الأحد، 3 مايو 2015

نحن فی نعمة .. طبيبة أسنان خليجية ترفض مغادرة الخرطوم بعد انتهاء دراستها ..

جاءت للسودان لتدرس وتتعلم مهنة الطب ولم يدر بخلدها السودان والسودانيين سوف ينتزعها عنوة من بين أحضان أهلها ووطنها الأم .... فوجدت ضالتها فی الشعب السودانی الطيب المضياف والحياة الاجتماعية المفتوحة والترابط الاسری والتداخل بين الأهل والمعارف والأصدقاء والجيران وحياة الحرية .. وتنسمت طعم الحياة وهي تقود سيارتها فی شوارع الخرطوم وتتسوف وتشتری أغراضها وحاجياتها المنزلية بنفسها وتغدو وتروح بين الكلية والسكن فی أمن وأمان وطمأنينة ... حكت ذات مرة أن كفر سيارتها بنشر .. فتبرع عدد من الشباب بحمل السيارة وتغيير الكفر دون أن تتعرض لمضايقه أو كلمة جارحة من أحد ... درست الدكتورة عبير فی كلية الطب ودعت أهلها لحضور التخرج ونالت اجازتها الجامعية .. فكانت الفرحة كبيرة وعظيمة .. لقد تحقق حلم عبير وحلم الأسرة ... ولكن ثمة مفاجأة داوية أطلقتها عبير بعد عودتها مع أسرتها لوطنها الأم .... ووجهت حديثها لوالدها والذی زهل وهو يستمع لكلامها ، والدی العزيز الله يجزيك الجنة ... انا لا استطيع ان اعمل أو أعيش هنا ... انا لن اترك السودان .. انا لن اختار حياة السجون مرة اخری وأغلق نفسی بين الحيطان ... إذا عندك استطاعة تفتح لی عيادة هناك فهذا هو حلمی واذا ما عندك خلاص ما قصرت معاي وجزاك الله خيرا ... فقال لها الوالد بنبرة حزينة : يا بنتی انا وديتك عشان تقری وتتعلمی ما عشان تشتغلی وتسكنی فی السودان ... فرفضت الدكتورة عبير كل العروض التی قدمها لها والدها لتعدل عن قرارها .. واخيرا لم يكن أمام الوالد بدأ من أن يحقق لبنته رغبتها رغم المخاوف والوساوس الكثيرة .. فجاء الی السودان واشتري عمارة فی الخرطوم وفتح لها فی الدور الأرضي العيادة والدور العلوي للسكن ... وباشرت الدكتورة عبير العمل وحياتها فی نشوة وسعادة واستقر بها الحال تماما فی الخرطوم وأصبح السودان وطنها الأول والخليج فقط للزيارات والتی لا تزيد علی أسبوعين ثلاثة .... قال لی محدثی وهو يعرف الدكتورة ووالدها .... قال له والدها والله فی البداية انا كنت زعلان شديد وما كنت عارف حاجة عن السودان .. أول مرة مشيت قلت بجلس معاها أسبوعين قعدت شهرين .. تانی كل مرة امش اجلس أربعة شهور وخمسة شهور ... والله ناس طيبين وبلد فيها خيرات وأي حاجة فيها طاعمة ... سألوا اذا كان أكل الكسرة أم لا ؟ فضحك الرجل وقال كسرة وعصيدة وبی الأخضر والأحمر ...... وتعرف بقينا نجيب العائلة كلها ونجی نقعد مع عبير .... وكل يوم والتانی معزومين فی بيت ... يا سلام علی أهل السودان أهل الكرم والعلوم الزينة .. نعم هذا هو السودان وهذه هي قيمنا وعاداتنا وهكذا تربينا علی المروءة والنخوة والشهامة والتكافل .. وبالرغم من ضيق اليد وسوء الحال .. ونعم نحن فقراء بالمقاييس المادية المتعفنة ولكننا أغنياء بقناعتنا وعفتنا وكرامتنا .... اخوتی واخواتی أحبابی صحيح الظروف التی نعيشها اليوم فی السودان صعبة .. ولكن ما دمتم بهذه القيم وهذه الأخلاق .. فأنتم فی نعمة ، قولوا الحمدلله . كما وصلني .

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...