الخرطوم : سراج النعيم
خيم الحزن علي المريض عوض ناصر عبدالرحمن وأسرته بعد أن قام الجراح المختص ببتر جزء من أطرافه بمستشفي ام درمان التعليمي وبدأ البتر بأربعة أصابع من اليد ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ وأربعة أصابع من القدم اليمني واليسري فيما لوح الطبيب الذي اشرف علي العملية الجراحية بأن التدخل الجراحي قد لا يتوقف عند هذا الحد في حال عدم تحسن الحالة الصحية للمريض في يده اليمني وقدميه.وعبر عوض ناصر عبدالرحمن البالغ من العمر ( 40 ) عاما عن حزنه العميق لما يجري معه بعد أن ﺗﻮﺭﻡ ﺟﺴﺪﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﻗﺴﻢ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﺳﻼﻧﺞ ﺷﻤﺎﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺃﺯﻣﺔ ﺗﻔﺠﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻓﺎﺣﺖ ﻣﻦ ﻓﻢ ( ﻋﻮﺽ) ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺇﻟﻲ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻟﺘﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻌﻪ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻢ ﺃﺧﺬﻩ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﻟﻲ ﻗﺴﻢ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﺳﻼﻧﺞ ﺷﻤﺎﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻢ ﺇﺳﻌﺎﻓﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﻋﺒﺮ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ بتر الطبيب المختص جزءاً من الأطراف المحددة وكان البتر ﺻﺎﺩﻣﺎً ﻭﺣﺰﻳﻨﺎً ﻋﻠﻲ ﺃﺳﺮته.
ﻭﻗﺎﻝ عوض : ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺘﺮت أصابع ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ وقدمي ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﺇﺫ ﺃﻧﻨﻲ ﺗﻢ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻲّ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻲ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺻﺤﻴﺔ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ البتر ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺃﺳﺮﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻮﻟﻬﺎ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ في حزن بعد البتر الذي تم في اليد والقدمين والذي قد يمتد في حال عدم تحسن حالتي الصحية لذلك ﺗﺠﺪﻧﻲ خائفاً خوفاً ﺷﺪﻳﺪاً ﻋﻠﻲ ﺃﺳﺮﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ الذي ينتظرها في الأيام المقبلة خاصة وأنها ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ( 6 ) ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻲ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻫﻢ ﻫﻤﻲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ وﻛﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﻭالذي لم يبرح خيالي حتى وﺃﻧﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﻗﺴﻢ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﺳﻼﻧﺞ التي كنت أفكر فيها تفكيراً عميقاً ﻓﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﺳﺮﺗﻲ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ من بعدي ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻳﺔ ﻭﺟﺒﺔ ﺁﺧﺮﻱ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﺑﻼﻏﺎً ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻲ ﻳﺘﻬﻤﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺑـ ( ﺍﻟﺴﻜﺮ ) ﻓﻈﻠﻠﺖ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﺗﺄﻟﻢ ﻣﻤﺎ ﺟﺮﻱ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻌﻲ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻈﻠﻤﺎً ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ معني.
ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻮﺽ ﻧﺎﺻﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ( 40 ) ﻋﺎﻣﺎً ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻗﺼﺘﻪ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺰﻧﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ .. ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .
ﻭﻗﺎﻝ : ﺗﺮﺟﻠﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺮﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺃﺗﺴﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺃﻱ ﺃﻧﻨﻲ ﺟﺒﻠﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻌﺪﻩ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ (ﺍﻟﻜﺎﺭﻭ ) ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻨﻲ ﺑﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻞ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﻷﺳﺮﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ اعتادت ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻌﻲ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺍ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻲ ﺑﺤﺜﺎً ﻣﻀﻨﻴﺎً ﺷﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﺣﺒﻴﺲ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﻗﺴﻢ ﺷﺮﻃﺔ (ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﺳﻼﻧﺞ ) ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺘﺢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻲ ﺑﻼﻏﺎً ﺑﺘﻬﻤﺔ ( ﺍﻟﺴﻜﺮ ) ﺍﻟﺸﺎﻛﻲ ﻓﻴﻪ ﻧﻈﺎﻣﻲ .
ﻭﻋﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻭﺷﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﻼغاً ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﺑﻘﺴﻢ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺤﺘﺎﻧﺔ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق