قامت تركيا واليابان الاربعاء بطرد الدبلوماسيين السوريين لديها غداة قيام دول غربية باجراء مماثل يعكس تصعيدا غير مسبوق على النظام السوري.
ياتي ذلك فيما اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض ان مواقف روسيا من الازمة السورية تشجع النظام على مواصلة "جرائمه الوحشية" وتأمين غطاء سياسي له في المحافل الدولية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية لوكالة فرانس برس ان الحكومة اليابانية طلبت من السفير محمد غسان الحبش مغادرة البلاد "في اسرع وقت ممكن".
واضاف المسؤول "هذا التحرك هدفه ان تظهر اليابان احتجاجها الشديد لسوريا ليس فقط على العنف وانما على الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان".
كما طلبت تركيا الاربعاء من الدبلوماسيين السوريين مغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، بحسب بيان للخارجية التركية.
ويأتي ذلك غداة قيام كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا وهولندا وسويسرا واستراليا وكندا بطرد اعلى الدبلوماسيين السوريين لديها بهدف زيادة الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد.
والخطوات المنسقة لهذه الدول تأتي عقب تزايد الغضب الدولي اثر المجزرة في بلدة الحولة وسط سوريا، والتي قتل فيها 108 اشخاص من بينهم 49 طفلا، بحسب الامم المتحدة.
وردت الخارجية السورية في بيان مقتضب بطرد القائمة بالاعمال في السفارة الهولندية في دمشق وامهلتها ثلاثة ايام للمغادرة.
وصرح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الثلاثاء ان طرد سفراء سوريا في اوروبا والولايات المتحدة لا يكفي و"لن يحرم" الرئيس السوري بشار الاسد "النوم" داعيا الى اتخاذ "تدابير اكثر فاعلية".
ودانت روسيا الاربعاء الطرد "غير المجدي" لسفراء سوريين في عواصم غربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان "في اطار الجهود الدولية للتسوية السلمية للازمة السورية، يبدو لنا طرد السفراء السوريين من ابرز العواصم الغربية تدبيرا غير مجد".
وتعقيبا على المواقف الروسية من الاوضاع في سوريا، ولا سيما موقفها الاخير اثر مجزرة الحولة الذي اعتبر ان النظر في اي اجراء في مجلس الامن "سابق لاوانه"، رأى المجلس الوطني السوري المعارض ان هذه المواقف تشجع النظام على مواصلة "جرائمه الوحشية".
واعتبر المجلس ان هذه المواقف و"السلاح الفتاك (الذي) تقدمه الحكومة الروسية للنظام (..) يجعل موسكو في خانة مشتركة مع نظام يسعى لاثارة حرب اهلية، ويبعدها عن لعب دور سياسي بناء في الازمة السورية".
وقال رئيس المجلس الوطني المستقيل برهان غليون في اتصال مع وزير خارجية المانيا ان "تفاهما دوليا لتنحي الاسد فورا هو السبيل الوحيد لانقاذ خطة انان والحل السياسي والا فان الوضع مقبل على انفجار يهدد كل المنطقة".
من جهة اخرى، انتقدت الصحف السورية الصادرة صباح الاربعاء في دمشق اقدام دول غربية على طرد السفراء السوريين.
وتحت عنوان "سعار دبلوماسي" كتبت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم "ما معنى ان يقرر الاطلسيون طرد السفراء السوريين دفعة واحدة بينما كان كوفي أنان في دمشق يبحث سبل انجاح خطته".
واعتبرت الصحيفة ان هذه الخطوة "حركة مكشوفة بقدر ما هي مشبوهة وضربة في الصميم لجهود أنان (..) للايحاء بان الزمن الان هو زمن الحرب وان المواجهة العسكرية باتت امرا محتما".
وانتقدت الصحيفة السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند معتبرة انه "يلوح بخطاب الحرب مجازفا بالتضحية بسياسة فرنسا الخارجية كلها على مذبح استرضاء اسرائيل وتحت تأثير الدولارات القطرية".
ورفض عدد متزايد من قادة العالم من بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند استبعاد القيام بتدخل عسكري لوضع حد لاكثر من 14 شهرا من العنف، الذي قتل فيه 13 الف شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
غير ان الصين جددت اليوم الاربعاء معارضتها لاي تدخل عسكري في سوريا.
كما حذر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن، في مقابلة نشرتها الاربعاء مجلة در شبيغل الالمانية الاسبوعية، من تدخل عسكري في سوريا "سيتسبب في سقوط عشرات الاف القتلى".
واضاف "لا اعرف بلدا غربيا يعتقد بأنه يستطيع حل النزاع عبر تدخل عسكري".
ودعا كوفي انان الذي التقى وزير خارجية الاردن ناصر جودة في عمان الى "تضافر الجهود والتعاون مع مختلف الجهات والدول لمواجهة هذا الوضع وايجاد طرق لانهاء ووقف القتل" في سوريا، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الاردنية.
واشار انان الى ان "القضية السورية قضية معقدة (...) ونحن نعمل بجد ونبذل قصارى جهدنا لايجاد حل لهذه الازمة ووقف معاناة الشعب السوري"، مؤكدا "اهمية اعطاء الاولوية للشعب السوري وحمايته في مختلف المباحثات والجهود التي تبذل لهذه الغاية".
بالتزامن مع ذلك عبر رئيس فريق المراقبين الدوليين روبرت مود عن "استيائه الشديد" من مقتل 13 شخصا في شرق البلاد، بحسب بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه.
ودعا مود في بيانه "جميع الاطراف إلى ممارسة ضبط النفس ووضع حد لدوامة العنف من أجل سوريا والشعب السوري" اثر اكتشاف 13 جثة مكبلة الايدي يبدو على بعضها اثار اصابتها بعيار ناري في الرأس من مسافة قصيرة الثلاثاء في منطقة سكر التي تبعد 50 كيلومترا شرق دير الزور.
ميدانيا، قتل 39 شخصا بينهم 15 جنديا الاربعاء في سوريا التي شهدت امتدادا في رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة التي تضم عسكريين منشقين عن الجيش والامن ومقاتلين مدنيين.
فقد اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الاربعاء في منطقة السيدة زينب في ضاحية دمشق، وفي مدينة القطيف في الريف، وسمعت اصوات انفجارات في مدينة دوما التي قتل فيها خمسة اشخاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كما سمعت اصوات انفجارات واطلاق رصاص في حيي القدم والحجر الاسود الدمشقيين.
وقتل مواطن في مدينة داريا بريف دمشق بعد منتصف الليل برصاص القوات النظامية كما قتل اربعة مدنيين في بلدة الذيابية اثر اطلاق نار من قبل القوات النظامية على موكب تشييع.
وفي حمص (وسط)، تتعرض احياء المدينة لقصف بمدافع الهاون واطلاق نار من القوات النظامية ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص من بينهم ضابط منشق، وفقا للمرصد.
وفي ريف حمص، قتل خمسة اشخاص من بينهم منشق في القصير التي تتعرض لقصف القوات النظامية فيما تشهد القرى المحيطة بها اشتباكات.
وفي محافظة حماة وسط البلاد، سجل فجرا وقوع اشتباكات عنيفة في كفرزيتا اسفرت عن مقتل عنصرين منشقين وعدد من عناصر القوات النظامية لم يتسن للمرصد السوري تحديده، ثم عاد الهدوء وسيطر على البلدة.
وتشهد مدينة كرناز في ريف حماة اضرابا عاما حدادا على قتلى سقطوا في مواجهات مع القوات النظامية في كفرزيتا.
وفي مدينة حماة، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في حي القصور، فيما سجل انشقاق مجموعة من عناصر القوات النظامية في الريف اثر الاشتباكات.
وفي ادلب (شمال غرب)، دارت اشتباكات عنيفة بالقرب من حاجز عسكري اسفرت عن مقتل قائد سرية الاقتحام في كتيبة شهداء جبل الزاوية واصابة عدد من مقاتلي المعارضة، فيما تشهد قرى فركيا ودير سنبل قصفا من القوات النظامية.
وفي ريف حلب (شمال)، قتل مدني في مدينة اعزاز برصاص قناصة.
وفي دير الزور (شرق)، قتل فتى اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين.
وقتل، من جهة ثانية، بحسب المرصد، ما لا يقل عن 14 عنصرا من القوات النظامية اثر استهداف حواجز واشتباكات في كل من ريف حماة وادلب، كما سقط جندي اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين في دير الزور.
الأمم المتحدة: شبهات قوية في تورط «الشبيحة» بمجزرة الحولة
طالب
المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي عنان أمس، الرئيس السوري بشار الأسد
بالتحرك الآن لاتخاذ خطوات جريئة لوقف العنف، مؤكدا أن سورية وصلت نقطة
اللاعودة، في حين أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات
حفظ السلام ايرفيه لادسو أن هناك شبهات قوية تفيد بأن عناصر من الشبيحة
متورطون في مجزرة الحولة التي ألقت بثقلها على الساحة الدبلوماسية عبر لجوء
عدد غير مسبوق من الدول الغربية إلى طرد الدبلوماسيين السوريين. وقال
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن التدخل المسلح في سورية ليس مستبعدا، بشرط
أن يتم في إطار احترام القانون الدولي، أي بعد مناقشته في مجلس الأمن
الدولي.
ومع تواصل أعمال العنف حاصدة أكثر من 70 قتيلا أمس، قال عنان في مؤتمر صحافي عقب لقائه الأسد في دمشق «ناشدته اتخاذ خطوات جريئة الآن ليس غدا، لخلق قوة دفع لتنفيذ الخطة». وأضاف أنه أشار إلى الرئيس السوري أن الخطة المكونة من ست نقاط لم يتم تطبيقها كما يجب. وفي لهجة تتسم بطابع التهديد تابع قائلا «إن المجتمع الدولي سيقوم قريبا بمراجعة الوضع».
وأعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح أن اجتماعا وزاريا عربيا سيعقد السبت المقبل لمناقشة تطورات الوضع في سورية بحضور عنان. وقال الصباح الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للجامعة العربية إن اتصالات تجري مع الأطراف المعنيين بالأزمة السورية تحضيرا لهذا الاجتماع، بينما أفادت مصادر دبلوماسية أن اللجنة الوزارية العربية حول سورية ستعقد اجتماعا في العاصمة القطرية الدوحة السبت المقبل. وعبرت وزارة الخارجية الأمريكية أمس عن أملها في أن تشكل مجزرة الحولة منعطفا يدفع روسيا إلى التخلي عن ترددها في اتخاذ موقف أكثر حزما ضد الرئيس بشار الاسد.
وفي إطار تحديد المسؤوليات حيال مجزرة الحولة، أعلن متحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن معظم ضحايا المجزرة أعدموا استنادا إلى النتائج الأولية لتحقيق أجرته المنظمة الدولية. وقال المتحدث روبرت كولفيل في مؤتمر صحافي «نعتقد أن أقل من 20 من عمليات القتل الـ108 يمكن أن تنسب إلى إطلاق نار بالمدفعية والدبابات». وأضاف إن «معظم الضحايا الآخرين أعدموا بشكل سريع في حادثين مختلفين» نسبهما سكان في المنطقة الى مسلحين من (الشبيحة) التابعين للنظام السوري. وفي الإطار نفسه، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام إيرفيه لادسو إن «هناك شبهات قوية تفيد بأن عناصر من الشبيحة متورطون في هذه المجزرة في الحولة وشائعات بأنهم ضالعون في أعمال عنف أخرى». وخلص إلى القول «لا أرى أي سبب يدفع إلى الاعتقاد بأن طرفا ثالثا ضالع» في المجزرة.
دبلوماسيا، تسارعت وتيرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بشكل غير مسبوق مع إعلان عدد من الدول الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وبلغاريا) والولايات المتحدة وكندا وأستراليا طرد دبلوماسيين سوريين في عواصمها ردا على مجزرة الحولة.
ميدانيا، قتل 72 شخصا في اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات منشقة وفي أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن جيش النظام منهك لأنه تعرض لخسائر كبيرة خلال الأيام الماضية بسبب ارتفاع حدة العنف، في حمص ودرعا وغيرهما. وقال إن «النظام السوري لا يعطي كل الأرقام (حول الخسائر) لأنه لا يريد إحباط جيشه».
ومع تواصل أعمال العنف حاصدة أكثر من 70 قتيلا أمس، قال عنان في مؤتمر صحافي عقب لقائه الأسد في دمشق «ناشدته اتخاذ خطوات جريئة الآن ليس غدا، لخلق قوة دفع لتنفيذ الخطة». وأضاف أنه أشار إلى الرئيس السوري أن الخطة المكونة من ست نقاط لم يتم تطبيقها كما يجب. وفي لهجة تتسم بطابع التهديد تابع قائلا «إن المجتمع الدولي سيقوم قريبا بمراجعة الوضع».
وأعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح أن اجتماعا وزاريا عربيا سيعقد السبت المقبل لمناقشة تطورات الوضع في سورية بحضور عنان. وقال الصباح الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للجامعة العربية إن اتصالات تجري مع الأطراف المعنيين بالأزمة السورية تحضيرا لهذا الاجتماع، بينما أفادت مصادر دبلوماسية أن اللجنة الوزارية العربية حول سورية ستعقد اجتماعا في العاصمة القطرية الدوحة السبت المقبل. وعبرت وزارة الخارجية الأمريكية أمس عن أملها في أن تشكل مجزرة الحولة منعطفا يدفع روسيا إلى التخلي عن ترددها في اتخاذ موقف أكثر حزما ضد الرئيس بشار الاسد.
وفي إطار تحديد المسؤوليات حيال مجزرة الحولة، أعلن متحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن معظم ضحايا المجزرة أعدموا استنادا إلى النتائج الأولية لتحقيق أجرته المنظمة الدولية. وقال المتحدث روبرت كولفيل في مؤتمر صحافي «نعتقد أن أقل من 20 من عمليات القتل الـ108 يمكن أن تنسب إلى إطلاق نار بالمدفعية والدبابات». وأضاف إن «معظم الضحايا الآخرين أعدموا بشكل سريع في حادثين مختلفين» نسبهما سكان في المنطقة الى مسلحين من (الشبيحة) التابعين للنظام السوري. وفي الإطار نفسه، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام إيرفيه لادسو إن «هناك شبهات قوية تفيد بأن عناصر من الشبيحة متورطون في هذه المجزرة في الحولة وشائعات بأنهم ضالعون في أعمال عنف أخرى». وخلص إلى القول «لا أرى أي سبب يدفع إلى الاعتقاد بأن طرفا ثالثا ضالع» في المجزرة.
دبلوماسيا، تسارعت وتيرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بشكل غير مسبوق مع إعلان عدد من الدول الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وبلغاريا) والولايات المتحدة وكندا وأستراليا طرد دبلوماسيين سوريين في عواصمها ردا على مجزرة الحولة.
ميدانيا، قتل 72 شخصا في اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات منشقة وفي أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن جيش النظام منهك لأنه تعرض لخسائر كبيرة خلال الأيام الماضية بسبب ارتفاع حدة العنف، في حمص ودرعا وغيرهما. وقال إن «النظام السوري لا يعطي كل الأرقام (حول الخسائر) لأنه لا يريد إحباط جيشه».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق