الاثنين، 24 سبتمبر 2012

شقيق المتوفي داخل بئر الطلمبة يكشف تفاصيل جديدة ومثيرة حول الاختناق والحريق


جهاد : سنقاضي صاحب العمل جنائياً ومدنياً وتقرير الطبيب أكد أسباب الوفاة

الناجي الشيخ : أغمي علىَّ مرتين داخل البئر المستأجر لنظافتها من المياه

الخرطوم : سراج النعيم – تصوير : رضا

كشف الشاب جهاد شقيق المتوفي عبدالرحيم مدثر محمد حماد البالغ من العمر (22 عاماً ) والذي يدرس بجامعة امدرمان الإسلامية كلية التربية – كشف تفاصيل جديدة حول وفاة وإصابة أربعة من شباب منطقة أم جر الغربية بحريق داخل الطلمبة الخاصة بالمشتقات البترولية إذ قال : علاقة عبدالرحيم بما حدث في ذلك اليوم أنه كان منقذاً لأبناء منطقته محمد أحمد حسن (الشيخ) البالغ من العمر (33 عاماً ) وشقيقه عمر الذي عمل على إنقاذ حياته إلا أنه أغمي عليه داخل البئر المخصصة لحفظ المواد النفطية وعلى خلفية تلك الإغماءات قام أخي المتوفي عبدالرحيم بإنقاذ (عمر) في المرة الأولى ولكنه لم يستطع فأغمي عليه هو ايضاً وفي تلك الأثناء فاق الشيخ محمد أحمد الذي سبق وأن تم إخراجه من داخل البئر التي عاد إليها مرة أخرى بحجة أن هؤلاء الذين أغمى عليهم قد جاءوا من أجل إنقاذ حياته لذلك سعي سعياً حثيثاً إلى أن يرد إليهم الجميل فما كان إلا وأغمي عليه مرة أخرى ليقوم على ضوء ذلك الشاب التوم بمحاولة إنقاذهم إلا أنه فشل في المحاولة وأغمي عليه قبل أن يصل إلى قاع البئر ليتم انتشاله سريعاً بالحبل الذي كان مربوطاً به وبعده مباشرة هب الشاب الجاك مرعي للقيام بهذا الدور على أكمل وجه حيث انه احضر (بلنكو) أو رافعه من البنطون وبمعاونة ضخ الهواء من البنشر تم إنقاذهم جميعاً إلا أن شقيقي المتوفي عبدالرحيم اسلم الروح إلى بارئها في الحال متأثرة بما تعرض له من اختناق داخل بئر الطلمبة.

الإجراءات الجنائية والمدنية

ويستمر في سرد الحكاية قائلاً : ما أن تم استخراج الشباب الأربعة إلا وتم إسعافهم على جناح السرعة إلى المستشفي التي قرر فيها الطبيب المشرف على حالتهم الصحية الخروج منها إلى منازلهم التي تبعد ساعة تقريباً عن مستشفي الدويم ما ادى ذلك لإسعاف المصاب التوم يوسف إلى مستشفي حوادث الخرطوم التعليمي لأنه لم يتماثل للشفاء .
أما بالنسبة إلى شقيقي عليه الرحمة فقد أكد الطبيب بمستشفي الدويم أن الوفاة ناتجة عن نقص حاد في الأكسجين ما يفسر أن دخوله بئر الطلمبة هو الذي قاده الي الوفاة إلا أن الأحداث المتسارعة مضت على هذا النحو الذي يوضح الإهمال وعدم المسؤولية لذلك رأينا نحن أهل المتوفي عبدالرحيم اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة صاحب الطلمبة والجهة التي صدقت له بها لأن ما حدث يندرج فيما يسمى بالمسؤولية التقصيرية بينما نجد أن مثل هذه الحالات تستوجب الحيطة والحذر الشديدين وبالتالي على ملاك الطلمبات البترولية أو كل ما يتعلق بتلك المشتقات النفطية أن يضعوا أدوات السلامة الكافية واللازمة وأن لا تتم الاستعانة بقليلي الخبرة في هذا المجال بل يرفع الأمر إلى أهل الاختصاص لذلك كله لن نترك هذه القضية تمر مرور الكرام حتى لا تتكرر حادثة من هذا القبيل في الوقت الحاضر أو المستقبل القريب أو البعيد وحينما فكرنا في إتباع الخطوات القضائية بشقيها الجنائي والمدني نهدف من وراء ذلك إلى أن يكون هذا النهج الذي انتهجناه عظة وعبرة لآخرين قد يتعرضوا لموقف مماثل لهذا الموقف الذي نتطرق إليها آنياً.

المصاب محمد احمد الشيخ

وتبقي هذه القضية من القضايا الساخنة لذلك كان لزاماً علينا الالتقاء بالشاب الذي تم استئجاره لنظافة بئر الطلمبة من المياه التي يعتقد أنها تسربت إليها في وقت سابق ومن هنا قال المصاب محمد أحمد حسن (الشيخ) : حضر إلىّ صاحب الطلمبة في الصباح بمنزلي وركبنا المواصلات العامة أنا وابنه وعملنا علي نظافة البئر منذ ذلك الوقت حتى العصر ثم عدت إلى المنزل ليأتي إليَّ في ذلك الوقت ابنه لكي أعود إلى البئر مرة أخرى حيث كانت الشمس تميل نحو المغيب وعندما دخلت إليها لم استوعب شيئاً سوى أنني شاهدت شقيقي الأصغر (عمر ) ثم أغمي عليّ وحينما خرجت وأنا على تلك الحالة عدت إليها مرة ثانية بعد أن فقت من تلك الإغماءة.

العودة لداخل البئر

ويضيف : عادة البئر تفقد الأوكسجين في المساء علماً بأنني لا ادري شيئاً عن أدوات السلامة لذلك وعندما اتفق معي صاحب الطلمبة قال : إن هذه العملية التي نقوم بها لا شيء فيها ولم يتفق معي على مبلغ محدد مقابل الانتهاء من نظافة المياه التي أسندها اليّ في تلك اللحظات العصيبة التي قضيناها قبل وبعد الحالة الإغمائية التي دخلنا فيها لمجرد استنشاق بقايا المادة البترولية التي كانت محفوظة بالبئر المشار إليها.

الطلمبة مسرح الحادث

وتظل هذه القضية المأساوية تحمل بين طياتها الكثير من التداعيات التي أدخلت أهالي منطقة أم جر الغربية في حيرة نسبة إلي أن الحادث جديد علي المنطقة لذلك كان التفكير منحصراً في البحث عن الحلول الناجزة لهذه الأزمة التي تفجرت بشكل مفاجئ ومع هذا وذاك كانت الوقائع تشير إلي وجود إهمال أعلنت عنه هذه الأحداث بالشكل المختلف الذي أطلعنا عليه في وقت سابق شاهد العيان كمال حسن إبراهيم ثم جهاد شقيق المتوفى (عبدالرحيم مدثر) الذي واصل كشف السيناريو الكامل لوفاة الأخير وتعرض الثلاثة الذين كانوا برفقته للحريق داخل بئر الطلمبة مسرح الحادث.

قبل مغيب الشمس

ومن هذا المنطلق نواصل الإبحار في نقل صورة دقيقة ومباشرة عما شهدته منطقة أم جر الغربية من حادث حريق مؤسف راح ضحيته الشاب عبدالرحيم الذي سارع لإنقاذ أبناء المنطقة الذين سبقوه لداخل البئر الخاصة بحفظ المواد البترولية التي لم يكن هؤلاء الشباب يعلمون أن الأمور فيها قد تمضي بهم علي هذا النحو الذي عرضوا فيه أنفسهم للخطر من أجل إنقاذ بعضهم البعض في مشهد بطولي ترك أثره في نفوس العامة.

الشباب عرضوا أنفسهم للخطر

هذا وكان الشاب الناجي من هذه الوقائع يعد من الشباب الذين يعتمدون في حياتهم علي العمل الحر الذي قدم له في إطاره الوعد بالمال مقابل نظافة البئر الملحقة بالطلمبة فما كان من (الشيخ) إلا أن دخل البئر موضوع القضية للنظافة مرتين علي التوالي ففي المرة الأول كان ذلك في الصباح وفي الثانية كان ذلك قبل مغيب الشمس وهو التوقيت الذي حدثت فيه هذه الكارثة التي جعلت الأهالي يفكرون في كيفية إنقاذهم من الخطر.

حالات الإغماء

ويضيف : والغريب في هذه القضية أن كل من دخل للبئر تعرض للإغماء التام فالشاب الأول كان هو (الشيخ) ثم لحق به شقيقه عمر ثم ثالثهم المتوفي عبدالرحيم.
فيما كان صاحب الطلمبة قد اتفق مع الشيخ علي إتمام عملية نظافة البئر من المياه التي يعتقد أنها تسربت للداخل وبما أن الجميع دخل في حالة إغماءات أدخلت الجميع في موقف لا يحسدون عليه فلم يسبق لهذه المنطقة أن مرت بظروف مماثلة علي مدي السنوات الماضية لذلك عندما وجدوا أن الوقت لا يسعفهم قرر بعض الشباب الواحد تلو الآخر اللحاق بالشيخ المتفق معه علي نظافة البئر ومحاولة إنقاذه إلا أنه أغمي عليهم  مما حدا بالأهالي لعقد اجتماع طارئ يهدف لإيجاد الحل فما كان منهم إلا وقاموا بإحضار بنشر لمدهم بالأكسجين داخل البئر ومن ثم ربطهم من الأرجل واستخراجهم منها. 

 نقل الضحايا  للمستشفي

من جانب أخر كان شاهد العيان كمال قد وضع القضية علي منضدة الصحيفة قائلاً : قمنا بإسعاف الحالات الأربعة إلى مستشفي أم جر الغربية باسطوانة أكسجين واحدة عبر السيارات الخاصة ومن ثم إلى مستشفي الدويم التي تم إسعافهم فيها وفي اليوم التالي ظهرت حروق على أجسادهم التي كانوا يستلقون بها على مشمع ما حدا بنا نقلهم منه إلى عنبر خاص إلا أن الطبيب المشرف على حالتهم الصحية أمر بالخروج.. ما أشعرنا بخيبة أمل في الطب السوداني لأنك لو شاهدت حالتهم الصحية لن تقرر ذلك بدليل أن بعض الأطباء بالمستشفي رفضوا الفكرة باعتبار أنهم متابعين لهذه الحالات  فالحريق لم يكن حريقاً سهلاً فقد تمدد في الجسد كله.

مواراة جثمان المرحوم

وعن الإجراءات القانونية المتخذة في هذه القضية قال جهاد شقيق المتوفى عبدالرحيم مدثر: لم يتم استلام جثمان شقيقي في المستشفي إلا  بارونيك (8) وهو الاورنيك الذي فتح على ضوئه بلاغ جنائي بقسم الشرطة إلى جانب إلقاء القبض على الشخص صاحب الطلمبة على أساس انه اتفق مع الشاب (الشيخ) على نظافة البئر بمبلغ مالي فيما تمت مواراة جثمان شقيقي المتوفي (عبدالرحيم) الثري دون تشريح وذلك بناء على رغبتنا .

الاتفاق مع المتوفي

وأشار إلى أن الشاب الذي دخل بئر الطلمبة في الأول هو الشيخ  لم يتوف فيما نجد أن المتوفى هو عبدالرحيم الذي دخل البئر في المرتبة الثالثة ما يعني أن الشقيقين على قيد الحياة إلا أن أجسادهما محترقة.
 وقال: المتوفي هو عبد الرحيم مدثر الذي لا علاقة  له بنظافة بئر الطلمبة إنما دخل من أجل إنقاذ الشقيقين.

شقيق المتوفي يتحدث للاستاذ سراج النعيم


الشاب المتوفي





 رسالة تحذيرية للجميع

وبعث برسالة قائلا: على الجميع الحذر من الانقياد وراء الإغراءات المالية في هذا العمل أو ذلك إذا لم تكن لديكم فيه خبرة كافية حتي لا تعرضوا أنفسكم للخطر الذي دفع هؤلاء الشباب الى ان يحترقوا  هذا الحريق وان يتوفي احدهم اختناقا دون ذنب يقترفوه سوي أنهم سعوا جميعا الى إنقاذ صديقهم الذي اتفق معه صاحب الطلمبة على نظافة البئر الخاصة بالمواد البترولية وهم الآن يفتقدون للعناية الطبية.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...