الأحد، 1 فبراير 2015

موضوع شيق ومفيد .. سفافين التمباك ..

الموضوع منقول بتصرف احد سكان الفاشر يحكي لنا كيفيه زراعه الصعوط او التمباك او العماري.. ويقول : بحكم إنتمائي إلى دارفور و الفاشر على وجه الخصوص .. وقفت على التمباك بكل مراحله وعرفت الكثير الكثير من أسراره في عام 1992م... رايت أكثر زملاء الدراسه بالجامعه يتعاطون السفه وهم من غير أهل دارفور فشرحت لهم كيف تعد هذه الآفه وشاركت باكثر من موضوع في جريده (السلطان) الحائطيه والتي كانت لسان حال دارفور بالجامعه .... لم يستجب إلا قليل فأيقنت ان القوم قد أدمنوا حتى النخاع.. ماهي نبتة التمباك و كيف شكلها ؟؟!! نبات التمباك اخضر غامق اللون , ينمو بإرتفاع متر عن الأرض وشكلها مثل نبات البندوره (الطماطم)... . لا تزرع البذور لتنبت كما يعتقد الكثير بل يتم شتلها وهي بطول 10 سنتمتر تقريبا ... لا يحتاج الي ماء حيث يكفيه لتر واحد فقط و عند الشتل .... بمجرد تجهيز الأرض وانتهاء الشتل بصب الماء والكمية التى ذكرتها تنقطع علاقة المزارع بزراعته حتى يحين موعد حصاده .. كيف ولماذا ؟؟ نبات التمباك لا ياكله اي مخلوق سواء كان حيوانا أو حشره، لذلك لا يحتاج المزارع الى حراسته او زريبه او سور يحمى زرعه.... . (يعني اشتل ونوم حتى الحصاد).. . الحشرات تبتعد عن مزارع التمباك وكذا الحيوان ، والغريب ان الإنسان لا يجرؤ على شق مزارع التمباك و السبب أن السموم التى تنبعث من هذه النباتات تقتل و تسبب ضيق التنفس.. كيف يتم حصاد التمباك ؟عندما يستوي النبات ويحين حصاده , يستأجر أصحاب المزارع أناس متخصصون لهذا العمل وهي أصعب مرحله و الأكثر تكلفه لهم . والشخص الذي يقوم بقطف أوراق هذا النبات ينسلخ جلده بسبب حرارتها وكذلك يصاب بأمراض الأنف والعيون و الرئه ... يصبح جلد القاطف مثل من يعاني داء البرص.. ثم يبدأ الجلد في نموه ليعود الى وضعه الطبيعي بعد فتره من الزمن وهكذا تدور الدوائر . ثم ماذا ؟ تجمع الأوراق في مساحه صغيرة لا تتعدى ال 3 امتار او حسب الكمية ، ثم تضاف إليه بعض المحدقات ويقول ساخرا : مثل (الكتشب) و(البهارات) ، لكن لنري ماهى هذه البهارات ؟؟ هذه البهارات عباره عن صفق شجر (العشر), حيث يتم إضافة كميه كبيرة من أوراق العشر ولسببين هما إضافة نكهه وطعم حار إلى التمباك بجانب زياده كميتها .... و يجب أيضاً ان تعلموا ان العشر لا يأكله لا الإنسان ولا الحيوان .... ويستفاد من حطبه في الوقود والبناء وهي شجره ذات عصير أو محلول أبيض يستكرهه الناس . أما النوع التاني من المحدقات عباره عن فضلات الحمير أعزكم الله (الروث او الزباله ) . تجمع كميه كبيرة من هذه الزبالة وتطحن ثم تضاف الى أوراق التمباك . طبعاً هذه المحدقات تضيف طعماً ورائحه لذيذه(اي نفاذه) للتمباك ويجعل من يتفنن أكثر في تمباكه يكون رقم واحد او (العماري الأصلي) .. التــــــخــــمـــــــيـــرة : بعد تجميع ما ذكر (أوراق التمباك + روث الحمير + أوراق العشر ) في مكان واحد , يتم غطاء هذه الخلطه بفروع الأشجار والقش(الحشائش) والمشمعات وتترك لفتره طويله حتي تتخمر .... ويوم فتح هذه الخلطه المتخمره لا يستطيع أي مخلوق أن يقترب منها و لمدة لا تقل عن أسبوع ... . بعد إنقضاء الفترة يعبأ المحصول في جولات خيش ويتم ترحيله إلى مدينه الفاشر حيث يتم طحنه في مطاحن التمباك بمدينه الفاشر لصاحبها التهامي .... ثم يتم شحنه إلى مخازن أمدرمان خلف إستاد الهلال ليوزع إلى مناطق السودان الختلفة .. ماذا يحدث للميت من متعاطي التمباك ؟ يقول شخص في عام 1991م كنت ملازما لعمي المريض بمستشفى الفاشر الكبير . إذ حل بالمدينه وباء السحائي الفتاك الذي يقتل الإنسان دون ان يمهله الشهاده .. عندها فإن فزع قد أصاب الناس بالمستشفى لأنه في رأس كل ساعة يهرع بمريض سحائي ومن باب الفضول كنا نذهب لنرى المريض و حالته .. سمعت الطبيب أو الممرض يسأل أهل المصاب إن كان يتعاطى التمباك . إذا كانت الاجابه (نعم) , يفرشون له كيس من النايلون لينام عليه ... سألت عن السبب , أخذتني إحدى الممرضات إلى شخص متوفي حديثا بالسحائي وقالت لي أنظر .... رأيت سائلا أسود اللون يتم افرازه من فم وانف المتوفى وقالت لي ان من يسف التمباك (تنبعث منه هذه الرائح الكريهة وكذلك السائل النتن من جسده ومن كل (فتحة) في جسده اعزكم الله .. اقسم بالله العظيم رأيت ذلك السائل الأسود وبحسب كلام الممرضه سببه التمباك .. والجدير بالذكر و أهم ما قاله الأخ : طبعا أبناء دارفور لا يتعاطون التمباك إلا قليلا بل من النادر جدا أن تجد من يتعاطاه ويعتبر تعاطي التمباك في دارفور عيبا كبيرا , و السبب لأنهم يعرفون سر هذه الطبخه الخبيثة... اما المساكين الماعارفين شغالين سف ... ... ‫#‏أبوخالد_الحمدي‬

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...