاطي أي مكيفات قبل الإصابة بالمرض؟ قالت : لا يتعاطي أي نوع من أنواع المكيفات، وهو إنسان رسمي جداً ويمضي في الطريق الصحيح الذي يؤدي في إطاره جميع صلواته في المسجد، ويشهد له بذلك كل الجيران في الحي الذي نقيم فيه، وهو شهم وكريم لذلك حفظه الله العلي القدير.
وأردفت : المهم أن طليقته رفعت في مواجهته عريضة دعوي قضائية لدي محكمة الأحوال الشرعية تطلب من خلالها نفقة لأبنائها، فأكدنا للقاضي أن أخي المشكو ضده لا يعمل في أي وظيفة، وعضدنا ذلك بشهادة من اللجنة الشعبية بالحي حيث منحتنا شهادة لمن يهمه الأمر تشير إلي أن المواطن (ع. ط) يتقاضي مبلغ (1050) جنيه كل سبعة أشهر، وذلك بمعدل (150) جنيه للشهر الواحد، وهذا بعد دراسة حالته المادية والأسرية، علماً بأنه من مواليد ذلك الحى، ونحن علي علم بحالته الصحية والنفسية.
كم النفقة المطلوبة؟ قالت : ألف جنيه لكل الأبناء شهرياً، علماً بأنه ظل يتلقي العلاج من مرض الصرع علي مدي (10) أعوام متصلة وذهبت به إلي السعودية ومناطق الشيوخ الذي يعالجون المرضي بالقرآن، ورغماً عن ذلك كله لم يتماثل للشفاء فبالأمس القريب سقط علي الأرض لدرجة أن رأسه (شج)، فقمت بإسعافه سريعاً إلي مستشفي (إبراهيم مالك).
وتابعت : فيما أفاد البروفيسور محمد النور عبدالرحيم إستشاري الطب النفسي- جامعة الخرطوم بأن المريض قد حضر إلي العيادة الطبية المتكاملة - قسم الطب النفسي، وهو يعاني من اضطرابات نفسية في صورة إكتئاب وهو يتلقي العلاج من يوم 3/1/2007م ولازال تحت العلاج من تاريخ استخراج هذه الشهادة 26/7/2011م، كما أكدت الدكتورة إعتدال أحمد ابوالعشر من المركز القومي لأمراض وعلوم الجهاز العصبي أنه يعاني من زيادة في نشاط كهرباء المخ (صرع)، مما اثر علي ذاكرته ويحتاج للعلاج والمتابعة الدورية.
واستطردت : المهم أن مولانا هيثم محمد إبراهيم قاضي محكمة الأحوال الشرعية (الشجرة) أصدر حكمه علي أخي (....) وفقاً لصيغة منطوق الحكم : (حكمت حضورياً علي المدعي عليه بنفقة لأبنائه الثلاثة مبلغ (500) جنيه شهرياً للطعام، وبدل كسوة كل أربعة أشهر مبلغ (300) جنيه، ونفقة تعليم حكومي حسب الفواتير وأجرة سكن مبلغ (200) جنيه، وتسري من يوم 29/12/2016م ، بينما تشهد المحكمة بأن المواطن (ع. ط) لديه تنفيذ مقيد بديوان محكمة الأحوال الشرعية مرفوع من زوجته السابقة في موضوع تنفيذ نفقة (بنوة)، ولقد أصبح المبلغ المطلوب من المدين حتي تاريخ شهر إبريل 2017م (5,200) جنيه، زائد رسوم المحكمة (260) جنيه، إذاً جملة المبلغ المطلوب (5,460) جنيه، وعندما تم إلقاء القبض عليه وإدخاله الحبس في التنفيذ سقط علي الأرض مما أدي إلي إصابته في الرأس فتم إطلاق سراحه بضمانتي، ثم استأنفت الحكم الصادر في مواجهته ليتم تحويل القضية إلي قاض آخر وأصبحت أسدد في ظله جزءاً من المبلغ المحكوم به (500) أو (600) جنيه كل عشرين يوم، ودفعي لتلك المبالغ تسبب في إيقافي للعلاج، ما قادني إلي أن أطلب المساعدة من الأهل والمنظمات الناشطة في العمل الإنساني، ثم كتبت طلب للمحكمة لتخفيض مبلغ الدفع إلي (500) جنيه حتي أستطيع أن أسدد من المبلغ القديم (500) جنيه، والجديد (500) جنيه، فرفض الطلب وصدر أمر قبض في مواجهة أخي الذي سقط علي الأرض فاسعفته إلي مستشفي (إبراهيم مالك)، وأثناء ما نحن في المستشفي تلقيت إتصالا من إحدي المنظمات العاملة في الجوانب الإنسانية مؤكدة أنها ترغب في أن تدفع لي جزءاً من النفقة فقلت لهم سددوا المبلغ للمحكمة، وكان أن فعلوا، وما تبقي لا قدرة لي بدفعه حيث فرضت عليه المحكمة أن يدفع (600) جنيه شهرياً، ووفقا لذلك اعطيت زوجته السابقة (300) جنيه، فرفضتها علي أساس أن أكمل المبلغ (600) جنيه، والـ (300) جنيه التي كانت بحوزتي عالجت بها أخي الذي سقط على الأرض فاصيب في رأسه بجرح.
بينما تساقطت دموعها مدراراً، دون أن تآبه بها، وهي تتساءل هل إنسان مريض في حالة أخي الذي يحتاج إلي العلاج بصورة مستمرة يمكنه أن ينفذ الحكم الصادر ضده بالدفع أو أن يدخل السجن (يبقي لحين السداد)، وهل يجوز له أن يكتب لي توكيلاً وهو فاقد الأهلية حتي انوب عنه في القضية المرفوعة ضده، وحتي أجد إجابة ذهبت إلي القمسيون الطبي فقالوا لي لا يمكن أن تكوني وصياً علي أخيك الذي إذا استمر في أخذ العلاج فإنه قد يصبح سليماً معافي، ولكن السؤال كيف يواظب علي ما أشار به الأطباء وهو مشتت ما بين المحكمة والعلاج وكل ما اتحصل عليه من مبالغ اضطر لدفعها في إطار الحكم الصادر في مواجهته، علماً بأن الزوجة السابقة وقبل أن تتزوج من رجل ثاني كانت اللجنة الشعبية توظفها وتأخذ بموجبها راتب شهري (700) جنيه، غير ذلك كان والجيران يتعاطفون مع الظروف التي كان يمر بها إذ أن أبنائه كانوا يتلقون تعليمهم (مجاناً) إلي جانب كسوتهم، إلا أنها ومنذ أن رفعت ضده قضيتها تم إيقاف ذلك الدعم، بينما أصبحت أنا أخته الكبري مجبورة علي الوقوف إلي جانبه في مأساته التي يمر بها، ثم دخلت في نوبة بكاء وهي تضيف : ما خليت ليهو حاجة علي مدي عشرة سنوات، ومنذ رفعت فيه القضية وأضحي يسمع بالقبض عليه وإيداعه الحراسه يهرب خوفاً من ذلك بالإضافة إلي أن حالة السقوط علي الأرض تحدث معه شبه يومياً، هذه إشكاليتي فافيدوني ماذا أفعل؟.




ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...