الخميس، 15 يناير 2015

الشيخ الصائم ديمة : لم أشاهد حشوداً كهذه إلا في جثمان الراحل محمود عبدالعزيز

الحوت .. الصوفي .. كيف يحتفي بمولد المصطفي صلي الله عليه وسلم الشيخ الصائم ديمة : لم أشاهد حشوداً كهذه إلا في جثمان الراحل محمود عبدالعزيز ﻓﻲ ستينيات القرن الماضي بدأ التصوف يلعب دوراً كبيراً في المجتمع السوداني الذي ظل يتفاعل معه منذ زمن طويل مع اللوح.. الدواية.. الخلاوي.. التقابة.. حلقات الذكر.. الجلباب ذو اللونين الأخضر والأحمر.. السبحة.. وغيرها من الأشياء التي تدل علي الانتماء لهذه الطريقة أو تلك.. ورغماً عن تعدد الطرق الصوفية في السودان إلا أن الطريق.. والهدف واحد.. الغرض منه ممارسة الأشعار والأذكار والإنشاد الديني.. ويأخذ ذلك حيزاً كبيراً في كل عام من تاريخ مولد المصطفي صلي الله عليه وسلم حيث تنصب الطرق الصوفية المختلفة الخيام في الساحات علي امتداد الوطن.. إلا أن الاحتفاء به في ميدان الخليفة بام درمان له طعم ونكهة خاصة لما تقدمه الطرق الصوفية من أدب صوفي مميز في ذكر الله سبحانه وتعالي ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام .. وعندما كنا صغاراً كنا نفرض علي والدينا أخذنا إلي ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ببيت الخليفة بام درمان حيث أنه يمثل مكان الالتقاء لأحبة سيد البشرية عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.. وهو ديدن الجميع الذين يتقاطرون علي ذلك النحو من كل حدب وصوب.. وبما لاشك فيه كان صديقنا الفنان الراحل محمود عبدالعزيز كسائر الأطفال يحب الاحتفال به مع أﺷﻘﺎؤه وﺃﺻﺪﻗﺎؤه وزملاؤه. يبقي الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف احتفالاً موسمياً للكثير من تجار الحلويات.. العصائر.. العاب الأطفال.. ستات الشاي.. وبائعات الزلابية.. والوجبات المختلفة ويعرضون تجارتهم من خلال المحلات التجارية المؤقتة بتصاديق من المحلية فيما وأتذكر أنني كنت أتجاذب أطراف الحديث مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي ذكرني بما كان يحدث من بعض الصبيان الذين يأتون إلي ساحات المولد وهم يدسون بين طياتهم ما يطلقون عليه ( النبلة ) المصنوعة من عود خشب وبلاستيك وعندما تتحلق المجموعات حول البائعين بالساحة.. يقذف أولئك الصبيان الناس فيما كان هنالك بعض الصبيان يقومون بربط ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ اللواتي يرتادن ساحة المولد النبوي الشريف ﻣﻊ بعضهن البعض ونسبة إلي أن الحوت كان صاحب ذاكرة حديدية رؤى لي قصة اللص الذي جبل علي سرقة الدجاج في الحي بصورة شبه يومية مستخدماً ذكائه رابطاً جزء من المصران بسير بلاستيك ويلقي به إلي الدجاجة التي ينوي اصطيادها من هذا المنزل أو ذاك وما أن تلتقط الدجاجة المصران إلا وينتفخ المصران في فمها فيستطيع أن يكتم صوت الدجاجة من أن تلفت نظر أصحابها وعلي خلفية ذلك يقوم اللص بسحبها تدريجياً عبر المصران المنتفخ ﻭﻳﺴﺤﺒﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺥ الذي يكون في تلك الأثناء ضاغطاً علي حلق الدجاجة بقوة للدرجة التي لا تستطيع معها الفكاك من تلك القبضة المحكمة وكانت الحكاية مندرجة في إطار القصص الغريبة التي كانت تتم في ذلك الزمن الجميل ما يؤكد أن الحوت كان متعلقاً بالتاريخ القديم الذي استفاد منه في تجربته المستقبلية في إبراز موهبته في مجال التمثيل فالقصة التي رواها عن اللص والدجاجة تصلح أن تصبح دراما في هذا العصر الذي يعاني في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي يركن لها المجتمع بعد رفع الدعم عن المحروقات. من الحديث عن التصوف والصوفية التي ينتمي إليها الكثير من العامة ولم يكن يعجبه الحروب التي تشن علي الصوفية والتصوف من جهات بعينها مدعية أنها تستقطب شرائح متعلمة.. وﻣﻦ ﺻﻔﻮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.. فأخذ الطرق ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ في بذوق نجمها.. ، فيما ظلت الجهات المعادية للصوفية تتقوقع في مكانها ولا تبرحه قيد أنملة رغم الصراع الذي تديره ما بين الفينة والأخرى إلا أنه صراعاً لم يجد سوي النفور بدلاً من الترغيب فالخشونة التي تمتاز بها تلك الجهات كانت طاردة للشباب من الانتماء إليها. وحينما ننظر بمنظار فاحص إلي الصوفية والتصوف نجد أن هنالك بعض السوالب التي قادتها إلي طريق أقرب إلي الأفول منها ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ بالإضافة إلي الأشعار التي يمجد من خلالها سيد البشرية عليه الصلاة والسلام وشيخ الطريقة في نفس الوقت وتخليد الذكري السنوية.. وضرب النوبة.. وإقامة الحولية ويطوف حولها الحيران.. وهو ذات الأمر الذي يتم في موسم المولد النبوي الشريف أمام وداخل الخيام المخصصة لكل طريقة من الطرق الصوفية بالساحات المنتشرة بولاية الخرطوم والولايات الآخري. ومما ذهبت إليه وجدت الطرق الصوفية مكانتها في ظل ثورة الإنقاذ الوطني التي أولتها جل اهتمامها واستطاعت في تلك الأجواء أن تستقطب إليها الشباب من الجنسين خاصة شباب ﻓﻲ المدارس والجامعات فواجه ذلك الشباب المتصوف ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ جسام ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ الانتماء لهذه الطريقة أو تلك وبدأت تظهر في المجتمع السوداني بوادر تصوف الشباب.. لأن تجربة ثورة الإنقاذ كانت بمثابة طوق النجاة للطرق الصوفية من الاندثار.. ما سهل الطريق أمام المتصوفة ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ القباب وﺍﻷﺿﺮﺣﺔ وإقامة الليالي في الأماكن المخصصة للذكر ومع ذلك ظهرت الجهات المعادية للصوفية والتصوف إذ أنها دخلت في صدامات مباشرة مع مشايخ الطرق المختلفة. وعندما مرض الفنان الراحل محمود عبدالعزيز قامت بعض الطرق الصوفية بعمل حلقات ذكر تضرعت من خلالها له بالدعاء أن يمن عليه الله سبحانه وتعالي بعاجل الشفاء.. وحينما توفي إلي رحمة مولاه أصاب المجتمع بصورة عامة وخاصة الشباب صدمة كبيرة.. أخذت حيزاً من الانتقاد لما تعمد البعض من الحواتة افتعاله. وكان الشيخ الصادق الصائم ديمة قد كشف سر العلاقة العميقة التي تربطه بالفنان الراحل محمود عبد العزيز من حيث التصوف. وقال : كانت تربطني أواصر صداقة قوية بالفنان الشاب محمود عبد العزيز ومن خلال تلك الصداقة عرفت أنه إنسان شفيف وكريم حنين جداً فالمشاهد الإنسانية تهزه لدرجة أن الدموع تتساقط من عينيه مدراراً ولا يأبه بها وهي صفات الصالحين. وعرج إلي القبول الذي يحظي به الحوت قائلاً : القبول الذي وجده الفنان المادح الراحل محمود عبد العزيز كان قبولاً منقطع النظير ولم أألفه في أي إنسان خالطته في هذه الدنيا فأنا شاركت في تشييع جثامين الكثير من الشخصيات الهامة والمشاهير في المجتمع فلم أشاهد حشوداً كالحشود التي خرجت في جثمان الفنان الراحل محمود بعد أن تم إحضاره من المملكة الأردنية الهاشمية. وأضاف : علاقتي به بدأت بأنه سمع عني وصادف ذلك أن كان لديه حفلاً في مدينة امبدة وبعد الانتهاء منه مباشرة جاء اليّ في المسيد وما أن شاهدني إلا وبكي بكاء حاراً أمتد قرابة النصف ساعة ثم روي لي أنه كان يسمع عني كثيراً .. وقال لي ظللت أمني النفس بزيارتك إلي أن تحققت فقلت له : يا محمود سمعت أنك تحب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فقال : أحبه حباً عميقاً وأمدحه نهاراً وليلاً بالإضافة إلي إنني اختم كل حفل بالصلاة علي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم. فنان مصري يقلد الحوت في (منو القاليك بنتحمل فراق عينيك) تداولت المواقع الإسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الفنان المصري علاء الدين وهو يقلد الفنان الأسطورة الراحل محمود عبدالعزيز حتى في طريقة الأداء وتحريك المايك أثناء تغنيه بأغنية ( منو القاليك بنتحمل فراق عينيك ) التي حظيت بمشاهدة عالية جداً من السودانيين والمصريين الذين عبروا عن إعجابهم بصوت الحوت واختياره للنصوص والألحان. وكشف عدد من الموسيقيين السودانيين أن هنالك الكثير من الأصوات العربية الشبابية التي تقلد بعض الفنانين السودانيين وما الفنان المصري علاء الدين إلا امتداد طبيعي لمن سبقوه في هذا الإطار. فيما تداولت مواقع التواصل الالكترونية والتواصل الاجتماعي مقطعاً لفنان سعودي شاب يقلد الفنان القيصر معتز صباحي في أغنيته ( رحلة هواي ). وكان قد اظهر مقطع فيديو قصير متداول على مواقع التواصل ونشر على موقع يوتيوب شاب سعودي يقلد الفنان السوداني معتز صباحي. الشاب السعودي فيصل يقول عنه أحد أصدقائه السودانيين فيما قال صباحي الفنان الشاب السعودي بأنه يحفظ بعض أغنياتي بصوت رائع. والمقطع القصير يظهر الشاب السعودي يردد جزء من أغنية (رحلة هواي). أغاني الحوت تبتلع محرك والملايين يستمعون ويشاهدون أغانيه باليوتيوب ابتلعت أغنيات الفنان الراحل محمود عبدالعزيز محرك بحث قوقل وحققت أغانيه مشاهدة عالية جداً بموقع باليوتيوب حيث تمت مشاركة عدد كبير من الأغاني التي صدح بها في حياته. وفي السياق تداول نشطاء ومرتادي المواقع الاسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي ( الواتساب) و( الفيس بوك) أعمالاً للفنان الراحل محمود عبدالعزيز حظيت بقبول منقطع النظير لدرجة أن عدداً من الفنانين العرب رددوها في كليبات مصورة وبثوها في اليوتيوب الذي شاهدها من خلاله الملايين في الداخل والخارج. وقطع القيصر وعداً لجماهيره العريضة أنه قادم أكثر قوة وبالصورة التي ترضيهم. قصة مقاضاة البلابل للحوت في البصمة الصوتية لأداء (خاتم المنى) واصل الحوت وضع الحقائق على طاولة الصحيفة من خلال سلسلة حوارات وخفايا وأسرار مع الفنان الراحل كاشفاً النقاب عن البلاغات والقضايا التي خاضها بالمحاكم لإثبات انه لا ذنب له في ترديد هذه الأغنية أو تلك ومن أشهر هذه القضايا التي رفعت في مواجهته وشركات البدوي للإنتاج الفني هي القضية التي رفعتها (البلابل) بالإضافة إلى قضية الفنان محمد ميرغني. وقال : عندما صدحت بأغاني الغير كان ذلك ناتجاً من العددية الكبيرة للاغاني التي اشترتها شركة البدوي للإنتاج الفني من مؤلفيها الشعراء والملحنين وهم بموجب قانون الملكية الفكرية أصحاب حقوق أصيلة في الكلمات والألحان ففي هذا السياق واجهتني إشكالية متمثلة في الدعوى التي رفعها الفنان محمد ميرغني في أغنية (تباريح الهوى) التي صاغ كلماتها ووضع لها الألحان الأستاذ التجاني حاج موسى إلا أنها انتهت بصورة وفاقية بين الشركة المنتجة والفنان سالف الذكر وبالتالي لم يتم تصعيد القضية وتزامنت هذه القضية مع تفعيل قانون الملكية الفكرية وهو القانون الذي يعتبر السودان حديث عهد به. ومضى الى قضيته مع البلابل قائلا : تفاجأت بإخطاري بأن مجموعة البلابل متمثلة في شقيقتهن حياة قد رفعت دعوى قضائية في مواجهتي والشركة المنتجة لألبومي الغنائي الذي سجلت فيه أغنية (خاتم المنى) وكانت ترى أن مسألة أدائي للأغنية في شريط الكاسيت هضم لحقوقهن الأدبية المشار إليها في القانون بـ(الحق المجاور) وبالتالي على الشركة وشخصي دفع تعويض مالي وكان قد طلبت شهادة الموسيقار يوسف القديل بالمحكمة الجزئية بالخرطوم وقال للقاضي : (في الموسيقى وبالنسبة للمطربين هنالك الأداء الصولي وهو الأداء الفردي إلى جانب الثنائي والثلاثي والجماعي وعليه عندما غنى الفنان محمود عبد العزيز الأغنية موضوع القضية أداها بشكل فردي فيه طابع مختلف بالبصمة الصوتية خاصته أما البلابل فثلاث بصمات متحدة فلا توجد مقارنة بين البصمة الفردية والبصمة المتحدة وبالتالي هو لم يؤد الأغنية بصوت البلابل او بطريقتهن الأدائية) ومن ثم شطبت القضية ضدي وشركة البدوي للإنتاج الفني. الحوت للطبيب المعالج برويال كير : كون انك لا تعرف أنني نجم أستار هذه مشكلتك تبقي قضية الفنان الصديق محمود عبدالعزيز من القضايا التي تحمل بين طياتها الكثير من الغموض الذي ظل ملازماً له منذ إسعافه إلي مستشفي (رويال كير) بالخرطوم ومن ثم نقله إلي مستشفى (ابن الهيثم) بالأردن الذي توفي فيه . ها هي ملامح الصورة التي رسمناها لفنان الشباب محمود عبدالعزيز أخذت منحني أخر سعينا من خلاله للاقتراب من وضع حداً لما ظل يصاحبها بصورة مقلقة جداً للدرجة التي وصلت فيها إلي مراحل غاية في الصعوبة منها مثلاً إعلان وفاته علي خلفية إجراء العملية الجراحية بالمستشفي الذي أسعف إليه. ومن هنا كانت محطة بداية الإصابة بـ(القرحة) الملتهبة ومن ثم تطورت وتطورت هذه القرحة إلى أن وصلت لمرحلة متأخرة ناجمة عن فقده الكثير من السوائل إذ أنه لم يعد قادراً على تحمل هذه الوضعية التي فرضتها عليه الظروف المتجددة لذلك دعوني أقف وقفة تأملية في حكاية الفنان الشاب محمود عبدالعزيز مع هذا المرض وهي الوقفة التي سنكشف من خلالها أدق الأسرار والخفايا.. وفي ذات السياق قال مأمون : أكثر ما أدمى قلوبنا تلك الشائعات التي أخذ البعض في بثها بصورة مقلقة وموترة جداً لنا خاصة وأن بقاء الحوت بالعناية المكثفة برويال كير وقتها كان بطلب منا نحن أسرته من أجل أن يمضي فترة نقاهة بعيداً عن الالتقاء بالناس لأن العملية الجراحية تتطلب الهدوء والراحة التامة ولكنه أي الحوت طلب مقابلة توأمه (حاتم) و(حنين) اللذين أنجبهما من زوجته السابقة نجوي العشي. وزاد: أكثر ما كان يدهش المحيطين بمحمود أنه كان حزيناً غاية الحزن على الفنان الشاب نادر خضر الذي توفي في الحادث المروري المروع بطريق التحدي ومكمن هذا الحزن نابع من العلاقة القوية التي بدأت تتعمق أكثر وأكثر منذ انخراطهما في خارطة الغناء السوداني وأول لقاء جمع بينهما حفلاً غنائياً جماهيرياً بالنيل الأزرق وقد صاحبته أحداث شغب استدعت شرطة أمن المجتمع التدخل وإلقاء القبض على محمود ونادر وإيداعهما في حراسة القسم سوياً ومنذ تلك اللحظة أصبحا يتواصلان بصورة مستمرة لذلك دخل في حالة نفسية سيئة قادته للإضراب عن الطعام وهي الوفاة التي تضاف إلى وفيات شخصيات عزيزة عليه بدأت بوفاة شقيقنا الفنان إيهاب عبدالعزيز في حادث مروري بالمملكة العربية السعودية والذي كان قريباً جداً منه ومرتبطاً به ارتباطاً وثيقاً لا استطيع أن أصوره لك بصورة دقيقة فقد كان لا يفارقه في حله وترحاله نسبة إلى أنه كان – عليه الرحمة- خامة صوتية قوية جداًَ سعى الحوت إلى أن يعرف بها جمهوره ولكن يد القدر كانت أسرع من كل الأماني تم تلته وفاة (تراجي) ابنة خالنا الممثل الراحل الطاهر محمد الطاهر الذي لحق بها بعد شهور معدودة من ذلك ومن ثم تلقي نبأ وفاة العندليب الأسمر زيدان إبراهيم بالقاهرة التي شدَّ الرحال إليها مستشفياً وما مر على هذه الوفاة شهور إلا وتم إبلاغه بوفاة العملاق محمد وردي وكل هذه الوفيات توالت عليه فتركت تأثيرها علي نفسه التي هي مليء بالإنسانية . والتقط منه قفاز الحديث الدكتور وليد محمد سليمان مساعد المدير الطبي لمستشفي رويال كير إذ قال: كانت العملية الجراحية التي أجريت للفنان محمود عبدالعزيز برويال كير ناجحة خاصة وأنه حدث له انفجار في (القرحة ) وفي بادئ الأمر رفض إجراء العملية الجراحية إلا أننا قمنا بإقناعه بفائدتها لحالته الصحية الراهنة فكان أن استجاب لذلك وعلى ضوئها نقل إلى العناية المكثفة على أساس أنه كان لفترة طويلة لا يأكل ما يتطلب فينا إعادته إلى وضعه الطبيعي حيث أننا بدأنا في العلاجات اللازمة ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن حالته الصحية كانت خطرة أو أنه سوف يموت إنما الهدف منها كان منع الزيارات عنه ومراقبته بصورة دقيقة وعن قرب من أجل مساعدته في أن تحقق العملية الجراحية النجاح فنحن لدينا استشاري العناية المكثفة دكتور( سيرمان ) الذي يعد من جهابزة الطب في البلاد واستطاع أن يعتني بمحمود عبدالعزيز عناية لصيقة حتى انه علق قائلاً: (عبدالعزيز من المرضي خفيفي الظل فهو يحكي لهم بعض النكات ويداعبهم لذلك وجوده في العناية المكثفة من أجل الاطمئنان على حالته الصحية أكثر . ما هي حقيقة عدم تقبل محمود للتخدير قبل إجراء العملية الجراحية ؟ قال : هذا الحديث لا أساس له من الصحة وهي شائعة من الشائعات التي سرت منذ الإعلان عن إسعافه إلى المستشفي حيث أنهم قالوا أنه مات وأنه لديه مشاكل الإصابة بالسرطان وفيروس المناعة (الايدز) وهي أشياء لا علاقة لها بالواقع الذي عليه هو بدليل أنه كان يتجاذب أطراف الحديث مع الأطباء المشرفين على حالته الصحية ويداعبهم أي أنه واعٍ تماماً بما حدث له ويتذكر تفاصيلها جيداً وليكن في علمك أن الدكتور يوسف الأمين كبير استشاري التخدير هو الذي أجرى له عملية التخدير ولم يواجه مشكلة على النحو الذي ذهبت إليه في سؤالك حيث أنه فاق من التخدير بصورة طبيعية وأن كانت هنالك إشكالية فهي تتمثل في رفضه لإجراء العملية الجراحية في البداية. هل كانت حالة محمود الصحية لحظة نقله إليكم خطيرة ؟ قال : بلا شك كانت خطيرة نسبة إلى أنه كان هنالك انفجار في (القرحة) وأنت في مثل هذه الحالة تجد داخل بطنك كمية من السوائل موجودة والخطورة ليست في هذه النقطة لوحدها بل الخطورة في العملية الجراحية نفسها من واقع أنه حتى يأتي إلينا كان يغالب في الآلام والأوجاع الناتجة عن عدم تناوله الطعام منذ فترة زمنية طويلة ويكتفي بتعاطي السجائر (التدخين) والذي مع عدم الأكل يؤدي إلى الانفجار في (القرحة) لذلك كانت خطورة العملية ناتجة من أشياء كثيرة منها أن الآلام استمرت لفترة طويلة جاء بعدها إلى المستشفي إلا أنه كان رافضاً إجراء العملية الجراحية. ما مدى صحة عدم عثور الأطباء علي وريد للتغذية بواسطة المحاليل أو أخذ العينات للتحليل في المعمل الطبي ؟ قال : في حالة محمود عبدالعزيز وارد عدم وجود وريد لأنه أسعف إلى المستشفي وفقاًَ إلى انفجار في (القرحة) ولم يشرب الماء ولو شرب الماء يتألم فأنت مثلاَ إذا كنت عطشان عطش شديد وأتيت إلينا فلن نجد لك وريداً إلا بعد مرور فترة من الزمن وبالتالي محمود عندما دخل المستشفي كانت كمية السوائل داخل جسمه قليلة جداً ولكن كون أننا لم نجد له وريد فهذه مجرد أقاويل ومثل حالة الحوت ترد إلينا كثيراً و بالمقابل نتعامل معها بسهولة ويسر لكن الضغط الاجتماعي الخارجي في الحالة التي نشرح فيها يدخلنا في (تنشن) ولكن رغماً عن ذلك نتعامل معه باعتبار أنه مريض ولابد أن يجد العناية الكافية ومن ثم نضع في رأسنا أنه فنان. وماذا؟ قال : كان يداعب اصطاف الأطباء الموجود معه وفي مداعبة له مع دكتور سيرمان الذي قال لمحمود عبدالعزيز : (أنت في السودان الناس كلها عارفة أنك نجم ستار إلا أنا الوحيد الذي لا أعرف ذلك) فرد عليه قائلاً:( والله دي مشكلتك كون انك لا تعرف أنني نجم ستار) وغيرها من المداعبات التي تمت بينه والأطباء والأصطاف الموجود خاصة وأنه أصلاً كان فاكهة ورجل يتمتع بروح الدعابة حتى انه داعب دكتور ضياء الدين عثمان الذي سلم عليه في الصباح وحكي له نكته. أسرة الطفل محمود عبدالعزيز تحي ذكرى الحوت بمدني أحيت أسرة الموسيقى فيصل المقيمة بمدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة ذكرى رحيل الحوت بمناسبة مرور عامين على وفاته بمستشفى ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية من واقع أنها أطلقت على طفلها أسم الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الذي أنجبته زوجته كأول مولود بعد إعلان وفاة فنان الشباب محمود عبدالعزيز. وعزت الأسرة إحياء الذكرى وتسمية صغيرهم على اسم محمود عبدالعزيز إلي تعلقهم بصوته. وتابع والد الطفل : لم نختار هذا التوقيت ولكن الله سبحانه وتعالي شاء ان يصادف ذلك إنجاب مولودنا بمستشفي النساء والتوليد بمدينة ود مدني وما ان أخطرنا بأن المولود ذكر إلا وقلنا بصوت واحد انه (محمود عبدالعزيز) الذي تحبه وتعجب به الأسرة بصورة عامة خاصة وأننا أسرة موسيقية معروفة في المدينة لذلك هذه التسمية نابعة من حب وإعجاب للفن الذي صدح به الفنان الشاب محمود عبدالعزيز علي مدي السنوات الماضية واستطاع ان يحقق به نجومية طاغية في الحركتين الثقافية والفنية وبالتالي شكل به وجدان الأمة السودانية. وقالت معالي أن تسمية طفلنا باسم محمود عبدالعزيز قائمة علي الأثر البليغ الذي تركه في دواخلنا منذ أن سطع نجمه وبالمقابل كان إجماعنا في الأسرة علي أن يكون اسم المولود الحديث علي اسم الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الذي ظللنا نتابع معاناته مع المرض منذ أن كان بمستشفي رويال كير بالخرطوم ومن ثم نقله إلي مستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية التي جاء منها النبأ الحزين ومن ساعته دخلنا في حالة حزن على فقده الجلل وكنت وقتئذ قد دخلت في غيبوبة تامة أسعفت علي ضوئها إلي حوادث مستشفي مدني الذي تلقيت فيه العلاجات اللازمة ومن ثم عدت إلي المنزل عندها أصرت الأسرة على أن نشد الرحال من ود مدني إلي الخرطوم لأداء واجب العزاء في فقيد الشباب والوطن الذي لم يدخلنا نحن فقط في الحزن إنما ادخل الجميع في حالة حزن عميق. وأضافت: بدأت علاقتي بالاستماع لصوت الحوت الجاذب منذ أن كان عمري لا يتجاوز العشر سنوات ظللت من خلالها أتابع كل كبيرة وصغيرة عنه وعندما جاء إلي مدينة ود مدني سعيت للالتقاء به وعندما سلمت عليه لم أكن مصدقة لأنه فناني الأول الذي التمست فيه كل صفات الفنان الذي اطرب فأجاد فهو بأي حال من الأحوال لا يمكن وصفه بالكلمات أو الإشارة إلي فنه بصورة عابرة فهو أسس لنفسه مدرسة فنية اقل ما يقال عنها أنها مدرسة تُحسها فقط واكبر دليل علي ذلك الحزن الذي خيم علي الشارع السوداني. دلتا الدخول سقوط سيف بأغاني وأغاني أبدي السودانيون شعباً وحكومة اهتماماً كبيراً بنبأ رحيل فنان الشباب محمود عبدالعزيز وهو اهتماماً لم أشهد له مثيلاً حتى لدي وفاة كبار الفنانين وربما يعود ذلك إلي أن الحوت عاني ما عاني من المرض منتقلاً مابين مستشفي رويال كير بالخرطوم ومستشفي ابن الهيثم ومشرحة الطب الشرعي بمستشفي الجامعة الحكومي بالمملكة الأردنية الهاشمية الذي حول له بعد إعلان وفاته رسمياً مما يشير بشكل قاطع أن رحيله حمل بين طياته المغزى السياسي والاجتماعي والثقافي والفني الذي كشفت في إطاره مدي علاقته بهذه العوالم التي استقطبه إليها إبداعه الذي فرض على الدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور رئيس الحركة الشعبية والنائب الأول لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير قبل التصويت بانفصال الجنوب واستقلاله بدولة ورغماً عن أن الحركة الشعبية استطاعت أن تستقطبه إلا أنه سرعان ما أعلن انسلاخه وبدأ الانخراط في المشاركة بالبرامج التي يقيمها المؤتمر والوطني بما فيها الحملة الانتخابية للسيد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في دلالة واضحة إلي وجهته السياسية الجديدة التي لم يصرح بها علناً ولكن مشاركته في المحافل الخاصة بالمؤتمر الوطني تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه أصبح مؤتمر وطني مما استدعي الاهتمام البالغ بمرضه ومن ثم وفاته فقد قام جهاز الأمن والمخابرات الوطني بإرسال طائرة خاصة للأردن يرافقها الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق لإحضار جثمانه الذي كان مسجي بمشرحة الطب الشرعي بمستشفي الجامعة الأردني. السؤال الذي يطرح نفسه هل وجد الحوت في الانسلاخ عن الحركة الشعبية والمشاركة في مناشط المؤتمر الوطني بما فيها الحملة الخاصة بانتخاب المشير عمر البشير لولاية ثانية هل ما وجده بالمؤتمر الوطني لم يجده في الحركة الشعبية وبالتالي استطاع أن ينهض بفكرته التي ظل يحلم بها في الإطار السياسي والاجتماعي والثقافي والفني في دليل واضح علي أصالته في الانتماء رغماً عن المحاولات اليائسة من القوى السياسية الأخرى لضم الحوت ومن ثم اكتساب تعاطف شعبيته الجارفة إلا أن قناعته الراسخة بأن التنظيمات والأحزاب السياسية السودانية فشلت في ترجمة شعاراتها لأرض الواقع لذلك كان يسقطها من فكرته نهائياً ورغماً عن ذلك سعت سعياً حثيثاً علي أن لا تتخلف من إظهار كياناتها السياسية في الحدث الذي شغل الشارع السوداني والذي دخل في حالة حزن عميق فما كان منها إلا ونعت فنان الشباب الأكثر شعبية. ومن خلال حوار مطول أجريته معه أتذكر أنني قلت له يا محمود سأسألك سؤالاً وأريدك أن تكون صريحاً في الإجابة عليه هل انشغالك بالمجال السياسي بدأ مع استقطاب الحركة الشعبية لك أم انه كانت لديك اهتمامات ولكنك كنت تخفيها حتى لا يتأثر بها جمهورك؟ قال : فى مطلع التسعينات من القرن الماضي كان هنالك فراغ خلفه انسحاب كبار الفنانين من المشهد السياسي أو مغادرتهم للبلاد كما فعل الكثير منهم وعلي سبيل المثال العمالقة محمد ردى ومحمد الأمين في فترة ما بالإضافة إلي مصطفى سيد احمد ومحمود تاور وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً إلي جانب الذين آثروا البقاء في الوطن دون الإدلاء بآرائهم في التطورات السياسية في البلاد سلباً أو إيجابا كحالة الفنان ابوعركي البخيت ونسبة لما ذهبت إليه كان ظهوري مع بعض الشعراء والملحنين والموسيقيين والمسرحيين علي رأسهم الشاعر الكبير قاسم ابوزيد والمخرج الراحل مجدي النور وآخرين في مسرحية (تاجوج في الخرطوم) كنت أود أن أقدم معهم ما يفيد الوطن رغماً عن التوترات الطفيفة التي تمكنت من إزالتها مع السلطة المختصة ومن خلال لقائي بشرطة النظام العام وقتئذ حيث أكد لي مديرها بحضورك أنه لا عداء لهم معي. وبهذه الكلمات البسيطة خرج الحوت من مباني الإدارة الشرطية وهو سعيداً بسماع ما ذهب إليه مدير شرطة أمن المجتمع وعليه بدأ مرحلة جديدة من حياته بالالتحاق جندياً في أحدي الوحدات العسكرية مشاركاً في المهرجانات التي يقيمها الجيش السوداني وبالمقابل لا اتفق مع الآراء التي تقول أن السلطة والسياسة في البلاد لم تكن ايجابية. ولعلمي بأن الحوت تربطه علاقة قوية برفيق دربه الفنان الراحل نادر خضر فقلت له أنه كان واضحاً في خطه السياسي على عكس الكثير من الفنانين الشباب ثم عرجت به إلى سقوط السيف الذي كان يحمله ببرنامج (أغاني وأغاني) فقال : ترافقت مع صديقي الفنان حقاً نادر خضر فى زمالة فنية نشطة وكنا نحرك البركة الراكدة في حفلات الشباك التي تحملنا في إطارها عبء الغناء خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخ السودان السياسي، وهي الفترة التي ظهر فيها مجموعة من الفنانين البارزين في الساحة أمثال محمود تاور ومصطفي سيداحمد والخالدي والهادي الجبل ومن هنا وجدت وصديقي نادر القبول المنقطع النظير من قطاعات الطلاب والشباب الذين ظلوا يداومون علي دخول حفلاتنا الجماهيرية النهارية والمسائية وهي كانت تقام بشكل شبه يومي. وأضاف : أما إجابتي حول سيفي الذي أصاب رفيق دربي نادر خضر فقد حزنت للتناول الإعلامي الذي صور الواقعة علي أساس أنني قصدت إصابته على وجهه وقد ذهبوا إلي ابعد من ذلك إذ قالوا أن الدماء سالت منه ثم عادوا وقالوا (قليل من الدماء) وهذه الحادثة وكما أسلفت حدثت أثناء تصوير حلقة من حلقات برنامج (أغاني وأغاني) الذي تبثه قناة النيل الأزرق سنوياً وأنا اعرف الفنان الذي نقل الخبر للصحيفة لأننا في تلك الأثناء كنا شخصي ونادر خضر وجمال فرفور الذي قيل في الخبر انه تناول مني السيف الذي كان يحمله عاصم البنا ولم يكن هذا الفنان صادقاً فيما ذهب إليه رغماً عن أنه في كثير من الأحيان يدعي أنني علي صلة قرابة به وكل ما في الأمر أن الحلقة المشار إليها كانت مخصصة للرقص وفي تلك اللحظة كنت جالساً بجوار صديقي نادر خضر فمال السيف مني ناحية صديقي نادر خضر مما قاد لإصابته إصابة طفيفة لم تكن بالمستوي الذي صوره بها. نعم كان الحوت متمرداً ولكن كما قلت أن تمرده تمرداً جميلاً وهو التمرد الذي مضي به على طريقته الخاصة معبراً به عن آمال وأحلام الشباب الذي وجد فيه مخرج لهم من الحالة التي تسكنهم والمتمثلة في الإحباط الذي ظل ملازماً لهم ما حدا بهم أن ينصبوا له خيام العزاء حالهم كحال الفنان الشاب الجماهيري معتز صباحي وهو الفنان الوحيد من أبناء جيله الذي ظل الحوت يبشر به كخليفة له ولعلكم تابعتم جميعاً اللقاء التلفزيوني الذي قال فيه بصراحته المعهودة مجيباً علي سؤال المذيع ناجي محمد الحسن ونشأت الامام والذي جاء في فحواه لمن تستمع من الفنانين الشباب؟ قال بلا تردد : الفنان الصديق معتز صباحي مما فرض علي مخرج الروائع شكر الله خلف الله بث أغنية (جيت رجيتك) للمبدع الجماهيري معتز صباحي التي وثق لها تلفزيون السودان ببرنامج (ليالي النغم) وظل الحوت يبشر بأن خليفته في الحفلات الجماهيرية معتز صباحي وبدوره ظل صباحي يؤكد في كل تصريح له أن محمود عبدالعزيز أستاذه الذي تعلم منه الغناء لذلك بكى عندما أخبرته بأن الحوت مات ولم يستطع إكمال المكالمة الهاتفية التي جمعتني به مثله مثل سائر السودانيين الذين ذهب البعض منهم إلي الاقتداء به. حقيقة موت الحوت بمستشفي ابن الهيثم كنت أتلقى العديد من الاتصالات من داخل وخارج السودان عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي يستفسرني من خلالها المتصلون عن حقيقة موت الحوت اكلنيكيا وبما أن الحالة الصحية لفنان الشباب محمود عبدالعزيز لم تشهد أية تطورات جديدة حيئذ قمت بالاتصال هاتفياً بالسيد عمر محمود مدير شئون المرضى بمستشفى ابن الهيثم الأردني بحكم وظيفته مديراً لشئون المرضى العرب. حيث أكد أن الحالة الصحية للفنان الشاب الجماهيري محمود عبدالعزيز (حرجه). وقال باللهجة الاردنية حالته الصحية (ما بتسر). واشار في رده علي تساؤلات الدار عموماً اطمئن الجميع بان دكتور جمال العارضة الجراح الشهير يتولي الاشراف علي الحالة الصحية للحوت بنفسه. واضاف : لم تقرر للفنان محمود عبدالعزيز أية عملية جراحية نسبة إلي سيولة الدم. فيما وجهت له سؤالاً مباشراً حول ما يشاع بأن الحوت قد توفي إلي رحمة مولاها (إكلينكياً) وهو ما يعرف بالموت السريري فقال : لم تصدر منا تصريحات تشير إلي هذا الأمر رغماً عن قناعتنا انه في حالة صحية حرجة ومع هذا وذاك فهو لم يتوفي وإذا توفي فلن نخفي خبر وفاته فالموت في نهاية المطاف بيد الله العلي القدير ونحن نخاف الله قبل البشر لذلك لا يمكن ان نخفي أمراً من هذا القبيل مهما كانت ردة فعل من يعنيهم فالموت في انتظار الجميع. واردف : في الفترة الماضية قد استجاب الحوت للعلاج إلا انه عاد وانتكس من جديد مما جعل موقفه (حرج) نتج عنه نزيف في الدماغ ورغماً عن ذلك كان علي قيد الحياة ولم يمت سريرياً كما اشاع البعض في السودان بدليل ان الكهرباء الموصلة بدماغ الفنان محمود عبدالعزيز لا يمكن ان تعمل إلا في حال كان ينبض بالحياة فأي موت سريري لمريض لدينا بالمستشفي نخطر اسرته فوراً بهذه الحقيقة فإذا طلبوا منا نزع اجهزة التنفس الاصطناعي فإننا نستجيب دون أدني شك لهم وفي هذا دليل واضح علي اننا لا نخفي الحقيقة مهما كانت قاسية علي اسرة المريض بغض النظر عمن هو مشهور أو مغمور. أصم يكتب عن الحوت في ذكراه الثانية بعث الأصم مصطفي فيصل مصطفي برسالة مؤثرة حول الذكرى الثانية للفنان الراحل محمود عبدالعزيز رابطاً من خلالها بينه والفنان الراحل نادر خضر. وقال : بدأت علاقتي بثنائي الإبداع (الحوت) و(حبيبو) من الحفلات الجماهيرية النهارية والمسائية التي كانا يقيمانها آنذاك الوقت وكنت دائماً ما أعبر لهما عن حبي العميق بالكتابة علي الورق وكانا يردان عليّ بنفس الوسيلة التي استطعت بها أن انشيء معهما علاقة قوية جداً فقد كنت معجباً بهما وذلك من واقع أنهما وضعا بصمة واضحة في تاريخ الأغنية السودانية لذلك كنت حريصاً علي دخول حفلاتهما الجماهيرية بدافع الحب وبالتالي حدثت بيننا الكثير من المواقف الطريفة التي انبثقت من تقليدي لهما ولم يكونا يتذمران مني بل كانا يعبران عن سعادتهما الغامرة. واستطرد : ومن المواقف الخالدة في المخيلة التقائي بالفنانين الراحلين محمود ونادر في حفلهما الذي جمعهما بالنيل الأزرق الذي قلدتهما فيه بصورة جعلت كل منهما يضحك بصورة هستيرية استدعتهما إلي أن ينشئآ معي علاقة متينة جداً . وأضاف : وأكثر ما حز في نفسي أنني ذات يوم دخلت علي الحوت في غرفته فوجدته حزيناً فقلت له ما الذي أصابك يا صديقي حتى تكون علي هذا النحو الذي لم أرك عليه من قبل؟ فرد عليّ قائلاً والحزن يكسو وجهه : كل هذا الألم وكل هذا الحزن الذي يبدو ظاهراً علي وجهي نابع مما تناولته بعض الوسائل الإعلامية حول سقوط سيفي علي رأس الفنان الصديق نادر خضر في حلقة من حلقات برنامج (أغاني وأغاني) المبثوث من علي شاشة قناة النيل الأزرق سنوياً في شهر رمضان المعظم فما تم تناوله مجاف للحقيقة الماثلة أمام الذين شهدوا تلك الواقعة التي تم تضخيمها بشكل لم يكن في الحسبان للدرجة التي خفت فيها من أن تؤثر علي علاقتي بـ(حبيبو) ومضي : ولم يتوقف عن الكتابة مؤكداً انه اجري اتصالاً هاتفياً بصديقه ورفيق دربه نادر خضر معبراً له عن أسفه مما تم تناقله عبر وسائط الإعلام فما كان من محدثه في الطرف الآخر إلا وقال : يا صديقي محمود ما حدث بسيط جداً ولم يكن بتلك الصورة التي فيها الكثير من الضبابية ولكن ضع في بالك شيئاً واحداً هو أن الإعلام يبحث عن الإثارة حتى في الأحداث البسيطة فلا تولي هذا الأمر اهتمامك من قريب أو بعيد ودع حساسيتك المفرطة جانباً فما حدث لا يمكن أن يؤثر في حبي لك بدليل هذا الاتصال الهاتفي الذي يؤكد مدي العلاقة العميقة التي تربطنا ببعض فالشيء الذي بيني وبينك اكبر من يدخل فيه حادث عارض كهذا الحادث الذي اتفق معك فيه بأن احد الزملاء نقله للصحيفة بصورة فيها شيء من المبالغة علماً بأن الحلقة ضمت إلي جانبنا الفنانين عاصم البنا وجمال فرفور. من خلال حواراتي مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز صراخ ودموع ولهفة وحيرة كلها ارتسمت على الأفئدة لحظة تلقيها نبأ وفاة الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الذي عاشوا معه لحظات قاسية لن تمحوها السنون من الذاكرة فالتجربة المرضية المريرة التي مر بها بمستشفي رويال كير بالخرطوم ومن ثم ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشيمة كانت تجربة قاسية جداً علمّت الجميع قيمة الحياة ومرارة الفراق ولوعته. يعتبر الراحل محمود عبدالعزيز من الفنانين القلائل الذين حملوا مشعل الرفض لكل ما هو مقيد للذات الإنسانية فهو قد أعلن منذ الوهلة الأولى حبه اللا محدود للإنسانية والحياة من خلال الأغاني التي حافظ بها على الأفكار الجادة في المجال الذي اختاره للمضي به قدماً بموهبة قل أن يجود بها الزمان لأنه أي الحوت استطاع أن ينحت أفكاره الجريئة بتناول النصوص الغنائية المميزة والألحان المتجددة في الحركتين الثقافية والفنية . ومن هنا رأيت أن أبحر في لجة حواراتي مع هذا الفنان الأسطورة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني فهي في المقام الأول والأخير حوارات لم تنقطع برغم انقطاعه عن الحياة فثمة من يقول وهم عديدون أن محمود عبدالعزيز نقلنا إلى ما بعد الأشياء المرئية .. إلي ما بعد الحزن العميق الذي ترجمه بوضوح في الكثير من الأغاني.. إلي ما بعد الفرح الذي مزجه بالحزن فهو بلا شك كان فناناً جميلاً وصادقاً ومدهشاً. وعندما تتحدث مع الفنان الجماهيري محمود عبدالعزيز ينتابك إحساس منذ الوهلة الأولي بأن صوته قادم من خلف الغيوم فهو صوت يشدك إليه إن شئت أو أبيت ولهذا الصوت سحره الأخاذ ولا يعرف هذا السحر سوي معجبي (الحوت) لأنه يحمل بين طياته الإصرار وروح التحدي الذي استطاع به أن يشق طريقه للقمة الفنية في البلاد بعقل وقلب مفتوح ولاشك أن موهبته الفنية لعبت دوراً كبيراً في اقتحامه للعقبات والأشواك وهي وحدها التي جعلته يدخل تاريخ الأغنية السودانية من أوسع أبوابها. البداية كانت في تسعينيات القرن الماضي ومن ثم تواصلت معه بصورة مستمرة ودون انقطاع إلي أن التمست فيه (التمرد الجميل) وهو التمرد الذي حلق بجناحه بعيداً عما جبل عليه الكثيرين من أبناء جيله الذين ظلوا قابعين في محطة التقليدية والرتابة والخضوع الدائم الذي كانت تحفل به الحركة الفنية في السودان. في العام 1987م أنضم لمركز شباب الخرطوم بحري على أيام الأستاذ أحمد الريس وهناك ألتقي آنذاك الوقت بالموسيقار عبدالله الكردفاني وحسن والشيخ صلاح بن البادية الذين كانوا له سنداً قوياً في رسم خارطة طريق لموهبته الفنية التي أول ما قدمها للموسيقار الفنان الكبير صلاح بن البادية والذي أبدى بصراحته المعهودة إعجابه الشديد بهذا الصوت المتفرد رغماً عن صغر سنه فما كان من ابن البادية إلا و رعاه كفنان واعد يبشر بمستقبل مشرق في الحركة الفنية جاءت تلك الرعاية الكريمة من واقع علاقة الصداقة التي ربطته بنجليه (حسن) و(الشيخ) وهي كانت مرحلة هامة مفصليه من تاريخ حياته الإبداعية وهي المرحلة التي ظل الحوت يحتفي بها كثيراً في كل الحوارات التي أجريتها معه إذ أنه قال لي :(يكفيني فخراً وإعزازاً أنني تتلمذت على يد الفنان الكبير صلاح بن البادية يعني لكل حوار شيخ وابن البادية هو شيخي الذي أخذ بيدي في مرحلة مفصلية من حياتي الفنية). فما ذهب إليه الحوت يؤكد وفاءه لمن وقفوا معه في البدايات واصفاً الفنان صلاح بن البادية بالشيخ وشخصه بالحوار في دلالة واضحة بأن الصوفية التي امتزج بها منذ ذلك التاريخ شكلت حيزاً كبيراً من اهتماماته وتطوير ذاته لذا نجده قد اقتبس ذلك الضياء الذي أصبح له مشعلاً في حياته الإبداعية التي طرح في إطارها الكثير من مدائح المصطفي صلي الله عليه وسلم وذلك عبر إذاعة الكوثر وقناة ساهور لتعظيم المصطفي صلي الله عليه وسلم واذكر أن من أماني الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أمنيته في تشكل ثنائية مع أبونا العارف بالله الشيخ الراحل عبدالرحيم البرعي في عدد من المدائح التي ألفها الأخير نظماً ولحناً. ويلاحظ في الحوت الروح الفنية المعتمدة اعتماداً كلياً على الإلمام بما اختاره أو اختارته إليه موهبته الفذة التي في ظلها طرحت عليه سؤالاً مفاده أخي محمود أراك تنتقل ما بين الفينة والأخرى بين الغناء والتمثيل فأي المرافئ تؤثر الوقوف عندها وما هو مرماك الذي تهدف للرسو فيه وماذا تود أن ترسل لجمهورك عندما تجمع بين هذين المجالين الإبداعيين؟ قال بصراحته المعهودة : اطمح من وراء ذلك إلى أن أرسو في مرفأ الإبداع الذي وضعتني فيه موهبتي فلكل موهبة قالبها وموهبة الغناء عندي لها قالبها الخاص وكذاك موهبة التمثيل ولكل موهبة فكرتها التي أجسدها فيها بالإطار الفني الذي يتناسب معها ولكن رغماً عن ذلك ففكرتي الأساسية تركزت منذ البداية في الغناء ولاشيء غيره خاصة حينما تأتي اليّ تلك اللحظة المليئة بالتوهج فهي تحملني إلي عوالم الغناء من على خشبات المسارح فالفن بصورة عامة لا ينمو في الفراغ بل يحتاج إلي موهبة يتم صقلها بالاطلاع والدراسة فأنا فعلت كذلك بالدراسة الموسيقية والتمثيل بقصر الشباب والأطفال وهذا الاتجاه نابع من إيماني القاطع بأن الفنان هو ابن المجتمع وعليه يؤثر ويتأثر بواقعة وقضاياه في شتي ضروب الحياة لذلك ظللت احمل هذين الرسالتين لأنني علي قناعة تامة بأنه لا تضاد بين الفن والتمثيل بل هنالك نوع من التكامل بينهما وبالتالي لم أعزل فني عن قضايا وطني التي عشتها بكل صدق مغسول بالوفاء. وبما أن الحوار قد قادنا إلي عوالم الوطن والسياسة دعني أسألك عن الانضمام للحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية نيفاشا فمن هي الشخصية التي قامت باستقطابك وأين التقيت بها ومن مِن القيادات بالحركة تحدثت إليهم؟ وبلا تردد قال : انضمامي للحركة الشعبية تم بواسطة ياسر عرمان الذي سعي للالتقاء بي آنذاك والذي كنت فيه بالقاهرة وقد دار بيني وبينه حواراً امتد لساعات حول رؤية الحركة الشعبية للسودان الوطن بعد الاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة بمباركة دولية المهم أن الفكرة كانت تصب في إطار مصلحة شعبي الشمال والجنوب وبالتالي قبلت ما طرح علي شرطاً ألا يتم إقحامي في القضايا السياسية مهما استدعي الأمر وان اعمل في المجال الثقافي والفني فقط فما كان من ياسر إلا واجري مكالمة هاتفية بالدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور ومن ثم أعطاني إليه قائلاً : مرحباً بالرفيق محمود عبدالعزيز في الحركة الشعبية التي سوف تتحول من حركة مسلحة إلي حزب سياسي يمارس العمل السياسي المصحوب بالقضايا الاجتماعية والثقافية والفنية وفي الأخيرتين نحن نحتاج إلي جهودك معنا من أجل إيصال رسالتنا للمجتمع السوداني الذي يجب أن يكون موحداً فقلت له طالما أن فكرتكم في أن يكون السودان موحداً لا مانع لدي من العمل معكم في قطاع الثقافة والفن ومن هنا بدأت علاقتي بالحركة الشعبية ومن ثم تم وضعي في لجنة استقبال الدكتور جون قرنق بالخرطوم. قلت للحوت ما هي إسهاماتك الوطنية من الناحية القومية وأين أنت من القضايا الإنسانية؟. قال : الشعب السوداني بصورة عامة يحب خدمة الإنسانية وبما أنني واحد منهم أسجل زيارات لدار العجزة والمسنين وبعض الدور الأخرى العاملة في خدمة الإنسانية في فترات متقطعة ولكنني أحرص عليها بالإضافة إلي أن علاقات قوية ربطتني بأطفال الشوارع طالما أنهم أحبوني وأحبوا فني ويا أخي أنا إنسان بسيط ويعرف هذه الحقيقة كل من جمعته بي صداقة وأنت اعلم الناس بذلك ولم يسبق لي أن توانيت عن أداء ضريبة الوطن في أي محفل من المحافل ويشهد علي ذلك الوسط الفني والدولة من خلال الحفلات والليالي التي أقيمت ويكفي أنني أحتفل بعيد الاستقلال علي طريقتي الخاصة فأنا منذ أن بدأت الخوض في المعترك الفني الذي شهد الكثير من التحولات والمنعطفات التي ظللت علي خلفيتها أتفاعل مع قضايا وطني وأحث جمهوري علي انتهاج نفس النهج لأنني كنت احمل رسالة لا تهمني معها المادة بقدر ما أنا اعمل علي إشباع هوايتي في الفن والتمثيل معاً وما مسرحية (تاجوج في الخرطوم) التي قمت بإنتاجها والتي ألفها المخرج الراحل مجدي النور وأخرجها الشاعر الكبير قاسم ابوزيد وشاركني في بطولتها الممثلة الكبيرة سمية عبداللطيف وكوكبة من نجوم الدراما إلا أكبر دليل علي ذلك فلم يبخل عليّ أبناء جيلي من الممثلين والعازفين المهرة في التأطير لفكرتي في الفن والتمثيل إلي أن وجدت لهما موطئ قدم بين رصيفاتهما ومن ثم حققت بهما الانتشار في فترة وجيزة فأصبحت أعمالي بفضل الله سبحانه وتعالي وشركات الإنتاج الفني والتوزيع والأجهزة الإعلامية المختلفة تلامس أحاسيس ومشاعر المتلقي في كل أرجاء السودان. قصة الحوت مع الممثل السعودي يحي الغماري عندما جاء الممثل السعودي يحي يوسف الغماري احد الممثلين المتميزين في الدراما العربية والخليجية وجدته يعرف الكثير عن الفن السوداني من واقع ارتباطه بالسودانيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية وظل يجسد أدواره في إطار الشخصية السودانية في المسلسلات والمسرحيات السعودية والخليجية التي يتم بثها من علي شاشات القنوات الفضائية العربية والتي أبرزها (دكتور بالوارثة) للكاتب علي السحيمي و(قرية خمس نجوم) لخالد الفاضلي و(بعدين) و(الخط الساخن) للكاتب سعد الشهراني و(صوتك يناديني) و(الوطن ضي العيون) و(دعاة على أبواب جهنم) و(طاش ماطاش) و (طالع نازل) وغيرها من الأعمال البارزة التي ظل يتابعها السودانيين في الداخل والخارج. ويعتبر يحي الغماري معلماً في مجال الفنون الجميلة بالمدرسة الثانوية بالسعودية كما انه من مواليد منطقة (تبوك) المنطقة التي صور فيها الجزء الثاني من مسلسل (السيت كوم) السعودي الذي أخرجه فيصل اليمان بينما شارك فيه بالتمثيل الفنان أسعد الزهراني ومروه محمد وميس حمدان ورانيا محمد وجميل علي وعمر الديني ومن الممثلين المصريين طلعت زكريا و حسن عبدالفتاح وتدور أحداث المسلسل في قالب كوميدي حول الأسرة العربية ومشاكلها وذلك على مدى (20) دقيقه لكل حلقه من حلقاته الثلاثين. وعندما سألته من مِن الفنانين السودانيين استمعت لهم في ظل بحثك عن الشخصية السودانية؟ قال بلا تردد الفنان الكبير محمد الأمين الذي صدح بأغنية (يا ناعم العود) للأمير خالد الفيصل كما أنني وقفت كثيراً عند صوت الفنان الشاب المتميز معتز صباحي منذ ان كان مقيماً معنا بالمملكة العربية السعودية وأحب جداً صوت الفنانة حنان بلوبلو فهي من الأصوات التي اطرب لها خاصة حينما تغني أغنيتها الشهيرة (حمادة دا بوظ أعصابنا ) ولكن يبقي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الشهير بـ(الحوت) من الفنانين السودانيين القلائل الذين شغلوا السعودية في الحياة والممات لذلك ظللت أتابع حالته الصحية منذ اللحظة التي أسعف فيها إلي مستشفي رويال كير بالخرطوم ومن ثم نقله إلي مستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية وذلك بصورة لصيقة بإخوة سودانيين مقيمين بالسعودية إلي جانب موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى بالمملكة الأردنية الهاشمية فهذا الفنان الشاب الأسطورة استطاع أن يحوز علي قلوب معجبيه داخل وخارج السودان ولكنه في السعودية أحدث ضجة كبيرة جداً كانت تشير بشكل واضح إلي شعبيته الكبيرة التي تعدت حدود وطنه السودان فمهما وصفت لك الاهتمام الذي حظي به هناك لن استطيع تصويره بصورة دقيقة الشيء الذي يؤكد تأكيداً جازماً انه فنان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني وكان أن استمعت له في عدد من الأغاني الراسخة في المخيلة مثلاً اكتبي لي وما تشيلي هم وغيرها من الأعمال الغنائية الخالدة في الوجدان. سائق ركشة حواتي قال للصاوي : هو في فنان تاني غير الحوت كشف الأعلامي المميز مصعب الصاوي تفاصيل مثيرة حول لقاءاته بجمهور الفنان الراحل محمود عبدالعزيز مؤكدا أنه استطاع أن يفهم اتجاهات المتلقي السوداني في الاستماع إلى أغاني الفنانين السودانيين فلاحظت أن جمهور الفنان محمود عبدالعزيز جمهور متعصب جداً مثلاً أبث أغنية للحوت في الأسبوع السابق مرة يصرون علي أن أبث له أغنية في كل حلقة من حلقات البرنامج وأتذكر أنني التقيت سائق ركشة فقال : لماذا لا تبث للحوت اغنيات بقناة النيل الازرق قلت : الحوت بثينا له أغنية الأسبوع الماضي قال : ما تجيبوا الأسبوع دا ما لو يعني فقلت : عشان ندي فرص لي فنانين آخرين قال : هو في فنان تاني غير الحوت.. وعلقت زوجتي قائلة : كيف يقول ما في فنان غير الحوت؟ فقلت لها : الحواتة ديل عندهم شعار أسمو ( ما بطيق لغيرو اسمع ). بلوبلو : هذه حقيقة زيجات الراحل محمود عبدالعزيز الـ15 أكدت الفنانة حنان بلوبلو زوجة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز السابقة أنها كانت مهمومة جدا بالحالة الصحية للحوت. وقالت : منذ أن تزوجت محمود عبدالعزيز وإلى أن انفصلت عنه لم أجد منه إلا كل الاحترام والتقدير الذي ظل مستمراً إلى أن حدث الطلاق فهو كان ﺻﺎﺣﺐ ﻗﻠﺐ طيب رغماً عن الشائعات التي صاحبت زواجنا والتي كانت تنتشر ما بين الفينة والاخري.. ولم يتوقف الأمر عند زواجي منه إنما امتد إلى زيجات أخرى ﻭﻣﻦ بينها شائعات ﺯﻳﺠﺎته ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ وهي لا حصر لها ولا عد وهكذا إلي أن وصلت إلي (15) ﺯﻳﺠﺔ وهي كانت مجرد شائعات كسائر الشائعات التي تدور حول ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ. ﻭتابعت : إنها ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺼﺪﻭﻣﻪ ﻣﻦ ﻓﺠﻴﻌﺔ الرحيل. واسترسلت : بدأ محمود عبدالعزيز حفلاته العامة مبكراً فحظيت بالإقبال رغماً عن أن البعض عمل علي رسم صورة مغايرة عن شخصيته الفنية بالترويج إلي أنه فنان غير ملتزم بالمواعيد وهي الحيلة التي لم تنطلي علي جمهوره الذي كان واعياً بما يحاك ضده في تلك الفترة. ومضت : قدم الحوت نفسه للجمهور بأغاني معروفة للفنانين الكبار احمد المصطفي وحمد الريح ومحمد وردي وعثمان حسين وزيدان إبراهيم ومحمود تاور ونجم الدين الفاضل وآخرين. واسترسلت : لعبت جنة الأطفال دوراً كبيراً في تشكيل شخصيته حيث وجد في محيط أسرته عدد من المبدعين الذين سبقوه مثلاً خاله الممثل الراحل الطاهر محمد الطاهر الذي ظهر للمتلقي عبر اثير الإذاعة السودانية والتلفزيون القومي والمسرح في الكثير من الأعمال وأكد لي محمود عبدالعزيز أنه ساعده كثيراً في المشاركة في برنامج جنة الأطفال. و من المعروف أن أشهر الزيجات ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺛﻼﺙ زيجات ﻭﺃﻧﺠﺐ من خلالهم ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ ﻣﺼﻌﺐ ﻭﺣﻤﺰﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﺣﺎﺗﻢ ﻭﺣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﺍﺀ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺟﺪاﺭﺍً ﺳﻤﻴﻜﺎً ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻓﻨﻪ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﻨﺎﻥ ﺑﻠﻮﺑﻠﻮ ﻭﺍﻟﺬﻯ تناقلته الوسائط الإعلامية . الحوت لمعجب برويال كير : خلاص أزفت ساعة الوداع وضع الشاب فتح الرحمن عبد الجليل العائد من مدينة جوبا سر العلاقة التي ربطته بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز مشيراً إلى أنه حزن غاية الحزن منذ أن تلقي نبأ وفاة الفنان محمود عبدالعزيز مبيناً أن علاقة صداقة قوية ربطته بالحوت للدرجة التي لم يكن يرتاح فيها إلا بمنزلي بالجنوب آنذاك الوقت الذي شهدت فيه الكثير من الأحداث التي صاحبت حياته . وقال : قصتي مع هذا الفنان الجميل محمود عبدالعزيز عبر الفنان الكبير صلاح بن البادية حيث كان يغني وقتئذ في حفل خاص بحنة العريس (صديق مصطفي) وكان أن امسك الموسيقار صلاح بن البادية بالمايك وقال : (أرجو أن تجدوا لي العذر فأنا اليوم مريض ولا استطيع أن اغني لكم في هذه المناسبة ولكن سأدع ولدي محمود عبدالعزيز يغني بالإنابة عني في هذا الحفل) وبالفعل غني الحوت عدداً من الأغاني منها قالوا لي سرو وظبية البص السريع أما ما تبقي من أغنيات كانت للفنان الهرم كمال ترباس فما كان من العريس المحتفي به إلا وان ابرم تعاقداً اتفاقياً مع الحوت على احياء حفل زفافه في الأيام التالية لليوم الذي شهد حفل الحناء بمنزل صلاح بن البادية بمنطقة شمبات بالخرطوم بحري وكان أن غني الفنان الراحل محمود عبدالعزيز حفل الزفاف الأول له في تاريخه الفني بمدينة ام دوم في العام 1987م ويعتبر هذا الحفل بمثابة الحفل الغنائي الأول في أطار مناسبات الأعراس وكان أن قلت له في تلك الأثناء انه سيكون لك شأن عظيم في خارطة الغناء السوداني الأمر الذي قادني لأن اطلب منه التقاط صورة معه في العام المشار إليه في مناسبة الزواج ومن هناك كانت انطلاقته الحقيقة للتعريف بصوته المتميز وما أن انتهي من الغناء في حفل الزواج الذي شهدته مدينة ام دوم إلا وقام عريس أخر تبقي لحفل زفافه أيام بالتعاقد مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز لكي يغني له في تلك المناسبة بالمغاربة دار السلام بالحاج يوسف. وعندما كان الحوت طريح الفراش بمستشفي رويال كير بالخرطوم كنت أسجل له زيارات وفي احدي هذه الزيارات تفاجأت به مستيقظاً فداعبني بطريقته المعهودة : ( خلاص .. خلاص أزفت ساعة الوداع) فلم احتمل تلك الكلمات فبكيت بكاءً شديداً لم استوعب بعده ما يجري من حولي لمعرفتي اللصيقة به فهو لم يقل هذه الكلمات من فراغ بل قالها لإحساسه بأنه مودع هذه الدنيا لذلك كنت حريصاً علي متابعة أخباره أولا بأول ولم انقطع عن ذلك حتى حينما تم نقله لتلقي العلاج بمستشفي ابن الهيثم بالأردن وعندما أعلن وفاته رسمياً ظللت مرابطاً بمطار الخرطوم الدولي ترافقني زوجتي ومن ثم توجهنا إلي المقابر وظللنا بجوار القبر حتى الساعات الأولي من صباح اليوم التالي. معجبة تنفش اسم محمود عبدالعزيز على يدها بالحناء دخلت إحدى المعجبات في حالة الحزن عميق منذ أن تم الإعلان عن وفاة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز حيث وقفت أمامي وهي تكشف يدها المنقوش عليها أسم الحوت بالحناء في دلالة علي الحزن الذي تملكها جراء رحيل فنانها المفضل. و قالت المعجبة : لم أجد وسيلة للتعبير عن الحزن الذي يعتريني إلا من خلال تدوين اسم الفنان الشاب محمود عبدالعزيز نقشاً بالحناء علي يدي لكي أتمكن من التعبير عما يجيش في دواخلي بعد ان أسلم الروح لبارئها. وأضافت : بدأت علاقتي بالاستماع لصوت الفنان الجماهيري عبدالعزيز منذ ان كنت في العاشرة من عمري وتعمقت هذه العلاقة من خلال اتجاهه لمدح المصطفي صلي الله عليه وسلم بإذاعة الكوثر وقناة ساهور لتعظيم المصطفي صلي الله عليه وسلم. ترباس يروي قصته مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز روي الفنان كمال ترباس قصته مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز.. والكيفية التي اقنع بها الفريق أول شرطة إبراهيم احمد عبدالكريم لاستضافة الحوت معه في حلقة من حلقات برنامجه الأشهر ( نسائم الليل) الذي يعده ويقدمه من علي شاشة الفضائية السودانية. وقال : بدأت علاقتي به منذ الوهلة الأولي التي استمعت له فيها.. فوجدته فناناً بكل ما تحمل الكلمة من معني رغماً عن أنه كان صغيراً في السن ونحيل الجسد إلا أن خامته الصوتية كانت قوية ومميزة فما كان مني إلا وتحدثت إلي الفريق أول إبراهيم احمد عبدالكريم قائلا له إنني لدي ولدي فنان شاب وأرغب في أن تستضيفه معي في برنامجك المشاهد ( نسائم الليل ) فسألني من هو فقلت اسمه محمود عبدالعزيز فقال : دا فنان سأذهب معك إليه وكان أن توجهت إليه برفقتي الفريق أول شرطة إبراهيم احمد عبدالكريم في منزل أسرة زوجته السابقة نجوي العشي بالخرطوم وكان أن تناولنا في معيته فنجان القهوة ومن ثم تفاكرنا في الحلقة التي سوف تجمعني به وعندما حددت الحلقة كنت وكان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز داخل استوديوهات تلفزيون السودان وشاركني بالغناء في أغنية ( عيني ما تبكي ). واسترسل : ومن تلك الحلقة التي أشرت لها تعمقت علاقتي به أكثر وأكثر وأصبح هو لا يناديني إلا بكلمة أبي.. فهو كان فناناً في كل شيء لذلك بفقده فقدت الساحة الغنائية السودانية فناناً كبيراً.. وأنا من أشد المعجبين بشخصيته التي تحمل سمات الإنسان المتميز القوي جداً.. لذلك هو من الفنانين الذين افتخر به وبتجربته الفنية الراسخة وأي فنان يحاول أن يتقرب من جمهور محمود عبدالعزيز يخسر نسبة إلي أن تجربته لا يمكن أن تتكرر في شخصية أي فنان بدليل فشلهم في حفلات رأس السنة التي كان يضرب فيها الراحل رقماً قياسياً في التذاكر. ما هي أول مرة سمعت فيها الحوت وأين؟ قال : أول مرة اسمع فيها محمود عبدالعزيز كان ذلك في مدينة بورتسودان حيث تم إحضاره صغيراً وصعد المسرح الذي كنت اعتليه في تلك الأثناء وغني معي بعضاً من أغنياتي التي كان يحفظها ويجيد أدائها بصورة كنت راض عنها تمام الرضا كما أنه غني فاصلاً لوحده في مناسبة الزواج التي كنت فنانه الأساسي وكنت سعيداً به لأنني التمست فيه الشجاعة والجرأة في خوض التجارب وكنت سعيداً بأنه يصدح بأغنياتي في المنابر المختلفة لأنه كان يشرفني بالأداء السليم. محمود عبدالعزيز للشاب سعد : سد أذنك دي بطينة والتانية بعجينة كشف اﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺳﻌﺪ ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻤﺖ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻬﺮﺓ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ عبر قناة ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ التي كان ﺗﺪﻭﺭ ﻣﺤﺎﻭﺭﻫﺎ حول ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻤﺒﺮﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺃﻧﻨﻲ ﺟﻨﻴﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻦ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻇﻦ ﺃﻥ ﻓﻨﺎﻧﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻗﺎﻡ ﺑﻤﻨﺤﻲ ﺳﻴﺠﺎﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻠﺘﻨﻲ ﺇﻟﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﺣﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﻄﺎﺭﺩﻧﻲ ﺇﻟﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺇﻃﻼﻟﺘﻲ ﻭﻗﺘﺌﺬ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻭﻳﺖ ﻟﻠﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺃﻭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺼﺤﻨﻲ ﻗﺎﺋﻼً : ﺳﺪ ﺃﺫﻧﻚ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺑﻄﻴﻨﻪ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻌﺠﻴﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻚ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﻨﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﻮﻫﺎ ﻭﻣﺮﻭﺟﻮﻫﺎ ﻭﻣﺼﺪﻗﻮﻫﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﻝ. ﻭﺃﺿﺎﻑ : ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻫﺒﺖ اليها ﻣﺴﺒﻘﺎً ﺑﻞ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻲ ﺷﺎﺋﻌﺎﺕ ﺁﺧﺮﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺰﺍﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﺘﻪ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺳﻌﺪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﺜﻤﺮﺓ ﻫﻞ ﻳﻘﺬﻓﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﻻ ﻓﺄﺭﺩﻑ ﻗﺎﺋﻼً : ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﻧﺎﺟﺢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺳﺘﺤﻴﻂ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ. ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ؟ ﻗﺎﻝ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺿﻴﻔﺎ ﺷﺮﻓﻴﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ في ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺟﻨﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ . بنريدها قادتني للثنائية مع الحوت سطر الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم مقالاً حول علاقته بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز وأشار إلى أنها بدأت بمحض الصدفة وأنه لم يرتب لها. وكتب: بدأت قصتي مع الراحل عندما قدم لي ماهر البدوي المنتج الدعوة لحضور بروفة ألبوم الحوت الغنائي بعنوان ( في بالي ) وعندما ذهبت وجدت محمود عبدالعزيز يستمع لألبوم الفنان الشاب وليد زاكي الدين وبالتحديد أغنية ( بنريدها ) فطرح له ماهر سؤالاً لماذا تسمع هذا الألبوم؟ قال : أريد أن أغني أغنية ( بنريدها ) عندها التفت إلى متسائلاً لمن هذه الأغنية؟ فرد عليه يوسف القديل قائلا : كلمات إبراهيم محمد إبراهيم والحاني.. ومن هنا كانت بدايتي مع الراحل محمود عبدالعزيز ومن ساعتها لم التق به إلا أنه سجل لي بعدها مباشرة أغنية ( لهيب الشوق ) ثم ( تعب الريدة ) في ألبومه الذي حمل عنوان ( نور العيون ) وإلي هذه الفترة لم أقابله وجها لوجه إلي أن سجل لي أغنية ( ما تشيلي هم) وهي أسرع أغنية كتبت ولحنت وغنيت إذ أنني كنت برفقة الملحن يوسف القديل بمركز شباب أم درمان نرتشف الشاي و يجلس بجوارنا شخصان يتجاذبان أطراف الحديث بصوت عال وعندما فرغا من ( ونستهما ) التي شدتنا إليهما قال احدهما للثاني اعتبر الموضوع دا منتهي وما تشيل هم فقلت في حينها للقديل : ما تشيل هم دي فكرة نص غنائي جميل لكن لو كانت ما تشيلي هم تكون أجمل فما كان مني إلا وأخرجت يراعاً ووريقة وكتبت المطلع التالي :- من الظروف ما تشيلي هم بكرة الزمن ليك ببتسم يا طالة في صبح العشم أتصبري وما تشيلي هم وكان أن طبقت الوريقة ووضعتها للقديل في جيبه وكان أن طالع هو بدوره ما خطه قلمي وبدأ في قراءته ثم صمت لبرهة من الزمن ثم قال : لحنت المطلع فقلت : ما المطلوب يا القديل فقال : أكمل لي النص بباقي الليل ده وبالفعل لبيت رغبته وأتممت نص ( ما تشيلي هم ) .. وفي اليوم الثاني توجهنا إلي الخرطوم بحري بدراجته البخارية وبعد أن قضينا مشاويرنا عدنا إلي مدينة ام درمان وقبل أن ندلف إلي مدخل كبري شمبات تذكرت أنني أكملت نص ( ما تشيلي هم ) فقلت للقديل : النص أصبح جاهزا فأوقف القديل الدراجة البخارية وكان أن أعطيته الورقة المكتوب فيها النص.. الذي وقف فيه القديل نصف ساعة تقريباً ثم قال : هكذا اكتمل النص الذي توجهنا علي أثره إلي شارع الدكاترة بسوق أم درمان وعندما شاهدنا ماهر طلب منا التوقف قائلاً : يا جماعة أنا عندي البوم لمحمود عبدالعزيز سأسجله في الاستديو بعد أسبوع من تاريخه ولم يتوان القديل في إسماعه بالعود أغنية ما (تشيلي هم) وبعد أن سمعها اتصل بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز واسمعها إليه بالهاتف فقال : بكره نعمل ليها بروفة وكان أن تم عملها في اليوم التالي وأثناء البروفة قرروا أن يحذفوا من النص الكوبلي الأخير فاعترضت علي ذلك وغضبت غضباً شديداً. وأضاف : من بروفة ما تشيلي هم بدأت التواصل مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز. ناصر عبدالعزيز : الحوت خطط لألبوم للأطفال مجهولي الأبوين والمشردين والمعاقين حركياً قال الشاعر والملحن الشاب ناصر عبدالعزيز أن رصيده من الأغنيات التي صدح بها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وصلت إلى أكثر (25). وتابع : من الأعمال التي حققت لي الشهرة (فرحة في جواي) التي صاغت كلماتها الشاعرة تماضر حسن نصر الدين في العام (1998). وعن علاقته بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز قال : بدأت بحكم الجيرة في حي المزاد إلى جانب أن اخوتي كانوا زملاء للحوت في المراحل الدراسية. وحول الأغاني التي غناها له الراحل قال : (شايل جراح) و (فرحة في جواي) و(ساب البلد) ويا (نسمة جيبي خبر) و(الناسيك وما حاسيك) و (كلو منك) و(شمس المزاد) و(الله يكون في عونك) و(الشوق غلبنا) و (كدا برضو) و(قطاري أتأخر) و(مداخل ريدك) و(في الريدة أنتي معاي) إلى جانب المدائح النبوية (خدام النبي) و(ياكل مقاييس الرسم) و(عزة الورود) من كلمات الشاعر السوري نزار قباني وغيرها. كيف تم اختيار أغنية (عدت سنة) عنواناً للألبوم الذي صدر في أسواق الكاسيت قال : الأمر تم بالصدفة حيث أنه صادف وقتئذ مرور عام على انتقال الشاعر الكبير عوض جبريل إلى الرفيق الأعلى. وماذا عن أغنية (شايل جراح) قال : حينما بدأت في الأغنية كانت خاطرة أثناء ما كنت بالمملكة العربية السعودية لاداء شعيرة العمرة. وعرج إلى أنه اتفق أيضا مع الحوت على إنتاج ألبوم يشتمل على أغاني للأطفال مجهولي الأبوين وأطفال الشوارع والمعاقين حركياً والهدف من ورائه تثقيف وإرشاد العامة بأهمية الاهتمام بهذه الشرائح. وأردف : لم يستطع أحد الإضافة الى البصمة التي وضعها الحوت في خارطة الغناء السوداني خاصة وأنه مدرسة فنية لا تضاهيها أية مدرسة في الحراك الفني السوداني فالراحل بذل مجهوداً جباراً في التأسيس لها. تفاصيل إجازة صوت الحوت بالإذاعة السودانية أكد الموسيقى المعروف عبيد محمد أحمد أنه أول من أبلغ الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بإجازة صوته من قبل لجنة الألحان والأصوات بالإذاعة السودانية. وقال : أذكر أن الراحل محمود عبدالعزيز جاء للإذاعة السودانية وقابل لجنة الألحان والأصوات الجديدة آنذاك وكان أن استمعت له وعندما خرج من الاستديو طلب مني الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله أن ألحق به قائلاً : يا عبيد قوم حصل الولد محمود ولمو عليكم في فرقة الإذاعة السودانية فهذا الشاب يملك خامة صوتية قوية وحضور ممتاز وكان أن استجبت لرغبة العاقب عليه الرحمة ولحقت بالفنان محمود عبدالعزيز وكان محاطاً ببعض الشباب فقلت له : مبروك فقال بدهشة : مبروك على شنو فقلت : لقد تمت إجازة صوتك فقال : ناس اللجنة قالوا لي تعال بعد يومين فقلت : الموسيقار العاقب أخطرني بإجازة صوتك وهو الذي طلب مني أن الحق بك ومن هذا المنطلق أكون أول من أخبرك وقال لك مبروك فما كان منه إلا وعانقني عناقاً حاراً ثم نقلت له آراء بعض كبار الفنانين والموسيقيين حول تجربته وكان صديقه أحمد الصاوي يشير إلى بالاستمرارية في الآراء. ومضى ربطتني علاقة مع الراحل من خلال خاله الممثل الراحل الطاهر محمد الطاهر وبالتالي امتدت العلاقة إلى الأسر ليحدثني عن الحوت الذي كنا نطلق عليه أصغر الفنانين الكبار باعتبار أنه كان يمثل حلقة وصل بين الشباب وعمالقة الأغنية السودانية باختياره ما يتناسب مع خامته الصوتية يشكل بها حضوراً مميزاً في الحركة الفنية مما جعله يحتل مكانة كبيرة في خارطة الأغنية السودانية بل كاد أن يتربع على عرشها وهو لازال شاباً. مصطفى سيداحمد والحوت تاريخ واحد بعد المعاناة مع المرض شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يرحل الفنانين الجميلين مصطفى سيداحمد ومحمود عبدالعزيز بتاريخ واحد بعد معاناة مع المرض الذي اضطرهما إلى تلقي العلاج خارج البلاد ثم توفي كل منهما في خارج مسقط رأسه. وعبر جمهورهما عن حزنه العميق فنبأ وفاة كل منهما كان صادماً إذ أنهما توفيا يوم الخميس الذي يوافق السابع عشر من شهر يناير. وما يربط بينهما أنهما كانا يملكان خامة صوتية لا تضاهيها اية خامة صوتية أخري مطروحة في الحركة الفنية السودانية و أستطاعا أن يوظفاها توظيفاً مدهشاً من حيث الأداء والتطريب وكانا يجيدان اختيار النصوص والألحان وفي بداية مشوارهما ركزا على ترديد أغاني التراث والحقيبة وأغاني عمالقة الفنانين. وكان القاسم المشترك بينهما أن مصطفى سيداحمد ومحمود عبدالعزيز تعاملا مع الكلمة ولم يتعاملا مع مؤلفيها من حيث الشهرة فكل منهما غني لشعراء مغمورين لم يكونوا معروفين حتى في الحركتين الثقافية والفنية. ومن الروابط القوية التي جمعت بينهما في مجالي الفن والمسرح أنهما كانا فنانا شباك التف حولهما طلاب الجامعات والأجيال الشابة التي رأت أنهما استطورتان لا يمكن تكرارهما في خارطة الأغنية السودانية. وفي ذات الإطار نجد أن مصطفى سيداحمد ومحمود عبدالعزيز اشتركا في التعامل مع الشاعر والمخرج الكبير قاسم أبوزيد وهكذا امتد الارتباط بينهما في شتى ضروب الإبداع الذي تمردا في ظله على ما هو سائد وكلاهما كان يحرص حرصاً شديداً على أن لا ينهك ميزانية جمهوره برفع سعر تذاكر دخول حفلاتهما الجماهيرية بالإضافة إلى أنهما كانا يرتديان الأزياء ذات الأسعار الهادئة حتى لا يجد معجبيهما صعوبة في الشراء في حال أنهم رغبوا في ملابس كالتي كانا يرتديانها كما أنهما غنيا للشرائح الفقيرة أغنيات حظيت بقبول منقطع النظير ورددها معهم المتلقي. نجوم الرياضة يكشفون سر علاقتهم بالفنان محمود عبدالعزيز كتب: عمار مصطفى كشف نجوم الرياضة سر علاقتهم المتميزة بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز حيث أنهم أكدوا حفظهم لأغنياته وترديدها بصورة مستمرة. وقال اللاعب حمودة بشير نجم المنتخب الوطني : تربطني علاقة صداقة قوية بالراحل محمود عبدالعزيز الذي أحفظ أغنياته فهو فنان بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وأردف : استطاع الراحل أن يحقق لنفسه قاعدة جماهيرية كبيره. فيما قال اللاعب عماري نجم الأهلي شندي : أحفظ كم هائل من أغنيات الراحل واحرص دائماً علي الاستماع إليه حتى من خلال تنقلي المستمر لخوض المباريات. وأشار إلي أنه حزن حزناً بليغاً عندما تم الإعلان عن وفاته خاصة وانه اثري مكتبة الأغنية السودانية بأجمل الأغاني. بينما عبر اللاعب صلاح الأمير نجم الخرطوم الوطني عن حزنه العميق لرحيل الفنان الشاب محمود عبدالعزيز قائلاً : إن الراحل حقق نجاحات عديدة واستطاع أن يضع لنفسه مكانه وسط عمالقة الفن في السودان وباتت له قاعدة جماهيرية خرافية من جميع الولايات. وأضاف : إن الراحل قدم أجمل الأغنيات المختلفة. وأبان اللاعب الريح على نجم المريخ أنه من المستمعين للراحل ويحفظ الكثير من أغنياته مشيراً أن محمود عبدالعزيز لم يحقق النجاح من فراغ وتمكن في فترة وجيزة أن يتبوأ مكانه كبيرة في خارطة الغناء السوداني قائلاً بان الحوت من الصعوبة أن يتكرر. أما اللاعب وليد علاء الدين نجم الهلال فقال : إن الراحل محمود عبدالعزيز يعتبر مدرسة فنية متميزة أثرت مكتبه الأغنية السودانية بأجمل الأعمال. عمر بابكر يكتب قصة الحوت بمنظور رياضي أرتبط مبدعنا الراحل ونجمنا الوضاء وسحابنا المستمطر محمود عبدالعزيز بعلاقة حب خاصة جداً بالمريخ زادت وتعمقت فأصبح أصلها ثابت وفرعها في السماء .. داخل مجتمعنا الرياضي ولكنه خفق قلبه منذ نعومة أظافره لزعيم الأندية السودانية وفارسها المتوج بالذهب أينما حل وذهب مريخ العزة والشموخ فكان الارتباط الوجداني بينه و حوده صاحب الصوت الرخيم والأداء السلس وان كان حريصاً على اختيار المفردة الشعرية المعبرة فهو كذلك حريص على انتقاء باقي الهوايات ولهذا طبيعي ان يكون احد محبي الأحمر الوهاج والعجيب أن عشاق الصفوة بادلوه حب بحب ارتبطوا به طوال حياته وما زلوا يحفظون له مشاركته المستمرة في جميع الأنشطة الثقافية التي احتضنها النادي خلال الأعوام الفائتة .. هو إذا ارتباط وجداني قديم وعميق زاد وكبر فأنعش بحضوره الباهي الزمان وجمل المكان ورائعته ثرت في الأذان حياً وميتاً مثلاً العجب حبيبي أداني التحية وغيرها من الروائع التي تفرد وتميز بها عن سائر مبدعي بلادي فالإنسان المريخي يبقى موهوباً بالفطرة وتفتقت مهاراته الإبداعية والنظرية باكرا وكبرت معه فاصقلها بتجاربه الفردية فزاد مخزونه المعرفي وبات صاحب مدرسة خاصة صقلها بعرقه وفكره فاخرج محمود بن عبدالعزيز كل الجمال الفني من جسم نحيل يتغذي من وريد ضحكه حلوه يشاهدها حاضرة على وجوه محبي فنه .. من قال أن محمود قد غاب عنا لحظة فقد كذب سيبقى جالساً ومحتكراً في دواخلنا وبصفة أخص الذين شاهدوه صغيراً قبل أن يكبر .. جالسناه في المدرجات الشعبية فوجدناه مشجعاً منفصلاً مع المريخ يغني له بحنجرته الماسية بالطول بالعرض مريخيا يهز الأرض كان رياضياًَ أصيلاً فأحبوه أهل المريخ وأهل الأندية الاخري فهو كان مبدعاً في قلوب كل الرياضيين بلا استثناء .. ها هي ذكرى رحيله تأتي وتجدد فينا وعداً سنحفظه أبداً ما حيينا لن ننساك يا عشاق الزعيم. عز الكلام وغابت شمس المزاد ام وضاح تمر علينا هذه الايام ذكري رحيل الفنان العملاق محمود عبدالعزيز وهي ليست ذكري كتلك التي يستدعي من خلالها الناس الأحداث والمواقف لشخص مضي الي رحاب ربه لأن محمود لم ينساه محبيه وعشاقه فاصبحوا (الحواتة) اذ أنه ظل حياً بينهم بإغنياته وحفلاته وونسته وتفاصيله فكيف تكون الذكري لشخص يعيش في الدواخل لم يغادرها ولو لحظة !! ومحمود عبدالعزيز لم يكن اطلاقاً مجرد ظاهرة لفنان عمل أغنية أو اغنيتين (ضربن) وظاهرة كونية من النوع الذي لا يتكرر إلا كل مئات الأعوام لذلك خلد في في الوجدان وأمتلك الشارع السوداني ليس لأنه ساحر افريقي يتمتم بتمائم سحرية تفقد البصيرة والبصر لكنه ساحر من نوع خاص ردد أجمل العبارات فأمتلك بها مفتاح الانسانية وهي قيمة درجات عالية وحسها مرتفع لدي السودانيين .. نعم محمود عبدالعزيز مضي كالبرق مخلفاً وراءه سحائب من أعمال وألحان ستظل تهطل خريفاً أخضراً يروي مزارع الغناء حتي يمل المغنيين ترديد القصيد . نعم غربت شمس محمود ولم يحن أوان مغيبها لكنها أقدار الله فينا فكما منحته لنا السماء في غفلة من الزمن خطفه الموت في غفلة أخري وإنا لأمر الله ممتثلون !! كلمة عزيزة .. أعتقد ان تخليد ذكري الراحل محمود عبدالعزيز لا يتأتي فقط بالمشاعر الجياشة وفيض العواطف وزرف الدموع ، محمود عبدالعزيز يستحق أن يخلد اسمه بمؤسسة عملاقة للابداع والفنون وهو عمل من النوع الذي يحتاج الي تضحية من كل الذين كانوا يحيطون بمحمود واسرته ومعجيبة وعارفي فضله والتضحية بالمال والوقت والجهد ليس انتظظاراً لمكسب أو دخل أو عائد بقدر ما أن تكون صدقة جارية له وتخليداً لذكراه وهو الأسطورة التي ستظل لغزاً كبيراً وسؤلاً عميقاً أذ كيف لانسان بسيط لم يجد من (يصنعه) كما يحدث للنجوم خارجياً كيف له ان استطاع ان يمتلك هذه الامبراطورية والثروة الكبيرة من المعجبين حد الوله والجنون . كلمة أعز .. أعتز بالكتابة في صحيفة (الدار) كلما وجدت الفرصة والمناسبة لذلك لانها الصحيفة التي شهدت خططاوي هذا القلم الأولي قبل سنوات ولأنها الصحيفة التي تخطو داخل كل بيت سوداني يقرأها الكبير قبل الصغير ولأنها الصحيفة التي تخلد المناسبات الكبيرة والعظيمة وتفتح صفحاتها للابداع والمبدعين فالتحية للدار سكاناً واصحاب مكان والتحية لقرائها الممتدين في رحاب الوطن الكبير.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...