الاثنين، 7 أبريل 2014

بالصور : عميد الفن النوبي في حوار الأسرار قبل الرحيل المر








الخرطوم : سراج النعيم
كشف الفنان النوبي صالح محمد موسي صالح ولولي الذي حاز علي عدد من الألقاب أبرزها عميد الفن النوبي .. كشف تفاصيل مثيرة في حياته علي المستويين الخاص والعام.
ويعتبر صالح ولولي من القامات الفنية التي ظلت علي مدي السنوات الماضية تؤلف في الأعمال الغنائية المندرجة في الإطار النوبي فيما لم يغفل جانب الحفاظ علي الإرث والتراث النوبي من الاندثار.
وقال : ﺧﺮجت للحياة ﻣﻦﺣﻢ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ.. الأرض التي شربت من نيلها واستظليت بنخيلها..فزرعت علي هذا النسق فرحاً ظل يسابقني أينما حطت رحالي..فوجدت كلماتي والحاني طريقها إلي الجماهير عبر صوتي بالإضافة إلي أصوات عمالقة الغناء في القارتين الأفريقية عبر الراحل النوبي محمد وردي.. والعربية عبر الفنان النوبي المصري محمد منير.. إلي جانب أبنتي (زكريات) وآخرين وجدوا فيما أطرح إبداعاً سلساً ومنساباً كالماء فأبحرت به في عوالم النهر ﺍﻟﺨﺎﻟ في وجدان الأمة.. وبالتالي لم أغن أغنياتي لوحدي.
وما هي الفكرة التي كنت تود ترجمتها مما تطرح من فن نوبي ؟ قال : لم أكن تقليدياً في التأليف الشعري والموسيقي بل متمرداً بذلك علي المنتوج الإبداعي المألوف للعامة آنذاك الأمر الذي عرضني إلي غضب واستهجان البعض الذين رفضوا فكرتي.. إلا أن ذلك الرفض سرعان ما تحول إلي إعجاب وقبول منقطع النظير للدرجة التي جعلت ما أطرحه من إبداع نوبي مقياساً لما هو مطروح في الحراك النوبي.. ومن هذا المنطلق وجدت التشجيع علي الاستمرارية في النهج الذي أخططته لنفسي ناذراً إياها للحافظ علي الإرث النوبي وإنتاج ما يتناسب مع الأجيال المتعاقبة التي كنت أستهدفها باعتبار أنها هي المعنية بحمل الراية من بعدنا.. وهكذا استطعت أن أخلق أرضية قوية للثقافة والتراث والفنون النوبية.. فحظيت في إطارها أغنية (أسمر اللونا) بالمكانة الكبيرة في قلوب كل النوبيين.. ومن هذه المرحلة انتقلت إلي الغناء الغزلي فألفت نصوصاً غنائية تفصح في مضامينها ومعانيها عن موضوعات متنوعة.. موضوعات لم يتطرق لها نوبي قبلي.. الأمر الذي فرض عليّ عدم الاكتفاء بالتنوع في النصوص الشعرية فقط.. بل تنوعت في وضع الألحان المتميزة بالإيقاع الراقص الذي حظي بقبول من المتلقي..ومع هذا وذاك وثقت لكل المبدعين النوبيين.
ما الذي ميز أغنياتك عن بقية الأغاني النوبية المنتجة ؟ قال : آليت علي نفسي منذ ولوجي إلي هذا الجانب الإبداعي أن أطور في التراث النوبي حتى يظل أرثاً باقياً في دواخل النوبيين.. هادفاً من وراء ذلك إلي أن أجد اللهجة النوبية تحلق في السماوات السودانية.. خاصة وأن أرض النوبة أنجبت عمالقة الأغنية السودانية مثلا خليل فرح ومحمد وردي اللذين هما لوحدهما كانا أمة.. ضف إليهما فنانين آخرين مميزين شديدي الافتخار والاعتزاز خاصة الخليل الذي غني للسودان ( عازة في هواك ).. ووردي الذي غني ( ما هنت يا سوداننا يوماً علينا)..وفي هذا دلالة واضحة بأن النوبيين استطاعوا أن يوصلوا صوتهم باللغة العربية النوبية.. ما جعل تاريخ النوبة باقياً في ذاكرة النوبيين إلي جانب أنه أصبح جزء من ﺎﺭﺦ ﺍﻟﺴﺩﺍﻥ الذي تأثرت به تأثراً شديداً مترجماً له علي أرض الواقع وذلك بما وجدته من تراث ثر استفدت منه إلي أن أصبح إنتاجي الإبداعي جزء أصيل من التراث النوبي.. وعملت جاهداً من أجل تحقيق ذلك الهدف علي مدي سنوات طوال من عمري لإيماني القاطع بأن الفن يلعب دوراً كبيراً في أن تصبح للأمم جذور.
مازلت مصراً علي معرفة إلي أي المناطق النوبية تعود جذورك.. وفي أي الأعوام كان الميلاد.. وماذا تحمل في سيرتك؟ قال : ولدت بقرية ( أشكيت ).. القرية الواقعة بوادي حلفا في العام 1936م.. ومن ثم شددت الرحال إلي مصر مشياً علي الأقدام عبر مدينة أسوان في رحلة طويلة امتدت إلي شهر تقريباً ثم عدت مرة ثانية إلي وادي حلفا في العام 1957ﻡ ومنذ ذلك التاريخ ظللت أنقب في التراث والثقافة النوبية.. إلي أن استطعت الاستفادة من الرقص الذي أدخلته في الأغنية النوبية من خلال الإيقاع الخفيف الراقص.. وحينما فكرت علي هذا النحو كان ذلك نسبة إلي أن الأغنية النوبية ﻧﺖ منحصرة في نطاق ضيق لا يمكن أن تنطلق من خلاله إلي ما أصبو إليه فكان أن ألفت الأغنية الشهيرة ( أسمر اللونا ) التي أحدثت النقلة الكبيرة التي كنت أرمي إليها أولا في قريتي ( أشكيت ) ثم بقية مناطق المحس ومن ثم عموم مناطق السودان.
ما الذي يعنيه أسم ولولي ومن الذي أطلقه عليك؟ قال : هو أسم نوبي ويعني الشيمة للنيل باللغة النوبية .. أما بالنسبة إلي الشق الثاني من سؤالك والخاص بمن أطلق عليّ الاسم فهم أبناء حلفا دغيم.
ماذا عن الأغاني التي ألفتها؟ قال : الأعمال الغنائية التي أنتجتها كانت قبل الهجرة من وادي حلفا وهي الأغاني التي استفدت في إنتاجها من التراث النوبي ومن ثم تأتي أغنياتي التي أنتجتها ما بعد الهجرة ولم أتوقف في هذين المحطتين بل ألفت أعمالاً ساهمت في القضايا القومية والثقافية والفنية والتراثية والفلكلورية والاجتماعية.
من المعروف أنك رمز من رموز النوبة فما هي عدد السنوات التي حملت فيها راية الإنتاج والحفاظ علي التراث النوبي؟ قال : ظللت ما يربو عن الـ( 50 ) عاما أنتج وأنقب وأوثق للفن النوبي الذي خرجت به من المحيط المحلي الي الخرطوم ومن ثم إلي فضاءات عربية من خلال حنجرة الفنان النوبي المصري محمد منير والأفريقية من خلال حنجرة العملاق الراحل محمد وردي.. ووصلت بالأغنية النوبية إلي أوروبا التي زرت فيها بعض دولها منها مثلا ( فرنسا) مرتين علي التوالي فيما ربطتني علاقة قوية جدا بالملكة (مارغريت).. ملكة مملكة ( الدنمارك) التي كانت تدرس الآثار بمنطقة ( أشكيت ) في العام 1964ﻡ واسميناها نحن هنا في السودان بليلي.
أين كانت بدايتك الفعلية وفي أي الأعوام؟ قال : في منتصف خمسينيات القرن الماضي تقريباً بمدينة وادي حلفا.
ماذا لو لم تكن شاعراً وملحناً وفناناً؟ قال : كنت أتمني أن أصبح قاضياً.. ولكن الظروف المحيطة بي وقفت أمامي حائلاً في الالتحاق بأحدي كليات القانون.. فأنا درست حتى السنة الرابعة ثم شددت الرحال إلي مصر هادفاً من وراء ذلك للدراسة بالأزهر الشريف.. الذي درست فيه أربع سنوات.
ما هي أول أغنية نوبية ألفتها ؟ قال : كما أسلفت فهي أغنية ( أسمر اللونا ).. وتلتها أغنيات ( الليلة يا سمرا ) التي صدح بها العملاق الراحل محمد عثمان وردي بالإضافة إلي ( يا زميلاتي ) و( باكولود يا لونا ) وغيرها من الأعمال الغنائية الخالدة.
هل وثقت لأغنياتك عبر أثير الإذاعة السودانية؟ قال : في العام 1957م دخلت استوديوهات الإذاعة.. وسجلت لها عدداً من أغنياتي الخاصة التي وصلت في مجموعها الكلي إلي ( 200 ) أغنية.
هل لك مشاركات خارج السودان بالتراث النوبي؟ قال : من مشاركاتي البارزة هي مشاركتي في مهرجان بفرنسا في العام 2004م والذي أحرزت فيه مركزاً متقدماً بمشاركة ( 45 ) دولة .. والأغنية الفائزة كانت ( كلوم نو ).. إلي جانب ذلك سجلت بالعاصمة المصرية ( القاهرة ) حوالي ( 35 ) أغنية.. وفي الكويت (27) أﻏﻨﻴﺔ.. وفي السعودية (25) أغنية.. وفي فرنسا (40) أغنية.. وفي ليبيا (20) أغنية.. وغيرها من الدول الاسكندينافية التي سافرت لها بواسطة الدنمارك.
ما هي قصة أغنية ( لو بالنار صليتيني ) التي صدح بها العملاق الراحل محمد وردي؟ قال : ألفت للحن أغنية بالنار صليتيني نصا غنائيا باللهجة النوبية ولم أحيد في سياقها عن المضامين والمعاني التي ترمي لها الأغنية باللغة العربية.
دعني أدلف بك إلي داخل المنزل لكي نتعرف علي من مِن أفراد الأسرة يمضي علي هداك؟ قال : زكريات التي أصبحت معروفة عبر الوسائط الإعلامية.. ضف إليها نجلي ( أمير ).





ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...