الخميس، 6 نوفمبر 2014

النور الجيلاني في حوار استثنائي قبيل مغادرته للعلاج بالإمارات

الخرطوم : سراج النعيم كشف الفنان الجماهيري النور الجيلاني التفاصيل الكاملة لمعاناته مع المرض العضال من خلال الحوار الذي أجريته معه لدي مرافقتي للسيد الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية والوفد المرافق له من الوزراء والمسئولين بالدولة بعد الاستجابة للنداءات التي أطلقها الأستاذ احمد البلال الطيب رئيس مجلس إدارة صحيفتي ( أخبار اليوم (و) الدار (عبر زاويته المقروءة ( نقطة نظام (. بادئ ذي بدء سألت النور متى بدأ معه المرض و ما هي الخطوات التي اتبعها لتداركه؟ قال : بدأت أحس بالمرض قبل تصويت الإخوة الجنوبيين لصالح الانفصال واستقلالهم بدولة جنوب السودان منذ تلك اللحظات كنت أشعر بتأثر في حنجرتي إلي أن طلب مني أهلي وعشيرتي وجماهيري أن أشد الرحال إلي العاصمة المصرية ( القاهرة ) لتلقي العلاج فاستجبت لهم وسافرت إلي قاهرة المعز وبعد الفحوصات الطبية قرر الأطباء إجراء عملية جراحية لاستئصال المرض نهائياً وبعد إجراء العملية الجراحية خرجت من المستشفي ولم اعد لها إلا بعد ( 7 ) أيام قابلت من خلالها الأطباء الذين أكدوا أن هنالك مرضاً عضالاً في الحنجرة ما حدا بهم أن يقرروا إجراء عملية جراحية أخري عقب عطلة عيد الفطر المبارك. وماذا حدث بعد ذلك؟ قال : عدت من القاهرة إلي الخرطوم وقابلت طبيباً سودانياً أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المرض لم يتم استئصاله كلياً وقال : إن هنالك جزء متبقي من المرض في الحنجرة الأمر الذي قادني للعودة مرة أخري إلي العاصمة المصرية وقابلت فيها الأطباء الذين أجروا لي الفحوصات وثم التشخيص الذي جاءت بعده النتيجة المؤكدة لتشخيص الطبيب السوداني بالخرطوم ما حدا بهم إجراء عملية جراحية ثانية في الحنجرة فشعرت بعدها بتحسن كبير في حالتي الصحية والحمد لله. و ماذا حدث بعد ذلك؟ قال : عدت من القاهرة إلي الخرطوم فأصر أهلي وعشيرتي وجمهوري أن أسافر إلي تايلاند علي أساس تقدمها وتطورها في الحقل الطبي وكان هدفهم من وراء ذلك المزيد من الفحوصات والتشخيصات الطبية للاطمئنان أكثر علي حالتي الصحية وبالفعل لبيت رغبتهم وسافرت إلي هناك وقابلت أطباء في مستشفي تايلندي فخم لاحظت أن مرضاه من الأثرياء الذين يأتون له من أقاصي الدنيا ، المهم أن الأطباء بعد الفحوصات والتشخيصات قرروا إجراء عملية جراحية في نفس مكان الإصابة بالمرض وكان أن أجريت ثم خرجت من المستشفي إلي الفندق إلا أنني تعبت فيه تعباً شديداً فتم إسعافي إلي المستشفي مرة أخري فقرر فيه نفس الأطباء إجراء عملية جراحية أخري تبلغ تكلفتها ( 6 ) ألف دولار وبما أنها لم تكن بحوزتي اضطررت إلي أن أهاتف أسرتي في الخرطوم طالباً منهم بيع قطعة أرض خاصة بي حتى أتمكن من إجراء العملية الجراحية وعندما علم السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ بذلك أرسل مبلغ العملية الجراحية مشكوراً. مقاطعاً وهل أجريت العملية الجراحية؟ قال : لا لأنني في فترة انتظار إرسال المبلغ جاء الي سودانياً مقيماً في تايلاند وقال : يا أستاذ النور دعني أنقلك من المستشفي الذي أجريت لك فيه العملية الجراحية وقرر إجراء عملية أخري إلي مستشفي آخر فلم أرفض فكرته باعتبار أنه مقيماً هناك وأدري مني بالمستشفي الأفضل وكان أن ذهبت معه إلي المستشفي التي أشار بها فكانت المفاجأة المذهلة وغير المتوقعة فالأطباء في ذلك المستشفي وبعد الفحوصات وتشخيص الحالة أكدوا تأكيداً جازماً بأنني لا احتاج إلي تدخل جراحي كما زعم المستشفي الذي اجري لي العملية الجراحية وعلي خلفية ذلك منحني الأطباء بالمستشفي الجديد بعضاً من العلاجات بعيداً عن التدخل الجراحي وتأكد أن العملية التي أجراها المستشفي السابق أثرت في تأثيراً بالغاً. وحول زيارة وتكريم الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية؟ قال : أشكر سيادة النائب الأول لرئيس الجمهورية علي تشريفه لي في منزلي وتكريمي ويمتد شكري للأستاذ احمد البلال الطيب رئيس مجلس إدارة صحيفتي ( أخبار اليوم ) و(الدار ) والأستاذ حسن فضل المولي مدير عام قناة النيل الأزرق والسيدين جمال الوالي رئيس نادي المريخ وصلاح احمد إدريس ( الأرباب ) رئيس نادي الهلال السابق وشخصي سراج النعيم وأسرتي وعشيرتي وجماهيري الوفية وجهات أخري كثيرة ساندتني دعماً معنوياً ومادياً. وأضاف : حقيقة هذه الزيارة تمت بمبادرة من الأستاذ احمد البلال الطيب الذي ظل يكتب عنها عبر صحيفتي ( أخبار اليوم ) و( الدار) ودعم ذلك بالاتصالات المباشرة إلي أن تكللت نداءاته بتشريف رئاسة الجمهورية لنا في دارنا بمنطقة (ابوحليمة) بالخرطوم بحري فشكراً لرئاسة الجمهورية بقيادة المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية والفريق ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية وكل القيادات في الدولة والأستاذين الطيب حسن بدوي وزير الثقافة الاتحادي وياسر يوسف وزير الدولة بوزارة الإعلام والفريق أمن عبدالقادر يوسف رئيس صندوق رعاية المبدعين والفضائية السودانية وطاقم قناة النيل الأزرق علي وقفتهم التي خففت عني الكثير من الآلام. ما هو آخر نص غنائي وضعت له الإلحان؟ قال : عمل بعنوان ( كلو إلا الانفصال ) الذي ألف قبل انفصال جنوب السودان عن شماله بالاستفتاء الذي اجري للإخوة الجنوبيين وفي ذلك الوقت زارتني فرقة عقد الجلاد متحمسة لأن نعمل حراك وسط الفنانين والناس لتشجيع إخوتنا الجنوبيين علي عدم التصويت لصالح الانفصال وعندما جاءوا لي كنت أحس ببدايات المرض ولم أكن أدري أن صوتي قد يذهب جراء ذلك المرض. أين النص الذي لحنته لتدارك انفصال الجنوب عن الشمال؟ قال : رشح لي عدد من الشخصيات فنانا شابا لكي يؤدي الأغنية إلا أنه لم يأت. متى كانت بداية النور فنياً ؟ قال : بمهرجان الثقافة الثاني. ما هي أول أغنية لحنتها؟ قال : أغنية ( مدلينا ) التي صاغ كلماتها الشاعر احمد سعد دياب الذي كنت احتفظ بديوان شعره الذي ألفه والذي لحنت منه عدداًً من الأغنيات وعندما تعاملت مع نصوصه لم أكن التقيه لذلك اجتهدت اجتهاداً شديداً للبحث عنه حتى أأخذ رأيه في النصوص التي لحنتها له ومن ثم موافقته علي أن ارددها وعرفت أنه معلماً في مدرسة فذهبت إليه فلم أجده ما اضطرني إلي المشاركة في المهرجان بالأغنية التي أحرزت المرتبة الأولي في مهرجان الثقافة الثاني واستلمت مبلغاً مالياً سلمته إلي احدهم ليسلمه بدوره للشاعر احمد سعد دياب ووقتها كنت منتدباً من مصلحة البريد والبرق للاتحاد الاشتراكي الذي جاءني فيه الشاعر احمد سعد دياب إلا أنه لم يجدني فثار ثورته هناك وعندما تم إخطاري لم اصدق ذلك فطلبت من أحد الشعراء أن يسأله إذا كان غير راض عن ترديدي لنصه الغنائي وحينما سأله أكد أنه غير راض فصدمت لأنني وقتها كنت قد لحنت له عدداً كبيراً من النصوص الغنائية التي توقفت عنها بسبب ذلك الموقف الذي جاء من واقع أنني لم استأذنه. ما هي الأعمال الغنائية التي وجدت نفسك فيها ؟ قال : كثيرة ابتداء من أغنية (مدلينا ( و) كدراوية( و( فيفان( و) جوبا ( و) خواطر فيل( وغيرها من الأغاني الخالدة في وجدان الجمهور. كيف تنظر لترديد بعض الفنانين الشباب لأغانيك؟ قال : أكون سيعداً جداً كلما استمعت لمطرب شاب يصدح بأحدي أغنياتي ومصدر سعادتي نابع من أن أي فنان في بداياته يقلد من سبقوه في الحركة الفنية لذلك تجدني لا اعترض علي أي مطرب شاب يغني من أغنياتي وإذا لاحظت أنه جاداً في مسيرته الفنية أقف معه وادعمه معنوياً وأضع له الألحان الجديدة من أجل تواصل واستمرارية الأجيال والتواصل في حد ذاته يندرج في إطار سنة الحياة فتذهب أجيال وتأتي أجيال آخري تستلم الراية من بعدنا لإيصال هذه الرسالة السامية الموجهة للمجتمع علي أن يمضوا بها في شكلها الصحيح الشكل الذي خطه لها الرعيل الأول ومن تلاهم من فنانين وضعوا بصمتهم ثم رحلوا تاركين خلفهم إرثاً ثميناً من الأغاني فهم كانوا حادبين علي الفن السوداني بفهم مضينا نحن في ظله وعليه يجب أن نشجع الفنانين الشباب علي اختيار الكلمات الجادة حتى لا ينجرفون إلي الكلمات ( الركيكة ) خاصة وأننا سبقناهم في التجربة. من هو الفنان الشاب الذي لفت نظرك؟ قال : كثر هم الفنانون الشباب الذين أري أنهم جادين في طرح أنفسهم بالصورة المثلي وأن شاء الله عند عودتي من دولة الإمارات العربية المتحدة سأقف مع كل فنان شاب جاد إلي أن يستقل بمدرسته الفنية ويضع بصمته في الحركتين الفنية والثقافية. ما هو سر ارتباط النور بالفنان الراحل خضر بشير؟ قال : علاقتي به أنه كان بالنسبة لي الأب الروحي فنياً بالإضافة إلي أنني نشأت وترعرعت في شمبات وهناك وجدته أمامي فناناً كبيراً أحببته جداً وتوافق حبي له مع موهبة صوتي الذي استطعت به أن أصل إلي الجماهير التي غنيت لها أغاني الراحل بإعجاب شديد ومع هذا وذاك كنت متأثراً به غاية التأثر ما جعلني أصور حالته الغنائية في كل أغنياته التي رددتها في بدايتي الفنية وكان الراحل خضر بشير راض عن أدائي لأغانيه تمام الرضا إلي أن رافقته في رحلة فنية إلي جنوب السودان وقضينا فيها أياماً جميلة مازالت عالقة في المخيلة ولم يفرق بيني بينه إلا الموت فالارتباط لم يكن فنياً فقط بل أسرياً. متى كانت انطلاقة ؟ قال : في سبعينيات القرن الماضي من خلال مهرجان الثقافة الثاني. ماذا عن ارتباط النور جغرافياً بمنطقتي ) شمبات ) و(الكدرو ) قال : الإنسان ابن بيئته في المقام الأول والأخير يرتبط ببيئته جغرافياً ووجدانياً ويبدأ في التأثر بها وبالتالي كانت منطقتي شمبات والكدرو لهما الأثر الأكبر في رسم خارطة طريق النور الجيلاني فنياً وثقافياً لذلك ظللت متمسكاً بحبهما والإقامة فيهما. هل للتصوف بشمبات أثراً في أغاني النور؟ قال : نعم فنشأتي في مدينة شمبات لعبت دوراً كبيراً في الأثر التصوفي الذي تلحظه في الأغنيات التي صدحت بها.. فالمدينة مدينة تصوف وفن وفيها وجدت السند القوي الذي استطعت به تحقيق ما أصبو إليه. ظل البعض يروج إلي شائعة وفاتك عبر الوسائط الالكترونية فماذا عنها؟ قال ساخراً : الشائعة التي لا تقتلني تقويني وأن كنت لا التفت لها باعتبار أن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالي إلا أنني أرجو من مطلقي الشائعات عبر وسائل التقنية الحديثة أن لا يهدروا وقتهم فيما لا يفيد الأمة.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...