نزار رميت صديق الفنان النادر والاستاذ سراج النعيم |
رميت: سائق الشاحنة ينجب مولوداً يطلق عليه اسم الراحل ويؤدي واجب العزاء بالفتيحاب
هذا هو سر شقة نادر خضر بالقاهرة وقطعة الأرض بالفتيحاب والمشاريع التجارية.
لم يكن ينوي الزواج قريباً وهذه حقيقة الفنان النادر مع أولاد الشوارع
الخرطوم : سراج النعيم
حيدر محجوب بتحدث للزميل سراج النعيم |
فنان الشباب الراحل نادر خضر |
يكاد الحادث المروري البشع الذي تعرض له فنان الشباب نادر خضر ومرافقيه محمد الطيب عبدالرحمن مختار ووليد ياسين وفارس التوم يكاد ان يكون فريداً من نوعه في الحوادث المرورية التي شهدها طريق التحدي القومي الذي اتخذوه مساراً لعودتهم من مدينة عطبرة .. فهو قد تعرض للحد الأقصى من الإثارة اللاحقة للسيناريوهات التي رسمت في إطاره بصورة تجاوزت ما هو متوقع وفي نفس الوقت كانت إرادة الحياة داخل كل واحد منهم تقاوم تلك التداعيات .. خاصة الفنان (النادر) الذي نحت في الصخر لإثبات نفسه وتقديم أوراق اعتماده كفنان ملأ البصر .. هكذا صنع مشواره بحبه للفن معلناً عن موهبته وهوايته التي مارس في ظلها الحب إلي الحركة الفنية بالصورة التي ترضي طموحاته وأخلاقه ومع هذا وذاك كان في مرات قليلة ونادرة جداً يتحدث فيها للصحف كالذي تم بالضبط في سلسلة (نجم ومعجبون في الدار ) السلسلة المستحدثة من بنات أفكار الأستاذ احمد البلال الطيب رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير الزميلة (أخبار اليوم ) فقد كان نادر خضر يري أن أعماله هي خير رسالة للجمهور وأن الأحاديث الصحفية قد تفسد الود بينه وزملائه أو بينه والمتلقي هذا نبض كلماته بعضها لم ينشر من قبل والبعض الآخر قاله لهذه الصحيفة ونشر في أجزاء قمت شخصياً برصدها فيما احتفظ بالشريط الذي سجلت فيه هذه المادة من باب أهمية التوثيق في حياة كل إنسان مهما كانت مكانته الاجتماعية.
ما بين إبلاغ الشرطة والمستشفي
ومما ذهبت إليه مسبقاً ندلف مباشرة
إلى الجزء الثالث والأخير من الخبطة الصحفية التي حققناها فيما يخص وفاة الفنان
الشاب نادر خضر وأصدقائه محمد الطيب وفارس التوم ووليد ياسين إثر الحادث المروري
المروع بطريق التحدي القومي في مساره من الشمال إلى الجنوب ..ولم يكونوا يعلمون أن
هذه المرة هي الأخيرة لهم في الحياة بعد رحلة فنية بمدينة عطبرة وهي المدينة التي
احي فيها نادر حفلاً غنائياً لطلبة كلية الهندسة التابعة لجامعة وادي النيل بولاية
نهر النيل.
ومن هنا يستأنف نزار حسن رميت شاهد
العيان الثاني سرد المعلومات الدقيقة التي دفع بها قبلا شاهد العيان الأول رجل
الأعمال حيدر محجوب محمد وتطابقت الروايتان في التفاصيل والسيناريو الذي صاحب
الحادث المروري في تلك الأثناء، وفي هذا السياق قال رميت صديق الفنان نادر
خضر عليه الرحمة : وصلت منطقة الجيلي
الساعة الرابعة والثلث صباح (الأحد) الماضي .. وهو التاريخ الذي وقع فيه الحادث
المروري بين اللاندكروزر والشاحنة ولكن ما يحدد لنا مدى سرعة خدمات الطرق السريعة
هي المسافة ما بين إبلاغ الشرطة والوصول إلى المستشفي في حال حدوث إصابات أو وفيات
تنقل وفقها الجثث إلى مشرحة الطب الشرعي.
حقيقة زواج نادر خضر
حول علاقته بالفنان الراحل قال رميت
: بدأت علاقتي معه بالإعجاب ولم أكن اعرفه شخصياً وكنت وقتئذ مغترباً بالمملكة
العربية السعودية .. وعندما عدت إلى السودان نهائياً وعملت على الالتقاء به
والتعرف عليه من قرب بواسطة صديقنا حسين كردي الذي هو من أعز أصدقاء نادر خضر وهو
كاتم أسراره الدقيقة جداً من الناحية المالية والخطط المستقبلية بما فيها الزمن
المحدد لإتمام نصف دينه . وهما يتعاملان مع بعضهما البعض بكل حب وود وشفافية مطلقة
.. ولم أر في حياتي علاقة قوية ونزيهة ونظيفة خالية من المصالح كهذه العلاقة التي
تربط بين نادر خضر وحسين كردي وعبر الأخير عرفت الأول حتى أن الصداقة هذه امتدت
إلى الأسرتين ونسبة إلى هذه التطورات أصبحنا بعيدين من الفن.
الراحل اشترى شقة في القاهرة
وزاد : كنت والفنان نادر خضر نتناول
يومياً وجبة العشاء في مطعم لذيذ .. الشيء الذي يؤكد لكم تأكيداً جازماً مدى الارتباط
بيني وبينه .. وبالتالي لو كنت فتحت باب السيارة اللاندكروزر الخلفي وشاهدت آله
الاورغ التي عثر عليها في تلك اللحظات .. كان ظللت إلى أن تبينت من هؤلاء بحكم
معرفتي بمعظم الفنانين في خارطة الغناء السوداني.
وعن اقتراب توقيت زواجه قال : لا أساس
لهذه الفكرة من قريب أو بعيد من الصحة ولو فكر على هذا النحو لأخطرني بذلك لأننا
نلتقي يومياً وبالمقابل اعلم عنه كل كبيرة وصغيرة بما في ذلك مشاريعه التجارية
مثلاً شرائه لشقة في القاهرة .. وهي الشقة التي شددت معه الرحال إلى هناك وأتممنا الإجراءات
الخاصة بها حتى أنني صورتها بالهاتف السيار واحتفظ بهذه الصورة في البوم صوري الذي
فيه توثيق لها وللمشروع الذي يحوي تلك الشقق.
ومن المواقف الخالدة في مخيلة نزار
رميت قال : إن نادر أتي اليّ قبل شهر ونصف .. وهو يحمل مبلغ 250 جنيه وأعطاني
إليها قائلاً: يا ود رميت أتفضل فقلت : دي شنو يا ود خضر قال : هذه القروش حقتك
فقلت : قروش شنو فقال : أنت دايرها مني فقلت : أنا داير منك هذا المبلغ قال : نعم
فقلت : لم أقرضك ذلك المبلغ وأردفت : متين قال : يا نزار امسك القروش وختها في
جيبك فقلت : يا نادر والله لا اذكر أنني سلفتك هذه القيمة المالية إلا أنه كان
مصراً إصراراً شديداً وهو يقول : أنا لا أنسي أي إنسان داير مني قروش . وكان أن
حاولت عدم أخذهم إلا أنه رفض رفضاً باتاً وحينما وجدته متمسكاً برأيه قلت : دعنا
نقتسم هذا المبلغ بيننا فقال : ولا عشره جنيه.
العشاء في لذيذ وقصة الشيرنق
ويواصل : هل تصدق أننا نتعشي (شيرنق)
وفي تلك المرة التي منحني فيها الـ 250 جنيه قلت له (الشيرنق) عليّ فقال : ما في
مشكلة لكن بكرة . في إشارة منه بأن لا أدفع له من هذا المبلغ وإلى هذه اللحظة لا
اذكر أنني أقرضته هذا المبلغ وهو الموقف الذي يشير الي أنه كان أميناً للدرجة التي
لا يمكن تصورها في هذا الزمن .. ولم يكن يحصر صداقاته مع شريحة محددة من شرائح
المجتمع .. فهو كان قريباً جداً من أولاد الشوارع وله معهم قصص مثيرة تبدأ بتقليده
لهم وهم يقولون (نار كدر) قاعد جمب البحر على قرار مناداتهم له بهذا الاسم لعدم مقدرتهم
نطق اسمه (نادر خضر) أي أنهم يوصفون الي بعض رفقائهم مكان الحفل الذي يحيه هذا
الفنان النادر بجوار البحر وهنا يقصدون مسرح قاعة الصداقة المقابل إلى جزيرة توتي
.. فهو كان يحبهم ويتعامل معهم تعاملاً راقياً جداً ويستحيل أن يأتي إليه احدهم
فيتضجر منه بل كان يقول لي: يازول ديل ناسي .. هسع بس سمعهم أغنية من أغنياتي وشوف
الانبساطة التي ينبسطونها وكيف ينشرحون بأحاسيس غاية في الجمال.
سائق الشاحنة يسمى ابنه نادر خضر
ويستطرد رميت : وما لم يتطرق إليه
من تحدثوا أو كتبوا عن نادر خضر عليه
الرحمة أنه بالإضافة إلى امتلاكه شقة في
القاهرة لديه قطعة أرض على البحر بالفتيحاب وكان في مرة من المرات وقع الحائط
المسورة به .. وبما أنني امتلك شاحنات تعمل في نقل مواد البناء طلب مني ردمية
ومونة من أجل تشييد هذا الحائط وما تبقي من القطعة ..وعندما استجبت لمطلبه هذا عمدت
إلى أن يتصل بصورة مباشرة بالسائق لكي يوصف له المنطقة .. وحينما قلت للسائق هذا
هو نادر خضر قال :نادر خضر الفنان فقلت : نعم . فقال سوف أودي ليهو كل ما يحتاج
اليه .. وكان نادر يريد خمسة ادوار من الردميه والمونة إلا أن هذا السائق زادهم
واحد حباً في هذا الفنان المدهش بحق وحقيقة .. وكان أن قال لنادر خضر : أنت طلبت
خمسة والسادس هذا مني أنا .. فقلت له مداعباً : أنت بتكرم على حسابي .. وكان أن
ضحكنا ولكن أكثر ما حز في نفسي أن هذا السائق اتصل عليَّ صبيحة يوم الحادث وقال :
نزار أزيك والبركة فيكم في نادر ثم طلب مني أن أوصف له منزلهم ..وبعد ان رسمت له
خارطة الطريق قال ليّ أنت عارف يا نزار لقد أنجبت زوجتي مولوداً يوم (الأحد)
الماضي .. وهو اليوم الذي يتزامن مع وفاة نادر خضر في الحادث المروري بطريق التحدي
القومي .. لذلك أسميته (نادر خضر ) ..وفي هذه إشارة واضحة إلى الانطباع الجميل الذي
يتركه هذا النادر في من يتعاملون معه ولو كان ذلك لدقائق معدودة .
زواج ابن عمي بنادر خضر
ويسترسل : في شهر رمضان المعظم
يلتقي بنا نادر خضر في لذيذ الذي نتجمع فيه شخصي وشكرالله عزالدين وحسين الصادق
ووليد جوبا ومسلمة وحسن جبران ورفعت الحداشر ومسعود فائز وهاجر كباشي وهذا
البرنامج يتم بصورة يومية منذ بداية الشهر إلى نهايته .. وكل واحد منا يدفع (الشيرنق)
الذي أحياناً يكون عشرة أو خمسة عشرة جنيهاً ..وعندما أعلن النبأ تلقيت مكالمات
هاتفية من كل (الويترات وهم العاملين في لذيذ يعزونني في هذا الفقد الجلل .. فهذا
النادر لم تكن لديه عدائيات فالكل يحبه.
وأضاف : لدي ابن عمي زواجه يوم 10/6/2012م اتصل عليَّ طالبا مني أن أحجز له
الفنان بكري المغربي لكي يحيي حفل الزفاف وكان أن نفذت رغبته إلا أنني وجدته خارج
البلاد .. فما كان مني إلا معاودة الاتصال به وقلت له : بكري موجود في الإمارات
وعرسك بالفنان الشاب نادر خضر وعليّ أنا .. المهم أنه حزن حزناً عميقاً لوفاة نادر
خضر.
التفاصيل الكاملة والحزينة للحادث المروري
من جهة أخري كان رجل
الأعمال حيدر محمد محجوب قد كشف التفاصيل الكاملة والحزينة للحادث المروري المروع
الذي أدي لوفاة فنان الشباب نادر خضر ومرافقيه محمد عبد الرحمن الطيب مختار ووليد
ياسين والعازف فارس التوم عليهم الرحمة
جميعاً وجعل الجنة مثواهم مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
وفي ذات السياق قال شاهد العيان حيدر للدار أمس : حوالي
الساعة الثالثة صباحاً كنت قادماً من منطقة العبيدية بولاية نهر النيل يرافقني في
تلك الأثناء ماجد محمد فضل و عبد اللطيف عبد الجليل عبد اللطيف إذ أنني كنت أقود
سيارة (توسان) متوجهاً بها إلي ولاية الخرطوم وكان أن تخطتني عربة (لاندكروزر) لا
اذكر رقمها بالضبط ولكن لوحتها خالدة في المخيلة (خ.أ.م) وكانت هذه السيارة مسرعة
في حين انه كانت سرعتي لا تتجاوز المائة كيلو وحدث هذا التخطي بعد كافتريا
(النقعة) التي تقع في الكيلو 98. وما أن مر علي ذلك عشر دقائق تقريباًَ إلا ووجدنا
اللاندكروزر قد اصطدمت بمقطورة شاحنة في حادث مروري أقل ما يوصف به أنه بشع مع التأكيد أن الشاحنة كانت تمضي في نفس
المسار الذي كنا نمضي فيه وهو الكيلو 59 الأقرب إلى منطقة (البكاش) ومنطقة البكاش
هذه تقع في الكيلو 40 أي أنها تبعد من مكان الحادث 19 كيلو وهذا يؤكد أن الحادث
المروري أقرب إلى منطقة (الجيلي).
وأضاف : وكما اسلفت وجدنا سيارة لاندكروزر مصطدمة من الخلف
بالمقطورة التي تجرها شاحنة تقف في طريق التحدي وهي كانت متجهة ناحية الخرطوم
ووفقاً لذلك قال ليّ زملائي: هذا الحادث قديم فقلت لهم : لا اتفق معكم في الرأي
لأن هذا اللاندكروزر هو ذاته الذي تخطانا بعد كافتريا (النقعة). وأتذكره جيداًَ
لأنه في لحظة التخطي أرسل ليَّ إشارات متقطعة من الأضواء (كونتاك).. وهو الأمر
الذي استدعانا للترجل من سيارتنا وتوجهنا صوب السيارة المعنية وقمت أنا بإدخال
رأسي في المقصورة لتبيان أن كان هنالك
أشخاص فيها أم لا ؟ فما كان إلا وتفاجأت بوجود شخصين الأول بالجهة الشرقية
والثاني بالجهة الغربية وإلى تلك اللحظة كنت اعتقد أنها المقصورة الأمامية .. وكان
أن قلت لمرافقي : هناك أناس متوفين داخل اللاندكروزر .. وأردفت لابد من الاتصال
بشرطة المرور والإبلاغ عن هذا الحادث المروري وكان ان اتصلت عليهم وقلت لهم إن
هناك حادث في طريق التحدي وتوجد جثث بالسيارة .. ومن ثم بدأت في إيقاف العربات
التي كانت تستقل الطريق في ذلك الوقت باعتبار أن التصرف الذي يمكن أن نتصرفه لم
يكن معروفاً لدينا.. المهم أننا قمنا بجس النبض للجثث التي كانت داخل اللاندكروزر
فتأكد لنا أنهم جميعاً متوفين دون أدني شك.
وزاد : وبعد الخطوة
التي اتبعناها في فيما سبق ذكره ذهبت أنا إلى مكان قيادة السيارة وقمت بفتح الباب
فوجدت جثة منظرها بشع جداً فيما توصلنا إلى أن الجثث أربعة استخرجناها من
اللاندكروزر بمعاونة نقيب يتبع لقوات الشعب المسلحة وبدأنا بالجثة الأولى التي
كانت في المقعد الذي يقع خلف السائق مباشرة ومن ثم جاءت شرطة المرور وربطنا
السيارة اللاندكروزر في شاحنة أوقفناها خلف السيارة مباشرة وقمنا بجرها من تحت
المقطورة (الترلا) وما أن تمت هذه المرحلة إلا وبدأت مرحلة ثانية تمثلت في جر
القائم الخاص باللاندكروزر حتى نتمكن من استخراج الشخصين المتبقيين داخل السيارة
وحينما تمت هذه العملية بنجاح عرفت أن الشخص الذي كان يجلس في المقعد الخلفي
بالقبينة الثانية من الناحية اليمين هو الفنان الشاب نادر خضر الأمين هكذا كتب
اسمه في خانة الاسم من خلال بطاقة إثبات الهوية التي اتضح فيها أنه يشغل وظيفة
مدير إداري في إحدى الشركات ويقيم في مدينة الفتيحاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق