الأحد، 2 سبتمبر 2012

قصة مثيرة عن معلم وزوجته وطفله مع الإصابة بالايدز من الخرطوم إلي طرابلس


مريض الايدز م يكشف لسراج النعيم التفاصيل



الفحص الطبي للسعودية يكشف إصابة رب الأسرة بالمرض ولهذا السبب بلاغ جنائي بقسم شرطة الدرجة الأولى
الزوجة نقلت العدوى من زوجها السابق بليبيا وفيروس المناعة يقود لتطليق شقيقات المعلم   
الخرطوم : سراج النعيم
لابد من لمسة تضحية في مواجهة فيروس مرض المناعة المكتسبة الايدز وهو الداء الذي أصبح يشكل هاجساً كبيراً للمجتمعات في بقاع العالم لأنه يجهز على افراده بصورة مفاجئة ربما قد تكون ناتجة عن سلوكيات لا أخلاقية وربما عن طريق الخطأ وبالتالي تأتي ردة الفعل في إطار المزايا الأكثر إنسانية بالضبط كالحالة التي نتطرق لها في السطور القادمة فهي حالة لم يألفها المجتمع قبلاًَ لأنها لم تنمو نمواً طبيعياً متدرجاً وهي تمضي نحو هذا الاتجاه الذي  دعونا نقلب فيه صفحات وصفحات مع بطل قصتنا المثيرة جداً في تفاصيلها التي يرى فيها تقديم خدمة للمجتمع والوطن بعيداً عن التطرف والمبالغة والعُقد النفسية.
ومن هنا وبدون مساحيق أو رتوش قال معلم المرحلة الثانوية بعطبرة (م.ع) الذي يصف نفسه بالمتعايش مع المرض أثناء عشرة عاماً من تاريخه قال : قبل أن أخوض في تجربتي المريرة والمؤلمة جداً أود أن ارسم خارطة طريق للإعتداء الوحشي الذي تعرضت له في غضون الأيام الماضية من طرف بعض الأشخاص الذين هم معنيين بتبصير الناس من الانزلاق ناحية الخطر الداهم فيروس مرض المناعة المكتسبة الذي يغتال الإنسان نفسياً وجسدياً إلا أنه ورغماً عن ذلك تزوجت من مصابة بالأيدز وأنجبت منها طفلين اثبتت نتيجة الفحوصات الطبية أن احدهما مصاب بنفس الداء فيما لا يعلم هو عنه شيئا لصغر سنه لذلك لم ولن ينعم بحرارة الشهقة الأولى من دفء النضج الهادئ فثمة قفزة ما في مرحلة ما نحو اتجاه معاكس كلية للطبيعة البشرية.
قسم شرطة الدرجة الأولى
واضاف : في الحقيقة نحن في جمعية المصابين بالايدز لدينا مشاكل كثيرة وان كنا لسنا في منافسة لتربية العضلات الرياضية بقدر ماهمنا محصور في كيفية تثقيف العامة بخطورة فيروس مرض المناعة ما حدث هو أنني تعرضت للأعتداء الوحشي داخل مكاتب الجمعية التي دخلتها بغرض المعايدة والاجتماع مع الضباط الثلاثة إلا أنني تفاجأت بهم يعتذرون ليّ في في بادئ الأمر على أساس أنه ليس بحوزتهم سيولة وبموجب ذلك الاعتذار تفهمت الموقف الخاص بعدم قيام الاجتماع الخاص بنا ولكن احد اعضاء المكتب التنفيذي بدأ ينتهج معي في ذلك الوقت نهجاً مستفزاً جداً ومخالف بشكل لم يسبق أن حدث معي أنا الذي توليت قبلاً منصب الأمين العام ومن ثم دخل في النقاش الدائر بيني والضباط الثلاثة الامر الذي حدا بي شرح وجهة نظري من ناحية دستورية استدعته أن يطلب مني الخروج من المكتب الذي شهد الاجتماع ما أدى ذلك للاحتدام الحاد بيني وبينه ومن هذا المنطلق غادر المكان ثم عاد إليه برفقة حارس الجمعية وكرر طلبه الأول المتمثل في خروجي من مباني الجمعية فقلت له : من أنت حتى تأمر هذا الحارس بإخراجي  وماذا تريد مني ؟ فقال : والله الليلة اخليك زي (.....) هنا المهم تجاذبنا أطراف الحديث الساخن إلى أن حمل احدهم الكرسي الذي يقبع بجواره وقام بالاعتداء عليّ ضرباً في الرأس الأمر الذي ادخلني في غيبوبة لم تكن كاملة.
 أما الشخص الآخر فقد قام بجري من قميصي من داخل المكتب إلى باحته الخارجية في الطابق الثالث للمبني المعني ليبدأ معي مرحلة الضرب المبرح على رأسي ووجهي بقبضة اليد وكان الحاضرين يقولون له : يازول الزول دا مات يازول الدم نزف إلى هنا احسست بأن المكتب اغلق وواصل هو ضربي بالروسية على رأسي إلى أن فقدت توازني وهي اللحظة التي تدخل فيها بعض مصابي مرض الايدز وسحبوني من تحته ليتم اسعافي إلى المستشفي بعربة رئيس الجمعية وكان أن أجرى ليّ الأطباء عملية جراحية صغيرة للجرح.
تطليق شقيقاتي بسبب الأيدز
ويعرج إلى الاجراءات القانونية التي اتخذها في مواجهة من اعتدوا عليه قائلاً : وبعد الفراغ من الاطمئنان على حالتي الصحية توجهت مباشرة إلى قسم شرطة الدرجة الأولى الذي فتحت فيه بلاغ جنائي بموجب اورنيك (8) بالرقم 2141 تحت المادة 139 من القانون الجنائي وتفسيرها الأذى الجسيم بتاريخ 29/8/2012م ضد المتهمين الأول (خ.ط) والثاني ( م.م).
وحول متى أكتشف إصابته بفيروس مرض المناعة ؟ قال : بدأت تداعيات هذا الداء منذ أن كنت استاذاً في احدى الدول العربية التي خبرت (الربيع العربي) مؤخرا إذ عدت منها للسودان في العام 2000م فوجدت فرصة عمل أفضل باحدى دول الخليج فكان أن تعاقدت معهم وأثناء تكملة الاجراءات الخاصة بالسفر إلى المملكة العربية السعودية اجريت فحص الأيدز بمعمل استاك فظهر المرض ما استدعاني الأستقرار في وطني مما سبب ليّ إشكاليات كثيرة على نطاق الأسرة بحكم أنني وحدي عند والدي ووالدتي في حين أن لدي شقيقات كثيرات ومتزوجات تم تطليق البعض منهن للأسباب سالفة الذكر وذلك يعود إلى نظرة المجتمع السالبة للمرض الذي اعلن السيد رئيس الجمهورية اعتراف السودان به في العام 2003م.
تزوجت من زوجة مصابة
وكشف عن اشكاليات تواجه الجمعية منذ فترة تعمقت هذه الإشكاليات بيني وبينهم عقب عودتي من القاهرة التي رافقت فيها والدي المصاب بداء السرطان .
 سوء فهم التعامل مع المتعايشين
واسترسل : لقد أصبحت ادخل في مشاداة كلامية تنحصر في سوء فهم التعامل مع المتعايشين مع مرض الايدز.
 وعن الكيفية التي تزوج بها وهو مصاباً بفيروس المناعة قال : زوجتي ايضاً مصابة وهي تنتمي إلى الجمعية التي جاءت إليها بغرض الانضمام بعد اكتشافها للإصابة التي انتقلت لها من زوجها السابق وكان أن شاهدتها هناك وتعرفت عليها ومن ثم طلبتها للزواج من اسرتها الذين شرحت لهم أنني مصاب بالايدز وطمأنتهم وطمأنتها هي أيضاً حتى أن أهلها قالوا ليّ : لم نكن نتصور أنها سوف تتزوج مرة ثانية باعتبار أنها استسلمت لهذا الداء والحمد لله تزوجنا زواج طبيعي وبعد الانتهاء من مراسم الزفاق شددنا الرحال إلى مدينة عطبرة التي امضينا فيها عاماً كاملاً انجبنا من خلاله مولودنا الاول الذي اجرينا له الفحص بعد ستة أشهر فجاءت النتيجة أنه مصاب بفيروس مرض المناعة وهو الآن عمره عام ونصف.
 أما الطفل الثاني فقد انجبته بعد الاول مباشرة إلا أن نتيجة فحص الأيدز اثبتت انه غير مصاب وهو حالياً يقضي حياته بشكل طبيعي.
أسرتي تنتظر نتيجة الفحص
وذهب إلى أن الإصابة بفيروس مرض الايدز تعود إلى الجهل الذي لم يدع ليّ مجالاً للإحساس بأي مشاعر سالبة عندما تم اخطاري به قبل اثناء عشرة عاماً من تاريخه لأنني لم أكن اعرف خطورة الأيدز في ذلك الوقت  فما أن عدت إلى منزل الأسرة إلا ووجدت الأهل متجمهرين في انتظار معرفة ما تمخضت عنه الفحوصات الطبية الخاصة بسفري إلى المملكة العربية السعودية وهم في غبطة وسرور على اساس أن السفر إلى هناك كان حلم من احلام الشباب وما أن وقعت عيني في عينيهم إلا وسألوني عن الفترة الزمنية التي قررت فيها السفر ؟ فقلت لهم : لا اعرف بالضبط لأن الأطباء قالوا ليّ أنه ظهر في دمي فيروس الايدز .. فلم يكونوا ملمين بماهية هذا المرض الخطير لذلك سألوني متى اتماثل للشفاء منه ؟ فقلت لهم : هذا الأمر يتوقف على أهل الاختصاص في الخرطوم وما أن مر على ذلك أيام إلا واتصل عمي وبعض أقربائي بالوالد وطلبوا منه احضاري على جناح السرعة للعاصمة السودانية وكان ان استجبنا لهم ليشرحوا ليّ نوعية هذا المرض وخطورته على حياتي وحينما علمت بهذه  الحقيقة حاولت الانتحار الممزوج بالحزن والبكاء العميق على المصير الذي آلت إليه حياتي وهكذا أصبحت على هذه الحالة شهرين كنت من خلالها اتعاطي الخمر بشراهة اعتقاداً منى أنه ينسيني هذا الهاجس الذي سيطر على تفكيري وبتجاوز هذه المرحلة بدأت في الصلاة واتضرع بالدعاء لله سبحانه وتعالى إلى ان وصلت إلى يقين بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وبالمقابل تأقلمت مع الوضعية الجديدة التي دخلت في إطارها الورش التوعوية إلى أن تبحرت فيها وشاركت في مؤتمرات داخل وخارج البلاد.
اصابة زوجتي بالايدز بليبيا.
حصانة كاملة ضد الفيروس
واستطرد: ومن هنا أخذت حصانة كاملة ضد فيروس مرض المناعة المكتسبة ووصمة العار التي تلاحق المصابين به من المجتمع  فمثلا لم أعد آهبة بما استمع له في هذا الخصوص فلو قال لي احد زملائي المعلمين أنت مصاب بالايدز اقول له نعم وازيد: هذا المرض تكمن خطورته في كذا وكذا.
 الكيفية التي تعايشت بها زوجته
وعن  الكيفية التي تعايشت بها زوجته مع المرض؟ قال: هي اصيبت بالايدز في الجماهيرية الليبية العربية في أعوام سابقة  كانت مستقرة فيها هناك مع زوجها الذي توفي فيما بعد فما كان منها الا العودة الى مسقط رأسها وهو أيضا مجتمع ضيق وغير ملم بخطورة فيروس المناعة  المكتسبة وخوفا من نظرة المجتمع تكتموا عليه وأن كنت الى هذه اللحظة اعاني معها ولكنني تدريجيا ادرب فيها على التأقلم معه رغما عن صغر سنها لذلك تدب بيننا الاشكاليات مابين الفينة والاخري.
انتهاج السلوكيات المخالفة للدين
واسترسل: وصيتي للشباب ان يتسلحوا بالعلم لأنه السلاح  الامضي في محاربة مرض الايدز الفتاك الخطير جدا جدا فهو ينهش في جسد الانسان ومن ثم يهدم الاستقرار الاسري والشباب الواعي هو الذي  يقي نفسه بعدم انتهاج السلوكيات المخالفة للعادات والتقاليد التي لاتنفصل عن الدين الاسلامي لأنه اذا خالف  الشرع سيكون عرضه لاكتساب أخطر مرض في العالم لذلك يجب ان يثقفوا انفسهم  بما يمكن ان يدفعهم في هذا الاتجاه لأنه عليهم تذكر شيء في غاية الاهمية الا وهو أن الضياع سيكون شامل وليس حصرياً وذلك من واقع تجربتي مع هذا المرض الذي تسبب في مرض والدتي ووالدي واربعة  شقيقات يعانين من نظرة المجتمع وهي بأي حال من الاحوال نظرة قاتلة قادت البعض منهن الى الانفصال عن ازواجهن وبالتالي تجدني  خلفت مآسي كثيرة جدا لاسرتي وفقا لاصابتي بمرض الايدز نتيجة للذة لا تتعدي الدقائق المحسوبة على اصابع اليد الواحدة.
حادث مصرع صديقي بعطبرة
وانتقل إلى فحص الايدز قبل الزواج قائلا: تجدني اقف بشدة مع مسألة فحص فيروس المناعة المكتسبة قبل الاقتران بالنصف الحلو تجنبا لانتقال الاصابة من طرف للاخر وان كنت مع خيار الطرفين لكن طالما هو خطر فانه من اوجب الواجبات الاطمئنان قبل الاقدام على هذه الخطوة  طويلة الأمد وان كان هذا المرض ينتقل ايضا بعيدا عن الممارسة الجنسية في كثير من الاحوال كالحقن الملوثة أو المشارط الطبية والى آخره.
انتقال المرض بخلاف الممارسة
 وفي هذا الإطار أجريت لي في وقت سابق عمليات جراحية يمكن ان يكون قد انتقل لي عن طريقها المرض  وذلك خلاف الممارسة الجنسية كذلك على الناس ان تزيل عن اذهانها الفكرة الاخيرة وتسعي الى فحص الايدز حتي يقون انفسهم والمجتمع المحيط بهم.
وفاة صديقي بعد الإصابة
واستشهد بالحادث المروري الذي اصيب فيه هو وصديق له لم يكن مصابا بفيروس مرض المناعة المكتسبة قائلا: كنت مسافرا  مع احدهم فاخلتطت دمائي بدماءه ماحدا بي البكاء عليه شهرين متوالين كان فيها طريح الفرش بالمستشفي في حالة غيبوبة سلم بعدها الروح الى بارئها وعندما كنت ابكي لم أكن أبكي من الحادث انما كنت ابكي خوفا من أن يكتب له الله سبحانه وتعالي عمرا جديدا واذا شاء ذلك فانه كان سيعيش بمرض الايدز الذي انتقل اليه مني وكان الحادث في مدينة عطبرة التي كنا نستقل فيها عربة (بيجو) لذلك ما ان تلقيت نباء وفاته الا  وفرحت لأنه ارتاح من حمل هم الاصابة بفيروس المناعة المكتسبة دون ذنب  يقترفه سوي ان الاقدار وضعتني في طريقه وهو كان انسانا ملتزما ومتزوجا ولديه اطفال  وهذا يؤكد ان مرض الايدز يصيب  الانسان بعيدا عن الممارسة الجنسية وبالتالي  الفحص يدع زوجا المستقبل في الاتجاه السليم القائد الى الاسقرار النفسي الذي يطمئنها على حالتها  الصحية.
الخوف من فحص الايدز
وقال: يبدو ان المفاهيم تتفاوت لدي الجنسين لأن الخوف من فحص الايدز نابع من ان الزوجين يخافان من النتيجة لذلك اتمني  صادقا ان تتغير الى الافضل وهذا الدور منوط به أجهزة الإعلام بتبصير العامة بخطورة فيروس المناعة المكتسبة.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...