الأحد، 11 مايو 2014

مقتل شقيقين عريسين برصاص قوات مشار داخل مسجد بانتيو







الخرطوم : سراج النعيم
وضع مرتضي بشير محمد إبراهيم الشقيق الأكبر للقتيلين ( عادل) و( معتصم ) اللذين قتلا ضمن الشماليين داخل مسجد مدينة بانتيو بدولة الجنوب.. المسجد الذي شهد المجزرة اللا إنسانية واللا أخلاقية في الخامس عشر من إبريل الماضي.
وقال : تلقيت اتصالاً هاتفياً من أبن خالتي الناجي من مجزرة مدينة بانتيو يفيدني فيه من مسرح الجريمة النكراء بأنه شاهد جثماني شقيقي الشهيدين ( عادل) و( معتصم ) ضمن الجثامين التي تم قتلها بصورة عشوائية في الهجوم البربري الذي قامت به قوات مشار.
وأضاف : بدأت قصة شقيقي الشهيد ( عادل ) المولود في العام 1974م بمدينة مايرنو بولاية سنار عندما سافر إلي دولة جنوب السودان قبل الانفصال وأختار سوق مدينة بانتيو مقرا لعمله في ورشة الحدادة المتخصصة في صناعة الأثاثات المنزلية وظل علي هذا النحو ثلاث سنوات إلي أن طلب من شقيقه الشهيد ( معتصم ) أن يأتي له علي أساس أن يستلمه الورشة ويعود هو من هناك إلي مسقط رأسه بمدينة (مايرنو) بولاية (سنار) لإتمام مراسم زفافه الذي كان مقررا له أن يتم مع زفافي في يوم واحد إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن..المهم أن شقيقي القتيل ( معتصم ) شد الرحال إلي مدينة بانتيو ونسبة إلي الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة لم يتمكن شقيقي العريس ( عادل ) من أن يسافر من هناك إلي سنار وبقي ببانتيو مع شقيقه رغما عن الصعوبات التي كانت تواجههما في ظل الحرب الدائرة بين قوات الحكومة الجنوبية وقوات مشار.. فقرر أن يعمل في الورشة مع شقيقه.. الورشة الواقعة في سوق مدينة بانتيو إذ أنهما يذهبان لها من الصباح ويعودان منها في الساعة الخامسة مساء إلي مقر إقامتهما بمعسكر ( الينميت ).
وتابع : شقيقي العريس ( عادل ) ظل هناك ثلاث سنوات لم يأتي من خلالها إلا مرة واحدة فيما كان يفترض أن يأتي هذه الأيام حتى يتزوج في الخامس عشر من الشهر الجاري خاصة وأنه جهز (الشيلة) إلي جانب شيلتي.. وفي ظل ذلك ظل يتواصل معي عبر الهاتف حتى قبل استشهاده بيوم مؤكدا أن مدينة بانتيو أصبحت غير أمنة ضف إلي ذلك فإنه كان يتصل علي خطيبته.. وكأنه يحس بدنو أجله خاصة في وأن القصف المدفعي علي مدينة بانتيو في تصاعد شديد ما نتج عنه ارتفاع حصيلة الضحايا السودانيين الذين يعملون بالمدينة الجنوبية وكان من سوء حظ شقيقي أنهما تم قتلهما مع من قتلوا داخل المسجد الأمر الذي نجم عنه انتشار سراديق العزاء في عدد من مناطق ومدن السودان المختلفة.
وأشار إلي أنه تم قتلهم في الهجوم البربري الذي شنته قوات مشار فأوقعت علي أثره الضحايا بإطلاق النار عشوائيا علي سوق مدينة بانتيو فلم يجد المدنيين السودانيين بدا سوي الاحتماء بالمسجد إلا أن قوات مشار لحقت بهم وتمت تصفيتهم بصورة بشعة جدا.
ومضي : كنت علي اتصال دائم بشقيقي ( عادل ) و( معتصم ) اللذين صادفا الضربة الأولي إلا أنهما لم يصابا بأذى ما حدا بهما الانتقال من هناك إلي منطقة ( يانيت ) التي عادا منها مرة آخري إلي معسكر قوات ( الينميت ) ثم قاما بفتح الورشة التي كانت قد تعرضت في ذلك الوقت للحرق.
وعن الكيفية التي قتلا بها؟ قال : إن ( جعفر ) أبن خالتي أخطرني أن قوات مشار فتحت النيران علي مسجد مدينة بانتيو ما استدعاه إلي الهرب وأثناء ما هو يسرع في الخطي شاهد جثماني شقيقي ( عادل ) و( معتصم ) ضمن الجثامين الملقاة علي الأرض بعد أن تم رميهم بالرصاص الأمر الذي أدي إلي أن تحترق أجسادهم حريقا من الدرجة الأولي وعندما وجد أبن خالتي نفسه بعيدا عن الضرب العشوائي أتصل علي في لحظة القتل قائلا : ( تم قتل شقيقك) ثم أغلق الهاتف.
وحول إبلاغ والدتهما بالخبر؟ قال : كنت متخوفا من أن أخبرها بالنبأ الفاجعة وتخوفي نابع من أنها كفيفة إلي جانب أنها مصابة بالضغط والسكري..إلا أنني لم أجد مفرا سوي أن أخطرها فقلت لها : أولادك تم ضربهما داخل مسجد بانتيو وكان أن بكت عليهما بكاءً حارا ثم أصبحت اهدي فيها إلي أن تأكدت من أن الخبر صحيح من حيث الإشارة إلي المسجد فشقيقي الأكبر يداوم علي التواجد في المساجد فهو حافظ للقرآن في همشكوريب التي ظل فيها ثلاث سنوات ما جعل الوالدة أن تقول : ( ربنا يصبرني علي هذا المصاب.. والحكم ما ظلم ).

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...