واشنطن (ا ف ب)
انتقدت الولايات المتحدة الجمعة قرار اسرائيل بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية، معتبرة انه نكسة لعملية السلام على حد قول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وكانت اسرائيل التي اكدت للولايات المتحدة التزامها عدم بناء مستوطنات في هذه المنطقة، اعلنت الجمعة نيتها بناء ثلاثة الاف وحدة استيطانية جديدة ردا على منح فلسطين الخميس صفة دولة مراقب في الامم المتحدة.
من جهتها عبرت لندن عن املها في تراجع اسرائيل عن قرارها.
وقالت كلينتون "في ضوء اعلان اليوم، دعوني اكرر ان هذه الادارة وعلى غرار الادارات السابقة، كانت واضحة جدا مع اسرائيل بان هذه النشاطات تؤدي الى تراجع قضية السلام التفاوضي".
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية تتحدث في منتدى في واشنطن استضافه مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط، كان بين الحضور فيه وزيرا الخارجية والدفاع الاسرائيليان افيغدور ليبرمان وايهود باراك.
وقالت كلينتون ان "الحل الاكثر قابلية للاستمرار للوضع في غزة هو سلام شامل بين اسرائيل وكل الفلسطينيين".
وحاولت ادارة الرئيس باراك اوباما وقف سعي الفلسطينيين للحصول على اعتراف في الامم المتحدة، معتبرة انه عقبة اخرى على طريق السلام. وقد اكدت ان الدولة لا يمكن ان تأتي الا عبر مفاوضات مع اسرائيل.
وقالت كلينتون ان "تصويت هذا الاسبوع (في الجمعية العامة للامم المتحدة) يجب ان يدفعنا الى وقفة تأمل. كل الاطراف بحاجة الى التفكير مليا بالطريق المقبل". وتابعت "نحتاج جميعا للعمل معا لايجاد طريق باتجاه المفاوضات يمكن ان يحقق هدف حل (اقامة) الدولتين. هذا يبقى هدفنا".
واكدت الوزيرة الاميركية انه "اذا كانت الاطراف مستعدة لبدء مفاوضات مباشرة لتسوية النزاع، وعندما تصبح كذلك، سيكون الرئيس اوباما شريكا كاملا فيها".
واكدت انه "اذا كنتم غير قادرين على التوصل الى اتفاق كامل يعالج كل المسائل المعقدة جدا، فان من مصلحة اسرائيل ان تحاول". واضافت ان "هذا الامر سيتيح لاسرائيل ان تسمو وان تترفع عن الصدام، تلك هي المكانة التي اريد ان تحتلها اسرائيل".
وكان الناطق باسم مجلس الامن القومي تومي فيتور صرح قبيل ذلك "نكرر معارضتنا الثابتة لبناء واعلان عن بناء المستوطنات في القدس الشرقية". واضاف "نعتقد ان هذه الاعمال غير مثمرة وتجعل استئناف المفاوضات المباشرة والتوصل الى حل الدولتين اكثر صعوبة".
من جانب اخر اكد وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ السبت انه "قلق للغاية" من المشروع الاسرائيلي بناء وحدات سكنية في مستوطنات، معبرا عن امله في ان تتراجع الدولة العبرية عن قرارها.
وقال هيغ في بيان "انني قلق للغاية من المعلومات التي تتحدث عن خطط للحكومة الاسرائيلية بالموافقة على بناء ثلاثة آلاف مسكن جديد". واضاف ان بريطانيا "توصي بقوة الحكومة الاسرائيلية بالتراجع عن قرارها". وذكر هيغ بان "المستوطنات الاسرائيلية غير شرعية في نظر القانون الدولي".
وقال "اذا نفذت هذه المشاريع فستضر بالوضع على الارض الى درجة تزيد من صعوبة التوصل الى حل على اساس الدولتين مع القدس عاصمة مقسومة بينهما"، في اطار مفاوضات السلام.
وتابع ان "هذا سيضر بصورة اسرائيل على المستوى الدولي ويثير شكوكا في رغبتها المعلنة في التوصل الى سلام مع الفلسطينيين".
كما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت السلطات الاسرائيلية الى "الامتناع" عن تنفيذ مشروعها لبناء ثلاثة الاف وحدة سكنية في المستوطنات القائمة في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وقال فابيوس "ادعو السلطات الاسرائيلية الى الامتناع عن اي قرار في هذا الاطار والى ان تظهر بوضوح رغبتها في استئناف المفاوضات".
واضاف الوزير الفرنسي "هناك معلومات تفيد بامكانية قيام الحكومة الاسرائيلية باتخاذ قرار يسمح ببناء 3000 وحدة سكنية في المستوطنات ومن ضمنها في منطقة استيطان جديدة في الضفة الغربية شرق القدس".
وقال فابيوس "في حال تاكدت هذه المعلومات فان قرار البناء سيكون خطيرا. وهو يشكل عقبة جدية امام حل قيام دولتين ويمس بتواصل الاراضي للدولة الفلسطينية المقبلة، كما سينسف الثقة اللازمة لاستئناف الحوار".
وكان المراسل الدبلوماسي لصحيفة هارتس اعلن عن قرار اسرائيل عبر حسابه على موقع تويتر.
وكتب باراك رافيد بالعبرية نقلا عن "مصدر سياسي" ان "نتانياهو قرر بناء ثلاثة الاف وحدة سكنية في القدس الشرقية ومستوطنات الضفة الغربية ردا على الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة".
وقال في تغريدة اخرى "على الرغم من التعهدات التي قدمها للرئيس اوباما، اعطى رئيس الوزراء نتانياهو الامر بالبناء في المنطقة اي-1 بين معاليه ادوميم والقدس والتي ستفصل الجزء الشمالي من الضفة الغربية عن الجنوبي".
ويحتج الفلسطينيون بشدة على هذا المشروع لانه يقسم الضفة الغربية الى شطرين ويزيد في تعقيد قيام دولة فلسطينية مستقلة. واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967.
واعلنت الدولة العبرية القدس بشطريها "عاصمتها الابدية والموحدة" ولا تعتبر البناء في الجزء الشرقي منها استيطانا، بينما يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المقبلة وينددون دائما بالاستيطان في الشطر الشرقي من المدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق