الدكتور محمد زين يتحدث للاستاذ سراج النعيم |
الاستاذ عصام مدني المحامي |
الخرطوم : سراج النعيم
كشفت الدكتورة سارة محمد عثمان مساوي التفاصيل المؤثرة والحزينة للقتل البشع
الذي تعرض له شقيقها ( حاتم) البالغ من العمرعند الوفاة ( 35عاماً ).. اذ وصفت الجريمة بالبشعة.. نعم بشعة جداً حيث قام الجاني بقطع الجثة
إلي نصفين علوي وسفلي ثم وضع كل نصف في جوال مختلف عن الآخر والقي بها في منطقة ( الصافولا)
الواقعة في دائرة اختصاص قسم شرطة سوبا حيث وقعت أحداث الجريمة في ينايرعام 2013.
وقالت : بدأت القصة الغريبة منذ لحظة العثور علي جثة شقيقي ( حاتم) قتيلاً
بالقطع إلي نصفين ولكن دعني أبدأ سرد القصة منذ الاختفاء الذي تم علي مرحلتين يكتنفهما
الكثير من الغموض و قبل أن يتواري عن الأنظار كان كل تفكيره منصباً في شراء عربة وتشاطره
في الفكرة ابنة عمتي لرغبتها هي أيضاً شراء عربة وبالرغم من تفكيره هذا إلا أنه لم
تكن بحوزته مبالغ مالية ( سيولة) ما اضطره إلي أقتراض مبلغ ( العربون ) من احد الأشخاص
بأحدي الدلالات الخرطومية المعروفة.
وأردفت : واقتراض شقيقي للمبلغ نابع من دخوله في شراكة مع احد الاشخاص في
مشروع ( مزرعة دواجن) وبما أنه لم تكن بحوزته سيولة خلاف التي يشارك بها في المشروع
فكر في فض الشراكة وفي ذلك اليوم خرج من المنزل ترافقه شقيقتي وفي المركبة العامة كان
يعبر لها عن سعادته بأنه سيشتري عربة وأكد لها انه لديه مبلغ مالي بطرف ذلك الشخص فهي
لم تكن تعلم بهذه الحقيقة المهم انه لم يعد مرة ثانية للمنزل ما استدعي شقيقي وعمي
البحث عنه فلم يجدوه فإضطروا إلي فتح بلاغ فقدان بالقسم الشرقي ولم يكتفوا بل واصلوا
رحلة البحث عنه نسبة إلي أنه ليس من طبعه النوم خارج المنزل ما حدا بأبناء عمومتي الاتصال
علي رقم هاتفه الجوال إلا أن الرد ياتيهم من الطرف الآخر ( هذا المشترك لا يمكن الوصول
إليه حالياً) وبالرغم من ذلك لم ينقطع العشم الذي اتصلت في إطاره شقيقتي بالشخص المعني
بالشراكة وسألته هل شقيقي ( حاتم) جاء إليك أم لا؟ فقال : لم يأت إلي إلا أنه وفيما
بعد اتصل بشقيقتي وقال : شقيقك هاتفه داخل الشبكة ويمكنك الاتصال به وكان أن اتصلت
به وتحدثت إليه وكان يبدو عليه أنه نائماً فقالت : أين أنت الآن فالأهل جميعاً منزعجين
جداً لغيابك فقال : سآتي للمنزل المهم أنه جاء للمنزل الساعة السابعة مساء وعندما شاهد
الناس مجتمعه تفاجأ بردة الفعل التي أحدثها غيابه فقال : لم يكن هنالك داعياً لأن تحدثوا
الأهل جميعاً فقالت له والدتي : لم نكن نعرف ما جري معك إلا أنه بعد أن ( استحم) وغير
ملابسه ارتشف كوب شاي وفكر في الخرج مرة آخري فقالت له والدتي : يا ( حاتم) لو كنت
تنوي ( المبيت) خارج المنزل أخطرنا.
ومضت : عندما سئل شقيقي عن أين كان غائباً؟ قال : كنت غائباً بخصوص شراء العربة
ولم يتطرق للشخص الذي يشاركه في مشروع ( مزرعة الدواجن) وذكر شخص آخر ثم خرج حوالي
الساعة العاشرة مساء قاصداً ابن الجيران الذي لديه بحوزته هواتف سيارة للصيانة وعندما
سألنا ابن الجيران عنه؟ أكد أنه اتجه ناحية شرق وعندما أشارت عقارب الساعة إلي الثانية
عشر اجري اتصالاً هاتفياً بشقيقتي طالباً منها إغلاق الباب لأنه سينام خارج المنزل
وذلك بتاريخ 17/1/2013م وحينما يتم الاتصال به هاتفياً يأتي الرد من الطرف الآخر (
هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً) وعندما تأخر عدنا للبحث عنه مرة ثانية وبما
أن بلاغ الفقدان الأول شطب بعودته وظل الأهل في حالة بحث دووءب عنه فيما كانت شقيقتي
تقول إن اختفاء شقيقنا في ظروف يكتنفها الكثير من الغموض متعلق بهذا الشخص الذي تم
التحدث مع شقيقه الذي قالوا له : إذا كان لدي شقيقك إشكالية مع ( حاتم) سوف نحلها ..
فرد عليهم قائلاً : كيف تقولون حديثاً كهذا وبالتالي لم يفتح البلاغ في يومه بل فتح
بعد أيام من فقدانه وللمرة الثانية لاعتبارات بينما واصلنا رحلة البحث المضني.
وتابعت : قبل ان أذهب إلي مشرحة الطب الشرعي تم العثور علي جثة في منطقة (
سوبا) بتاريخ 25/1/2013م وطلب المتحري في البلاغ
من شقيقي الحضور لمشاهدتها ربما يكون شقيقي ( حاتم) باعتبار أننا فتحنا بلاغاً عن اختفائه.
وذهبت إلي يوم 27/1/2013م قائلة : ذهب شقيقي وابن خالتي إلي مشرحة الطب الشرعي
وعندما وصلا إليها دلف ابن خالتي إلي الثلاجة التي تحفظ الجثامين وشاهد الجثة المقطوعة
إلي نصفين من خلال وجودها في الرف فيما سأل فني المشرحة ابن خالتي كم يبلغ عمر غائبكم
فقال : ( 35عاماً) وأردف فني المشرحة قائلاً : هذه الجثة لشخص عمره أكبر من ( 45 عاماً)
ثم خرج من ثلاجة المشرحة وقال لشقيقي : الجثة التي رأيتها لشخص كبير وشعره شائب فقال
شقيقي : من الأحسن أن أذهب لمشاهدته بنفسي وعندما شاهدها في رف الثلاجة ركز علي الأسنان
باعتبار أن الملامح مطموسة فقال لفني المشرحة : هل أسنان هذه الجثة بارزة أصلاً أم
أنها متحركة فرد قائلاً : لا.. ما حدا بشقيقي الخروج من الثلاجة إلي باحة مشرحة الطب
الشرعي وعندما جاءت الشرطة قال لهم : إن الجثة التي شاهدتها ليست جثة شقيقي ( حاتم).
واسترسلت : وبما أنني لدي مقدرة أكبر علي مشاهدة الجثث ذهبت إلي المشرحة بالخرطوم
ولكنني وجدت أنها حولت إلي (بشائر) التي توجهت إليها مباشرة فوجدت فيها فنياً يرتدي
( الاسكراب) فقلت : أبحث عن شقيقي المفقود فسألني متى خرج؟ فقلت : بتاريخ
17/1/2013م فقال : نحن رحلنا من مشرحة الخرطوم إلي هنا بتاريخ 31/1/2013م وكل الجثث
التي كانت في ثلاجة المشرحة ( قبرت) قالها لي هكذا وبنفس اللفظ فقلت : ما في مشكلة
ومن ثم بدأت في فتح شنطتي لكي استخرج صورة لشقيقي إلا أنه فاجأني بقوله : لا لا وكأنه
كان يقرأ أفكاري قائلاً : ( ما تطلعي صورة شقيقك لم يتم إحضاره إلينا).. فقلت : كيف
عرفت أنه لم يحضر إليكم؟ فقال : ليس هنالك شخص في الثلاجة بهذه المواصفات فقلت : هل
تحتفظون بصور للجثث فقال : لا نحن ليس لدينا ملف صور بل تحتفظ به شرطة مسرح الجريمة
الأمر الذي جعلني أعود إلي المنزل دون أن أصل إلي نتيجة.
وماذا بعد ذلك؟ قالت : لم أتوقف عند هذا الحد إنما ذهبت وشقيقتي إلي شرطة
مسرح الجريمة الذين تعاملوا معنا تعاملاً راقياً وجميلاً شجعنا لأن نطلب منهم أن يعرضوا
علينا الجثث المجهولة وغير المجهولة في الفترة الزمنية التي اختفي فيها شقيقنا وكان
أن استجابوا لنا وشاهدنا كل الجثث في محليات ولاية الخرطوم الثلاثة الخرطوم، امدرمان،
الخرطوم بحري إلا أننا وبكل أسف لم نجد صورة من بين تلك الصور لها علاقة بشقيقي.
واستطردت : وبالرغم من أن النتائج التي توصلنا لها غير مبشرة إلا أننا واصلنا
عملية البحث دون يأس وفي منتصف رحلة البحث عدت مرة آخري إلي مشرحة الطب الشرعي أحمل
معي صور شقيقي الذي لاينام خارج المنزل لذلك كان من الراجح أنه تعرض للقتل غدراً وبالتالي
وجدت بالمشرحة كل فنييها تحت الشجرة الموجودة في ساحتها فشرحت لهم غرض المجيء إليهم
ومن ثم استخرجت لهم صورة شقيقي ( حاتم) فقالوا : لم تصلنا جثة بهذه الملامح فيما أصر
احدهم انه لا توجد جثة بهذه المواصفات في شهر ( يناير) الشهر الذي اختفي فيه شقيقي
وأن كل الجثث في المشرحة ( قبرت) وبما أننا لم نصل لنتيجة واصلنا رحلة البحث في اتجاهات
آخري.
وتابعت : وفي ظل ذلك البحث طالبنا بالتحري حول المكالمات الهاتفية التي أجراها
شقيقي فاتضح أن هنالك عدد من المكالمات جرت بينه وذلك الشخص حتى اليوم الأخير من خروجه
من المنزل كما وجدت هنالك اتصالات متبادلة بين الطرفين مع التأكيد أن ذلك الشخص نفي
نفياً قاطعاً مقابلته للمجني عليه منذ أكثر من أشهر ولم يتم القبض عليه في ذلك الوقت
لأن البلاغ المفتوح بقسم الشرطة كان تحت المادة ( 44) إجراءات وعليه لم يكن هنالك جديد
سوي أننا نخرج من المنزل صباح كل يوم للبحث.
وذكرت : وعندما تولي ضابطاً التحري في البلاغ الجنائي اقترح علينا عمل فحص
البصمة الوراثية الـ( DNN) وذلك علي الجثة الأقرب لتاريخ فقدان شقيقي وفي نفس
الوقت طلب مني شقيقي أن أتأكد من الجثة التي عثرت عليها شرطة ( سوبا) والتي لم أكن
علي علم بأنها مقطوعة لنصفين ما قادني بأن أعود إلي إدارة مسرح الجريمة ومنه إلي قسم
شرطة سوبا الذي قابلت فيه ضابط شرطة لم تقصر معي ووضعت علي منضدتي المحضر وصورة للجثة
أدخلت في الشك من خلال الأسنان وأثناء ذلك جاء فرد من أفراد المباحث وبدأ يسألني عن
مواصفات شقيقي ( حاتم) وبعد أن وصفته له وصفاً دقيقاً قام هو بدوره بوصفه الجثة ثم
أشارت الضابط بأن أذهب إلي مشرحة الطب الشرعي فقلت لها سبق وذهبنا فقالوا ليس بطرفهم
جثة بمواصفات شقيقي ( حاتم) فقالت الضابط : لا الجثة موجودة بالمشرحة وكان أن توجهت
إلي هناك فوجدت نفس الفني الذي التقيت به في وقت لاحق فقلت : نود مشاهدة الجثة التي
عثر عليها قسم شرطة سوبا برقم البلاغ ( ......) فقال : قلت لكم أنه لا توجد جثة واعتقد
أنها دفنت وعندما احتديت معه قال : هل شاهدتم المتعلقات بالجثة بقسم شرطة سوبا؟ فقلت
له : لم نتطرق إلي مسألة المتعلقات بالجثة قبل الآن فقال : هنالك متعلقات بقسم شرطة
( سوبا) وكان أن عدنا من منطقة مايو إلي قسم شرطة سوبا في نفس اليوم وعندما شاهدنا
المتعلقات وجدنا أنها قديمة إلا أننا تعرفنا عليها ومباشرة تم إرسال ( الترقوة) إلي
الأدلة الجنائية للفحص ثم قمنا بعمل الفحوصات التي تمت مطابقتها مع الوالدة وبعد أسبوع
ظهرت النتيجة مطابقة لها وبعد أسبوع آخر نصبنا خيمة العزاء ليوم واحد علي أساس أنها
جريمة قتل.
ودخلت في نبوبة بكاء ثم عادت لرواية القصة المؤثرة قائلة : عفواً فالجريمة
بشعة بكل ما تحمل الكلمة من معني المهم أنه وفي اليوم التالي جاء إلي عمي زميل له ضابط
شرطة عملا سوياً في الطب الشرعي من اجل أن يؤدي واجب العزاء في وفاة شقيقي ( حاتم)
ودار بينهما حديث قال علي أثره ضابط الشرطة لعمي لقد أخذت عينة إضافية من الجثة للفحص
فقال له عمي متعجباً : هل تم نبش القبر؟ فقال ضابط الشرطة : لا فالجثة موجودة في مشرحة
الطب الشرعي مع التأكيد أنه في اليوم الذي سبق العزاء صلوا عليه صلاة الغائب لذلك قلنا
للعاملين بالمشرحة كيف تقولون أن الجثة (قبرت) في حين أنها موجودة وعندما جاء دكتور
عقيل تفاجأ جداً بأن الجثة المعنية تخصنا عموماً واجهناهم وقلنا لهم كيف تقولون لأصحاب
الحق الجثة لا توجد أصلاً في ثلاجة المشرحة فقال الفنيون : إن الدكتور عقيل قال لهم
: إن احتفظوا بهذه الجثة لأنه سيظهر لها أهل أي أن مبرراتهم لم تكن منطقية وقال الدكتور
عقيل في دفوعاته أن الجثة تقبر بعد شهر من استلامها ولكن أنا طلبت منهم الاحتفاظ بهذه
الجثة بغض النظر عن الزمن المحدد للدفن وعندما عثروا علي جثمان شقيقي المقطوع نصفين
تم فتح بلاغ بقسم شرطة ( سوبا) تحت المادة (130) من القانون الجنائي ضد مجهول.
وبينت : كنت مندهشة عندما شاهدت جثة شقيقي ( حاتم) من حيث الأسنان التي سألت
في إطارها ضابط الشرطة عن أين كانت هذه الصورة التي لم نشاهدها في مسرح الجريمة؟ فقالت
: الصورة لم تذهب إلي مسرح الجريمة فقلت : لماذا طالما أن مسرح الجريمة يصل إلي مسرح
الحادث أولاً؟ فقالت : هذه الصورة لم يبت في أمرها لذلك لا تكون في مسرح الجريمة.
وأشارت إلي أن المتهم القي القبض عليه في اليوم الذي تعرفنا فيه علي صورة
شقيقي ( حاتم) والمتعلقات وأول ما القي القبض علي المتهم جاءه زائر يقود عربة ماركة
( برادو) فلاحظ احد أفراد مباحث قسم شرطة سوبا أن شخصاً وقف بعربته بعيداً وترجل منها
ثم توجه نحو قسم الشرطة الذي توجد أمامه مساحة وكان أن اشتبه فرد المباحث في العربة
من حيث الإطارات ليتم ضبطها وعندما جاء صاحبها من داخل القسم وجه له أفراد الشرطة سؤالاً
هل هو صاحب العربة الـ( برادو)؟ فقال : نعم فأردفوا قائلين له : هل آتيت للمتهم تحت
المادة ( 130)؟ قال : نعم فقالوا : هذه العربة مشتبه فيها وتم حجز العربة.
وطرحت تساؤلات حول قضية شقيقها ( حاتم) قائلة : إلي أين وصلت التحريات في
جريمة القتل البشعة بعد أن تم العثور علي الجثة بمنطقة (الصافولا) مقطوعة إلي نصفين
من الجزء العلوي حتى أسفل منطقة ( السرة) موضوع داخل جوال (بلاستيك) والجزء السفلي
من منطقة الجذع والساقين موضوع داخل جوال آخر من ( خيش).
ويمثل الاتهام عن الحق الخاص في هذه الجريمة المؤثرة علي الرأي العام الأستاذ
عبدالرحيم أحمد عبدالرحيم الفكي المحامي يعاونه د محمد زين محمد المحامي والأستاذ عصام
الدين عبدالحفيظ المدني المحامي.