الخميس، 18 ديسمبر 2014

العميد شرطة كريم الدين مبارك يكتب للأوتار حول حزن الطمبور

الخرطوم : سراج النعيم بعث العميد شرطة كريم الدين مبارك الخليفة برسالة مؤثرة عنونها حزن الطمبور بعد وفاة الفنان تبوري في الأيام الماضية وجاءت الرسالة علي هذا النحو : يأتي الموت فجأة من دون مقدمات فيسرق منا الفرحة والسعادة مختطفاً أناساً أعزاء لنا فلا نملك إلا أن تحزن قلوبنا وتدمع أعيننا وتصبح الأقمار بفقد الأحبة معتمة والشمس مظلمة وتضحي حياتنا صحراء جرداء قاحلة بلا أزهار أو ملامح جمالية أو لون هكذا نحن كلما رحل عنا الأحبة. رحل الفنان رقيق الإحساس عبود تبوري الذي كان أمة مليئة بالعاطفة والقيم النبيلة الصادقة والمرح والتفاؤل .. صبوح الوجه كريم الخصال راقي الخلق.. متواضع بشوش لا تمل منه أبداً مهما طالت الساعات ومع هذا وذاك لا تفارق محياه البسمة. كنت أشعر معه بالراحة النفسية كلما قابلته فالإحساس الذي يتركه في دواخلك يدوم طويلاً وهو عندي أشبه بالإحساس الصوفي. وعندما سألت عنه عرفت أنه سافر للقاهرة مريضاً فحصلت على جواله وتواصلت معه عبر الهاتف ورسائل الواتساب التي بدأ من خلالها صبوراً.. قوياً ..شجاعاً مؤمناً بالقضاء والقدر فكان يطمئنني بأنه علي أتم الصحة والعافية بعد أن بدأ يتماثل للشفاء فيما كنت أتضرع له بالدعاء أن يفرج الله عنه كربته وذلك عقب أداء كل صلاة وكان يزداد حزني وألمي كلما تأخر عن العودة لأرض الوطن من واقع التجربة التي عشتها مع شقيقتي بمرض السرطان والتي لم تندمل جراحها في دواخلي حتى الآن وظللت منذ رحيلها أدعو الله سبحانه وتعالي أن لا يصيب داء السرطان إنساناً عزيزاً ولكنها في النهاية هي مشيئة الله التي أصيب في إطارها أخي وصديقي الفنان عبود . بدأت علاقتي بالراحل بعيداً عن الغناء فلم أشاهده في حياتي يغني إلا مرة واحدة إلا أن خصاله النبيلة وطيبة معشره وحسن سلوكه جعله واحداً من أحب وأقرب الأصدقاء وعندما وصلني خبر دخوله غرفة الإنعاش نزل عليّ كالصاعقة أما خبر وفاته فكان أشد إيلاماً وقسوة وكنت حينها في مأمورية بولاية نهر النيل فأسرعت الخطي لحضور مراسم التشييع بمقابر أحمد شرفي ومن كثرة الحضور تحولت الصلاة إلى ميدان كلية التربية فمنهم من كان يبكي ومنهم من كان يتأمل و يدعو له بأن يدخله الله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يحفظ أسرته. نعم الموت حق وإن اعرض الناس عنه للحياة فهو آتِ آت للجميع وجعل المولي عز وجل الموت حلقة من حلقات الحياة والانتقال من دار إلى دار حيث أنه قال في محكم تنزيله : (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون )صدق الله العظيم سورة الجمعة ، الآية (8) وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعداد للموت فقال : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ). والموت مصيبة لابد منها وليس هنالك عظة أكبر من عظة الموت ولا نقول إلا ما يرضي الله .. إنا لله وإنا إليه راجعون . وإن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك ياعبود لمحزونون.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...