إدمانها يشعل نار المشاكل الزوجية ويحولها إلى حد التقاضي
كشفت دراسة اجتماعية عن أن سوء استخدام مواقع
التواصل الاجتماعي يزيد نسبة الخلافات الزوجية، مؤكدة إمكانية تطور تلك
الخلافات بسبب إدمان التكنولوجيا إلى انفصال الزوجين وطلب الزوجة خاصة
للطلاق، لأن زوجها مدمن متابعة تلك المواقع. وأوضحت أن ذلك أصبح مشهداً
مألوفاً، عرف طريقه إلى أروقة المحاكم، من خلال قضايا تحوي ملفاتها الكثير
من الأوراق، التي تشير إلى تفاصيل أكثرها غريب، وجديد على مجتمعاتنا
العربية، حيث وصل الأمر إلى تجاوز ما تسمح به قيمنا وعاداتنا الأصيلة، فكان
نتاجاً طبيعياً أن تكون خلافات أسرية تقفز خارج أسوار المنزل، وتفكك
استقرار الأسرة.
أشارت الدراسة التي أعدها باحث اجتماعي ونشرها أحد المواقع الإلكترونية إلى أن كثرة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي زادت من فجوة توتر العلاقات بين الكثير من الرجال والنساء، خاصة الأزواج، حيث علت صرخات استغاثة الكثير من النساء في الفترة الأخيرة من إدمان أزواجهن المكوث ساعات طويلة خلف شاشة الحاسوب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل غزت تلك المواقع بيوتا ينعدم فيها الحوار لتنبت من أثر ذلك أشواك البعد والانفصال وحدة الخلافات.
إلى ذلك تقول إحدى الزوجات إن سوء استخدام مواقع التوصل الاجتماعي يهدد الاستقرار الأسري ويمزق أواصر التواصل بين جميع أفرادها، ويؤدي إلى تجمد العواطف، وتزداد درجة العصبية في التعامل بينهم، وتكثر الخلافات، بينما وتقول امرأة أخرى: لا أرى زوجي، إلا عندما يخرج للعمل ويعود، وهو معظم الوقت في مكتبه خلف شاشة الإنترنت لا يريد أن يزعجه أحد، بحجة أنه مشغول ودوما يغلق باب حجرة المكتب، مدعياً أنه يريد أن يكسر رتابة الحياة الزوجية ومللها، فيغرق نفسه في عالم الأثير حيث الإثارة والمغامرات.
وبسبب كل هذه التأثيرات الضارة التي أحدثها الإنترنت على النفس البشرية يحذر عيسى المسكري مستشار العلاقات الأسرية من أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يمثل خطورة بالغة على الأزواج والزوجات، وسبب حدوث الطلاق العاطفي، فالرجل عندما يجلس على شبكة الإنترنت للبحث ومشاهدة مواقعها الكثيرة لساعات طويلة، يحرمه ذلك من الاجتماع بأفراد أسرته، وفتح حديث وحوار بين بعضهم، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انفصال عاطفي، مشيراً إلى أن جلوس الزوج طوال اليوم أمام الجهاز ليلاحق تلك المواقع وغرف الدردشة ويرد على رسائل البريد الإلكتروني، يؤدي إلى تذبذب العلاقة بينه وأسرته وزوجته.الكثافة الذهنية
وأضاف المسكري: هناك 3 أمور لها تأثير كبير ومباشر على الأزواج، حيث تعتبر الكثافة الذهنية على العقل من خلال التواصل المستمر ومشاهدة كل ما في المواقع من صور وأفلام، والتي غالبا لا تأتي بالصور الطبيعية للفتاة أو الفتى، بل بعد إدخال الكثير من التعديلات من حيث الشكل واللون والصوت والجمال كلها تدخل العقل الباطن للمشاهد، وهي غالبا تكون سريعة في برمجة العقل، لافتاً إلى أن ذلك يتسبب في الزوج بين ما يشاهده عبر تلك المواقع وبين زوجته شريكة حياته، التي هي في نظره لا تصل إلى ما يتمناه في الفتاة التي عرفها عبر الموقع، فيظل ما يشاهده وما يسمعه عبر تلك المواقع من أفلام وصور لها تأثير على الحواس الخمس للإنسان وبعملية متكررة يتم تغذية هذه المواقف، ففي البداية يستسيغها ويحبها ويعشقها ثم يدمنها، موضحاً أن سهولة الوصول إلى المواقع ساهم في زيادة تلك الخلافات وحالات الطلاق والانفصال بين الأزواج.
خيانة إلكترونية
انشغالها الدائم بالجلوس ساعات طويلة أمام الكمبيوتر وهروبها من القيام بواجباتها زاد من شكوكي حولها، وبدأت الوساوس تلعب في عقلي، لكن لابد من إيجاد وسيلة لاكتشاف ذلك، هكذا بدأ عبد الغفور، رب أسرة كلامه، مضيفاً: ليس الرجل دائما هو المذنب في تواصله وإدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن المرأة قد تكون أحد أسباب ذلك.
ويحكي عن تجربته التي انتهت بورقة الطلاق: أفعال المرأة هي التي تسبب أحياناً تدمير أسرتها، وهذا ما قامت به زوجتي، حيث كانت تتصف باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية أمام واجبات البيت أو حتى متطلبات واحتياجات الأبناء، وعلى الرغم من قولنا بذلك، لكن ما «زاد الطين بلة» جلوسها ساعات طويلة على الإنترنت تتابع حسابها وقائمة الأصدقاء وردودهم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
زيارات عائلية
وأضاف: في البداية توقعت تواصلها مع الأهل والأقارب، الذين يكثر حديثهم في الزيارات العائلية المتبادلة بيننا عما تعرضه تلك المواقع، وأنها أحدث تطوراً لم يكن يتوقع أكثر المهتمين بالتكنولوجيا، وأنها قربت المسافات، وأصبحت ذات تأثير كبير على مختلف جوانب الحياة، ولم أكن أعارضهم الرأي، على الرغم من ميلي إلى ضرورة محدودية استخدامها وقصرها على الأشياء الضرورية، وكنت أدافع عن وجهة نظري، وأحترم رغباتهم ونظرتهم إلى الحياة.
وأمام كثرة متابعة الزوجة لتلك المواقع، بدأت أبحث عن السبب، لشعوري أن تلك المواقع، أخذت الكثير من وقتها، وأنها على حساب وقت الأسرة، وبعد فترة اكتشفت ما أثار غضبي، حيث لا تتابع أو تتواصل مع الأهل والأقارب، كما كنت أظن، حيث يرى الكثيرون من يتابعون تلك المواقع أنه لا مانع من أن تضم قائمة الأصدقاء حسابات لأشخاص من شتى الأنحاء.
وأوضح الزوج أنه حاول كثيراً مناقشة زوجته في هذا الأمر وأنه لا يعجبه أو تقبله القيم والتقاليد التي تربينا عليها، لكن دون جدوى، مشيرة إلى أنه ألمح إلى أن ذلك يصب في إطار إقامة العلاقات غير الشرعية، حيث لم تنكر أنها تتواصل مع رجال غيره، وتتبادل معهم وجهات النظر، كما لم تنكر خروج تلك العلاقات من خلف ستار التكنولوجيا إلى أن تتم بينهم لقاءات على أرض الوقع، فكان الطلاق نتيجة حتمية، لتنتهي فصول مسرحية الخلافات الزوجية بورقة النهاية، لتكون هي مطلقة ويذوق هو الأمرّين في رعاية أولاده.
أما أمل 25عاما متزوجة منذ 3 سنوات فلها تجربة مريرة مع وزوجها الذي كان له أكثر من حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت كل فترة تكتشف صدفة أن له حسابا جديدا يضيف عليه فتيات وشبابا هي لا تعرفهم، ووصل الأمر بها مرة إلى الانفصال عنه لأنها وجدت ما يصعب على أي زوجته أن تقبله، حيث تبين لها أن شريك حياتها، لديه حساب باسم فتاة على قائمة الأصدقاء تتبادل معه الأغاني والصور الإباحية.
وأشارت إلى أنه بعد تدخل الأهل للتوفيق بينهما، ونصحوها بعد تشتيت شمل الأسرة، ومحاولة التقرب من الزوج والعودة إلى عش الزوجية، وسط تحذيرات من حصولها على لقب مطلقة، وأمام محاولات الأهل وكثرة حديثهم قبلت بالعودة، التي قابلها الزوج بوعود بالعودة إلى سابق عهده مع زوجته، أغلق حسابه نهائيا أمامي وقد صدقت فعلته هذه المرة، لكن سرعان ما اتضح زيف حديثه إلى الأهل، حيث رجع إلى ما اعتاد عليه، لأكتشف مرة أخرى بالصدفة بعد مرور أسبوع واحد أن له حسابا سريا جديدا ويضيف عليه حساب الفتاة نفسها، مما أفقدني الثقة فيه، وصعب على الأمر بأن أصدق حديثه أو وعوده.
العلاقة بالآخرين
إلي ذلك أوضح خالد محمد، متزوج أن هناك أشخاصا مكبوتين في الواقع وغير قادرين على بناء علاقات مع الطرف الآخر، وهناك نوع آخر يمارس الخيانة من أجل الخيانة، بمعنى أن الرجل لا يريد أن يفوت أي فرصة للخيانة سواء في مواقع التوصل الاجتماعي أو عبر مواقع الدردشة.
وأضاف: نتيجة تلك المشاكل التي أسمعها من أصدقائي والمقربين لي منعت تلك المواقع عن نفسي وعن زوجتي لأنها تسبب لنا المشاكل، فأنا بطبعي غيور وقد ترتفع حدة الغيرة، إن وصل تعلق زوجي بكل المواقع الهدامة وخرابة بيوت الأزواج- على حد قوله- حيث لا يوجد بيت الآن، إلا ويعاني من سوء استخدامها.
ويتابع: على الرغم من ثقتي بشريكة حياتي لكن تلك المواقع تستفزني، ووجود حساب لزوجتي، سيجعلها تشعر بالإحراج لإضافة أولاد عمومتها أو أقربائها، وهذا شيء أنا لا أفضله.
وأشار حسين محمد حسن، رب أسرة، إلى أن من سلبيات استخدام تلك المواقع هو ما يحدث الآن من تصفح للمواقع الإباحية، أو الدخول لغرف الدردشة والشات لتمضية الوقت وللعب والتسلية، وبالنسبة للأزواج عندما يلجأون إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تلك الأمور، فإن ذلك يعد محاولة منهم للهروب من الفشل العاطفي، وضغوط المنزل والعمل، أو نتيجة للفراغ والفتور في العلاقات الزوجية، ويبحثون عما يفتقدونه في حياتهم الزوجية كالرومانسية والحب، وقد يبرر البعض لهذه العلاقات فيصفها بأنها صداقات وعلاقات تعارف ودية وأخوية.
وأكد أن بعض المتزوجين لا مانع لديهم من أن تكون لهم علاقات متعددة عابرة ولكنهم سرعان ما يدمنون هذا النوع من العلاقات، خاصة إذا انعدمت مساحات الحوار في حياتهم مع زوجاتهم، وغالباً ما تكون النتائج سيئة بسبب هذه اللعبة الطائشة والحوارات العابثة التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة تهدم أسرة.
الرقيب الذاتي
ويأسف الدكتور سيف الجابري مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي وعضو منظمة الأسرة العربية من ضياع الرقيب الذاتي على الإنسان، بقوله إن هنالك الكثير من الأزواج فقدوا الرقابة الذاتية وهو الطريق الذين يحصن الإنسان من هذه الشهوات.
وأضاف: أفسد عصر التكنولوجيا بما فيه من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، الحياة الأسرية بسبب سوء الاستخدام، وللأسف الشديد بات الدخول إلى تلك المواقع لا تحتاج إلا إلى كبسة زر، حيث بمجرد دخول الزوج إلى تلك المواقع غالبا ما يقارن بين ما يراه على تلك المواقع وبين زوجته مما تغير لديه الطابع النفسي الذي يسمى غالبا «الفتور العاطفي» والاستغناء عن المعاشرة الزوجية.
وقال الجابري: لذلك لا عجب حين نرى استفحال ظواهر الطلاق القلبي ومن بعده الطلاق البدني ثم التعفف عن الزواج، حيث أصبح الإنسان يجد نفسه ضعيفاً أمام هذه المغريات لهذا السبب باتت تلك المواقع مصدر تفكك الأسرة المسلمة مما ساعد ذلك على زيادة حالات الانفصال والفتور وانشغال الأزواج عن بعضهم البعض.
وبنظرة تحليلية أوضح الباحث سليمان محمد أن العلاقات الزوجية يجب أن تقوم على التفاهم بين طرفي الشراكة الأسرية، وأن أي موقف تتعرض له الأسرة، يجب أن تخضعه إلى المراجعة والتدقيق في معرفة الأسباب، مشيراً إلى أن ذلك ينطبق على الأزواج الذين تصيبهم حالة من إدمان التكنولوجيا، وعلى كل طرف منهما، أن يتفهم ذلك، حتى لو كان غير متابع للتكنولوجيا، وعليه أن يقوم بردة فعل يواجه من خلالها تلك الوسائل بشكل عملي، خاصة بعض الزوجات، التي ينصب اهتمام بعضهن على تربية الأولاد ونظافة البيت وتجهيز المأكل والمشرب، على أن ذلك هو كل المطلوب.
وقال الباحث إن الزوجة عليها التفنن في الحفاظ على زوجها، وأن تعمل دائما على تجديد حياتها، والاهتمام بمشاعره ودغدغة عواطفه من فترة إلى أخرى، وأن تقلل من حدث المرأة المعتاد في تتبع رائحة الخطر، وأن تشعره بالثقة، وأن تلاطفه وتخصص له وقتاً، أو تقترح عليه القيام برحلة دون كثرة تجهيزات أو استعدادات مالية ترهق ميزانية الأسرة.
في الوقت نفسه، وجه سليمان محمد اللوم إلى الزوج، الذي يهمل حقوق بيت الزوجية، ويقبل بشغف على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، ويضيف إلى حساباته عليها، حسابات أخرى ويتوهم تكوين علاقات عاطفية، دون الانتباه إلى أنه قد يكون متعرضاً إلى خدعة تضر بأسرته وتعصف بكيانها، من خلال شاب يدعي أنه فتاة وهو ما يحدث في أغلب الأحيان، ليتسلى أو يضيع وقته، ويزيد عدد المسجلين على قائمة أصدقائه، ويستنفد أموالهم.
الفراغ العاطفي
يبرر سالم خليفة اختصاصي اجتماعي لجوء البعض من الأزواج للدخول في علم تلك المواقع، على الرغم مما تسببه من مشاكل زوجية وخلافات أسرية، إلى أن هذه النوعية من الأزواج غالبا ما يعانون الفراغ العاطفي أو أن حياتهم غير مستقرة أو أنهم يقوم بذلك لمجرد التسلية وإشباع رغباته.
ويقول: كل هذه الأمور مرفوضة ولا تبرر الخيانة الزوجية عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة لأنها تهدد السلم الأسري والسكينة والرحمة، ليحل مكانها التشتت والانفصال، وتلك الوسائل لو استخدمت بطريقة صحيحة لما وصلنا إلى أن تمتلئ ملفات المحاكم بالكثير من قضايا الخيانة الزوجية وحالات الطلاق بسبب تلك المواقع.
اتهام أحد المواقع بتسببه في زيادة نسبة الطلاق
أبوظبي (الاتحاد)- تشير أصابع الاتهام نحو أحد مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره مسؤولا عن ثلث حالات الطلاق في المملكة المتحدة، وحسب الموقع الرسمي للطلاق في المملكة فإن طلبات الطلاق المقدمة إلى الحكومة والتي تذكر اسم الموقع كأحد أهم الأسباب في الطلاق قد ارتفع من 20% عام 2009 إلى 33% خلال العام الماضي.
وتحدثت دراسة متخصصة عن ثلاثة أسباب رئيسية متعلقة باسم الموقع يتقدم بها الزوجان المطالبان بالطلاق، تجعله من المسببات الأساسية له، تتعلق بتصرفات الزوجين تجاه بعضهما متخذين من الموقع سلاحا يشهره كل منهما في وجه الآخر معلنا الحرب وتلك الأسباب هي: أولا، اكتشاف أحد الزوجين رسائل غير لائقة يرسلها الشريك إلى أصدقاء افتراضيين من الجنس الآخر.
ثانيا: التعليقات غير المهذبة التي يطلقها الأزواج المنفصلون عن بعضهم.
ثالثا: الأصدقاء الذين يخسرهم كل من الزوجين بسبب تصرفاتهم بعد أن يقوم الصديق بحجب أحد الزوجين.
ومع أن هناك موقع تواصل اجتماعي آخر، لم ينج تماما من الادعاءات ضده –خاصة بعد استخدامه هو أيضا لإطلاق الأزواج المنفصلين تعليقات عن بعضهم، إلا أن حالات الطلاق التي اتهم بأنه متسبب فيها لا تجاوز العشرين، وبالتالي فإن نسبة تورطه لا تجاوز 0.4% مقارنة مع فيسبوك.
أشارت الدراسة التي أعدها باحث اجتماعي ونشرها أحد المواقع الإلكترونية إلى أن كثرة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي زادت من فجوة توتر العلاقات بين الكثير من الرجال والنساء، خاصة الأزواج، حيث علت صرخات استغاثة الكثير من النساء في الفترة الأخيرة من إدمان أزواجهن المكوث ساعات طويلة خلف شاشة الحاسوب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل غزت تلك المواقع بيوتا ينعدم فيها الحوار لتنبت من أثر ذلك أشواك البعد والانفصال وحدة الخلافات.
إلى ذلك تقول إحدى الزوجات إن سوء استخدام مواقع التوصل الاجتماعي يهدد الاستقرار الأسري ويمزق أواصر التواصل بين جميع أفرادها، ويؤدي إلى تجمد العواطف، وتزداد درجة العصبية في التعامل بينهم، وتكثر الخلافات، بينما وتقول امرأة أخرى: لا أرى زوجي، إلا عندما يخرج للعمل ويعود، وهو معظم الوقت في مكتبه خلف شاشة الإنترنت لا يريد أن يزعجه أحد، بحجة أنه مشغول ودوما يغلق باب حجرة المكتب، مدعياً أنه يريد أن يكسر رتابة الحياة الزوجية ومللها، فيغرق نفسه في عالم الأثير حيث الإثارة والمغامرات.
وبسبب كل هذه التأثيرات الضارة التي أحدثها الإنترنت على النفس البشرية يحذر عيسى المسكري مستشار العلاقات الأسرية من أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يمثل خطورة بالغة على الأزواج والزوجات، وسبب حدوث الطلاق العاطفي، فالرجل عندما يجلس على شبكة الإنترنت للبحث ومشاهدة مواقعها الكثيرة لساعات طويلة، يحرمه ذلك من الاجتماع بأفراد أسرته، وفتح حديث وحوار بين بعضهم، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انفصال عاطفي، مشيراً إلى أن جلوس الزوج طوال اليوم أمام الجهاز ليلاحق تلك المواقع وغرف الدردشة ويرد على رسائل البريد الإلكتروني، يؤدي إلى تذبذب العلاقة بينه وأسرته وزوجته.الكثافة الذهنية
وأضاف المسكري: هناك 3 أمور لها تأثير كبير ومباشر على الأزواج، حيث تعتبر الكثافة الذهنية على العقل من خلال التواصل المستمر ومشاهدة كل ما في المواقع من صور وأفلام، والتي غالبا لا تأتي بالصور الطبيعية للفتاة أو الفتى، بل بعد إدخال الكثير من التعديلات من حيث الشكل واللون والصوت والجمال كلها تدخل العقل الباطن للمشاهد، وهي غالبا تكون سريعة في برمجة العقل، لافتاً إلى أن ذلك يتسبب في الزوج بين ما يشاهده عبر تلك المواقع وبين زوجته شريكة حياته، التي هي في نظره لا تصل إلى ما يتمناه في الفتاة التي عرفها عبر الموقع، فيظل ما يشاهده وما يسمعه عبر تلك المواقع من أفلام وصور لها تأثير على الحواس الخمس للإنسان وبعملية متكررة يتم تغذية هذه المواقف، ففي البداية يستسيغها ويحبها ويعشقها ثم يدمنها، موضحاً أن سهولة الوصول إلى المواقع ساهم في زيادة تلك الخلافات وحالات الطلاق والانفصال بين الأزواج.
خيانة إلكترونية
انشغالها الدائم بالجلوس ساعات طويلة أمام الكمبيوتر وهروبها من القيام بواجباتها زاد من شكوكي حولها، وبدأت الوساوس تلعب في عقلي، لكن لابد من إيجاد وسيلة لاكتشاف ذلك، هكذا بدأ عبد الغفور، رب أسرة كلامه، مضيفاً: ليس الرجل دائما هو المذنب في تواصله وإدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن المرأة قد تكون أحد أسباب ذلك.
ويحكي عن تجربته التي انتهت بورقة الطلاق: أفعال المرأة هي التي تسبب أحياناً تدمير أسرتها، وهذا ما قامت به زوجتي، حيث كانت تتصف باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية أمام واجبات البيت أو حتى متطلبات واحتياجات الأبناء، وعلى الرغم من قولنا بذلك، لكن ما «زاد الطين بلة» جلوسها ساعات طويلة على الإنترنت تتابع حسابها وقائمة الأصدقاء وردودهم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
زيارات عائلية
وأضاف: في البداية توقعت تواصلها مع الأهل والأقارب، الذين يكثر حديثهم في الزيارات العائلية المتبادلة بيننا عما تعرضه تلك المواقع، وأنها أحدث تطوراً لم يكن يتوقع أكثر المهتمين بالتكنولوجيا، وأنها قربت المسافات، وأصبحت ذات تأثير كبير على مختلف جوانب الحياة، ولم أكن أعارضهم الرأي، على الرغم من ميلي إلى ضرورة محدودية استخدامها وقصرها على الأشياء الضرورية، وكنت أدافع عن وجهة نظري، وأحترم رغباتهم ونظرتهم إلى الحياة.
وأمام كثرة متابعة الزوجة لتلك المواقع، بدأت أبحث عن السبب، لشعوري أن تلك المواقع، أخذت الكثير من وقتها، وأنها على حساب وقت الأسرة، وبعد فترة اكتشفت ما أثار غضبي، حيث لا تتابع أو تتواصل مع الأهل والأقارب، كما كنت أظن، حيث يرى الكثيرون من يتابعون تلك المواقع أنه لا مانع من أن تضم قائمة الأصدقاء حسابات لأشخاص من شتى الأنحاء.
وأوضح الزوج أنه حاول كثيراً مناقشة زوجته في هذا الأمر وأنه لا يعجبه أو تقبله القيم والتقاليد التي تربينا عليها، لكن دون جدوى، مشيرة إلى أنه ألمح إلى أن ذلك يصب في إطار إقامة العلاقات غير الشرعية، حيث لم تنكر أنها تتواصل مع رجال غيره، وتتبادل معهم وجهات النظر، كما لم تنكر خروج تلك العلاقات من خلف ستار التكنولوجيا إلى أن تتم بينهم لقاءات على أرض الوقع، فكان الطلاق نتيجة حتمية، لتنتهي فصول مسرحية الخلافات الزوجية بورقة النهاية، لتكون هي مطلقة ويذوق هو الأمرّين في رعاية أولاده.
أما أمل 25عاما متزوجة منذ 3 سنوات فلها تجربة مريرة مع وزوجها الذي كان له أكثر من حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت كل فترة تكتشف صدفة أن له حسابا جديدا يضيف عليه فتيات وشبابا هي لا تعرفهم، ووصل الأمر بها مرة إلى الانفصال عنه لأنها وجدت ما يصعب على أي زوجته أن تقبله، حيث تبين لها أن شريك حياتها، لديه حساب باسم فتاة على قائمة الأصدقاء تتبادل معه الأغاني والصور الإباحية.
وأشارت إلى أنه بعد تدخل الأهل للتوفيق بينهما، ونصحوها بعد تشتيت شمل الأسرة، ومحاولة التقرب من الزوج والعودة إلى عش الزوجية، وسط تحذيرات من حصولها على لقب مطلقة، وأمام محاولات الأهل وكثرة حديثهم قبلت بالعودة، التي قابلها الزوج بوعود بالعودة إلى سابق عهده مع زوجته، أغلق حسابه نهائيا أمامي وقد صدقت فعلته هذه المرة، لكن سرعان ما اتضح زيف حديثه إلى الأهل، حيث رجع إلى ما اعتاد عليه، لأكتشف مرة أخرى بالصدفة بعد مرور أسبوع واحد أن له حسابا سريا جديدا ويضيف عليه حساب الفتاة نفسها، مما أفقدني الثقة فيه، وصعب على الأمر بأن أصدق حديثه أو وعوده.
العلاقة بالآخرين
إلي ذلك أوضح خالد محمد، متزوج أن هناك أشخاصا مكبوتين في الواقع وغير قادرين على بناء علاقات مع الطرف الآخر، وهناك نوع آخر يمارس الخيانة من أجل الخيانة، بمعنى أن الرجل لا يريد أن يفوت أي فرصة للخيانة سواء في مواقع التوصل الاجتماعي أو عبر مواقع الدردشة.
وأضاف: نتيجة تلك المشاكل التي أسمعها من أصدقائي والمقربين لي منعت تلك المواقع عن نفسي وعن زوجتي لأنها تسبب لنا المشاكل، فأنا بطبعي غيور وقد ترتفع حدة الغيرة، إن وصل تعلق زوجي بكل المواقع الهدامة وخرابة بيوت الأزواج- على حد قوله- حيث لا يوجد بيت الآن، إلا ويعاني من سوء استخدامها.
ويتابع: على الرغم من ثقتي بشريكة حياتي لكن تلك المواقع تستفزني، ووجود حساب لزوجتي، سيجعلها تشعر بالإحراج لإضافة أولاد عمومتها أو أقربائها، وهذا شيء أنا لا أفضله.
وأشار حسين محمد حسن، رب أسرة، إلى أن من سلبيات استخدام تلك المواقع هو ما يحدث الآن من تصفح للمواقع الإباحية، أو الدخول لغرف الدردشة والشات لتمضية الوقت وللعب والتسلية، وبالنسبة للأزواج عندما يلجأون إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تلك الأمور، فإن ذلك يعد محاولة منهم للهروب من الفشل العاطفي، وضغوط المنزل والعمل، أو نتيجة للفراغ والفتور في العلاقات الزوجية، ويبحثون عما يفتقدونه في حياتهم الزوجية كالرومانسية والحب، وقد يبرر البعض لهذه العلاقات فيصفها بأنها صداقات وعلاقات تعارف ودية وأخوية.
وأكد أن بعض المتزوجين لا مانع لديهم من أن تكون لهم علاقات متعددة عابرة ولكنهم سرعان ما يدمنون هذا النوع من العلاقات، خاصة إذا انعدمت مساحات الحوار في حياتهم مع زوجاتهم، وغالباً ما تكون النتائج سيئة بسبب هذه اللعبة الطائشة والحوارات العابثة التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة تهدم أسرة.
الرقيب الذاتي
ويأسف الدكتور سيف الجابري مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي وعضو منظمة الأسرة العربية من ضياع الرقيب الذاتي على الإنسان، بقوله إن هنالك الكثير من الأزواج فقدوا الرقابة الذاتية وهو الطريق الذين يحصن الإنسان من هذه الشهوات.
وأضاف: أفسد عصر التكنولوجيا بما فيه من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، الحياة الأسرية بسبب سوء الاستخدام، وللأسف الشديد بات الدخول إلى تلك المواقع لا تحتاج إلا إلى كبسة زر، حيث بمجرد دخول الزوج إلى تلك المواقع غالبا ما يقارن بين ما يراه على تلك المواقع وبين زوجته مما تغير لديه الطابع النفسي الذي يسمى غالبا «الفتور العاطفي» والاستغناء عن المعاشرة الزوجية.
وقال الجابري: لذلك لا عجب حين نرى استفحال ظواهر الطلاق القلبي ومن بعده الطلاق البدني ثم التعفف عن الزواج، حيث أصبح الإنسان يجد نفسه ضعيفاً أمام هذه المغريات لهذا السبب باتت تلك المواقع مصدر تفكك الأسرة المسلمة مما ساعد ذلك على زيادة حالات الانفصال والفتور وانشغال الأزواج عن بعضهم البعض.
وبنظرة تحليلية أوضح الباحث سليمان محمد أن العلاقات الزوجية يجب أن تقوم على التفاهم بين طرفي الشراكة الأسرية، وأن أي موقف تتعرض له الأسرة، يجب أن تخضعه إلى المراجعة والتدقيق في معرفة الأسباب، مشيراً إلى أن ذلك ينطبق على الأزواج الذين تصيبهم حالة من إدمان التكنولوجيا، وعلى كل طرف منهما، أن يتفهم ذلك، حتى لو كان غير متابع للتكنولوجيا، وعليه أن يقوم بردة فعل يواجه من خلالها تلك الوسائل بشكل عملي، خاصة بعض الزوجات، التي ينصب اهتمام بعضهن على تربية الأولاد ونظافة البيت وتجهيز المأكل والمشرب، على أن ذلك هو كل المطلوب.
وقال الباحث إن الزوجة عليها التفنن في الحفاظ على زوجها، وأن تعمل دائما على تجديد حياتها، والاهتمام بمشاعره ودغدغة عواطفه من فترة إلى أخرى، وأن تقلل من حدث المرأة المعتاد في تتبع رائحة الخطر، وأن تشعره بالثقة، وأن تلاطفه وتخصص له وقتاً، أو تقترح عليه القيام برحلة دون كثرة تجهيزات أو استعدادات مالية ترهق ميزانية الأسرة.
في الوقت نفسه، وجه سليمان محمد اللوم إلى الزوج، الذي يهمل حقوق بيت الزوجية، ويقبل بشغف على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، ويضيف إلى حساباته عليها، حسابات أخرى ويتوهم تكوين علاقات عاطفية، دون الانتباه إلى أنه قد يكون متعرضاً إلى خدعة تضر بأسرته وتعصف بكيانها، من خلال شاب يدعي أنه فتاة وهو ما يحدث في أغلب الأحيان، ليتسلى أو يضيع وقته، ويزيد عدد المسجلين على قائمة أصدقائه، ويستنفد أموالهم.
الفراغ العاطفي
يبرر سالم خليفة اختصاصي اجتماعي لجوء البعض من الأزواج للدخول في علم تلك المواقع، على الرغم مما تسببه من مشاكل زوجية وخلافات أسرية، إلى أن هذه النوعية من الأزواج غالبا ما يعانون الفراغ العاطفي أو أن حياتهم غير مستقرة أو أنهم يقوم بذلك لمجرد التسلية وإشباع رغباته.
ويقول: كل هذه الأمور مرفوضة ولا تبرر الخيانة الزوجية عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة لأنها تهدد السلم الأسري والسكينة والرحمة، ليحل مكانها التشتت والانفصال، وتلك الوسائل لو استخدمت بطريقة صحيحة لما وصلنا إلى أن تمتلئ ملفات المحاكم بالكثير من قضايا الخيانة الزوجية وحالات الطلاق بسبب تلك المواقع.
اتهام أحد المواقع بتسببه في زيادة نسبة الطلاق
أبوظبي (الاتحاد)- تشير أصابع الاتهام نحو أحد مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره مسؤولا عن ثلث حالات الطلاق في المملكة المتحدة، وحسب الموقع الرسمي للطلاق في المملكة فإن طلبات الطلاق المقدمة إلى الحكومة والتي تذكر اسم الموقع كأحد أهم الأسباب في الطلاق قد ارتفع من 20% عام 2009 إلى 33% خلال العام الماضي.
وتحدثت دراسة متخصصة عن ثلاثة أسباب رئيسية متعلقة باسم الموقع يتقدم بها الزوجان المطالبان بالطلاق، تجعله من المسببات الأساسية له، تتعلق بتصرفات الزوجين تجاه بعضهما متخذين من الموقع سلاحا يشهره كل منهما في وجه الآخر معلنا الحرب وتلك الأسباب هي: أولا، اكتشاف أحد الزوجين رسائل غير لائقة يرسلها الشريك إلى أصدقاء افتراضيين من الجنس الآخر.
ثانيا: التعليقات غير المهذبة التي يطلقها الأزواج المنفصلون عن بعضهم.
ثالثا: الأصدقاء الذين يخسرهم كل من الزوجين بسبب تصرفاتهم بعد أن يقوم الصديق بحجب أحد الزوجين.
ومع أن هناك موقع تواصل اجتماعي آخر، لم ينج تماما من الادعاءات ضده –خاصة بعد استخدامه هو أيضا لإطلاق الأزواج المنفصلين تعليقات عن بعضهم، إلا أن حالات الطلاق التي اتهم بأنه متسبب فيها لا تجاوز العشرين، وبالتالي فإن نسبة تورطه لا تجاوز 0.4% مقارنة مع فيسبوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق