ابنة الفنانة المعروفة طالبة نسب والدتها |
وساطات لعدم كشف اسم الأم التي انتهت مهلتها اليوم (الخميس)
عائشة والدة ابنة الفنانة المعروفة |
وضع شهادة التسنين في ملف القضية وتهيئة الشهود توطئة لرفع الدعوى القضائية
رسالة مؤثرة تبعث بها إلى المجتمع لإيقاف تمدد ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين
الخرطوم : سراج النعيم
في خطوة مفاجئة قررت السيدة (أ) ابنة
الفنانة المعروفة تمديد المهلة التي تنتهي اليوم (الخميس) إلى أسبوع من تاريخه لإعطاء
الوسطاء فرصة لتقريب وجهات النظر في طلب النسب الذي وضعته في الأيام الفائتة على
منضدة المحامية التي أوكلت لها الإنابة عنها في كافة درجات التقاضي الحافظة
لحقوقها الشرعية والقانونية وهي الحقوق التي شرعت في إطارها المستشارة القانونية
في رفع دعوى قضائية بطرف محكمة الأحوال الشخصية مستندة فيها على شهادة مجموعة من
الشهود الذين عاصروا لحظات تسليم الضحية إلى والدتها بالتبني وهي لا يتجاوز عمرها
الساعتين كما إنها دفعت بشهادة التسنين المستخرجة إليها في وقت لاحق على أساس أنها
خرجت إلى الدنيا من خلال رابط شرعي يتمثل في زوجها المتوفي في العام 1990م بينما أنجبت
هي في العام 1993م الأمر الذي استدعاها إلى سبر أغوار النفس المائجة بالضبابية
والتناقض والاضطراب .. فالتجربة عميقة وتدع كل إنسان يعاني معاناة كبيرة بحيث تشدك
إلى هذه القصة المثيرة جداًَ في التفاصيل والسيناريو خاصة وأنها تبرز من وسط
الزحام وهي تحمل في حناياها مرارة الدنيا والتجربة لتخرج السيدة (أ) إلى هذه الحياة
وهي على قناعة بأنها ثمرة الخطيئة .. فأين الحقيقة .. شيء لا يمكن إلا أن يهزك حتى
الأعماق . فلا تتحمل تطورات هذا المناخ الجديد الجاد والصارم الذي بدل الواقع رأساً
علي عقب .. هكذا نشأت .. هكذا كبرت .. هكذا المشهد لا يتبدل .. وصار هاجساً أغرقها
في دوامة التفكير بحثاً عن الحلول الناجزة عن أم ماتت منذ ميلادها قبل سنوات وسنوات
وعاشت في مناخ لا موضع فيه للابتذال الاجتماعي لان أول مشهد انطبع في ذاكرتها
كالوشم هو مشهد والدتها بالتبني (عائشة) وزوجها الذي مثل دور الأب هكذا بدأت
حياتها وهي مازالت طفلة مستقرة إلى أن كبرت وطرق أذنيها همساًَ من بعض الفتيات
يشرن فيه إلى أنها لقيط .فلم تحتمل هذا الهمس فما كان منها إلا أن تواجه والدتها
بالتبني بهذه الحقيقة مما حدا بها الإعتراف .. وحتى تلك اللحظة لم تكن الابنة
الصغيرة مصدقة أنها أصبحت مابين يوم وليلة مشردة في إيقاع داخلي حزين ذو أحاسيس
ومشاعر مليئة بزخم الحياة الصاخبة التي احتشدت في مخيلتها فلم تتحمل المفاجأة وهي
ترى وتحس أن نهايتها كيف تعيد ترجمة الرواية الغريبة التي لم يسبق لها أن قرأتها
رغماً عن التعليم الأكاديمي الذي تلقته برؤية جديدة ومنظر مختلف هو ما أدى بها أن
تسأل أي شخص يفسر لها الرواية برؤية جديدة ولكن النتيجة تتطلب إعادة كتابة التاريخ
حتى تستطيع الإجابة على الأسئلة الصعبة من هي ومن هو والدها الذي ارتكب هذا الجرم
خارج الرابط الشرعي الذي حدده الدين الإسلامي.
أيقنت أنني ثمرة الخطيئة
وبدموع تتساقط مدراراً وحزن عميق يطل
من العينين قالت السيدة (أ) وهي تتحدث بصورة متقطعة: يخيل إلىَّ أن الأمر بدأ عند
والدتي الفنانة المعروفة كنزوة لم تراع فيها العوامل الاجتماعية التي شيدت فيها
مدينتي الصغيرة فأصبحت حياتي كلها شقاء وتعب واحتراق ومعاناة ولهث لإثبات نسبي
الذي وقفت في طريقه شهادة الجنسية واستخراج الرقم الوطني .. ألم تسأل نفسها وهي
تمارس الفاحشة كيف سأرى الدنيا ،، وكيف سأتفاعل معها ؟؟ ألم تكن تتوقع مثل هذا
اليوم المرعب الذي ظل ملازماً ليّ مجيئاً وذهاباًَ .. ألم تكن تعرف أنها ساذجة لا بل
غبية حينما اندفعت نحو ان تحبل بيَّ .. فأنا الآن ادفع ثمن الخطيئة .. وهي الخطيئة
التي جعلتني أتقطع وأتعذب من هذا المصير المظلم الذي لم أتوقعه من قريب أو بعيد ولم أتصور أنه سيمزق الصورة الجميلة التي كانت
مرتسمة في ذاكرتي وأنا صغيرة كنت إلى وقت قريب سعيدة ولكن هذه السعادة لم تدم
كثيراً .. فالحمل الخطأ سرق مني لحظات صفاء ذهني وراحة بال مهما وصفته لم ولن
تتصوره .. خرجت من ذلك إلى البكاء الممزوج بالحزن .. وأي حزن هو الذي أصبح يتمدد
في دواخلي حتى أن الصداع يلازمني في حلي وترحالي .. ورغماً عن ذلك قلت لنفسي أحلفك
بالله العلي القدير ان تصبريني على هذه المصيبة .. وبالتالي أحلفك بالله سبحانه
وتعالى يا والدتي الفنانة المعروفة أن تعترف بيَّ وستجدي مني كل التسامح فأنا الآن
أوقن تمام الإيقان أنني ثمرة الخطيئة .. وبالرغم من ذلك احتاج إلى حضنك الذي
أفتقده على مدى السنوات الماضية خوفاً من الفضيحة .. وهي الفكرة التي ساعدت في
انتشار الظاهرة .. وهي ظاهرة كلنا شركاء في عدم تلافيها وذلك بمنع الاختلاط
المتجاوز للرابط الشرعي للوظيفة الاجتماعية العمل والدراسة والزمالة ...الخ حتى لا
ينتجون لهذه الحياة ثمار مثل هذه الثمرة التي يعمد الطرفين للتخلص منها في ظل
تراخي العادات والقيم الإنسانية الضابطة للسلوكيات المجتمعية . فكم طفل بريء دهسته
إطارات السيارات .. وكم طفلاً تخلصت منه هذه السيدة أو تلك بالطريقة التي تروق لها
.. وكم .. وكم ..وكم ؟؟
الأطفال مجهولي الابوين
وطلبت مني إيقاف التسجيل لكي
تشاورني فيما تود كشفه من حقائق ..وكان أن استجبت لرغبتها وبعد ان دار بيني وبينها
حواراً ساخناً حول مسألة الإفصاح عن اسم والدتها للرأي العام فقلت لها طالما أن
هنالك وسطاء تدخلوا لإيجاد الحل فلا تصعدي القضية على هذا النحو ألا في حال تمادت
في الإنكار وساعتها لن يلومك أحد فيما أنتي مقدمة عليه .. ومن هنا التقطت مني قفاز
الحديث وهي تطلب مني إدارة التسجيل لتقول .. كما ترى فإن حكايتي لا تخرج من نطاق
التفكك الأسري الذي أأسف فيه على السيدة التي أنجبتني دون وازع ديني منزلقة
بالسلوك إلى علاقة جنسية محرمة بأمر الدين الإسلامي .. وهو الأمر الذي قاد إلى
وجود دار للأطفال مجهولي الأبوين بالسجانة وهي تضم في معيتها الأطفال ما بعد
المايقوما بعد سن الرابعة وللمعلومية لم أكن أعرف ذلك ولكنني ثقفت نفسي بعد معرفتي
بحقيقة وضعي الذي نجوت فيه من الإلقاء بيَّ في حمام أو صندوق زبالة أو بين أنياب
الكلاب الضالة أو القطط أو بين ضلفتي ثلاجة الطب الشرعي .. وهو أمراً تتناقله
مجالس المدينة عن الأطفال فاقدي السند (مجهولي الأبوين) أولئك الذين ينجبون ما بين
الفينة والأخرى خارج الرابط الشرعي .. الذي يتم فيه التخلص منهم خوفاً من وصمة
العار التي يجلبها هذا الفعل الذي يجعل من تكتب لهم الحياة ان يعيشون في أجواء لا
تمت بصلة إلى الأجواء الأسرية .. فهي بأي حال من الأحوال أمر حيوي ومهم جداً من
أجل المستقبل .. واعتبر أنني محظوظة لإفلاتي من الضياع في ظل مؤشر خطير وجد في كل
العصور والأزمات واختلفت طرق معالجته من عصر إلى آخر بل ومن مجتمع إلى آخر نتيجة
تفاوت الاختلاف في العادات والتقاليد وفي الثقافات السائدة في المجتمعات.
خارج مؤسسة الزواج الشرعي
واستطردت بعد ان أخذت نفساً طويلاً
.. ثم تنهدت بصوت مرتفع وهي تقول : القضية كلها قضية الخوف من وصمة العار الذي حدا
بوالدتي الفنانة المعروفة أن تحبل بيَّ خارج رباط الزوجية الشرعي والذي أوجدتني من
خلاله وجلبت في ذات الوقت العار الذي عملت على تفاديه بأنانية لم تراع فيها المصير
المحتوم الذي سأؤول إليه في المستقبل مهما طال هذا الابتعاد الذي منحت في إطاره
(أسماً) غير حقيقياً لأنه الاسم الذي لم يمنحني إليه والداي الحقيقيين وبالتالي لم
أعد قادرة على استخراج الأوراق الثبوتية المتمثلة في الرقم الوطني وشهادة الجنسية
وبطاقة لإثبات الشخصية وجواز السفر .. كما أنني أفتقر إلى الكيفية التي أواجه بها
المجتمع المحيط بيَّ لأن المجتمع لا يمتلك ثقافة الوعي بالاعتراف بالأطفال الذين
ينتجون خارج مؤسسة الزواج وهي التي تصب رأساً في رباط شرعي. والذي يجب أن تلعب فيه
الأجهزة الإعلامية دوراً ريادياً لنشر هذه الثقافة والبحث عن الحلول الهادفة إلى
حماية الأطفال من القتل المعنوي والقتل الفعلي بالتخلص منهم أحياء وذلك للحيلولة
دون استمرار تجاوز الشرع والقانون لأن الانقياد في هذا الجانب يجعل الأطفال مجهولي
الأبوين يواجهون واقعاً مذرياً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. وبالمقابل يكون
المستقبل مظلم وهذا الظلام يقودهم إلى المعاناة كالمعاناة التي أعانيها في الوقت
الحاضر ..وهي المعاناة التي أفقدتني بشكل سافر حنان الأبوة وعاطفة الأمومة
والانتماء الأسري والنسب .. ومما سلف ذكره كانت النتائج خروجي من الإنتماء إلى
الأسرة لذلك طرحت قصتي هذه حتى تكون درساً يستفاد منه في توصيل الرسالة التي توقف
ممارسة الجنس بصورة خارجة عن الرابط الشرعي الذي لست مستعدة ان أخسر من خلاله
قضيتي العادلة .. لقد تعلمت ألا أتخلي عن حق كفله ليّ الشرع والقانون وهو الحق
الذي يساندني فيه زوجي.
أثارت ردود أفعال متباينة
وكشفت السيدة عائشة عبدالرحمن عبدالله والدة الشابة التي
تطلب نسب والدتها الفنانة المعروفة بعد 18 عاماً . كشفت تفاصيل جديدة حول القضية
التي أثارت ردود أفعال متباينة على كافة المستويات والأصعدة خاصة وأن المفاجأة
كانت مذهلة بالنسبة للضحية فتخيل أنك
تكتشف وبدون مقدمات أنك نتاج ثمرة الخطيئة في مناسبة زفاف .. بكل تأكيد تسيطر على
تفكيرك هواجس من أنا ومن هي والدتي وأين هو والدي ؟؟ حتى تبعد عن نفسك الألقاب
التي تطلق على مجهولي النسب الذين يصعب دمجهم في المجتمع نسبة إلى النظرة السالبة
وهي نظرة الرفض رغماً عن تعاطف البعض ولكن هذا التعاطف ليس علاجاً جذرياً لأنه
وحده لا يكفي وبالتالي هذه الشابة من حقها أن تعترف بها والدتها الفنانة المعروفة
لأنها اصطدمت باستخراج شهادة الجنسية والرقم الوطني.. والاعتراف بالنسب يجعلها
تندمج مع باقي شرائح المجتمع بشكل أكثر تفاعلاً من ناحية الاستقرار في عش الزوجية
والدراسة الأكاديمية .. لذلك قررت أن أخوض هذه المعركة حتى اثبت لابنتي بالتبني
حقيقة والدتها التي سلمتني إليها وهي طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها الساعتين ..وهو
الأمر الذي لدى فيه شهود سآتي بهم في الإجراءات القانونية التي شرعنا في اتخاذها
وسوف نستمر في ذلك حتى لو اضطررنا إلى استخدام الحمض النووي والذي يدل على معرفة
أهالي الأطفال اللقطاء من الجنسين الذكور والإناث وهو يتيح الفرصة لمعرفة الأبوين
المجهولين والحد من تزايد هذه الظاهرة بسبب ضعف الوازع الديني.
من أي الثمار نبعت
هذا الوضع المعقد لا ذنب لهذه الابنة بالتبني ذنباً فيه
.. هكذا واصلت قائلة : نعم لا ذنب لها بما ارتكبه والداها من جناية تخالف الدين
والقانون . نعم هي تعيش وضعاً جيداً في هذا المنزل أو منزل زوجها الذي ارتبط بها
منذ عام .. وهي تجد قلوباً رحيمة وأبا يطوقها بالعطف والحنان ولكن مع ذلك تحتاج
إلى أن تعترف بها والدتها الفنانة المعروفة التي سبق وأن رفعنا ضدها دعوى جنائية
تمخض عنها التحري معها واستخراج شهادة تسنين باسم زوجها المتوفى في تسعينيات القرن
الماضي وهي الشهادة المتناقضة مع تاريخ ميلادها في يوم 4/3/1993م مما يشير إلى أنه
ليس والدها لفارق السنوات ما بين الوفاة والإنجاب . وأكبر دليل على ذلك هو أنها
تحتفظ بشهادة جنسية عم أبناء الفنانة موضوع هذه القضية أليس في هذا اعتراف منه بأن
هذه الابنة بالتبني هي أبنه زوجة شقيقه المتوفى كما أنني عثرت على أوراق تؤكد بما
لا يدع مجالاً للشك هذه الحقائق المجردة ..وهي الآن على إيمان تام بأنها ثمرة
الخطيئة ولا تمت بصلة من قريب أو بعيد ليّ ولزوجي سوى أننا تكفلنا بتربيتها على
أفضل ما يكون إلى أن تزوجت وإلى ما بعد ذلك ظللنا جميعاً نطوقها بالحب والحنان
والمودة .. ومع هذا وذاك دخلت في دوامة التفكير العميق .. مسكينة لها حق .. لم تكن
تتصور أن تتبدل حياتها على هذا النحو ما بين يوم وليلة .. وهو الأمر الذي حدا بها
أن تفقد السيطرة على نفسها للدرجة التي أصبحت فيها في حالة نفسية صعبة جداً. وهي
تسألني من أي الثمار أنا ولماذا فعلت بيَّ والدتي هذا الفعل الذي جعلني بلا أم و
بلا أب وبلا هوية.
الفنانة أنجبتها خارج رباط الزوجية
وأضافت: المشكلة تكمن في أن هذه الفنانة المعروفة أنجبت
هذه الشابة خارج رباط الزوجية لذلك لم أكن أتوقع أنها كانت تود التخلص منها خوفاً
من المشاكل الاجتماعية التي وجدت في كل العصور والأزمان واختلفت طرق إيجاد الحلول
الناجزة لهذه المعضلة التي تؤرق المجتمعات بصورة عامة من عصر إلى أخر بل ومن مجتمع
إلى أخر نتيجة الاختلاف والتنوع الثقافي السائد في هذه المجتمعات .. ولعل من أصعب
القرارات على الإنسان قرار التخلص أو التخلي عن الأطفال ولو كانوا خارج نطاق
الشرعية .. فكيف لأم تفكر في التخلص من طفلتها التي حملتها في أحشائها جنيناً حتى
أصبح ينبض بالحركة أمام عينيها بشراً سويا ومن أهم الأسباب والدواعي القائدة
للاتجاه وفقاً إلى ذلك هو النظرة المجتمعية السالبة وبالمقابل يدب في السيدة التي
تنجب الطفل الخوف من المجتمع نتيجة العار والوصمة الاجتماعية التي تلحق بالفرد
الذي ينجب طفلاً أو طفلة مثل حالة ابنتي بالتبني تماماً إذ أنها جاءت إلى هذه
الدنيا دون رباط شرعي تقره المعتقدات الدينية السائدة وتسنده الأعراف والتقاليد
الاجتماعية التي تحكم المجتمع في حركاته وسكناته بل يمتد هذا العار ليشمل بقية
أفراد الأسرة الأمر الذي يجعل الرغبة في التخلص من الطفل قوية جداً ويمكن أن يقوم
بها أي فرد من أفراد الأسرة وأن كان بعيداً عن ارتكاب هذا الجرم ولكنه في النهاية
يشمله بأحكام المجتمع . وهو الأمر الذي قادني إلى الاحتفاظ بما سطره ليّ وكيل
النيابة في الإجراءات التي حققت فيها الشرطة وهو التحقيق الذي ذهبت إثره هذه
الابنة المغلوب على أمرها معهم إلا أن فكرة رفضها مازالت قائمة .. الأمر الذي
دفعنا إلى طرح هذه القضية على الرأي العام من خلال هذه الصحيفة التي تهتم بالقضايا
الإنسانية إلى أن تجد لها الحل.
استخراج شهادة الجنسية
وتواصل في سرد الحكاية التي تمتاز بالغموض والغرابة في
آن واحد لما تحمله من تداعيات مازالت تلقي بظلالها السالبة على الابنة بالتبني
التي كفاها الله سبحانه تعالى شر الانضمام
في ذلك الوقت إلى دار المايقوما التي يصل إليها الأطفال من الجنسين بعددية كبيرة
خوفاً من الوصمة المجتمعية للحمل والولادة خارج رباط الزوجية والعار الذي تجلبه
للأسر والأمهات وهي ابرز أسباب التخلي أو التخلص من هؤلاء الأبرياء الذين يتم
إيداعهم في دار الإيواء بموجب أمر من الشرطة أو وكالة النيابة أو المحكمة ويمنح
الطفل أو الطفلة منذ الوهلة الأولى للدخول (أسماً ) كما يمنح اسم والديه الحقيقيين
ان توفر وإلا يمنح اسم والدين وهميين ثلاثياً ويتم تسجيل الأطفال في السجل العام
للمواليد ووفقاً لذلك يعطي شهادة ميلاد أما شهادة الجنسية والبطاقة الشخصية وجواز
السفر فيتم ذلك عبر وزارة الداخلية.
ومن هنا تقوم وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم
بتوفير دور الإيواء للأطفال مجهولي الأبوين وتقدم لهم الوزارة كافة الخدمات
الغذائية والعلاجية التي يحتاجونها في هذه الظروف الطارئة التي يمرون بها ضف إلى
أن مهمتهما أيضاً العمل على دمجهم في المجتمع من خلال توفير الأسر البديلة.. هذا
بالنسبة للأطفال في بداياتهم .. ولكن ماذا عن ابنتي بالتبني التي عرفت بهذا الأمر
بعد ان تجاوزت تلك المرحلة العمرية بكثير .. ولم يكن وارداً ان أوضح لها هذه
الحقيقة لأنني استلمتها من والدتها الفنانة المعروفة وهي طفلة لا يتجاوز عمرها
الساعتين من تاريخ الإنجاب ..وهو التاريخ الذي اعترض فيه زوج شقيقتي على الفكرة من
أساسها وقالي ليَّ: ياعائشة السيدة التي أودعت عندك هذه الطفلة كانت متزوجة وأنجبت
من ذلك الزوج الأبناء .. لذا يجب أن تأتي لتأخذها في الحال فقلت له : إنني أعرفها
وأعرف أهلها جدياً وهي أكدت أنها أمانة لفترة زمنية محددة ولكن بكل أسف لم تأتٍ أو
تسأل عنها ما استدعى زوج شقيقتي إلى فتح بلاغ جنائي بقسم شرطة الحارة العاشرة
مطالباً فيه بإعادة هذه الطفلة إلى والدتها الأصلية وكان ان حققت الشرطة وقتئذ مع
هذه المرأة لاستبيان أين تكمن الحقيقة ؟
المسلسل مستمر منذ سنوات طويلة
واسترسلت عائشة الوالدة بالتبني : وبما أنها كانت في
حاجة إلى أيادي دافئة تحملها بين الذراعين.. فما كان مني إلا وأن أمد إليها هذه الأيادي
. انطلاقاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في
الجنة) ولقوله تعالى في كتابه العزيز : (وأما اليتيم فلا تقهر) وذلك للحيلولة دون
ضياع هذه الطفلة البريئة فالخطأ لا يعالج بخطأ أكبر منه .. وهو الشيء الذي حدا
بيَّ تجنب معرفتها بما جري في ذلك الزمن الماضي .. وبقي هذا المشهد في المخيلة دون
ان يبرح مكانه قيد أنمله ونسبة إلى هذه التطورات الجديدة أخذت أفكر في وضع حد
لمعاناة ابنتي بالتبني وكلما تأخر الحل
المتمثل في اعتراف هذه الفنانة المعروفة تسوء الحالة النفسية لها و تفكر في اتخاذ
القرار الصعب جداً حتى لا تطاردها النظرات التي تخفي بين طياتها الأسئلة ..وهي
بدورها لا تملك الإجابة مما أدى بها أن لا تنام إلا بعد ان تتناول المهدئات وهي
ليست علاجاً ناجعاً لهذه الإشكالية فالتخيلات التي ترتسم في ذهنها آنياً لم تكن في
خاطرها مجرد صدفة عابرة إنما هي مسلسل مستمر منذ سنوات طويلة. فمن أصعب الأشياء في
هذه الدنيا أن تتفاجأ بعد هذا العمر أنك تعيش في وهم كبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق