الخروف ( الجلكسي) والكولسترول
لابد من الاتفاق في أن هنالك الكثير من العادات التي تطفو علي السطح في المجتمع
خاصة في مواسم الأعياد المختلفة التي تحتفي بها الأمة الإسلامية وهي دون ادني شك دعوي
للتوادد والتراحم وتأطير العلاقات في المحيطين الأسري والمجتمعي ولكن يبدو أن الفرحة
هذا العام لن تكتمل لدي الكثير من المواطنين الذين لن يتمكنوا من شراء الأضاحي التي
أحبطوا من أسعارها المرتفعة جدا حيث أطلقوا عليها الخروف الجلكسي وهو الخروف الذي أكد
تجار المواشي أن سعره ( 3000 ) جنيه في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي يمر بها
العالم بصورة عامة والسودان علي وجه التحديد بعد أن تم رفع الدعم عن المحروقات.
ربما أن ارتفاع أسعار الخراف قد لا يحوج الناس إلي الإرشادات الطبية التي
درجت بعض القنوات علي طرحها عبر استشاريين وأطباء لأنه وفي هذا العام لن يشتري تلك
الخراف المنتشرة في الأسواق ولكن هذا لا يمنع من أن تقدم الإرشادات الطبية للقلة حتى
يتجنبوا الآثار التي تنتج عن تناول اللحوم بكميات كبيرة تؤدي في نهاية المطاف إلي الإصابة
بأمراض خطيرة متمثلة في الانجراف وراء تيار السلوكيات السالبة المنحصرة في أكل اللحوم
الحمراء والدهون دون طهيها في النار ومع هذا وذاك يتناول البعض الخبائز والحلويات التي
هي في أغلبها تحمل بين طياتها بعضا من ملامح الخراف المشتملة علي الزيوت التي يطلق
عليها أهل الاختصاص الزيوت المهدرجة ولا يكتفي هؤلاء بما أشرت له في طرح هذه السلوكيات
كحرص الكثير من الأسر علي المشروبات البلدية والتي أبرزها ( الشربوت ) بالإضافة إلي
المشروبات الغازية وغيرها من العادات التي تعتبر مضرة بصحة الإنسان.
ووقفت كثيرا عند الاستشارات الطبية التي يضعها بعض الأطباء علي طاولة العامة
وهي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن السلوكيات المشار إليها من حيث التعاطي الخاطئ مع
اللحوم ينجم عنه رفع الكولسترول أو ما يعرف بـ( القاوت ) الذي يتراكم في الجسم وبالتالي
يلعب دورا كبيرا في الأمراض القلبية التي يشكو منها البعض ما بين الفينة والاخري وقال
بعض الأطباء : من الإضرار التي تسببها السلوكيات الضارة الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط
الدم إلي جانب أن هنالك من هم أصلاً مصابين بزيادة الوزن والسمنة وغيرها من الأمراض
ذات الصلة.
فيما ظل المهتمين بتنظيم الأسرة وحماية المستهلك يحذرون من خطورة تزايد الحالات
ﺑﻞ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴات ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻛﺎﻟﺨﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻪ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ تخصيص زمنا كافيا
لممارسة رياضة من الرياضيات وعلي الأقل المشي ما يقارب النصف الساعة وعدم التركيز علي
أكل اللحوم الحمراء كتغيير للنظام الغذائي وأن يتقيد الإنسان بتناول كمية محددة لا
تدخله في فخ ( التخمة ) من خلال زيادة الوجبات الغذائية علي غير المعتاد في الأيام
العادية .
آخر الدلتا
سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل
في بيته؟ قالت: كان بشرا من البشر يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه وأهله.. وفي الإتيكيت
الغربي "اخدم نفسك بنفسك" سأكتبها على جبين المجد عنوانا من لم يقتدي برسول
الله ليس إنسانا بينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام جالسا بين أصحابه.. إذ برجل
من أحبار اليهود يسمى زيد بن سعنه وهو من علماء اليهود دخل على الرسول عليه الصلاة
والسلام.. واخترق صفوف أصحابه حتى أتى النبي عليه الصلاة والسلام.وجذبه من مجامع ثوبه
وشده شدا عنيفا. وقال له بغلظة: أوفي ما عليك من الدين يا محمد إنكم يا بني هاشم قوم
تماطلون في أداء الديون.
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام قد استدان من هذا اليهودي بعض الدراهم...
ولكن لم يحن موعد أداء الدين بعد فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه... وهز سيفه وقال:
ائذن لي بضرب عنقه يارسول الله فقال الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي
الله عنه: (مره بحسن الطلب ومرني بحسن الأداء) فقال اليهودي: والذي بعثك بالحق يا محمد
ما جئت لأطلب منك دينا إنما جئت لأختبر أخلاقك فأنا أعلم أن موعد الدين لم يحن بعد
ولكني قرأت جميع أوصافك في التوراة فرأيتها كلها متحققة فيك إلا صفة واحدة لم أجربها
معك.. وهي أنك حليم عند الغضب وأن شدة الجهالة لا تزيدك إلا حلما ولقد رأيتها اليوم
فيك... فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأما الدين الذي عندك فقد جعلته
صدقة على الفقراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق