الخرطوم : سراج النعيم
بدموع يملأها الحزن العميق كشفت أسرة
الفنان الراحل محمد سلام من مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة تفاصيل اللحظات
الآخيرة من حياته وكيف تلقوا خبر وفاته التي كانت مفاجئة للجميع.
في البداية قالت والدته رابعة محمد
احمد حسن : عندما تم إخطاري بوفاة ابني محمد سلام كنت بين مصدقة ومكذبة للخبر الذي
كان مفاجئاً لي وكنت أتمني أن أشاهده فأنا في شوق شديد له ( عشان ابل شوقي فيهو )
إلا أن إرادة الله سبحانه وتعالي فوق كل التوقعات والأماني الصغيرة والكبيرة فأنا
منذ أن تلقيت النبأ والنار تشتعل في داخلي بصورة ملتهبة جداً وتزداد التهاباً كلما
مر يوم علي رحيله المر فهو كان حنيناً وطيباً وباراً بأهله جميعاً يواصلهم رغماً
عن كل الظروف المحيطة به ولا أملك إلا أن أقول إنا لله وأنا إليه راجعون وعافيه
وراضيه عنه واللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة.
فيما قالت شقيقته الكبري إرشاد :
عندما تلقيت خبر الوفاة كانت عقارب الساعة تشير إلي الساعة الواحدة ظهراً ومحمد
سلام عليه الرحمة لم يكن بالنسبة لي أخاً فقط بل كان في مقام أبني الذي يمتاز
بالطيبة والحنية ولم يزعل إنساناً في حياته أو يزعل منه أن احد أن كان صغيراً أو
كبيراً ولايقابلك إلا مبتسماً فهو بالنسبة لي فقد عظيم.
وأضافت شقيقته أنجاد قائلة : محمد
سلام كان إنسانا محبوباً لدي الصغير والكبير لذلك كان خبر وفاته مفاجئاً لنا جميعاً
فهو كان باراً بوالديه وعندما يأتي إلينا في مدني يتم إستقباله استقبالاً حافلاً وبما
أنني أقيم مدينة ام درمان كان يزورني فيها بصورة مستمرة ثم بكت ولم تستطيع مواصلة الحديث
عنه.
وأردف حسن سلام قائلاً : شقيقي محمد
سلام عليه الرحمة وهو في الترتيب بيننا يأتي في المرتبة الخامسة ولا أملك إلا أن
أقول انا لله وانا إليه راجعون.
وقال شقيقه مجدي : جاء الخبر متأخراً
فقمنا بنصب خيمة العزاء لفنان كبير قدم لوطنه فناً راقياً بحس فني شمولي إلا أنني
عاتب علي التأخر في إعلان الوفاة ما أدي إلي عدم حضورنا تشييع الجثمان بما في ذلك الفنانين
وكاميرات الأجهزة الإعلامية.
أما شقيقه مصطفي فقال : محمد سلام منذ
صغره كان محباً للفن حيث كان فناناً تشكيلياً ورساماً بارعاً وخطاطاً بريشة
إبداعية مجيدة.
مرتضي سلام شقيق المرحوم بدأ بالتحدث
عن محمد سلام إلا أنه لم يستطع فالعبرة وقفت حائلاً بينه وذلك فالراحل كان كلما
سجل زيارة لأسرته الكبيرة بمدينة مدني يحب أن يغني في كل أفراح الأسرة بصورة غاية
في الروعة تاركاً في دواخلنا بصمة خالدة ودائماً ما تجده في أي مناسبة خاصة
بالأسرة يغني ويطرب ، وكان الراحل من عشاق الافلام والمسلسلات الامريكيه إلي جانب
أنه من محبي الدعابة.
وكان في كل زيارة لمدني يلتقط بهاتفه
السيار صوراً لأبناء أخوانه وهو يقول : ( عشان لمن ازهج اعاين ليهم ).
وتواصل أسرة الفنان الراحل محمد سلام
عكس سيرته وكيف تلقوا خبر انتقاله إلي الرفيق الاعلي حيث قالت أبنته (سالي) :
عندما تلقت الخبر تلقيته بدولة الأمارات العربية المتحدة التي شددت منها الرحال
إلي السودان علي أول طائرة ومن مطار الخرطوم إلي مدينة مدني حاضرة ولاية الجزيرة
فأنا لم أفقد أبي إنما فقدت الصديق .. الصدوق.. العطوف.. الحنون الذي لا يقابلك
إلا هاشاً باشاً مع ابتسامة لا تفارق الشفاه أبدا فهو لايعرف أن يحزن رغماً عن كل
شيء ولم يدخل الحزن في أيامنا لذلك كان وقع الخبر مفاجئاً ومؤثراً في دواخل الجميع
إلا أن وقعه كان عليّ أكبر بكثير فإلي الآن لم استوعب ما حدث فهو كان معي قبل سفري
من الخرطوم إلي الأمارات قبل يومين وفي ذلك اليوم جاء اليّ قبل الموعد مؤكداً لي
أنه عاف وراض عني كأنه كان يعلم بأنه مودع الدنيا قائلاً : آتيت قبل الموعد من أجل
أن اودعك الوداع الأخير فوالدي عليه الرحمة كان الحبيب الصديق لي ولابنائي ولم يكن
لهم جداً بل كان صديقاً وكان كبيراً مع الكبير وصغيراً مع الصغير... مهما تحدثت عنه
لن تكفيه الكلمات ...لذلك اشكر جميع أهلي في ابوروف خالاتي وخيلاني وجدتي واعمامي
بود مدني وجميع الأهل وكل من عزي أو ابرق معزياً.. فأنا اعجز عن شكرهم رغماً عن أن الحزن والوجع يتملك دواخلي
فاعذروني ...اخيراً اقول لوالدتي ناديه محمد خالد واخي سمؤال واخواتي سهى وسهيده
ربنا يصبرنا جميعاً على الفقد ونسأل الله له الرحمه والثبات وإنا لله وإنا اليه
راجعون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق