ندد مفتي مصر، الشيخ علي جمعة، بالدعوات التي أطلقها البعض، لفرض الحجاب على المسيحيات، معتبراً أنها "إقحام خارجي دخيل" على ثقافة وأسلوب حياة المصريين، داعياً أجهزة الدولة إلى مواجهة "محاولات زرع الشقاق" بين المصريين، بأقوى الوسائل الممكنة.
ولفت مفتي مصر، في مقال أورده موقع دار الإفتاء الخميس، إلى أن تهنئة المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد هي "عمل محمود يحث عليه الإسلام"، مشيراً إلى أن ميلاد المسيح "كان ولا يزال ميلاد خير وسلام"، موضحاً أن "التهنئة تعبير لفظي عن الرغبة في تعزيز العلاقات السلمية والتوافق."
وذكرت دار الإفتاء، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية، أن المقال، الذي نشرته وكالة "رويترز"، يأتي ضمن سلسلة مقالات بدأها المفتي في وسائل الإعلام الغربية، للتأكيد على "تعزيز الوئام بين الأديان"، ومواجهة "كافة الدعوات والأفكار الدخيلة"، التي تؤدي إلى الفرقة بين المصريين.
وبينما شدد الشيخ على جمعة، في مقاله، على أن "المسلمين والمسيحيين، على حد سواء، مطالبين بترجمة مشاعر التضامن، إلى وحدة حقيقية من أجل مصلحة مصر، فقد أكد أن "أي محاولة لزرع الشقاق بين الناس في مصر، يجب أن يتم مواجهتها من أجهزة الدولة بأقوى الوسائل الممكنة."
واعتبر مفتي الجمهورية أن الدعوات التي أطلقها البعض لفرض الحجاب على المسيحيات، بأنها "ما هي إلا إقحام خارجي دخيل على ثقافتنا وأسلوب حياتنا في مصر"، وشدد على أن "مثل هذه الأفكار والآراء، تسعى إلى زعزعة الاستقرار الديني في مصر."
ووصف من أسماهم بأنهم "نصبوا أنفسهم علماء"، بأنهم لا يمكن اعتبارهم علماء معتمدين، وأن فتاواهم "أشبه بآراء غير علمية، قد خرجت تبعاً لأهوائهم ورغباتهم، وليس لها أي ثقل في علم الفتوى"، وأكد أن "الشريعة الإسلامية تضمن الحريات، في إطار القيم الدينية، التي اتفقت عليها الأديان، ويعزز كذلك الحقوق الكاملة للمرأة."
واختتم مفتي مصر مقاله بتأكيد أنه "على يقين بأن كافة القوى التي تسعى إلى تفريق المسلمين والمسيحيين في مصر، وكذا تفريق المسلمين بينهم وبين بعضهم والمسيحيين بينهم وبين بعضهم، سيكون مصيرها الفشل التام، لأن مصر كانت رمزاً للتعايش، على مدى القرون."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق