الأحد، 11 يناير 2015
سوداني عائد من جحيم الموت والهلاك يروي مأساته ما بين السودان وليبيا
عاش السودانيون الذين هاجروا إلى ليبيا عبر الاتجار بالبشر أياماً صعيبة من حياتهم بدأت منذ تحركهم من إحدى المدن غرب امدرمان.
وفي السياق كشف الشاب خالد الإمام محمداحمد تفاصيل مثيرة حول المعاناة ذهاباً وإياباً من وإلي ليبيا.
وقال : بدأت قصتنا أكثر قسوة وإيلاماً قبل شهر رمضان المنصرم بعد أن اتفقنا مع أحد المهربين على مساعدتنا في دخول ليبيا مقابل ألفين جنيه سوداني للعمل هناك موظفين فرسم كل منا احلاماً عراض بحكم الروايات والقصص عن ليبيا التي شددنا إليها الرحال عبر خارطة طريق بدأت من منطقة غرب مدينة امدرمان المنطقة التي وضعنا فيها بمنزل ويبلغ عددنا حوالي مئة شخص تقريباً ومنه تحركنا بعربات ماركة تويوتا إلى منطقة البوحات على أساس أننا منقبين عن الذهب لذلك كان مرورنا مروراً طبيعياً إلي وصلنا إلي وجهتنا في الصباح فاحضروا لنا شاحنات أوصلتنا بدورها قبل الحدود السودانية التشادية ثم تم إحضار ثلاثة عربات لاندكروزر ( تاتشرات) تحركت بنا بسرعة ما أدى إلى انقلاب إحداهن فتوفي سته في الحال ولم يكترثوا لما حدث وواصلنا المسير نحو الهدف إلي ان تم تسليمنا إلى شخوص آخرين علي الحدود الليبية السودانية وقاموا بإيصالنا إلى مسجد الشروق بمنطقة اجدابيا الليبية وهناك كانت المفاجأة غير المتوقعة حيث تم حجزنا داخل هنكر ملئ بالقمل وبعض الأشياء المنفرة للإنسان واشترطوا لتحريرنا أن يدفع كل منا فدية سبعة ألف جنيه سوداني وعندما لم نستجيب قاموا بضربنا مع إطلاق الذخائر بالقرب من آذاننا بغرض التخويف وفي ظل ذلك الواقع المذري حاول ثلاثة من مرافقينا الهرب فتم القبض عليهم ليحضر أحد الحاجزين لنا حديدة يطلقون عليها الأميرة ثم طلب من السودانيين التوحد في زاوية من زوايا الهنكر ثم أمرنا بالجلوس على الأرضية ثم أحضر حبالاً ربطنا بها ثم بدأ في الاعتداء على البعض منا بالحديدة للدرجة التي احدث بها جروح في الكثيرين لدرجة انها تعفنت وهكذا واصلوا مسلسل التعذيب حيث تم صب البنزين على أجساد البعض من السودانيين ثم أشعل أحدهم النار من أجل حرقهم فما كان مني إلا وأن تدخلت وقلت له هل ترغبون في المال أم تعذيبنا فقال المال عندها أكدت له أننا سندفع وكان أن اتصلت بأسرتي وطلبت منها أن تبيع المكيف الخاص بي وتسلم سعره إلى شخص بغرب مدينة امدرمان ومن ثم سمح لنا بالدخول إلى اجدابيا الليبية ومنحنا الجنسية السودانية للتمكن من التنقل داخل ليبيا وبعد الانتهاء من هذا الإجراء جاء ليبيين وأخذونا للعمل معهم في رعى المواشي بمنطقة التلت القريبة من مطار الابرق وهناك قالوا انتم تم بيعكم لنا فلا تسألوا عن راتب شهري أو حقوق نهاية خدمة وكل ما سنتكفل به إليكم الأكل والشرب والأزياء ولا شئ خلاف ذلك.
وأضاف : وجدنا سودانياً سبقنا على العمل بهذه الكيفية سألناه عن الأسباب التي أدت إلى قطع أذنه بعد أن قضى أكثر من عام فقال : عندما قررت ترك العمل والعودة إلى السودان رفضوا الفكرة جملة وتفصيلاً على أساس أنهم اشتروني وحينما وجدوا أنني مصراً على السفر قاموا بقطع أذني ثم عالجوني وأعادوني للعمل مرة ثانية.
واسترسل : وفي ذات المكان وجدنا سودانياً آخراً يعمل بنفس الطريقة ما حدا به أن يدخل في حالة نفسية صعبة جداً لا يدري معها ماذا يفعل خاصة وأنه لم يجد طريقة يهرب بها ويعود إلى مسقط رأسه.
وأردف : أما عنا نحن الجدد فقد أنقذنا من ذلك الواقع السوداني أشرف الشهير في ليبيا بود الجبل البالغ من العمر 28عاما الذي توفي فيما بعد في حادث وكان أن تحصلت على رقم هاتفه واتصلت عليه فطلب مني الخروج من منطقة التلت إلى شارع الزلط بدون علم الليبيين فما كان مني إلا وتوجهت إلى منطقة المرج الجديد وهناك قابلته فاستقبلني بحفاوة شديدة وكرم سوداني لم أشهد له مثيلا واستأجر لي عربة أجرة عدت بها إلى منطقة التلت وأحضرت بقية السودانيين وعدنا إليه فاستأجر لنا غرفة بمنطقة المرج الجديد ومنها تحركنا مباشرة إلى مدينة بنغازي التي عملت فيها في مجال الحدادة والنجارة المسلحة حوالي الشهر إلا أن صاحب العمل رفض رفضاً باتاً منحى مستحقاتي المالية بل أخذ جوازي على أن يرده لي مقابل ألفين درهم ليبي وبالفعل دبرت له المبلغ وعندها اتصلت عليه لكي يحدد لي مكانا ما وعندما أتيت لم يأت فلم يكن أمامي بداً سوى أن أتنقل بدون هوية فتحركت من منطقة بنغازي إلى مدينة البيضاء التي فيها ألقى على القبض ووضعي في سجن بمنطقة الشحاد الذي كان تقدم لنا فيه وجبة واحدة عبارة عن خبز وجبنة بينما كان يتم تعذيبنا بالكهرباء وغيرها من الوسائل المستحدثة في التعذيب فيما كان يتم سؤالنا بشكل مستمر متى جئتم إلى ليبيا وهكذا إلى أن مضى 21يوما فجاء سودانياً وقام بإخراجنا من السجن ثم عملت في محل تجارى خاص بالالكترونيات قضيت فيه شهراً فلم يتم منحى راتب الشهر فتركت العمل به واتجهت إلى العمل في مطعم بمدينة البيضاء حوالي الشهر ولم امنح راتب الشهر أيضا فغادرت المدينة إلى منطقة اجدابيا بالطريق الصحراوي إلى أن وصلت منطقة الكفرة وظللت بها مع مجموعات كبيرة من السودانيين في انتظار السفير معاوية التوم الأمين الوزير المفوض بوزارة الخارجية القنصل العام لجمهورية السودان بالكفرة فاحضر لنا الناقلات التي شددنا بها الرحال من منطقة الكفرة إلى مدينة دنقلا السودانية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق