فور الإعلان عن نبأ مقتل ثلاث ناشطات كرديات في باريس تجمع مئات الأكراد المقيمين أمام مبنى مركز الإعلام الكردي رافعين أعلامًا لأوجلان، وهاتفين "الاتراك قتلة! وهولاند شريكهم!". في وقت دانت تركيا الجريمة واصفة إياها بالإعدام التعسفي.
انقرة، باريس: دان الناطق باسم الحكومة التركية الخميس مقتل ثلاث ناشطات كرديات في باريس ليلة الاربعاء الخميس، واصفا ذلك بانه "اعدام تعسفي". وصرح بولنت ارينج للصحافيين "ادين هذا العنف الذي وقع على شكل اعدام تعسفي .. انه عمل مؤسف، واقدم التعازي".
وعبّر المتحدث التركي عن اسفه لأن هذه الاغتيالات تاتي فيما اطلقت الحكومة الاسلامية المحافظة في تركيا مبادرة سلام مع حزب العمال الكردستاني (محظور) الحركة المسلحة التي تقاتل الجيش التركي منذ 1984.
وقال ارينج ان "قتل ثلاث نساء بهذه الطريقة برصاصة في الرأس، ليس بالتاكيد مسالة يمكن ان نوافق عليها" معبّرًا عن "صدمته" ازاء مقتل الناشطات الثلاث. من جهته تحدث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن فرضية "تسوية حسابات" داخل صفوف حزب العمال الكردستاني.
وقال اردوغان كما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول من السنغال، اخر محطة في جولته الافريقية، "يجب الانتظار حتى تتضح ملابسات القضية وعدم القيام بتكهنات. قد يكون الامر تصفية حسابات". واضاف رئيس الوزراء التركي ان ذلك قد يكون ايضا "عمل تخريب" من قبل اطراف، لا ترغب في حل النزاع الكردي في تركيا.
وكانت اجهزة الاستخبارات التركية اطلقت بتفويض من اردوغان محادثات مع عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الذي يمضي عقوبة سجن مدى الحياة على جزيرة امرالي (شمال غرب) منذ نهاية كانون الاول/ديسمبر، بهدف نزع سلاح المتمردين الاكراد.
وكان عثر على جثث ثلاث ناشطات كرديات ليل الاربعاء الخميس قتلت كل واحدة منهن برصاصة في الرأس في مقر معهد للاكراد في وسط باريس بحسب مصادر متطابقة.
وصرح وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس في موقع الجريمة "قتلت ثلاث نساء في ما يبدو بانها عملية اعدام. انه حادث خطر لذا حضرت شخصيا. انه امر غير مقبول بتاتا"، مؤكدا "تصميم السلطات الفرنسية على القاء الضوء على هذا العمل الذي لا يحتمل".
وابلغ فرع مكافحة الارهاب في نيابة باريس بالامر، وعهد بالتحقيق الى فرع مكافحة الارهاب في الشرطة القضائية. وفي وقت سابق، اعلن مصدر في الشرطة ان "موقع الجريمة يوحي بانها عملية اعدام، لكن التحقيق سيوضح ظروف هذه المأساة".
وقال الوزير "الكثير من الناس يعرفون رئيسة مركز الاعلام الكردي فيدان دوغان" احدى الضحايا الثلاث. وكانت دوغان (32 عاما) ايضا ممثلة المؤتمر الوطني لكردستان في فرنسا، بحسب بيان لاتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا.
وبحسب الاتحاد، فان الضحيتين الاخريين هما ساكين كانسيز احدى "مؤسسات حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا وناشطة تدعى ليلى سويلميز. ودوغان وسويلميز مولودتان في تركيا بحسب مصدر قريب من التحقيق.
وبحسب الخبيرة دوروتي شميت من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، فان الضحية الثالثة ساكين كانسيز كانت "مقربة جدا من اوجلان".
فور الاعلان عن هذا النبأ، تجمع مئات الاكراد امام المبنى رافعين اعلاما تحمل صورة زعيم المتمردين الاكراد المسجون عبدالله اوجلان، وهاتفين "كلنا حزب العمال الكردستاني!" و"الاتراك قتلة! وهولاند شريكهم!".
وقال ليون ايدارت المسؤول عن المركز وفي اتحاد الجمعيات الكردية لوكالة فرانس برس ان النساء الثلاث كن وحدهن ظهر الاربعاء في المركز الواقع في شارع لافاييت في الدائرة العاشرة في باريس. وفي المساء حاول احد اعضاء الجالية الكردية الاتصال بهن بدون جدوى. وقد حاول زيارة المكان لكن لم تكن لديه مفاتيح، ولم يتمكن من دخول المقر.
وبحسب اتحاد اكراد فرنسا، توجّه اصدقاء لهن الى المقر بعدما ساورهم القلق، ورأوا عند الباب آثار دماء فخلعوه للدخول. وعثروا على الجثث الثلاث عند قرابة الساعة 1,00 صباحا (منتصف الليل ت غ) بحسب المصدر. وقتلت امرأتان برصاصة في العنق والثالثة تحمل آثار رصاص في المعدة والجبين بحسب الاتحاد. ولا يحمل المبنى اية شارة تدل على وجود مركز الاعلام الكردي فيه.
ودعا اتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا اكراد اوروبا الى "التجمع في باريس للتنديد بهذه الجريمة". من جهته، اعلن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا حسين تشليك انه يبدو ان جرائم القتل هذه "تصفية حسابات" داخل الحزب.
وقال "نعلم ان هناك انشقاقات داخل حزب العمال الكردستاني"، مشيرًا الى فرضية ارتباط هذه القضية بالحوار الاخير الذي اطلقته اجهزة الاستخبارات التركية بطلب من رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مع زعيم حزب العمال اوجلان لنزع اسلحة المتمردين الاكراد.
واسفر النزاع الكردي عن مقتل اكثر من 45 الف شخص منذ ان حمل المتمردون الاكراد السلاح في 1984. وكان القضاء الفرنسي نظر مرارا في الماضي في قضايا متعلقة بالجالية الكردية، خصوصا ملفات تمويل حزب العمال عبر ابتزاز اموال او فرض "ضريبة ثورية".
وفي فرنسا تقدر الجالية الكردية بـ150 الف شخص، حوالى 90% منهم من الاكراد الاتراك، بحسب دراسة اعدتها في 2006 روسن فيردي الخبيرة في المعهد الكردي في باريس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق