د. وهيب يكشف سر لقائه بالدكتور يوسف القرضاوي
نسبة الوفيات في السودان (500) في كل (1000) حالة
تأخر الوصول إلى المستشفيات يقود إلى هذه العددية من الوفيات
الطبيب السوداني وهيب لدي لقائه د.القرضاوي |
د.وهيب يتحدث للأستاذ سراج النعيم |
الموسوعة الطبية الفقهية للمراة التي راجعها د.القرضاوي |
الخرطوم : سراج النعيم
راجع الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين الموسوعة الطبية السودانية لوفيات الأمهات الحوامل للمؤلف الطبيب السوداني
وهيب إبراهيم هارون أخصائي طب النساء والتوليد الحرج.
فيما كشف الدكتور وهيب القصة الكاملة للقاء الذي جمعه بالشيخ
القرضاوي حول (الموسوعة الطبية للمرأة) وهي الموسوعة التي راجعها الشيخ القرضاوي
كأول موسوعة في العالم لما تحويه من قيمة للأمهات الحوامل اللواتي يسعفن
للمستشفيات في حالات صحية (حرجة) الأمر الذي جعلها تحظي باهتمام كبير من علماء
المسلمين وبعض الجامعات التي أصبحت تدرسها لطلاب العلم والهيئات البحثية المتخصصة.
وقال الدكتور وهيب هارون : ما أن فرغت من الموسوعة
الطبية إلا وقمت بوضعها على منضدة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وذلك من أجل تصحيح
بعض الأخطاء اللغوية والمطبعية والتنقيح فما كان منه إلا ورحب بالفكرة باعتبار
أنها الأولي علي مستوي العالم حيث قال حولها : (إن الموسوعة تعتبر إضافة للمعلومات
الطبية للمرأة والمجتمع بصورة عامة).
وأضاف: عندما راجع الشيخ القرضاوي هذه الموسوعة كان رئيساً
لمجلس الإفتاء الأوروبي وصادف ذلك أنني كنت موجوداً في أوروبا وكان أن تعرفت عليه
ومن ثم شجعني علي المضي قدماً في هذا الاتجاه التثقيفي العلمي والحمد لله ما أن
انهي مراجعتها إلا وأصدرتها وهي الآن تعتبر مرجعاً في الكثير من الجامعات
السودانية والعربية والإسلامية بالإضافة إلي أنها موجودة بطرف هيئة علماء السودان
ومجمع الفقه الإسلامي وهيئة علماء المسلمين ممثلة في رئيسها الدكتور يوسف القرضاوي
...إلخ.
وأردف : هذه الموسوعة تمت مراجعتها من مجلس الإفتاء
الأوروبي ومجلس الإفتاء السوداني ومجموعة من العلماء في العالم العربي والإسلامي
وقد أدلى في خصوصها بعض الناس الذين لديهم فتاوي فيها من بينهم الشيخ القرضاوي
الذي ظل يراجع فيها على مدى أشهر متتالية منذ أن سلمتها له بأوربا وكان أن صححها
تصحيحاً دقيقاً شمل المعلومات الفقهية.
واستطرد: من المعروف أن الخدمة الصحية في السودان تحتاج إلي
التطوير وهذا التطوير لن يتم إلا بالجهد والاجتهاد لأننا في مجال أمراض النساء والتوليد
(طب الحمل الحرج) تؤرقنا النسبة المرتفعة لوفيات الأمهات الحوامل في مرحلة الحمل
والولادة وتقدر في السودان النسبة بحوالي (500) في كل (1000) حالة .
وعزا الأسباب إلى التأخرات الثلاثة الأولى منها تتمثل في
تأخر المرأة الحامل من اتخاذ القرار بالذهاب إلى المركز الصحي أو المستشفي في
الوقت المناسب فمثلاً أحدى هؤلاء الحوامل كانت لديها قيصرية سابقة وجاءها المخاض
فمن المفترض أن تتوجه مباشرة إلى الطبيب لأن أي تأخر يعرض حياتها للخطر فزيادة
التقلصات عن حدها يمكن أن تحدث انفجاراً
خاصة إذا كان عندها (خلاص متقدم) وبدأت تنزف معه ولم تذهب في الوقت المناسب
للمستشفي فانه يؤدي إلى وفاتها.
وذهب إلي التأخر الثاني قائلاً : يعرف بـ(وعورة) الطريق
أو عدم وجود الوسيلة المناسبة مثلاً المرأة الحامل قد تكون ساكنة على بعد ساعة أو
ساعتين من المركز الصحي أو المستشفي ولا تجد الوسيلة المناسبة التي تقلها علي جناح
السرعة وحتى إذا وجدتها فهنالك عامل آخر هو (وعورة) الطريق ما ينتج عن ذلك مضاعفات
تصل في كثير من الأحيان إلى الوفاة.
واسترسل : أما بالنسبة للتأخر الثالث فإذا جاءت المرأة التي
لديها حمل (حرج) للمركز الصحي أو المستشفي نجد أيضا أن هذا الحمل تصاحبه إشكالية متمثله
في الإصابة بأمراض أخري كالسكري والخلاصة المتقدمة وأمراض القلب والتشوهات الجلدية
السابقة والايدز وإلى أخره .. فأي واحدة تحبل بصورة (حرجة) لابد من رعايتها رعاية
شاملة حتى لو جاءت في الوقت المناسب فقد تفاجأ بعدم وجود الكادر الطبي المؤهل وإذا
كانت محظوظة ووجدت هذا الكادر المؤهل لن تجد الوسائل الطبية المساعدة لإنقاذ
حياتها وبالتالي هذا التأخر لابد من إيجاد الحل الجذري له.
وأسترسل : الناس تعزو أسباب وفيات الأمهات إلى الحكومة
وهذا فهم خاطئ لأننا إلى متى ننتظر الحكومة حتى تصبح غنية لكي تؤسس لذلك علينا أن
نعمل بصورة جماعية لتحقيق الربح المناسب بمفهوم التنمية ما يعني تطوير الخدمة
الصحية لكي تكون خدمة صحية نوعية .
ووضع حلاً للإشكالية الصحية حول وفيات الأمهات الحوامل
قائلاً: التقدم بدلاً عن التأخر فهذا المشروع يتمثل في الآتي:
أولاً : الحوامل المعرضات لأن تحدث لهن إشكاليات لهن أو لأطفالهن
بالموت يعرفن بالحوامل اللواتي لديهن حمل (حرج) وهؤلاء يجب عدم انتظارهن حتى يأتين
إلينا إنما تجمعهن في المراكز الصحية التي نطلق عليها مراكز طب الجنين والحمل
الحرج فهذا هو ديدن العالم الآن فمنذ خمسينيات القرن الماضي كان يفترض أن نواكب
هذا العصر فالمركز أنف الذكر يستقبل الحامل التي هي معرضة لخطر الولادة وخطر ألا
نتركها تأتي للمراكز وتنتظر من الساعة السادسة صباحاً إلى أن يأتي أطباء المرور
وتكون في ذلك الوقت قد أشارت الساعة العاشرة أو الحادي عشر ومع هذا وذاك يكون لهذه الأم الحامل إشكالية
ولم يتم الكشف عليها مع ذلك مشتته ما بين الطبيب وأطفالها الذي قد يكونون في رياض الأطفال
أو المدرسة و نحن نرغب في أن تأتي هذه الحامل من منزلها معززة مكرمة وتحجز عن طريق
الهاتف خاصة في ظل تطور التقنية الحديثة حيث تتصل المرأة الحامل على رقم هاتف مركز
طب الجنين وتقول أنا حامل ولدي مشكلة وارغب في الحجز ليوم مثلاً (الاثنين) من
الأسبوع وعلي خلفية ذلك نحدد لها الزمن الذي يمكن أن تأتي فيه دون أن ندعها تنتظر
فمجرد ما وضعت سماعة الهاتف حجزنا لها.
ومضي الخبراء في الصحة الإنجابية إلي المسح السوداني
لصحة الأسرة والذي أشار إلي أن معدل وفيات الأمهات بلغ (1107) لكل (100.000) حالة
ولادة وفق المعدل العالمي ما يؤكد انه معدل كبيراً جداً وبالتالي لأبد من الالتفات
إليه والسعي الجاد لإيجاد الحلول الناجزة لهذه الإشكالية التي تؤرق الكثير من الأمهات
الحوامل ومن هنا لابد من برامج تثقيفية صحية تنبه بخطورة ما نحن نشير إليه لأن
المعدل المشار إليه يعد الأكبر.
وقال بعض الخبراء : من الصعب تأمل واقع وفيات الأمهات
الحوامل في ظل الأرقام والبيانات المخيفة وجاءت معظم التقارير فيما يخص الصحة الإنجابية
بشكل عام علي النحو الذي نتطرق له في سياق الموسوعة الطبية الخاصة بوفيات الأمهات
الحوامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق