العناية الآلهة تكتب عمراً جديداً للصحافية زحل الطيب في حادث جياد 
الخرطوم: سراج النعيم
حينما تستقل المركبات العامة المتجهة من مدني إلي الخرطوم أو العكس تكون قد غامرت مغامرة
شديدة بالنفس التي كرمها الله عز وجل
وبالتالي لا يمكنك التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه هذه الرحلة أو تلك فالطريق اشتهر بـ(الموت) الذي هو سبيل الأولين
والآخرين ولولا أن الله سبحانه وتعالي لطيف بعباده لما نجا من هذا الشارع أحداً
وذلك عائد إلي عدة عوامل منها سوء الطريق نفسه .. الطريق الذي يستحق منا أن نمنحه اسم
أسوأ شارع زلط فى العالم بالإضافة إلي انه
ضيق جداً بل أضيق الشوارع التي عرفتها الإنسانية طوال العقود الماضية وأكثر ما
يميزه أنه لا يستقل من البشر لوحدهم بل هنالك الحيوان المتمثل في الأغنام والحمير وغيرها كما الحال في طريق
التحدي عطبرة الخرطوم والذي انتزع لقب (طريق الموت) في الفترة الزمنية الماضية
وبجدارة يحسد عليها ولكن يبدو أن صاحب اللقب الأصلي لم يعجبه انتزاع اللقب منه فعاد
أكثر بشاعة من ذي أول وأصبح خلال أيام متقاربة من وقوع الحوادث المرورية أن يطفو
علي السطح مجدداً ليصبح الأسوأ بلا منازع ويأتي في المرتبة الثانية طريق التحدي الي
جانب طرق كثيرة منها طريق مدني القضارف كسلا بورتسودان وهي جميعاً تتفاوت فى السوء
لذلك رأيت الاستمرارية في فتح ملف (إلي متي نزف الدماء علي الإسفلت؟) وإلي متي هذه
كانت شعار الإدارة العامة للمرور في أسبوع المرور.
أسرة الشيخ ابوقرون
وفي ذات السياق وضعت أسرة الشيخ أبو قرون التفاصيل الكاملة لاستشهاد نجلهم
التاجر محمد عوض السيد محمد أبو قرون البالغ من العمر (32 عاما) على منضدة الصحيفة
أمس حيث كشف كل من المادح والمطرب حسن أبو قرون وحسن المهدي المحبوب الوقائع التي
صاحبت انتقاله إلى الرفيق الأعلى في الحادث المروري البشع الذي شهده طريق الخرطوم
مدني في غضون اليومين الماضيين والذي راح ضحيته (40) شخصا فيما أصيب (35) آخرين
بإصابات متفاوتة ما ترك الحزن يخيم في دواخل الكثير من الأسر المكلومة.
استشهاد حفيد أيوقرون
قال حسن المهدي خال الشهيد (محمد) : الحادث كان مؤلما جدا بالنسبة لنا
لافتقادنا نفر كريم من أبناء هذه الوطن بما فيهم ابننا الذي كان في طريقه من
الخرطوم إلى الحصاحيصا وذلك بغرض ممارسة نشاطه التجاري المعتاد وعندما وقع الحادث
المؤسف بمنطقة (أم دقرسي) التابعة لولاية الجزيرة أخطرنا به شرطي المرور محمد
جيلاني الذي استخرج هاتفه السيار وبحث في السجل الخاص بقائمة العائلة فوقف عند رقم
هاتف صهره (منصور) فما كان منه إلا واجري اتصالا هاتفيا به مؤكدا له وفاة (محمد)
إلى رحمة مولاه وحينما التقيت به سألته عن اهتمامه بهذه الحالة فقال : (أن الشهيد
يشبه شقيقي).
منطقة أبو قرون
وأضاف : كنت مع المتوفى (محمد) قبل وقوع الحادث بـ(24) ساعة في مستشفى
الدسوقي بالثورة الشنقيطي وتجاذبنا أطراف الحديث إلى أن طلبت منه الذهاب معي إلى
المنزل فرفض الفكرة على أساس انه يود البقاء مع خالته التي كانت طريحة السرير
الأبيض ولم أشاهده بعد ذلك إلا وهو شهيدا في مستشفى الحصاحيصا الذي استلمنا منه
الجثمان وقمنا بمواراته الثري بمسقط رأسه بمنطقة أبو قرون ريفي الكوة.
المادح حسن ابوقرون
فيما قال المادح والمطرب حسن أبو قرون : الحادث بصورة عامة كان فاجعاً
ومؤلماً لأسرة الشيخ موسى أبو قرون التي افتقدت خيرة شبابها المتصوف والناشط
والمتعاون مع الجميع في كل كبيرة وصغيرة في منطقة أبو قرون ريفي الكوة ولديه من
الأشقاء موسى ومهدي وعلاء الدين وشقيقاته بدور وروضة وتنسيم ووالدته هي أسماء
الهندي المحبوب ولابد أن نشكر معتمد محلية الحصاحيصا الذي ظل حتى الساعات الأولى
من صباح اليوم التالي للحادث مستيقظا من اجل مساعدة اسر الضحايا في استلام
الجثامين بالإضافة إلى وكيل نيابة الحصاحيصا وأسرة مستشفى المدينة سالفة الذكر.
الصحافية زحل الطيب
فيما كشفت الصحافية زحل الطيب الناجية من تصادم بص بحافلة تفاصيل جديدة
ومثيرة حول المشاهد الدموية التي شاهدتها في تلك الأثناء حيث قالت : حقيقة كان الحادث الذي وقع بالقرب من
مدينة (جياد) حادثاً مأساوياً بما لايدع مجالاً للشك وكانت المفاجأة بالنسبة لي
كبيرة ولكن أكثر ما استوقفني المشاهد الإنسانية التي أبكت الجميع فمثلاً منظر
الكمساري الذي كان يبكي بحرقة شديدة علي فقدانه والده سائق الحافلة ضف إلي ذلك مواقف
أخري مؤثرة جداً
وعندما استقليت بص (تاج تونا) الساعة الثانية ظهراً كنت قادمة من منطقة (الحوش)
بمدينة مدني حاضرة ولاية الجزيرة في طريقنا إلى ولاية الخرطوم علماً بان الشارع
الذي نمضي فيه لا يسمح بمرور ثلاثة عربات فما كان من صاحب الحافلة القادمة من ألتي
في الاتجاه المعاكس إلا الاصطدام بالبص من الخلف ما أدي لانقلاب البص مرة واحدة في
تجاه الشمال ألا أن السياج الخاص بمدينة جياد حجز البص من تكرار الانقلاب مرة إلا
أن عجلات البص عند الانقلاب أثرت في الحافلة بشكل كبير لأن الارتطام كان قوياً
مانتج عن ذلك العديد من الإصابات ما بين
البص والحافلة واحمد الله كثيراً أننا كنا بالقرب من مدينة جياد لذلك تم نقل
المصابين والموتى بالسيارات الخاصة وقد كانت معي في تلك الأثناء طفلة جعلتني أخاف
عليها خوفاً شديداً.
فيما لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب (51) آخرين بجروح متفاوتة إثر اصطدام البص
القادم من مدني للخرطوم بحافلة تسير في الاتجاه المعاكس قادمة من الخرطوم وعلى
متنها (15) راكباً بالقرب من مدينة «جياد». وقال شهود عيان وقتئذ لـ (للدار) إن
البص علي متنه (40) شخصاً أصيبوا إصابات متفاوتة جراء انقلاب البص نتيجة اصطدام
الحافلة به من الخلف، وأكد الشهود أن المتوفين الـ (4) من ركاب الحافلة من بينهم
السائق.
طريق مدني الخرطوم
ويبقي طريق مدني الخرطوم طريقاً لا يحتمل أن يكون اتجاهين بأي صورة من
الصور بالإضافة الي كثرة الحفر والمطبات
الناتجة من الاهمال وعدم الصيانة لذلك تنتج منه مثل هذه الحوادث المرورية
المرعبة والمخيفة في آن واحد فكم أسرة استقل ابنها أو احد أفرادها هذا الطريق فتم تشييع
جثمانه إلي مثواه الأخير حيث اشتهر الطريق لدي العامة ووسائل الإعلام المختلفة
بـ(طريق الموت) فالغالبية العظمي من مرتاديه يروحون ضحايا الحوادث التي تنجم عن
اصطدام سيارة بآخري أو انقلاب هذه أو تلك فخلال اليومين الماضيين من هذا الشهر شهد الطريق أبشع الحوادث المرورية
والتي تسجل يوماً تلو الآخر رقماً قياسياً في حصد الأرواح والتسبب في الجراح التي
لا تندمل بمرور الزمن هذا إذا استبعدنا من حساباتنا الجوانب الاقتصادية الناجمة
جراء اصطدام السيارات بعضها البعض أو الانقلاب، فيما قمت بتوجيه سؤالي المباشر
لبعض الخبراء في المجال الهندسي الخاص بالطرق المسفلتة إذ اجمعوا علي انه هنالك شيء ما مفقود ربما يكون
ذلك لعدم التزام من يقودون تلك المركبات بقواعد المرور العامة وربما يكون لضيق طريق مدني الخرطوم أو طريق
التحدي عطبرة الخرطوم أو خلافهما من طرق المرور السريع عاملاً أساسيا في الحوادث
المتتالية واتفق جميعاً علي البحث عن حلول ناجزة توقف حصد الأرواح وتدفق الدماء
علي السيارات والطرق المسفلتة.
الحوادث المرورية
بينما أصبحت الحوادث المرورية تشكل هاجساً في السودان وغيره من دول العالم
الشيء الذي ادخل الظاهرة في إطار القضايا الشائكة والمتشابكة رغماً عن نشر وسائل
الإعلام المختلفة لها والتي تجد فيها مادة خصبة للطرح والتناول بغرض توعية مرتادي
الطرق من مخاطر القيادة بسرعة جنونية، ضف إلى ذلك ما تتناقله مجالس المدينة فالإحصائيات
السنوية في تصاعد مطرد ونسبة الوفيات في تزايد مرعب ومخيف جداً ، فلا يمضي يوم إلا
ويقع حادث مروري مؤلم في ولاية الخرطوم أو في الولايات السودانية الأخرى، وهي تنتج
عن الاصطدام بين سيارتين أو أكثر بالضبط كالحادث البشع الذي وثقت له الدار بالصور
إذ ارتطمت ثلاث سيارات في الشارع المؤدي إلي كبري الحلفايا الحتانة ما أدي إلي أن
تسيل الدماء علي مقاعد السيارات والإسفلت ليتم إسعاف المصابين إلي المستشفي علي
جناح السرعة ولكن أكثر ما هز الناس الذين تجمهروا في تلك الأثناء منظر الطفلة
الصغيرة التي كتبت لها العناية الإلهية عمراً جديداً حيث كانت تبكي بكاءً شديداً
وهي تقول (ماما ..ماما) والأمثلة لا حصر لها ولا عد ولكن في نهاية المطاف لا نشاهد
إلا المزيد من حصد الأرواح والإصابات المختلفة والتي أكثر ضحاياها الذين نحتاج
لفكرهم وعطاءهم من أجل التنمية والنهوض بهذه البلاد نحو التقدم والازدهار في كافة
المجالات .
وفاة أربعة وإصابة اثنين
وفي ذات السياق كشفت أسرة رجل الأعمال المعروف قسم السيد يوسف عيسي قصة
وفاته وثلاثة آخرين وإلي جانب إصابة اثنين كانوا جميعاً يستقلون سيارة واحدة وضعت الحادث
علي منضدة الدار حيث قال شقيقه (عبدالله) : حدثت وفاة قسم السيد علي أثر الحادث
الذي تعرض له هو ومرافقيه عادل المبارك وبكري طيفور وكمال أحمد والمصابين دفع الله
عبدالملك وحسن ود القيس الذين انقلبت بهم السيارة أكثر من مرة ليتم إسعافهم جميعاً
إلي مستشفي مدني الذي اسلم فيه شقيقي الروح إلي بارئها عصر السبت الموافق
24/11/2012م وهم كانوا في طريقهم إلي قرية ستة بمحلية القضارف التي توجهوا إليها
عن طريق الرهد.
الفنان نادر خضر
أما الحادث الأكثر بشاعة فهو الحادث الذي راح ضحيته الفنان الخلوق نادر خضر
والذي تعود وقائعه التي رواها شاهد العيان حيدر محمد محجوب للدار قائلاً : كانت العربة التي تقل الفنان نادر خضر
ومن معه تمضي بسرعة شديدة نحو الخرطوم وبالرغم من ذلك ليس في مقدوري تحديد السرعة
التي كانت تنطلق بها ولكن سرعتي كانت مائة كيلو ما أن تخطتني اللاندكروزر بعد عشر
دقائق تقريباً وجدت حادثاً مؤلماً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى لأن الاصطدام
كان قوياً جداً في الكيلو 59 الأقرب إلى منطقة (البكاش) الواقعة في الكيلو 40 أي
أن الحادث المروري يبعد منها مسافة 19 كيلو وهو أقرب إلى منطقة الجيلي من مدينة
شندي ما استدعاني إلى الذهاب إلى السيارة التي أدخلت فيها رأسي فتفاجأت بوجود
شخصين في المقصورة الأولي أحدهما بالجهة الشرقية والثاني بالجهة الغربية وكنت
اعتقد اعتقاداً جازماً أنها المقصورة الأولى الخاصة بقيادة السيارة فعدت ناحية
ماجد وعبداللطيف وقلت لهما هناك أناس متوفين داخل هذا اللاندكروزر وبالتالي يجب أن
نتصل بشرطة المرور خاصة وأن أي إنسان على وجه هذه البسيطة يخشي الموت بالرغم من
أنه حق على الإنسانية جمعاء والخ.
حادث السروراب البشع
ونستمر في عرض الحوادث المرورية المؤلمة التي شهدت في إطارها منطقة
السروراب الحادث البشع الذي توفي علي خلفيته ثلاثة وأسعف رابعهم إلي المستشفي التي
اسلم فيه الروح إلي بارئها ومن بينهم تاجر المحاصيل عصام الحميدي الذي بدأ عمله في
هذا المجال من حي العامرية الواقع شرق منطقة السروراب وهي المنطقة المعروفة أنها
تجارية إذ أنها في هذا الإطار كشف شهود عيان تفاصيل مثيرة حول هذا الحادث الذي
قالوا عنه : كان التاجر الحميدي يستقل سيارته في الاتجاه المعاكس للشاحنة المتخصصة
في نقل مواد البناء وكانت بالقرب منها سيارة (برادو) إلا أنها كانت تمضي في الطريق
الترابي فيما كانت الشاحنة تتجه في الطريق المسفلت وبدون مقدمات توقفت ( البرادو)
بشكل مفاجئ أمام الشاحنة مما استدعي السائق للخروج عن مساره في الاتجاه الأيسر
بينما كانت تسير السيارة (كليك) الخاصة بالتاجر المتوفى عصام الحميدي ومرافقيه في
المسار المعاكس فما كان منه إلا أن حاول جاهداً تفادي الشاحنة بالابتعاد عن مساره
إلي المسار الأيمن مما جعل التصادم قوياً جداً بعيداً عن الطريق المسفلت ولم ينتهي
المشهد الدموي عند هذه النقطة إنما سحبت الشاحنة سالفة الذكر السيارة (الكليك)
أمامها لعدة أمتار في الاتجاه الغربي وعندما تجمهر الناس حول المكان وجدوا أن
البعض منهم قد فارق الحياة في الحال وعلي خلفية ذلك تم إبلاغ الشرطة التي أسعفت
المصابين إلي المستشفي ونقلت الجثث إلى مشرحة الطب الشرعي التابعة لمستشفي ام
درمان التعليمي.
الطبيب الشرعي
وكان الطبيب الشرعي جمال يوسف مدير مشرحة أم درمان أشار إلي ان المتوفين
توفوا نسبة للجراح والكسور الخطيرة وأوضح ان حوادث المرور تشكل هاجساً كبيراً وسط
المواطنين وخاصة في طرق المرور السريع ودعا للعمل من اجل توسعة طريق الريف الشمالي
لمحلية كرري.
السودان الأول عربياً
ومما ذهبت إليه يتأكد أن ما شهدته الفترات المتتالية المتقاربة من تطور
ملحوظ في شتي مناحي الحياة أدي إلي ازدياد مطرد في عدد السيارات بالخرطوم تفوق
التصور الذي نشهده في إطاره ضائقة مرورية خانقة بالإضافة إلى المركبات العامة بما
فيها بصات ولاية الخرطوم والشاحنات التي تتجول في الولاية في أوقات عصيبة كالشاحنة
التي تسببت في الحادث الماسأوي في اليومين الماضيين بشارع الوادي وربما تلعب هذه
العوامل دوراً كبيراً في وقـوع الحوادث التي أدخلت الكثير من الأسر في الحزن
العميق الذي لازال يسيطر علي الشارع السوداني جراء وفاة الفنان الشاب نادر خضر
ومرافقيه في مشهد كإرثي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني حدث ذلك بطريق التحدي
الرابط بين ولايتي الخرطوم ونهر النيل، الأمر الذي أعاد للأذهان مسلسل طويل من
حوادث المرور التي أزهقت الكثير من الأرواح بشكل جعل السودان يتربع على عرش الدول
العربية في قائمة حوادث المرور.
الطرق والشوارع السودانية
وهذا يقودنا إلي مخاطر السيارات في الطرق والشوارع السودانية المختلفة التي
يذهب من جرائها الكثير من الأرواح وتصيب أيضا الكثير بإصابات متفاوتة منها
الخطيرة، وهذه الظاهرة لا تورق السودان وحده إنما ممتدة في كل أنحاء العالم لذلك
لأبد أن نكون أكثر دقة، فمنظمة الصحة العالمية قالت في تقرير لها : (إن هناك متوف
كل ثلاثين ثانية في العالم وهناك أرقام تتجاوز بكثير أرقام الكوارث والحروب التي
نشاهدها كل ليلة على شاشات التلفاز
وتصل الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها الدول نتيجة الحوادث المرورية نحو
518 مليار دولار سنوياً على مستوى العالم ونحو 25 مليار دولار سنوياً على مستوى
العالم العربي تمثل 5 % من إجمالي الخسائر الاقتصادية على مستوى العالم، أما الدول
الخليجية فتبلغ الخسارة الاقتصادية جراء الحوادث المرورية نحو 19.1 مليار دولار
سنوياً تمثل ما نسبته 3.7 % من إجمالي الخسائر العالمية، ونحو 76.4 % من الخسائر
الاقتصادية للدول العربية).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق