طالعت حروفاً رقيقة للكاتبة
العربية الشهيرة أحلام مستغانمي من علي شاشات الشبكة العنكبوتية ترثي من خلالها
الفنان السوداني محمد حسين بهنس الذي توفاه الله سبحانه وتعالي بالعاصمة المصرية
القاهرة
فوقفت بتأمل فيما سطره قلمها
بحسب ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي التي جاء عبرها عنوان المقال الشفيف
الصادق (محمد بهنس .. أيها السوداني النبيل قل أنك سامحتنا) الذي عبرت من خلاله
بمشاعر تنم عن الانتماء للعروبة التي افتقدناها كثيراً للأزمات التي ظلت تسيطر علي
الواقع العربي بصورة عامة للدرجة التي لم تعد معها الإنسانية موجودة في دواخل
أمتنا العربية.
ومما أشرت له دعونا نقرأ مع
أحلام مستغانمي ما رسمته من كلمات صادقة في حق الفنان السوداني محمد حسين بهنس علي
النحو التالي : ( علي قارعة التجاهل، تكوم ذلك الشاعر، وترك الثلج يكفنه في أحد
شوارع القاهرة، محمد بهنس أبن السودان الطيب الكريم، كان يثق في كرم الثلج، يفضل
عليه حياة يتسول فيها ركناً دافئاً في قلوب الغرباء، ميتة كريمة، لا يمد فيها يده
لأحد، يده تلك التي لم تكن تصلح سوي للعزف وكتابة الشعر، لماذا كابرت إلي هذا الحد
أيها الرجل الأسمر؟.. لا أحد كان في بياض قلبك غير الثلج، وما جدوى أن نبكيك الآن،
وما عدت معنياً بدمعنا، وأن نزايد عليك شاعرية،
لأنك هزمتنا عندما كتبت بجسدك
الهزيل المكفن
كبرياء، نصاً يعجز كثير من
الشعراء المتسولين الأحياء عن كتابة.
لم أقرأ لك شيئاً، ولا سمعت بك
قبل اليوم، ولكني صغرت مذ مت جائعاً علي رصيف العروبة البارد، كل كلماتي ترتجف
برداً في مقبرة الضمير، عند قبرك المهمل، أيها السوداني النبيل، قل أنك سامحتنا،
كي لا أستحي بعد الآن كلما قلت إنني كاتبة.
في زمن مضي، كانوا يكتبون علي
حائط في شارع ( اخفض صوتك ) هنا يسكن شاعر يكتب الآن.
اليوم يعبر المارة أمام جسد شاعر
متكوم من البرد، فيسرعون الخطي كي لا تقول لهم الجدران أدركوه، ثمة شاعر يموت الآن
).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق