السيدة (أ) : الخطوة القادمة إثبات أمومتي والمطالبة بالحقوق المشروعة
الاستمرارية في هذه القضية للحد من ظاهرة الأطفال اللقطاء في السودان
الخرطوم : سراج النعيم
وتستأنف السيدة (أ) ابنة الفنانة المعروفة عرض قصتها المؤثرة جداً من واقع الأعتراف واستخراج شهادة الجنسية أمس الأول وفقاً للمفاوضات التي جرت بعد أن هددت الضحية بكشف أسم والدتها الأصلية للرأي العام بكل شفافية حتي لا تتكرر قصتها مرة أخري ورغماً عن ذلك مازال الوسطاء يواصلون المفاوضات لرسم خارطة طريق للمرحلة القادمة بالنسبة لهذه السيدة التي صمدت طويلاً أمام ما واجهته من تحديات جسام لأثبات نسبها من والدتها الفنانة المعروفة إذ أن لسانها يلهج بالشكر لصحيفة الدار التي تطرقت لهذه القضية الحساسة بمهنية عالية دون التشهير باطرافها من أجل مستقبل الأبن بالتبني التي هي متزوجة حالياً من زوجها الذي لعب دوراً كبيراً في أن تصل هذه القضية للمرحلة الهامة من تاريخ الأحداث بما فيها الماضية والحاضرة والمستقبلية عموماً نحن سعداء بهذا الأنتصار الكبير الذي يضاف إلي إنجازات الصحيفة في معالجة القضايا الاجتماعية ذات الأوجه المتعددة من حيث تشعبها وتعقدها الذي ترك الحيرة تعتلي وجوه كل القراء الذين ظلوا في سؤال دائم عما تتمخض عنه الأيام القادمة وبما أننا عرضنا هذه القضية علي قراء الدار منذ الوهلة الأولي فأنه كان لزاماً علينا اشراكهم في الكيفية التي تم الأعتراف بها واستخراج شهادة الجنسية التي سبقتها شهادة التسنين في وقت سابق وما الاستمرارية في التطرق إليها إلا من أجل الحد من انتشار ظاهرة الأطفال اللقطاء والعمل بصورة جادة لإيجاد الحلول الناجرة لهذه المعضلة وما تخلفه من أثار سالبة في الحاضر والمستقبل علي المجتمع بشكل عام ومن هنا قالت السيدة (أ) : حينما أتناول قضيتي بهذه الجرأة وهذه الشجاعة المستمدة من هذه الصحيفة فأنني أرغب في إيصال فكرتي لأكبر قطاع من المجتمع حتي لايقعوا في براسن هذه البؤرة التي خوضت في إطارها تجربتي المريرة جداً .. والمؤلمة جداً من حيث الوحشة والغربة التي يضعك فيها موقفاً من هذا القبيل الذي يصب رأساً في عدم التصديق لما أطرحه من قصة مثيرة جداً .. ومدهشة جداً من حيث السناريو والتفاصيل فلايمكن أن يخطر ببالك أن تفعل أماً بابنتها فعلاً منافياً للإنسانية والأخلاق الفاضلة فالذي تعرضت له جعلني أضع نصب عيني الأطفال مجهولي الأبوين الذين أكافح وانافح حتي استطيع أن أرسم لهم الطريق الصحيحة نحو المستقبل القريب والبعيد وهذا المستقبل لأبد من أن يكون خالي من المآسي التي لاتدع مجالاً للتفكير بالشكل السليم الذي ظللت في ظله أمدد في المهلة الخاصة بكشف أسم والدتي الفنانة المعروفة في بيوتات الأعراس فكنت كلما انتهيت من مرحلة أنتقل إلي المرحلة التي تليها علي نار هادئة حتي لا أفسد ما بدأته من خطوات جادة اسفرت عما نحن بصدده آنياً وهو ماتمثل في الوسطاء الذين من بنهم خالتي القادمة من خارج البلاد وربما أن الأستجابة لهم هي التي افضت في النهاية إلي أستخراج شهادة الجنسية كمرحلة من مراحل اثبات نسبي من والدتي الفنانة المعروفة ووالدي الذي تم نسبي إليه في الأوراق الثبوتية الرسمية التي اشرت إليها في معرض تناولي لهذه القضية التي منحت في خصوصها من يقودون المبادرة الوفاقية المزيد من الفرص لتقريب وجهات النظر حول طلب النسب الذي وضعته في باديء الأمر على منضدة والدتي الفنانة المعروفة التي رفضت ساعتها الأعتراف بي بل عمدت إلي نسبي إلي الحبشية المستخدمة لديها في المنزل فما أن وجدت الأمور تمضي علي هذا النحو الذي سيعمق الأزمة أكثر وأكثر من ذي أول ما دفعني بالتشاور مع والدتي بالتبني (عائشة) للأتصال بالأستاذ سراج النعيم لعكس هذه الفضية الساخنة للقاريء الكريم كما أنني وضعت ملف القضية بطرف المحامية الخاصة بي لرفع دعوى قضائية لدي محكمة الأحوال الشخصية ولكن المفاوضات الجارية في هذا الإطار المعقد جداً والتي كانت تتعثر في كثير من الأحايين هي لوحدها التي اجلت الإجراءات القانونية.
وتستمر : ومما ذهبت إليه في هذه القصة المؤثرة جداً والتي بموجب تداعياتها أصحبت ضحية منذ ساعتين من تاريخ إنجابي هو ما لم أكن أتصوره في يوم من الأيام لأن حياتي كانت لها طعماً أخراً قبل أن يتم وضعي هذا الموضع الذي خرجت وفقه للحياة من خلال رابط غير شرعي يتمثل في العام 1993م بينما نجد أن الأب الذي نسبت إليه في شهادة الجنسية وشهادة التسنين توفي إلي رحمة مولاه في العام 1990م ما حدا بي الإصرار علي مواصلة رحلة البحث المضني عمن يقنع والدتي الفنانة المعروفة بالاعتراف بي أولاً ثم أخباري بمن هو والدي الذي شارك في هذا الجرم وذلك من واقع أن التجربة عميقة وكبيرة عليّ ولا يمكن إلا أن تهزني حتى الأعماق لأن أول مشهد انطبع في ذاكرتي كالوشم هو مشهد والدتي بالتبني (عائشة) وزوجها الذي مثل دور الأب بأحاسيس ومشاعر نبيلة فلم أحتمل المفاجأة وأنا أرى كل احلامي تنهار إنهياراً مريعاً دون أن أكتب نهاية سعيدة لهذه القصة الحزينة جداً في السناريو والتفاصل وبالتالي ما أنا فيه ليس له معنى سوي معني واحد هو أنني ضائعة.. نعم ضائعة.. ضياع لا رجعه منه وذلك نتيجة فعل لاذنب لي فيه إنما هو ناجم عن خطأ أرتكبه الكبار ولكن في نهاية المطاف نتحمل تبعاته نحن الصغار.
يتيمة صنعتني قسوة المجتمع!
وتضيف : أصبحت علي خلفية ذلك يتيمة صنعتها قسوة المجتمع الذي تدور في فلكه قصتي هذه وتتخذ مكانها ضمن ما يسمى بالمواضيع ذات الاحتياجات الخاصة التي تظل طي الكتمان لأننا نخجل من التطرق إليها خوفاً من الفضيحة وبالمقابل نتجاهل ذلك أو نتعمد التجاهل لاعتبارات لا تمت بصلة للواقع المعاش مما أنتج الأطفال (مجهولي الأبوين) بينما نجد أن الأسباب معقدة وشائكة للدرجة التي تحمل بين طياتها الكثير من الصعوبات التي لايمكن أن تستنتج أو تتنبأ في إطارها بما يمكن أن يخبيئه لك القدر في الغد القريب أو البعيد لذلك أدي هذا الأمر للترجع بالأساس ناحية الأفكار السالبة وهي الأفكار التي قادت إلى الخلفيات المتعلقة بالعادات والتقاليد السودانية السمحة التي لاعلاقة لها بما ذهبت إليه هذه السيدة أو ذلك السيد اللذين نسيا أو تناسيا أنها أي العادات والتقاليد لاتنفصل بأي حال من الأحوال عن الدين الإسلامي الذي تربينا في كنفه حتي أنه اصبح يسري في دماءنا.
قضية تقشعر لها الأبدان
فقضيتي التي أثارت الكثير من ردود الفعل في الرأي العام وتركت الكثير من التساؤلات التي تعاطفت معي من واقع الجرأة والشجاعة التي طرحت بها قضيتي دون عمل رتوش أو مساحيق رغماً عن أنها من القضايا الحساسة جداً وحينما يتم التطرق لها يكون ذلك في حياء وخجل لأنه ينظر إليها من زاوية واحدة لا ثاني لها وهي زاوية الفضيحة مع العلم أن مثل هذه الظواهر السالبة تقشعر لها الأبدان لمجرد أن يأتي ذكرها بمناسبة أو بغير مناسبة فهي ظاهرة يندي لها الجبين خاصة عندما نتعمق في داخلها ونتلمس كل جوانبها السالبة التي فرضت علي واقعا مغايراً فيه الكثير من الهموم والمآسي التي حدت بي أن أيقن إيقاناً تاماً أنني ثمرة الخطيئة التي افرزها جرم الممارسة خارج الرباط الشرعي الذي استدعاني إلي أن أتخيل اشياء لم تكن في الحسبان قبل هذا اليوم فالأمر بدأ عند والدتي الفنانة المعروفة ووالدي غير الشرعي دون مراعاة للعوامل الاجتماعية التي قد تدفعهما للتخلص مني خوفاً من وصمة العار والفضيحة التي جعلتني أعيش في شقاء وتعب واحتراق ومعاناة لاحدود لها ولكنني بالرغم من ذلك أعمل بكل ما أتيت من قوة لإثبات نسبي الذي شهد الكثير من التطورات الجديدة في حياتي علي الصعيد الأسري الذي بدأ في عوالمي دون سابق إنذار لأنه ومنذ أن طرق أذناي همساً من بعض النسوة في مناسبة زواج وأنا في دوامة لا أعرف لها بداية أو نهاية حتى أنني أصبحت علي ضوء ذلك انتقل من مرحلة سيئة إلي مرحلة أسوأ إلي جانب اصطدامي باستخراج شهادة الجنسية والرقم الوطني اللذين وقفا عائقاً في طريقي فلا أم.. ولا أب.. ولا هوية.
الأطفال اللقطاء يفتقدون للإباء
وتبقي قضيتي هذه فريده في نوعها لأنني أواجه في ظلها تيار الجارف تعاونني فيه صحيفة الدار المهمومة بقضايا المجتمع ووالدتي بالتبني (عائشة) وزوجي الذي وقف معي موقفاً روجلياً والأستاذ الشاعر التجاني جاج موسي الذي هو في مقام خالي فشكراً لهم جميعاً لما قدموه لي من دعم لن انساه ما حييت في هذه الدنيا لان قضيتي ككل قضايا الأطفال الذين يتم انجابهم خارج الرباط الشرعي ولكنها اختلفت كون أنني تناولتها عبر هذه الصحيفة لقناعتي التامة بأن الذي جري في وقت ماضي جرم يفتح النوافذ مشرعة للتساؤلات فكلكم تعرفون أن الأطفال اللقطاء يفتقدون للأمهات والإباء مما يقودني إلي طرح السؤال الصعب هل يمكن أن يكون هؤلاء الأطفال مجهولي الأبوين أيتاما لعدم حملهم لعدم انتمائهم إلي هذه الأم أو ذلك الأب التي تمنحهم أو الذي يمنحهم الهوية أم أن الأمر يقتصر على الأطفال الشرعيين الذين تنتقل أمهاتهم إباءهم إلي الرفيق الأعلى؟ بالنسبة لي الإجابة في غاية البساطة وواضحة وضوح الشمس وبديهية من حيث الجوهر والمضمون لذلك أري أن أي طفل أو طفلة لقيط هما من ضمن الأيتام بدون أدني شك لأنهما في المقام الأول والأخير من صنعة البشر الذين لطخوا ماضيهم بدماء الخطيئة فهل هم علي وعي بأنهم تسببوا في مثل هذه الكوارث الناتج عنها تلك الحالات المخالفة لشرع الله سبحانه وتعالي بالمقابل يبقي ذلك الشيء جرم في حق الإنسانية الدين لأنهم لو كانوا علي هدي بهذه الحقيقة ما فكروا في ذلك مجرد التفكير فارتكاب مثل هذه الخطيئة يجلب وصمة العار والفضيحة أن طال الزمن أو قصر لأن المولي عز وجل يمهل ولايهمل ومن هنا تجد أنني علي قناعة راسخة جعلتني لا أطلق علي من ينجبون الأطفال خارج الرباط الشرعي صفة الأمومة والأبوة لأنهم لا يتمتعون بذرة من هذه الصفة التي لا يدركون معناها السامي فالفعل منافي للشرع والقانون لذلك يظل سؤالي قائماً ما ذنبي وذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء حتى ترسم لهم الأمهات وكذلك الإباء واقعاً مغايراً للواقع الذي يمكنه أن يقودهم إلي الطريق القويم الذي خالي من الاشواك التي يضعونها لهم في المستقبل الذي هو يمثل لهم المجهول في كل النواحي الحياتية لذلك كان عليهم أن يسألوا أنفسهم قبل الأقدام علي هذه الخطوة المظلمة كيف ستكون حياتنا إذا أمد الله سبحانه وتعالي في الآجال ألم يسألوا أنفسهم كيف سنعيش في الظلمات ونحن نبحث عن الأمومة والأبوة والهوية المفقودة التي ربما تظل كذلك إلي ما لانهاية في الكثير من الحالات المماثلة ؟!.
ألم تتوقع هذا اليوم المرعب
وتستأنف السيدة (أ) تساؤلاتها في إطار قصتها قائلة : ألم تسأل والدتي الفنانة المعرفة ووالدي غير الشرعي نفسيهما قبل إنجابي أنني سأكون مجهولة النسب لا أم لا أب لا هوية ألم يسألا نفسيهما ما هي الكيفية التي سأرى بها الدنيا وكيف سأتفاعل معها في ظل المتغيرات المفاجئة في حياتي العامة والخاصة وكيف سأتأقلم مع المجتمع الذي أصبح وأنام عليه في قلق وخوف من المصير الذي ينتظرني غداً ؟؟ ألم يكن الأجدي بهما أن يتوقعا مثل هذا اليوم المرعبة ؟؟ ألم يكن يعرفا أنهما اندفعا إلي جرم يفضي في نهاية المطاف إلي هذه الهواجس المخيفة والمستمرة علي مدار ال24ساعة وهي الهواجس التي افرزها الإنجاب غير الشرعي الذي ادفع ثمن خطيئته بتكاليف باهظة من ماضي وحاضر ومستقبل لأن تلك الخطيئة جعلت من مصيري مصيراً مظلماً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني فيما أجد أن هذا المصير الذي يحيط بي من كل جانب لم أتوقعه في يوم من الأيام لأن الظروف التي كنت اركن لها ظروفاً جميلة مازالت ترتسم في ذاكرتي وذلك منذ الطفولة الباكرة ومروراً بمرحلة الصبا ومن ثم الشباب الذي صور أن الحياة مليئة بالغبطة والسرور إلا أن لم يدم طويلاً لأنه وكما يقال دوام الحال من المحال نسبة إلي أن الحمل الخطأ سرق مني تلك اللحظات وهي كانت لحظات صفاء ذهني وراحة بال رافقني إلي أن بلغت من العمر (18عاماً) هو التاريخ الذي بدأت بعده حياتي تأخذ طابعاً أخراً لايمت لما سبقه بصلة ورغماً عن ذلك تقلبت عليه إلي أن تزوجت وساندني زوجي في مسالة إثبات نسبي من والدتي الفنانة المعروفة وفي غمرة ذلك حبلت بطفل أجهضته بمستشفي أمدرمان التعليمي لأن الأزمة التي سيطرت علي حياتي في هذه الفترة كانت أزمة عنيفة جداً أودت بي للخرج من ذلك الحلم الجميل بكل تفاصيله إلى عوالم البكاء الممزوج بالحزن .. وأي حزن هو الذي أصبح يتمدد في دواخلي بصورة لايمكن أن تتصورها مهما حاولت أن أقرب لك صورة من صورة القاتمة التي قادتني للإصابة بذلك الصداع المزمن الذي هو ملازماً لي في كل حركاتي وسكناتي .. وبما أن الأمر يمضي علي هذا النحو فأنني استميحكم عذراً في أن أكرر رسالتي إلي هذه الأم وهذا الأب المفتغرين للإنسانية واللذين أقول لهما : أحلفكما بالله سبحانه وتعالى يا والدتي الفنانة المعروفة ويا والدي غير الشرعي أن تعترفا بيَّ وستجدا مني كل التسامح فأنا الآن أوقن تمام الإيقان أنني ثمرة خطيئتكما وبالرغم من ذلك احتاج إلى حضنيكما اللذين أفتقدتهما على مدى السنوات الماضية خوفاً من الفضيحة وهي الفكرة التي ساعدت في انتشار الظاهرة وهي ظاهرة كلنا شركاء في عدم تلافيها وذلك بمنع الاختلاط المتجاوز للرابط الشرعي الخ حتى لا تنتج مثل هذه الظروف ثماراً مماثلة للثمرة التي يعمد الطرفين للتخلص منها فكم طفل بريء دهسته إطارات السيارات .. وكم طفل عثر عليه ملقياً في صندوق القمامة .. وكم طفلاً تخلصت منه هذه السيدة أو تلك بالطريقة التي تروق لها .. وكم .. وكم .. وكم .. وكم ؟؟
الحديث يطول حول هذا الأمر
وزادت : ولكن هل لكم ان تتخيلوا منظر هذا الطفل أو تلك الطفلة وهما ملفوفان بكيس بلاستيكي ومرميان في برميل خاص بالقمامة!! إلا أن صورتي التي اعكسها لكم آنياً هي صورة من أرشيف الحياة اليومية للأسف الشديد!! فمهما حاولت أن أتجاوز هذه الأزمة العميقة الشائكة والمتشابكة منذ البداية التي كان فيها الخطأ من حيث الصورة المنقولة من ذلك الواقع الذي تجاوز فيه عمري الثامن عشر فلم اعد أقوي على تحمل مثل هذه الصدمة التي أجبرتني على قضاء الليل في قلب مستشفى امدرمان وأنا حبلي بطفلي الأول الذي أجهضته من شدة الحالة التي تملكتني نفسياً حتى أنها نالت مني بالتعب الشديد المفضي من التفكير نهاراً وليلاً وهو التفكير الذي أخذ مني كل مأخذ للدرجة التي نسيت معها نفسي وأصبحت في دوامة لا مفر منها فمنذ اكتشافي لهذه المأساة فلا أنام ملء جفوني من فرط الإرهاق والسهاد الذي لا يداعب معه النوم جفوني اللهم إلا غفوات أصحو بعدها على أصوات تناديني لكي توقظني فلا أكف عن البكاء والصراخ بشكل مزعج.
من أين أتيت بهذا
وتشير إلي أنها ارتسمت على وجهها كل علامات الاستغراب والتعجب والاستفهام و الاندهاش قائلة : من أين أتيت بهذا الذي يسيطر علي حياتي ومن الذي قام بوضعي علي حافة الهاوية؟ بالطبع الإجابة اكتشفتها متأخرة بعد مرور كل هذه السنوات التي تمخض في إطارها نقاش مستفيض وطويل مع والدتي بالتبني (عائشة) التي شرحت لها أن همساً طرق إذناي ومن ذلك الهمس أطرح قضيتي التي ذهبت إليها في معرض تناولي لهذه القضية التي أحاطوني بها إذ أن والدتي الفنانة المعروفة قامت باستغلال الإنسانية التي تكتسي بها والدتي بالتبني (عائشة) لتضعني بطرفها مع وعد منها بالعودة لأخذي في وقت لاحق ولكنها لم تأت إلا بعد أن ذهبت إليها بنفسي بعد 18عاماً رثيت من خلالها علي حالي لأنني كانت في حاجة إليها في تلك الليالي ذات البرودة الشديدة ولكنها لم تكن تأبه بذلك النداء بل تركني بلا رحمة أو رأفة أو وازع ديني يجعلها ترتدع من مغبة ما يجلبه هذا الفعل في المستقبل الذي قادني إلي أن أكون طفلة مسكينة تدفع ثمناً غالياً دون ذنب اقترفه فالأمر يخصني كرضيعه تم التخلي عنه فكم طفل فارق الحياة بعد سويعات من ولادته بعد ان نهشت الكلاب لحمه .. وكم طفل القي به في الطرقات العامة .. وكم .. وكم .. وكم .. من الأطفال الذين راحوا ضحية الإنجاب خارج الرباط الشرعي الذي يواجهون من خلاله مصير الحرمان ونفور المجتمع من مثل تلك الواقعة المفجعة.
رسالة منها لمن يقرأ!!
انقل إليكم الآن هذه الرسالة التي خطط هي حروفها كطفلة فاقدة النسب حيث كتبت من خلال اسطرها ما يلي :
رسالتي هذه تنطق بالحقيقة المرة وتعريها ذلك الواقع المؤلم بدون مساحيق أو رتوش لذلك دعوني القي عليكم تحية الإسلام الخالدة إلا وهي السلام عليكم ورحمه الله تعالي وبركاته ومن ثم أدلف إلي موضوع الرسالة التي تعبر عن أحاسيس ومشاعر عشتها بكل صدق لأنه من الصعب جداً أن تكتب عن مجتمع وأناس لم تعرفهم أتعاشرهم فالفئة آنفة الذكر فئة غريبة عني مع ذلك حاولت التخيل أنني أنتمي لهم ولكن
ولا أعرف ما سيكتبه قلمي عند الانتهاء من الموضوع فالمجتمع ينبذ الأطفال مجهولي الأبوين منذ اليوم الأول الذي ترأي فيه عينيهم النور فكيف لا وأنا مثلاً ولدت مجهول الهوية نعم فأنا لا أعرف أبي ولا أمي ولا هويتي فالمجتمع يطلق علي لقب ( لقيطة ) فلماذا لا يسألون أنفسهم قبل ذلك ما ذنب هؤلاء وما ذنبي إذا اقترف غيرنا الخطأ فلم يكن بيدنا منع حدوث هذا الأمر فلماذا لا تفهمون قصدي يا ترى من وراء عرضي هذه القضية فأنا لم أعد تلك الطفلة الهاربة من منزلها لتجد لها مأوى ولست من أطفال الشوارع المتشردين وإنما أنا من تلك الفئة التي جار عليها أمهات والإباء بفعل محرم شرعاً وقانوناً وليتهم أكتفوا بذلك بل قاموا برمي الأطفال الأبرياء الذين أحبهم الله سبحانه وتعالي فمن ينوب عنهم في الدفاع عن حقوقهم في العيش بصورة كريمة كسائر الأطفال الذين يتم إنجابهم داخل مؤسسة الزواج الشرعية التي ينعمون في ظلها بالتربية والتعليم .. فكم من الأطفال الذين وجدوا أنفسهم عند قارعة الطريق كغيرهم من الأطفال الذين جاءوا إلي الدنيا بصورة عير شرعية لأنه ولو احتضان والدتي بالتبني (عائشة) لكنت الآن طفله ضعيفة تبكي من الجوع والبرد فما كان منها أن أخذوني وأطعموني ودفئوني إلى أن كبرت وأصبحت شابة على مشارف العشرين هكذا كبرت وهكذا درست وهكذا تزوجت ولكنني حالياً أبحث عن الأمل في حضن أمي الفنانة المعروفة وأبي غير الشرعي فهل يستجيبا لي فأنا مثل غيري من الأطفال الذين يعانون من ظلم ونظرة المجتمع السالبة التي لا ترحم ولا تجد لنا العذر بأننا ضحايا تحت أقدام الأمهات والأمهات حتى أننا أصبحنا بمرور الزمن مجموعة أشجان وأحزان مفرطة كثيراً في ألمها ونزفها وقسوتها فأنا مثلاً أدرك أدركاً تاماً أنّ سنوات عمري الماضية وأحداث حياتي الحاضرة الطويلة والمرة وتطورات الأحداث في المستقبل هي جميعاً ليست غير دقيقة واحدة من الرغبة في ارتكاب هذا الجرم بين ذلك الرجل وتلك المرأة الذين هما منحرفان وبالمقابل الطفل اللقيط هو المتهم بجريمة غيره وأن كان لا ذنب له فيها فاللقيط هو الطفل الوحيد الذي لا يستطيع البتة أن ينادي بصدق وحقيقة :
( أبي أمي أختي أخي وإلي أخره ممن تربطه بهم صلة الدم... ) واللقيط هو الطفل الوحيد الذي لم تقبل جبينه والدته أو والده ولم يباركا بمقدمه واللقيط هو الطفل الوحيد الذي لا يحفل بتسميته أو يستحيل أن يسمى على جده واللقيط هو من ألقته أمه في ظلمة الليل وزمهرير البرد وهو لم يزل في يومه الأول أو ساعته الأولى واللقيط هو ذلك الطفل الذي التهمت وجهه الكلاب في إحدى المزابل لأن أمه الرءومة قد مهدته جيداً واللقيط هو الذي يبكي ويفرح وهو الذي يشقى ويسعد وهو الذي يتفوق ويخفق دون أن يحفل أحد بشعوره واللقيط هو الطفل الوحيد الذي لا يسارع الخطى إلى المنزل حتى يشاهد أباه وأمه شهادة التفوق والنجاح
واللقيط هو طفل بائس يعيش على هامش الحياة التعايشية لذلك تكمن المشكلة الحقيقية في تعايش اللقيط الذي يبحث عن فقدانه لحنان الأمومة وعطف الأبوة فالحالة النفسية والوضع الصعب في حكم المجتمع القاسي عليهم تجعلهم أكثر عدوانية !!
ومن استطاع كفالة هؤلاء فقد نال الأجر والثواب بالدنيا والآخرة !!
فاللقيط واللقيطة ليس لهم ذنب فيما حدث لهم !
لقيط أم مهمل متخلى عنه؟
كثيرون لا يحبذون اسم "اللقيط" لحمولته السلبية لأن الطفل مجهول النسب ومجهول الوالدين أو على الأقل مجهول الأب لا جريرة له ولا ذنب في كونه لا يعرف من أتى به إلى هذه الدنيا لكن حتى إن اختلفت التسميات والمصطلحات فإن الواقع واحد وهو واقع ينم عن ظاهرة اجتماعية صارت تؤرق بال كل ذي إحساس إنساني رهيف فما هي الأسباب الكامنة وراء التخلي عن فلذات أكبادنا ليسميهم المجتمع لقطاء؟ وما هي الآثار والعواقب التي قد يحدثها تواجد لقطاء في المجتمع؟
من هو أبي؟
في كثير من الحالات تكون العلاقات خارج إطار الزواج سبباً مباشراً في إنتاج ظاهرة اللقطاء في المجتمع بحيث تكون العلاقة غير الشرعية سائرة في طريقها إلى أن يتفاجأ الطرفان بحمل طارئ فيتملص الرجل لتقع المرأة في ورطة كبيرة تنتهي أحيانا بأن تتخلى عن مولودها لينضاف رقم جديد في قائمة اللقطاء.
ويؤكد أحد الباحثين في علم النفس الاجتماعي على أن العلاقة التي تنشأ خارج وعاء الزواج منبت خصب لتناسل اللقطاء في المجتمع ومفهوم الفضيحة خاصة عند الفتاة والمرأة يكرس هذا الواقع.
وطبيعي أن تفكر الفتاة الحامل من سفاح في أمرين هما: إما إجهاض الجنين أو الاحتفاظ به وإلقائه في أي مكان خال في الشارع ليلتقطه المارة ويكفله أي محسن يربيه ويزيل عنه ما أمكن شوائب "اللقيط"
لقيط بسب الفقر
أول ما ينطق وصف لقيط يتبادر إلى الذهن أنه نتاج علاقة جنسية آثمة يتملص أحد الطرفين أو كلاهما عن تحمل المسؤولية لكن الواقع يشير إلى غير ذلك: "هناك حالات عديدة لأطفال لقطاء مصدرها الفاقة والإملاق لاسيما بالنسبة لأسرة عديدة الأفراد والأبناء ولا تتوفر على الإمكانيات المادية اللازمة لتربية هؤلاء الأولاد فيقع التفكير أحيانا في التخلي عن المولود الجديد ووضعه في أي مكان تخلصا من عبء ثقيل ومصاريف إضافية. وهذه الحالات ما تزال تحدث رغم أنها صارت قليلة جدا أكثر فأكثر في المجتمع العربي.
لقطاء الاغتصاب
ومن الأسباب الشائعة الأخرى التي تفضي إلى تواجد اللقطاء في المجتمع حوادث الاغتصاب الذي ينتج عنها حمل.
وتؤكد إحدى الناشطات في مجال مساعدة النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب أن حوالي 40 إلى 60 في المائة من حالات الاغتصاب بالقوة والذي يصاحبه حمل يتخلين عما ولدن في الأيام الأولى من الولادة ويضعن مواليدهن في أماكن معروفة وبعيدة فيصبح هؤلاء الأولاد والبنات مجرد لقطاء ولقيطات يتحمل المجتمع حالاتهم الصعبة رغم أن لا يد لهم في ما وقع".
وتقل وطأة الفضيحة عند المرأة أو الفتاة المغتصبة التي تتخلى عن وليدها باعتبار أنه ابن الاغتصاب ونتيجة لجريمة فلا تأخذ العاطفة كثيرا المرأة التي تترك ابنها في مكان ما ليأخذه من يحسن إليه.
انتقام وخلاف زوجي!
وهناك أسباب عديدة أخرى تساهم في تراكم ظاهرة اللقطاء مثل انتقام أحد خصوم أو الأسرة فتتم سرقة الرضيع حتى في فضاء المستشفيات وذلك لحرق قلب الزوجة أو الزوج وانتقاما منهما لسبب عائلي أو أي سبب غيره ويذهب به بعيدا وربما يتم تسفيره ليوضع كغيره من اللقطاء أمام باب مسجد أو منزل أو أي مرفق عمومي.
وهناك سبب آخر يتجلى في الخلاف الحاد بين زوجين نتيجة الشك في سلوك كل طرف. وإذا حملت الزوجة قد تتخلى عن وليدها فقط من أجل الانتقام من زوجها وهو سلوك يوضح الخلل النفسي الذي قد يحدث بسبب الشعور بالشك القاتل والمدمر بين الزوجين وربما حمل الزوج الوليد وذهب به بنفسه إلى أي مكان قصي ليرميه هناك ما دام يشك في كونه ابنه حقيقة.
اللقيط عرضة للانحراف
تلعب الأسرة دورا أساسيا في صون الطفل من الاختراقات الخارجية ومن مخاطر أي انحراف وزيغ لكن اللقيط قد لا يجد هذا الحضن الاجتماعي الطبيعي فتؤثر عليه عوامل كثيرة تؤدي به في نهاية المطاف إلى أن يكون منحرفا أو سيئ الخلق.
مؤثرات الرفقة السيئة وقساوة الشارع
ويوضح باحث أكاديمي اجتماعي هذه الفكرة بالقول: "لما لا يجد الطفل اللقيط الأسرة الطبيعية والأصلية التي تردعه عن فعل أشياء قبيحة وتزجره إذا قام بها وتحثه على فعل ما هو حسن وسوي فإنه يفقد بوصلته في الطريق ويتيه في الحياة تحت مؤثرات الرفقة السيئة وقساوة الشارع وظروف الحياة الصعبة فيلجأ إلى الانحراف إما لينسى واقعه كلقيط وهو واقع مأساوي في نظره أو ليؤكد وجوده وقوته يعوض بها نقطة ضعفه: غياب أسرته وجهله بأصله ونسبه".
والأمر نفسه بالنسبة للتعاطي إلى المخدرات. يقول الدكتور محمد عباس نور الدين: "عندما تنتاب شخصيته حالة من عدم التوازن النفسي يبحث عن حلول بديلة تعيد لشخصيته هذا التوازن بحيث يحقق ولو بكيفية وهمية خيالية ما لم يستطع أن يحققه في الواقع. في هذه الحالة يضيف هذا الأخصائي في علمي الاجتماع والنفس يلجأ إلى تعاطي المخدر كي يقطع صلته بالواقع الذي لم يتح له تحقيق ما يطمح إليه ويسبح في عالم من الخيال والأحلام يسمح له ولو عن طريق الوهم والخيال بإشباع رغباته وطموحه وكلما ابتعد عن الواقع أصبح أكثر اعتمادا على المخدر حتى يصل إلى مرحلة الإدمان".
نظرة المجتمع
المجتمع ممثلا في كثير من أفراده لا يرحم اللقيط حتى في نظرته إليه والتعامل معه بريبة وشك قاتل.
ان اعتبار اللقيط إنساناً يثير الشفقة أو اعتباره فرداً غير صالح كلاهما نظرتان قاصرتان ومتجنيتان على اللقيط نفسه.
والمطلوب أن ينظر إليه كشخص مثل الآخرين مع محاولة مساعدته دون إظهار ذلك أمامه. واللقيط يؤكد الأستاذ عبدالله الحياني تربوي ليس دائما منحرفا أو فاشلا
وكذلك الأمر بالنسبة لكل طفل يعتبر لقيطا يمكنه أن يحقق ما لا يحققه طفل عادي بأبوين حاضرين وأسرة طبيعية تمنحه كل الدعم والحنان..
أين يكمن العلاج؟
علاج ظاهرة اللقطاء تمر أساسا بالتزام العفة وعدم الوقوع في حمأة الانحلال الخلقي والفساد والزنا لأنها عوامل رئيسية في توفير اللقطاء وإحداث شرخ في المجتمع.
وهذه العفة لن تتأتى إلا بجهود كبيرة في تعميم الوعي بأهمية الأخلاق الفاضلة وضرورة الزواج والتحصين ومحاربة العلاقات غير الشرعية.
كما أن العلاج يكمن أيضا في الوعي بأهمية نواة الأسرة كعاصم من المخاطر وضامن للحياة الطبيعية وفي تقدير المخاطر الكارثية للإلقاء بفلذات الكبد على جنبات الطريق أو على ضفاف البحار أو أمام الأبواب الخلفية للمساجد.
و ظاهرة اللقطاء ظاهرة خطيرة عرفتها مجتمعات سابقة فكان لها أسوأ الآثار عليها ويجب أن تتنبه إليها الأمة بكل مستوياتها وتساهم في حلها وأول الحلول ألا تيسر السبل التي تؤدي إلى هذه الظاهرة وهي أبواب الزنا والانحراف ثم تنشر الوعي الديني والأخلاقي لكي يعف الناس أنفسهم ويبتعدوا عن الحرام.
وأن هؤلاء اللقطاء يجب أن تتولاهم الأمة بالتربية لينشئوا نشأة صحيحة وإلا ستكون كارثة لا قدر الله.
وهناك أصوات أخرى تنادي بأن الحل لهذه الظاهرة المقلقة يوجد في اهتمام المجتمع المدني من منظمات وجمعيات بفئة اللقطاء وبما تسميه هذه الجمعيات "الأمهات العازبات" أي رعاية الفتيات اللواتي وجدن أنفسهن أمهات بسبب علاقة غير شرعية أو حادث اغتصاب ورعاية أطفالهن ماديا ومعنويا حتى تقف هؤلاء النسوة على أرجلهن كي لا يلجأن إلى الاستغناء عن أبنائهن.
الأطفال مجهولي الأبوين
وطلبت مني إيقاف التسجيل لكي تشاورني فيما تود كشفه من حقائق ..وكان أن استجبت لرغبتها وبعد ان دار بيني وبينها حواراً ساخناً حول مسألة الإفصاح عن اسم والدتها للرأي العام فقلت لها طالما أن هنالك وسطاء تدخلوا لإيجاد الحل فلا تصعدي القضية على هذا النحو ألا في حال تمادت في الإنكار وساعتها لن يلومك أحد فيما أنتي مقدمة عليه ومن هنا التقطت مني قفاز الحديث وهي تطلب مني إدارة التسجيل لتقول كما ترى فإن حكايتي لا تخرج من نطاق التفكك الأسري الذي أأسف فيه على السيدة التي أنجبتني دون وازع ديني منزلقة بالسلوك إلى علاقة جنسية محرمة بأمر الدين الإسلامي وهو الأمر الذي قاد إلى وجود دار للأطفال مجهولي الأبوين بالسجانة وهي تضم في معيتها الأطفال ما بعد المايقوما بعد سن الرابعة وللمعلومية لم أكن أعرف ذلك ولكنني ثقفت نفسي بعد معرفتي بحقيقة وضعي الذي نجوت فيه من الإلقاء بيَّ في حمام أو صندوق زبالة أو بين أنياب الكلاب الضالة أو القطط أو بين ضلفتي ثلاجة الطب الشرعي وهو أمراً تتناقله مجالس المدينة عن الأطفال فاقدي السند (مجهولي الأبوين) أولئك الذين ينجبون ما بين الفينة والأخرى خارج الرابط الشرعي الذي يتم فيه التخلص منهم خوفاً من وصمة العار التي يجلبها هذا الفعل الذي يجعل من تكتب لهم الحياة ان يعيشون في أجواء لا تمت بصلة إلى الأجواء الأسرية فهي بأي حال من الأحوال أمر حيوي ومهم جداً من أجل المستقبل واعتبر أنني محظوظة لإفلاتي من الضياع في ظل مؤشر خطير وجد في كل العصور والأزمات واختلفت طرق معالجته من عصر إلى آخر بل ومن مجتمع إلى آخر نتيجة تفاوت الاختلاف في العادات والتقاليد وفي الثقافات السائدة في المجتمعات.
خارج مؤسسة الزواج الشرعي
واستطردت بعد ان أخذت نفساً طويلاً ثم تنهدت بصوت مرتفع وهي تقول : القضية كلها قضية الخوف من وصمة العار الذي حدا بوالدتي الفنانة المعروفة أن تحبل بيَّ خارج رباط الزوجية الشرعي والذي أوجدتني من خلاله وجلبت في ذات الوقت العار الذي عملت على تفاديه بأنانية لم تراع فيها المصير المحتوم الذي سأؤول إليه في المستقبل مهما طال هذا الابتعاد الذي منحت في إطاره (أسماً) غير حقيقياً لأنه الاسم الذي لم يمنحني إليه والداي الحقيقيين وبالتالي لم أعد قادرة على استخراج الأوراق الثبوتية المتمثلة في الرقم الوطني وشهادة الجنسية وبطاقة لإثبات الشخصية وجواز السفر كما أنني أفتقر إلى الكيفية التي أواجه بها المجتمع المحيط بيَّ لأن المجتمع لا يمتلك ثقافة الوعي بالاعتراف بالأطفال الذين ينتجون خارج مؤسسة الزواج وهي التي تصب رأساً في رباط شرعي. والذي يجب أن تلعب فيه الأجهزة الإعلامية دوراً ريادياً لنشر هذه الثقافة والبحث عن الحلول الهادفة إلى حماية الأطفال من القتل المعنوي والقتل الفعلي بالتخلص منهم أحياء وذلك للحيلولة دون استمرار تجاوز الشرع والقانون لأن الانقياد في هذا الجانب يجعل الأطفال مجهولي الأبوين يواجهون واقعاً مذرياً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وبالمقابل يكون المستقبل مظلم وهذا الظلام يقودهم إلى المعاناة كالمعاناة التي أعانيها في الوقت الحاضر وهي المعاناة التي أفقدتني بشكل سافر حنان الأبوة وعاطفة الأمومة والانتماء الأسري والنسب ومما سلف ذكره كانت النتائج خروجي من الإنتماء إلى الأسرة لذلك طرحت قصتي هذه حتى تكون درساً يستفاد منه في توصيل الرسالة التي توقف ممارسة الجنس بصورة خارجة عن الرابط الشرعي الذي لست مستعدة ان أخسر من خلاله قضيتي العادلة لقد تعلمت ألا أتخلي عن حق كفله ليّ الشرع والقانون وهو الحق الذي يساندني فيه زوجي.
من أي الثمار نبعت
وتسترسل : هذا الوضع المعقد لا ذنب لي فيه هكذا واصلت قائلة : نعم لا ذنب لي في مخالفة والدتي الفنانة المعروفة للشرع
بما ارتكبه والداها من جناية تخالف الدين والقانون نعم هي تعيش وضعاً جيداً في هذا المنزل أو منزل زوجها الذي ارتبط بها منذ عام وهي تجد قلوباً رحيمة وأبا يطوقها بالعطف والحنان ولكن مع ذلك تحتاج إلى أن تعترف بها والدتها الفنانة المعروفة التي سبق وأن رفعنا ضدها دعوى جنائية تمخض عنها التحري معها واستخراج شهادة تسنين باسم زوجها المتوفى في تسعينيات القرن الماضي وهي الشهادة المتناقضة مع تاريخ ميلادها في يوم 4/3/1993م مما يشير إلى أنه ليس والدها لفارق السنوات ما بين الوفاة والإنجاب وأكبر دليل على ذلك هو أنها تحتفظ بشهادة جنسية عم أبناء الفنانة موضوع هذه القضية أليس في هذا اعتراف منه بأن هذه الابنة بالتبني هي أبنه زوجة شقيقه المتوفى كما أنني عثرت على أوراق تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك هذه الحقائق المجردة وهي الآن على إيمان تام بأنها ثمرة الخطيئة ولا تمت بصلة من قريب أو بعيد ليّ ولزوجي سوى أننا تكفلنا بتربيتها على أفضل ما يكون إلى أن تزوجت وإلى ما بعد ذلك ظللنا جميعاً نطوقها بالحب والحنان والمودة ومع هذا وذاك دخلت في دوامة التفكير العميق مسكينة لها حق لم تكن تتصور أن تتبدل حياتها على هذا النحو ما بين يوم وليلة وهو الأمر الذي حدا بها أن تفقد السيطرة على نفسها للدرجة التي أصبحت فيها في حالة نفسية صعبة جداً. وهي تسألني من أي الثمار أنا ولماذا فعلت بيَّ والدتي هذا الفعل الذي جعلني بلا أم و بلا أب وبلا هوية.
الفنانة أنجبتها خارج رباط الزوجية
وأضافت: المشكلة تكمن في أن هذه الفنانة المعروفة أنجبت هذه الشابة خارج رباط الزوجية لذلك لم أكن أتوقع أنها كانت تود التخلص منها خوفاً من المشاكل الاجتماعية التي وجدت في كل العصور والأزمان واختلفت طرق إيجاد الحلول لهذه المعضلة التي تؤرق المجتمعات بصورة عامة من عصر إلى أخر بل ومن مجتمع إلى أخر نتيجة الاختلاف والتنوع الثقافي السائد في هذه المجتمعات ولعل من أصعب القرارات على الإنسان قرار التخلص أو التخلي عن الأطفال ولو كانوا خارج نطاق الشرعية فكيف لأم تفكر علي هذا النحو بعد أن حملتها في أحشائها جنيناً حتى أصبح ينبض بالحركة أمام عينيها بشراً سوياً.
الطفل والخوف من المجتمع
وتسترسل : ومن أهم الأسباب والدواعي القائدة للاتجاه وفقاً إلى ذلك هو النظرة المجتمعية السالبة وبالمقابل يدب في السيدة والسيد المعنيان بهذا الطفل الخوف من المجتمع نتيجة العار والوصمة الاجتماعية جاء بها سالف الذكر إلى الدنيا دون رباط شرعي تقره المعتقدات الدينية السائدة وتسنده الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي تحكم المجتمع في حركاته وسكناته بل يمتد هذا العار ليشمل بقية أفراد الأسرة الأمر الذي يجعل الرغبة في التخلص من الطفل قوية جداً ويمكن أن يقوم بها أي فرد من أفراد الأسرة وأن كان بعيداً عن ارتكاب هذا الجرم ولكنه في النهاية يشمله بأحكام المجتمع وهو الأمر الذي قادني إلى الاحتفاظ بما سطره ليّ وكيل النيابة في الإجراءات التي حققت فيها الشرطة وهو التحقيق الذي ذهبت إثره إلي والدتي الفنانة المعروفة وأنا علي قناعة تامة بأن من شاركها الجرم قريب إلا أن فكرة الرفض مازالت قائمة بالرغم من العمل الجاد لاستخراج الجنسية الذي أطرح في إطارها هذه القضية من خلال هذه الصحيفة التي تهتم بالقضايا الإنسانية إلى أن تجد لها الحل.
استخراج شهادة الجنسية
وتواصل في سرد الحكاية التي تمتاز بالغموض والغرابة في آن واحد لما تحمله من تداعيات مازالت تلقي بظلالها السالبة على وهي الظلال التي كفاني الله سبحانه تعالى شر الانضمام وفقها في ذلك الوقت إلى دار المايقوما التي يصل إليها الأطفال (مجهولي الأبوين) من الجنسين بعددية كبيرة خوفاً من العار والوصمة المجتمعية للحمل والولادة خارج رباط الزوجية وهو الفعل الذي تجلبه هذه السيدة أو تلك للأسر وهي من ابرز أسباب التخلي أو التخلص من هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يتم إيداعهم في دار الإيواء بموجب أمر من الشرطة أو وكالة النيابة أو المحكمة ويمنح الطفل أو الطفلة منذ الوهلة الأولى للدخول (أسماً ) كما يمنح اسم والديه الحقيقيين ان توفر وإلا يمنح اسم والدين وهميين ثلاثياً ويتم تسجيل الأطفال في السجل العام للمواليد ووفقاً لذلك يعطي شهادة ميلاد أما.
وتضيف : إنني أعرف والدتي الفنانة المعروفة وأعرف أهلها جدياً بعد أن اكتشفت حقيقتي التي أودعت في إطارها أمانة لفترة زمنية محددة لدي والدتي بالتبني (عائشة) ولكن بكل أسف انقضت الأيام والشهور والسنوات إلي أن وصلت سن الثامنة عشر ولم تأتٍ لكي تأخذني في أحضانها وتطوقني بالحب والمودة والحنان إلي جانب أنها لم تسأل عني ما استدعى زوج شقيقة والدتي بالتبني لفتح بلاغ جنائي بقسم شرطة الحارة العاشرة مطالباً فيه بإعادتي وأنا طفلة صغيرة إلى والدتي الأصلية الفنانة المعروفة وكان ان حققت الشرطة وقتئذ مع السيدة أنفة الذكر لاستبيان أين تكمن الحقيقة ؟
المسلسل مستمر منذ سنوات
وتستطرد : وبما أنني كانت في حاجة إلى أيادي دافئة تحملني بين الذراعين نسبة إلي أنني مازلت أحبو لتعلم المشي من أجل المستقبل الذي رسمته لي والدتي بلا أخلاق بلا إنسانية فما كان من والدتي بالتبني (عائشة) إلا وأن تمد إلي هذه الأيادي الدافئة وذلك انطلاقاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) ولقوله تعالى في كتابه العزيز : (وأما اليتيم فلا تقهر) وذلك للحيلولة دون ضياعي فالخطأ لا يعالج بخطأ أكبر منه وهو الشيء الذي حدا بوالدتي بالتبني تجنب معرفتي بحقيقة أنني ليست أبنتها من الإنجاب إنما بالتبني خوفاً علي من ردة الفعل بعد مضي كل هذه السنوات التي عمدت من خلالها إلي أن تخفي عني ما جري في ذلك الزمن الماضي الغابر هكذا بقي المشهد بهذه الصورة وهو مشهد جميل ظل مقيماً في المخيلة دون أن يبرحها قيد أنمله ولكن هذه الصورة لم تدم طويلاً نتيجة التطورات الجديدة التي طرأت في حياتي بشكل مفاجئ وأخذت تدفعني نحو أن أفكر جدياً لوضع حد لمعاناتي لأنه وكلما تأخر الحل المتمثل في اعتراف والدتي الفنانة المعروفة تسوء حالتي النفسية للدرجة التي أفكر فيها اتخاذ القرار الصعب جداً لكي لا تطاردني النظرات السالبة في حلي وترحالي وهي نظرات تخفي بين طياتها الأسئلة التي لاأملك لها الإجابة الشافية التي لا تجعلني أتواري خجلاً مما أدى بي أن لا أنام إلا بعد ان تتناول المهدئات وهي ليست علاجاً ناجعاً لهذه الإشكالية فالتخيلات التي ترتسم في ذهني آنياً لم تكن تخطر ببالي من قريب أو بعيد لأنها ليست مجرد صدفة عابرة إنما هي مسلسل مستمر معي بلا نهاية وبالتالي من أصعب الأشياء في هذه الدنيا أن تتفاجأ بعد هذا العمر أنك تعيش في وهم كبير.
عائشة والدة أبنه الفنانة بالتبني
وكشفت السيدة عائشة عبدالرحمن عبدالله والدة الشابة بالتبني والتي تطلب نسب والدتها الفنانة المعروفة بعد (18 عاماً) كشفت في وقت لاحق تفاصيل جديدة حول القضية التي أثارت ردود أفعال متباينة على كافة المستويات والأصعدة خاصة وأن المفاجأة كانت مذهلة بالنسبة للضحية فتخيل أنك تكتشف وبدون مقدمات أنك نتاج ثمرة الخطيئة في مناسبة زفاف .. بكل تأكيد تسيطر على تفكيرك هواجس من أنا ومن هي والدتي وأين هو والدي ؟؟ حتى تبعد عن نفسك الألقاب التي تطلق على مجهولي النسب الذين يصعب دمجهم في المجتمع نسبة إلى النظرة السالبة وهي نظرة الرفض رغماً عن تعاطف البعض ولكن هذا التعاطف ليس علاجاً جذرياً لأنه وحده لا يكفي وبالتالي هذه الشابة من حقها أن تعترف بها والدتها الفنانة المعروفة لأنها اصطدمت باستخراج شهادة الجنسية والرقم الوطني.. والاعتراف بالنسب يجعلها تندمج مع باقي شرائح المجتمع بشكل أكثر تفاعلاً من ناحية الاستقرار في عش الزوجية والدراسة الأكاديمية .. لذلك قررت أن أخوض هذه المعركة حتى اثبت لابنتي بالتبني حقيقة والدتها التي سلمتني إليها وهي طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها الساعتين ..وهو الأمر الذي لدى فيه شهود سآتي بهم في الإجراءات القانونية التي شرعنا في اتخاذها وسوف نستمر في ذلك حتى لو اضطررنا إلى استخدام الحمض النووي والذي يدل على معرفة أهالي الأطفال اللقطاء من الجنسين الذكور والإناث وهو يتيح الفرصة لمعرفة الأبوين المجهولين والحد من تزايد هذه الظاهرة بسبب ضعف الوازع الديني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق