الخرطوم : سراج النعيم
ماذا قال محمد لوالدته عندما بحث عن والده خلف عربة جمال
الوالي
وجدت دموعي تتساقط مدراراً عندما شاهدت محمد النجل
الأكبر لأستاذي وصديقي الراحل عوض محمد احمد يدلف إلي مكتبي بالصحيفة وتجاذبت معه أطراف
الحديث ومن خلال حديثه اكتشفت أن (هذا الشبل من ذاك الأسد).
وعبر بحزن عميق عن فقده لوالده الصحفي المتميز جداً عوض
محمداحمد قائلاً : ظل والدي عليه الرحمة أباً حنوناً وعطوفاً لدرجة لا يمكنك أن
تتصورها مهما وصفتها لك.. ومع هذا وذاك ربانا تربية العارف ببواطن الحياة.. ربانا
علي مجابهة الظروف مهما كانت صعوبتها.. وكان دائماً ما يحثنا علي أداء الصلوات في
وقتها.
وعن كيفية تعامله معهم؟ قال : كان أبي عوض يتعامل معنا كأصدقاء
وليس أبناء ولم يبخل علينا في يوم من الأيام بأي شيء نرغب فيه ثم لم يتمالك نفسه
وهو يقول ( ربنا يرحمه ويغفر له ويدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن
أولئك رفيقا) بقدر ما قدم لنا وللمجتمع السوداني في شتي مناحي الحياة.. فشكراً له
نبيلاً.. شكراً أبي الذي غيبه عنا الموت فكم تمنيت أن يكون حضوراً بيننا حتى يملأ
حياتنا بالفرحة التي كان يشيعها كلما غاب عنا وعاد إلي المنزل.
وماذا عن اليوم الذي أنتقل فيه إلي الرفيق الأعلى؟ قال :
في ذلك اليوم كنت أجلس بجواره ولم يكن يتحدث إنما كان ينظر اليّ نظرة تدل علي أنه
مفارقاً الحياة إلي أن توفي إلي رحمة مولاه.
ما هي آخر وصية قالها ؟ قال : كان الراحل يقول : (يا
محمد كونوا ناس كويسين وأقوياء ولا تخافوا من أي شيء في هذه الدنيا وابقوا شطار في
دراستكم من أجل مستقبلكم).
ما الذي دار بينك ووالدتك بعد أن تمت مواراة جثمان والدك
الثري بمقابر الحلفايا؟ قال : بعد دفن والدي بالمقابر عدنا من هناك إلي منزلنا
الذي جاء فيه السيد جمال الوالي لتقديم التعازي فما كان مني إلا وظللت أبحث عن
والدي خلف عربته فلم أجده فذهبت مسرعاً إلي والدتي وقلت لها : جاء إلينا جمال الوالي
الذي كم تمنيت أن يكون حضوره هذا في وجود أبي ثم بكيت وبكي معي كل الموجودين في
الغرفة التي بها والدتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق