الأحد، 1 فبراير 2015

سراج النعيم : عاجل إلى المجرم الإلكتروني

ظل البعض من ضعاف النفوس المريضة ﻳﺘﺤﺮﺷﻮﻥ ﻭﻳﺒﺘﺰﻭﻥ ويهددون ويسيئون لأشخاص بدبلجة الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة ومن ثم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتطبيق الواتساب. والمثير للاهتمام أن المجرم الإلكتروني يستخدم في ارتكاب جريمته أرقام الهواتف غير المسجلة لدى شركات الاتصالات أو الأرقام الدولية معتقداً بأنه لا يمكن الإيقاع به ناسياً أو متناسياً أن هنالك قرائن في إرسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة لا يجدي معها التخفي وراء تلك الأرقام الهاتفية غير المسجلة بطرف شركات الاتصالات كالذي حدث معي بالضبط من ذلك الشخص الذي بعث لي برسائل يهددني ويتوعدني ويسيء لي ولوالدتي المتوفاة عليها الرحمة مستفيداً من الرقم الدولي الذي يتخفي خلفه والذي بدأ معي التواصل من خلاله بإدارة حوار حول قضية السيدة لنا محمد الشريف واتهامها لزوجها السابق النظامي بإنشاء صفحة باسمها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ونشر صورها الفاضحة الخاصة بقضائها شهر العسل معه قبل حدوث الانفصال بينهما فيما بعد وعندما وجدني أرد عليه بتحفظ شديد كشف النقاب عن وجهه الآخر وبدأ في التهديد والإساءة لشخصي الضعيف وللوالدة عليها الرحمة ولم انفعل برسائله التي يدعي أنه يرسلها من مقر إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية وحينما وجدني صامداً وقوياً أمام محاولاته التحرشية والابتزازية كثف الجرعة بإرسال مقطع فيديو دبلج فيها صوراً لشخصي متوفرة على الشبكة العنكبوتية مصحوبة بموسيقى كما أنه أرسل مقطع فيديو لسيدة سودانية ترقص بشكل فاضح كما أنه هددني بأمر قبض وغيرها من التهديدات والإساءة الخادشة للحياء. وبما أنني اكره مثل هذه الأساليب الابتزازية الرخيصة كنت أرد عليه ببرود شديد على أساس أنني إنسان لا تخيفه مثل هذه التهديدات والإساءات الجوفاء التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنني امضي في الاتجاه الصحيح الذي جبلت عليه بمناصرة كل إنسانة أو إنسان مظلوم ولم ولن أحيد عنه لأي سبب من الأسباب فمرحباً في سبيل ذلك بالتهديد والإساءة. مما طرحته من نموذج حي لم تمض عليه أيام يتضح أن الظاهرة في تنامي مقلق جداً فكم شخص يتعامل مع وسائط التقنية الحديثة تعرض إلى انتهاك ليجد نفسه ضحية انتقام أو تصفية حسابات كما يحدث معي آنياً باستخدام الرسائل التهديدية والمسيئة والصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة لتشويه الصورة واشانة السمعة فكم ضحية من ضحايا المجرم الإلكتروني لم يستطع أن يدافع عن نفسه خوفاً من النظرة السالبة التي ينظرها إليه المحيطين به اسرياً ومجتمعياً الأمر الذي يضع الضحايا أمام ﺧﻴﺎﺭات ﻓﺮﺩية صعبة. يبقى الاستهداف باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة أمراً في غاية الخطورة من واقع الوصول إلى المجرم الإلكتروني الذي يرتكب جريمته بلا حياء أو خجل أو خوف من عقاب في الدنيا والآخرة وأن كنت أرى أنه كان علي المجرم الالكتروني المفاضلة في استخدام العولمة ووسائطها بين الإيجابي والسلبي محكماً ضميره والوازع الديني قبل الأقدام على خطوات من هذا القبيل لأنه إذا تواﺀﻡ مع عاداتنا وتقاليدنا السودانية السمحة فإنه سيستخدم ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ الحديثة في الجوانب الإيجابية نسبة إلى أنها أصبحت ضرورية في حياتنا اليومية واحدي ﺍﻃﺮ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻘﻴﻢ الإنسانية للشخص أو الأشخاص خاصة وأنها تتيح للمستخدم حرية مطلقة لا يتحكم فيها إلا الضمير والوازع الديني لذلك على المستخدم أن يصون هذه الحرية وعدم الجنوح بها. ما لا يكترث له المجرم الإلكتروني أنه يرتكب عدداً من الجرائم في أن واحد يبدأها بسرقة الصور ومقاطع الفيديوهات لدبلجتها أي أنه يتعامل معها دون أخذ الأذن المسبق من المجني عليه ولا يكتفي بذلك بل يعمد إلى إشراك آخرين في جريمته بنشرها لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتطبيق الواتساب وإعادة استخدامها في سياق التهديد والإساءة والتحرش والابتزاز ما يتطلب في السلطات المختصة تشريع قوانين تعاقب المجرم الإلكتروني على فعلته المنافية للآداب العامة وأن يكون العقاب رادع بالإيداع في السجن والغرامة المالية على حسب تقدير القاضي في حال تم الإيقاع بالمجرم الإلكتروني حتى يكون عظة وعبرة لآخرين. إن طبيعة الجرائم الإلكترونية أنها تترك أثراً معنوياً ونفسياً طويل المدى على المجني عليه خاصة وأن المجرم الإلكتروني يسئ إليه باستخدام العولمة ووسائطها المختلفة بدبلجة الصور العادية وجعلها صوراً فاضحة بالتركيب ونشرها للعامة للتعليق والإعجاب من خلال الفيس بوك والواتساب. ومما تطرقت إليه مسبقاً فإن سلوكيات من هذا القبيل تتطلب الحسم والحزم الشديدين حتى لا يجد المجرم الإلكتروني فرصته في التهديد والإساءة والتحرش والابتزاز والتشهير واشانة سمعة الضحية ببث الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة الفاضحة بين عامة الناس ومثل هذا الجاني يعد مجرماً خطيراً في مسألة التشهير والقذف والإساءة لسمعة المستهدف الذي حتى إذا لم يستطع إثبات الجرم ضد المجرم الالكتروني فإن سمعته تكون قد أهدرت بالتناول السالب في المجتمع فضلاً عن أنه يتضرر ضرراً معنوياً ونفسياً كبيراً جراء الانتهاك الذي تعرض له وبالتالي تصبح نظرة المجتمع له في العمل أو الدراسة نظرة سالبة. بالرغم مما أشرت إليه إلا أننا نعيش في مجتمع مسلم يتمسك بالعادات والتقاليد السودانية القائمة على الدين الإسلامي وعليه تجده مجتمعاً يقدر ويحترم الآخر مهما كان مختلفاً معه في وجهات النظر باستثناء قلة تعتبر مريضة نفسياً هي وحدها التي تلجأ إلى التصرفات السالبة وأمثال هؤلاء حالات شاذة في المجتمع يجب أن تدرع بأقصى العقوبات حتى لا تسول لهم أنفسهم الانجراف بالعادات والتقاليد السودانية إلى ما فيه ضرر الناس. من أوجب الواجبات وضع المجرم الإلكتروني في رقابة مشددة إلى أن يرعوي عن الشذوذ عن القاعدة ويتعلم كيفية استخدام التقنية الحديثة بشكل إيجابي يفيد به نفسه ومجتمعه خاصة وأن العالم الرقمي يكفل لكل إنسان على وجه البسيطة حماية خصوصيته مع ضمان تواصله مع الآخرين حتى يستفيد منها في إيصال رسالته. ومن هذا المنطلق احذر من ظاهرة الاحتفاظ بصور الآخرين في أجهزة الكمبيوتر أو اللاب توب أو الهواتف الذكية دون أن تكون لهم بهم صلة درءا من استخدامها في المستقبل استخداماً سالباً فيما ينصح خبراء بالرد على الانتهاكات وذلك باللجوء إلى السلطات العدلية المختصة بعد أن تم تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية أو المعلوماتية منعاً لتفشي الظاهرة المقلقة جداً للمجتمع السوداني المحافظ الذي يتعامل مع هذه السلوكيات المشينة بحزم شديد ولا يصمت أمامها خوفاً من أي عواقب أخري.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...