الشيخ خال القتيل موسي يتحدث للاستاذ سراج النعيم |
التاجر الشاب القتيل موسي حاج حسن |
القبض على المتهمين بقتل موسى والجناة غدروه في مواعيد إغلاق المحل
غرب امدرمان : سراج النعيم
كشفت أسرة التاجر الشاب القتيل موسى حاج حسن محمد
عبدالرحمن البالغ من العمر (22 ربيعاً) تفاصيل مثيرة حول حادثة مقتلة طعناً بآلة
حادة (سكين) اثناء حراسته لمحله التجاري بمنطقة دار السلام وهي المنطقة الواقعة
غرب مدينة أمدرمان فيما نجد أن هذه الجريمة البشعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى
ارتبطت بالحفاظ على البضائع والأرباح التجارية من الاعتداء الذي شكل مرحلة في غاية
الأهمية بالنسبة للمجني عليه والذي وجد في صباح اليوم التالي من ارتكاب الجريمة
غارقاًَ في بركة من دمائه وهو التوقيت الذي سبق عطلة عيد الأضحى المبارك مما ادخل
الجميع هناك في حالة هلع وخوف استدعى البعض منهم الاسراع لإبلاغ الشرطة التي هرعت
لمسرح الحادث وقامت بالإجراءات القانونية المتبعة في جريمة القتل التي كان يكتنفها
بعضاً من الغموض في ذلك الوقت الذي شهد الحادثة.
بداية الجريمة النكراء !!
وفي سياق متصل قال الشيخ محمد حمد الحسّين خال القتيل
وشريكة في المحل التجاري : تمثل هذه الجريمة النكراء مرحلة من مراحل جني ثمار
البضائع المودعة في المحل التجاري الذي قمنا في إطاره بوضع مبالغ مالية ابحرنا بها
في المعاملات التجارية ولكن مع مرور الزمن لم يحصد ابن شقيقتي إلا ما سمحت به
الأقدار وهي الأقدار التي راح على اثرها ضحية الاعتداء الغاشم والغادر الذي نفذه
الجناة على حين غرة في حق شاب نذر نفسه لخدمة اهله متمرداً بذلك على الغربة
وآلامها الموجعة مؤملاً بشوق جارف في العودة إلى مسقط رأسه بمدينة حلفا الجديدة
وهو حاملاً كل البشريات السعيدة لوالده وولدته وأشقائه إلا أن الجريمة كانت اسرع
من كل الاماني.
تلك اللحظات الغامضة !!
وأضاف بحزن عميق : بدأت الحكاية تأخذ هذه الأبعاد منذ
اللحظة التي أخطرت فيها بما أصاب المجني عليه وكنت اقول لمحدثي من الطرف الآخر
ربما يكون على قيد الحياة فكان يرد على قائلاً : لقد توفي إلى رحمة مولاه .. الأمر
لم يكن عندي على هذا القدر من البساطة رغماً عن أنني لا اتحاشي رصد تلك اللحظات
الغامضة جداً. هكذا لم اجد تفسيراً لارتكاب هذه الجريمة .. فالحكاية كبيرة جداً
ومهما حاولت نسيانها تتراءي امام عيني كحلم ملغوم . فثمة احاسيس محكومة بالسجن مع
الأشغال الشاقة مدى الحياة .. فهنالك حقيقة لا مفر منها هي أن المحل التجاري قمنا
بفتحه حديثاً إلا أنه اسفر عن وفاته متأثراً بما اصابه من اعتداء سبقه بالعمل مع
شقيقي في نفس المجال بمدينة أمدرمان أيضاً.
سددوا له عدة طعنات !!
وتابع : لم تجري أية محاولات لاسعافه إلى المستشفي لأنه
كان قد فارق الحياة في الحال وهو مسجي على سريره الذي غادره إلى المقابر بعد اربعة
أشهر من تاريخ افتتاح المحل التجاري الذي لم يكن يعلم ان المستقبل فيه مذبوح ولا
سبيل للخروج او أمل في رسمه بالكيفية التي تروق لنا أو له رغماً عن أن التجارة
التي اخترناها مضت بحسب ما خططنا لها إلا أنه وفي ذلك اليوم المشؤوم الذي كان قبل
عيد الأضحى المبارك يحمل لنا ما لم يكن في الحسبان حيث وجدنا أن الجناة قد سددوا
له عدة طعنات امام محله التجاري الذي كان السياج المحيط به مفتوحاً مع العلم أنه يغلق
مع إغلاق أبواب المحل مباشرة ولم يكن هناك أثراً للكسر بدواعي السرقة الشيء الذي
جعل القضية في ذلك الوقت أكثر غرابة وأكثر غموضاً فلم نكن ندري ما هي الأسباب
القائدة لهذا الجرم المنافي للطبيعة البشرية منذ الأزل.
الجناة يحملون آلة صلبة!!
ويسترسل : المهم أنني عشت مشاعراً متنازعة ما بين
التكذيب والتصديق فالرواية لا تفسر إلا شيئاً واحداً هو ان نترك التداعيات السابقة
لارتكاب الجريمة تفصح عن الحقائق .. ومن تلك الروايات أن المجني عليه قبل أن يخلد
للنوم في الساعة الحادي عشر تقريباً آتي إليه الجناة يحملون في يدهم آلة صلبة
فقالوا له : سوف نذهب إلي مكان قريب ونأتي إليك مرة أخري وعندما آتوا في الزمان
والمكان المحددين ارتكبوا في حقه هذه الجناية التي تكشف مدى هشاشة صياغتهم
للسيناريو الذي في ظله قتل ابن شقيقي بهذه الصورة البشعة التي لن يهدأ لنا في
إطارها بال حتى ينال من فعلوا هذه الفعلة جزاءهم من أجل أن لا تتوه الحقيقة في بحر
الشيطان المطلاطم الأمواج ولأننا طوال الأيام الماضية صبرنا على هذا الإبتلاء ..
وعلى هذه الخطيئة المميتة .. فما فتيء عقلنا يتأمل فيها وفي خطورتها على الروح
البشرية فلماذا وإلى أي مدى تعتبر الخطيئة خطيرة ؟ الإجابة في رأي ما ينطوي عليه
مضمون الخطيئة المميتة.
مشرحة الطب الشرعي أمدرمان !!
ويستأنف قصة مقتل التاجر الشاب موسى حاج حسن قائلاً :
لقد سددوا له اربعة طعنات في مناطق متفرقة من جسده بالإضافة إلى ضربة في الرأس مما
نجم عنها نزيفاً بالفم وعلى خلفية ذلك نقل الجثمان إلى مشرحة الطب الشرعي والتابعة
لمستشفي امدرمان التعليمي بموجب اورنيك (8) من قسم الشرطة الواقعة في دائرة
اختصاصه منطقة دار السلام غرب أمدرمان.
وعن الكيفية التي اكتشفت بها جريمة القتل قال : جاء
احدهم في الصباح إلى المحل التجاري فتفاجأ بمقتل ابن شقيقتي (موسى) فما كان منه
إلا وغطاه بـ( البطانية ) القابعة بالقرب منه وظل واقفاً أمام المحل التجاري يمنع
الذين تجمهروا من الوصول إلى الجثمان بما فيهم نحن أهله على اساس ألا تختفي بصمات
من ارتكبوا هذه الجريمة التي على ضوئها توجهنا إلى قسم الشرطة الذي تم فيه التحري
مع شخصي ووالده حاج حسن محمد عبدالرحمن وقد سألني المحقق هل للمجني عليه اعداء ؟
فقلت : هذا الشاب مسالم فهو يعمل معنا منذ عام تقريباً فلم نرى منه إلا كل الخير
وهو معروف لدى الجيران بهذه الخاصية وبالمقابل لا عداء له مع أحد من قريب أو بعيد.
لاشيء واضحاً بالنسبة لنا !!
ويستطرد : وبكل أسف اعتقد هؤلاء أنه
مهمل ولن يجد من يسأل عنه ومجرد ما أن فرغوا من هذه الجريمة إلا وغادروا موقع
الحدث علماً بأن حادثة القتل كانت قاصرة على وقائع تفضح هذا الغموض الذي كانت
تمتاز به في مراحلها الأولى التي كانت تسيطر عليها بالكامل مما قادنا للبحث عمن
يفهمنا ما يدور من حولنا لأننا كنا في حيرة شديدة من أمرنا فمن السهولة دفعك ناحية
الغموض وهو بلاشك كان غموض عجيب وغريب نعم هو كذلك فلا شيء واضحاً بالنسبة لنا في
اللحظات التي اكتشفنا
فيها حادثة القتل والتي نتج عنها فتح ملف هذه القضية التي يشهد عليها شارع الـ
40 وهو أكبر شارع في منطقة دار السلام.
معتمد امبدة وقيادات الشرطة
معتمد امبدة وقيادات الشرطة
وابان الشيخ خال القتيل موسى حاج حسن قائلا: اذا شاهدت
المجني عليه يتبادر الى ذهنك منذ الوهلة الاولي انه من شرق السودان لما يمتاز به
هذا الاقليم من ازياء تميزه عن باقي الاقاليم السودانية.. وهو كان يميل الى هذه الازياء المعروف بها قبائل الشرق.
وهكذا ظن الجناة انه من تلك البقاع البعيد
عن ولاية الخرطوم وعلى هذا النحو نفذوا جريمتهم بالصورة التي تروق لهم الا انهم نسيوا انه لا توجد جريمة كاملة ومهما
طال الزمن او قصر فالسلطات قادرة على ان تلقي القبض عليهم وهذا ماعلمت به مؤخرا
فنحن منذ أن فتحنا البلاغ الجنائي بقسم الشرطة اوكلنا مهمة توجيه الاتهام الى
محامي تربطنا به صلة قرابة ظل على اثرها متابعا للاجراءات القانونية لحظة بلحظة
وفي ذات السياق علمت انه القي القبض على متهمين في القضية مما يبشر بفك طلاسمها في غضون الايام المقبلة بمشيئة
الله سبحانه وتعالي وعندما كنا ننصب خيمة العزاء اتي الينا معتمد محلية أمبدة
يرافقه قيادات من الشرطة وأكدوا لنا بما يدع مجالا للشك انهم القوا القبض علي المتهمين بقتل ابن
شقيقتي موسى حاج حسن.
إخطار والده ووالدته بالوفاة
أما فيما يخص اخبار والده ووالدته بهذا النبأ المؤلم جدا
قال: تم اخطار شقيقتي وزوجها عبر الهاتف السيار باعتبار انهما مقيمان في
مدينة حلفا الجديدة بشرق السودان وقد صبرا
على هذا الابتلاء صبرا جلدا خاصة وان ابنهما ترك الدراسة في مرحلة الأساس واتجه الى العمل في مجال تنقيب الذهب
بولاية نهر النيل التي جاء منها وانخرط معنا في المجال التجاري شريكا لي الى ان
ازهقت روحه بهذه الطريقة القاسية جدا على كل من شاهد أو سمع بهذه الجريمة وبالتالي نسأل الله العلي
القدير ان ينصف الحق ويقتص من القتله قصاصه العادل لأنه الأعلم بمكانة المجني عليه
في قلوبنا جميعا فهو لم يكن من اولئك
الذين يعاندون او يتنكرون لمن ساهموا في وضعهم في الطريق الصحيح وكان رغم صغر سنه يعلمنا المحبة والرحمة لذوي
القربي وكان بامكانه التغلب على كل محفزات
حب النفس لاعتماده على المساندة التي تمده
بها صلاة الأخوة المشتركة.
القاء القبض على القتلة
ويذهب الشيخ بالقصة للمطالبة بالقصاص خاصة وان السلطات
الرسمية ابلغتهم القاء القبض على قتلة ابنهم موسي حاج حسن اثناء تلقي العزاء فيه
بمنطقة دار السلام. هكذا طالب وواصل حديثه الذي خص به الدار قائلا: المفاجأة
كانت كبيرة والفاجعة كانت أكبر مما تتصور ففي الصباح الباكر تلقيت اتصالا هاتفيا
افادني فيه محدثي من الطرف الآخر ان ابن شقيقتي تعرض للضرب من مجموعة مجهولة
الهوية. ومتوفي فقلت: لا لا لاتقول انه مات بل قل انه مضروب فقط لأنه لم يخطر
ببالي للحظة واحدة ان تحدث الجريمة بكل هذه التفاصيل والسيناريو على اساس انني كنت
مقيما في نفس المكان (15 عاما) متصلة دون
انقطاع ولم اتعرض لموقف مماثل
بالرغم من ان المحل التجاري لم يكن به
سياج كالذي فيه آنيا فقلت في غرارة نفسى
ان لصوصا هاجموا المحل التجاري واعتدوا عليه بالضرب حتي يتسني لهم سرقة المبالغ
المالية الموجودة داخل المحل ان كانت سيولة
او بضائع يخف حملها. المهم أنني اسرعت الخطي لمسرح الحادث وعندما تأكدت رواية
محدثي بالهاتف حزنت عليه حزناً شديدا ولم اتذوق طعم النوم لايام متتالية الى ان
حضر الينا معتمد محلية أمبدة وقيادات
الشرطة وبثوا في قلوبنا تطمينات حول الاجراءات القانونية التي أكد من خلالها ان
الجناة في قبضة الشرطة.
المباحث الجنائية
المركزية
وعاد بالذاكرة الى جذور القتيل موسى حاج حسن قائلا: من جهة
والده فهو من مدينة حلفا الجديدة بشرق السودان ومن جهة والدته فهو من منطقة الشقيق
بالنيل الابيض وهو من مواليد مدينة امدرمان.
وبعث برسالة شكر الى مدير المباحث الجنائية المركزية والتحقيقات الجنائية بالخرطوم بحري وقسم الشرطة التابعة له دائرة اختصاص منطقة دار السلام وكل من جاء أو ابرق معزيا في جريمة مقتل ابن شقيقتي (موسى).
وبعث برسالة شكر الى مدير المباحث الجنائية المركزية والتحقيقات الجنائية بالخرطوم بحري وقسم الشرطة التابعة له دائرة اختصاص منطقة دار السلام وكل من جاء أو ابرق معزيا في جريمة مقتل ابن شقيقتي (موسى).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق