الأحد، 7 سبتمبر 2014

موسم الهجرة للعالم الافتراضي



الخرطوم : سراج النعيم
ولد العالم الافتراضي موسم الهجرة إلي التطور التقاني الذي بدأ في القرن الثامن عشر في إنجلترا فأجادت التعامل معه في صورته الإيجابية ما حدا بها الانتقال من العمل اليدوي إلي العمل التقاني والاستفادة منه في تحسين المستوي الاقتصادي.
وبالمقابل نلاحظ أن عوالمنا العربية والإسلامية شهدت تغيراً في الفكر والثقافة سلبياً حيث لعبت الثورة الحديثة دوراً كبيراً في تلك السلبية ولكن إذا نظرنا لها من ناحية اجتماعية فأنها أثرت سلباً علي النشء والشباب بانجرافهم بها نحو الاستخدام السالب الذي أوقعهم في فخ ابتزازهم بالرسائل والصور من فتيات يدعين أنهن ملكات جمال في بلدانهن بالتالي أصبح العالم الافتراضي ملاذاً للتواصل الاجتماعي عبر ( الفيس بوك) و( التويتر) وتطبيق ( الواتساب) وبرنامج ( الفايبر) وغيرها مما أنتجته التقانة الحديثة التي أفرزت ظاهرة التحرش وظواهر آخري قادت البعض من الناس للعيش في تلك العوالم للالتقاء بأشخاص من مختلف دول العالم عبر تبادل الرسائل و الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة.
وعليه أصبح ذلك العالم جاذباً من خلال الشبكة العنكبوتية التي أفقدت الكثيرين القدرة علي التفكير في كيفية تدارك المخاطر السالبة المؤدية للإدمان كالمخدرات وذلك بتغييب العقل عن الوعي فلا يستطيع الإنسان التمييز بين السالب والموجب فيقدم علي أفعال صادمة للمجتمع ولا يكتفي بل ينقل عالمه الافتراضي إلي عالمنا الواقعي.
ومن أكثر القصص الواقعية المتداولة في العالم الافتراضي أن شاباً في مقتبل العمر وقع في غرام ﻓﺘﺎﺓ ﻗﺎﺻﺮ تبادل معها ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ الحب وﺍﻟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻐﺰﻝ وﻣﺸﺎﻫﺪ من مقاطع فيديوهات مباشرة صورة وصوت ما أوقعه ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻛﻬﺎ إلي أن التقي بها فأحس ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍً وجد ﻓﺘﺎﺓ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﻭﺑﺤﻜﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺪﺕ بينهما من أﻓﻼﻡ لعبت بدﻣﺎغيهما.
فيما ﻛﺎﻥ والده يروي في ﻗﺼﺔ ﻣﻐﺎﻣﺮات ابنه في مركبة عامة ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﺓ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻭﺯﻉ من خلالها الأدوار لمنع ﺍﺑﻨﻪ من الهرب و حكي ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺻﺪﻣﺖ ﺑﺎﺑﻨﻬﺎ وهو ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ المنزل ترافقه فتاة أحلامه فأﺩﺭﻛﺖ أنها في ( ورطة).
وبما أن القصة لها تأثيرها علي المجتمع دار حوار عام داخل المركبة العامة وخرج من ذلك النقاش بأن الخطأ الذي ارتكبه ابنه لا يمكن إصلاحه بضرب أو توبيخ الابن فالأمر الذي بدأ في العالم الافتراضي انتهي إلي جريمة يشترك فيها كل من ساعده علي الهروب بفتاة أحلامه.

 وأشار الأب إلي أنه يتألم ألم فظيع ليس من أجل نجله وإنما من أجل الفتاة ضحية التواصل مع ابنه العاطل عن العمل والذي حاول جاهداً الفرار إلا أنه استحال نسبة إلي احتفاظ والدته بالفتاة.
هذه القصة تم تناقلها عبر الوسائط الحديثة ولكن لم يتعظ منها الكثيرين الذين وقعوا ضحايا فكم من زيجات نسجت خيوطها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق ( الواتساب) ما جعلها تشكل هاجساً للكثير من الأسر إذ أنها تتفاجأ بأن ابنتهم وقعت ضحية شاب قناص للفتيات المتواصلات مع الشبكة العنكبوتية.
 وهنالك استغلال للمراهقات اللواتي يبدأن المسألة بحب الاستطلاع عبر ( الشات) الذي ينتهي بهن للانخراط في الاتجاه السالب لذلك نجد أن هنالك قصصاً أقرب إلي الخيال نسبة إلي سعي الكثير وراء التطور بغض النظر أن كان إيجاباً أو سالباً ومن اقرب تلك القصص قصة الفتاة المتوسطة الدخل التي وجدت نفسها في العالم الافتراضي الذي كبرت من خلاله أحلامها فلم يصدق الأب تفكير ابنته بهذه الطريقة السالبة التي استدعته إلي أن يترصد كل تحركاتها وفي ذات مساء ضبطها تصور في مقاطع فيديو قصيرة وتبعث بها إلي شاب أوقع بها في حباله.
من أكبر الأخطأ التي تقع فيها الأسر تركها للأبناء ليكونوا ضحايا الانترنت دون أن تحصنهم أو تتابع مواكبتهم بالترشيد والتوجيه ما قادهم إلي العيش في العالم الافتراضي للدرجة التي أحدثوا في إطاره بعضاً من الظواهر السالبة التي ساعدها في الانتشار ظهور الهواتف الذكية التي قوت من فرص البث السريع الذي ساهم في توسيع دائرة ( إرهاب الإنترنت) الذي يصطاد من هم ثقافتهم هشة ما جعل الشبكة العنكبوتية مهدداً للأخلاق في المحيط الأسري والمجتمعي لعدم وجود رقابة فالحرية الفردية وحدها التي لعبت دوراً كبيراً في تفشي الظواهر وانتشارها بسرعة فائقة

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...