فــي جمعــة الغضب بالخرطوم : «فـداك أمي وأبـي يارسـول الله»

انتشار قوات من المارينز الأمريكية فوق أسطح مبنى السفارة..المسيرة اقتحمت مقر السفارة الألمانية وأضرمت فيها النار..اشتباكات مع الشرطة بالسفارة الأمريكية

خرجت مساجد الخرطوم أمس «الجمعة» عن بكرة أبيها في مسيرة حاشدة تنديدًا بالرسوم والفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أمَّ جموع المصلين بمسجد الخرطوم الكبير الدكتور محمد علي عبد الله الجزولي الذي أكد أن هذه الانتهاكات المتكررة لمقدسات المسلمين ما هي إلا نتيجة للقلق الذي يساور الغرب من انتشار الإسلام وتمدده خاصة بعد نجاح ثورات الربيع الإسلامي التي تشهدها الدول العربية، مؤكدًا أن إعادة نشر الرسوم المسيئة وإنتاج فيلم في ذات الاتجاه يعد من أبشع مظاهر الاستفزاز لمشاعر المسلمين حيث دعا في خطبته المصلين  إلى الخروج في مسيرة الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تحركت من مسجد الخرطوم الكبير صوب السفارة الألمانية.

اقتحام السفارة الألمانية
وفور تحركها من مسجد الخرطوم الكبير توجهت المسيرة إلى مقر السفارة الألمانية بشارع البلدية واقتحمت مبنى السفارة وأطلقت قوة من الشرطة كانت متمركزة لحماية السفارة الغاز المسيل للدموع على الجموع المشاركة في المسيرة وتسلّق المشاركون في المسيرة جدران المبنى وأسقطوا العلم الألماني من على سارية المبنى ونددت المسيرة بالرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كما حمل المشاركون لافتات تعبِّر عن حبِّهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتستنكر الإساءة إليه.
السفارة الأمريكية
ومن مقر السفارة الألمانية تحركت الجموع الغفيرة عبر البصات إلى منطقة سوبا جنوبي الخرطوم حيث مقر السفارة الأمريكية والتي وصلته الجموع وقد طوقت الشرطة المبنى وأغلقت كل الطرق المؤدية إلى مقر السفارة
وما إن وصلت الجموع إلى الطريق الرئيس المؤدي إلى السفارة حتى أطلقت الشرطة البمبان لتفريق الحشود مما أسفر عن إصابة  عدد كبير من المشاركين بحالات إغماء فيما نجح آخرون في تسلق الجدار الأمني لمجمع السفارة الأمريكية إلا أن أحد حراس السفارة أطلق طلقات تحذيرية فيما شوهد انتشار قوات من المارينز الأمريكية فوق أسطح مبنى السفارة.
من وحي المسيرة
المتحدثون في المسيرة أكدوا جميعهم أن الوقت ليس للحديث وإنما للفعل كما جددوا المطالب للحكومة بطرد السفير الألماني والأمريكي، والشيء الذي كان لافتاً هو العدد الهائل والضخم الذي خرج دفاعاً ونُصرة للرسول صلى الله عليه وسلم من المواطنين رجالاً ونساءً، كبارًا وصغارًا، حيث توحد الجميع وكذلك اللافتات التي رفعت كانت تعبِّر عن مدى حب المسلمين لرسولهم واستعدادهم للدفاع عنه بكل شيء.