واستدلت الفتوى بعدد من الأحاديث كحديث أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان إذا أتاه أمراً يسرّه أو بشر به خرّ ساجداً شكراً لله تعالى.
الطريف أن نفس المجمع أصدر في نفس اليوم فتوى بمنع تكوين فرق نسائية لكرة القدم تلعب خارج السودان، حيث أشار إلى أن تكوين هذه الفرق بناءً على رغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لا يصلح دليلاً لجواز الممنوع ولا رافعاً لحكم الشريعة، وقالت فتوى المجمع إنه درس الموضوع، كما أفتى المجمع ذاته بمنع إطلاق مسابقة الدوري السوداني النسوي، واصفاً ذلك بأنه صورة من صور الفساد السياسي.
وتعتبر قضية "السجود في الملاعب" من أكثر المواضيع التي شغلت اهتمام علماء الدين، حيث أفتى الداعية التونسي الشيخ أحمد الغربي بعدم جواز سجود لاعبي كرة القدم على أرضية ملاعب كرة القدم، إثر تسجيلهم أهدافاً في شباك منافسيهم؛ معللاً بأن هذا السجود يعد من "البدع المستحدثة"؛ لأن سجود الشكر شرعه الله لعباده عند حصول نعمة كبيرة أو دفع ضرر كبير، أما في غير ذلك فلا يشرع لأن نعم الله دائمة على عبده، وهي لا تحصى ولا تنقطع.
وقد شاركه الرأي كبير المفتين بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي بالإمارات الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد، حيث أكد أن سجود لاعبي كرة القدم في الملاعب على صورته الحالية "باطل"، مجدداً دعوته إلى "اللاعبين بعدم السجود في الملاعب إلا إذا توافرت لهم شروط الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة".
فيما اتفق علماء أزهريون على جواز سجود لاعبي كرة القدم بالملاعب، مؤكدين أن السجدة التي يؤديها هؤلاء اللاعبون عقب تحقيقهم الفوز هي سجدة شكر لله على توفيقه لهم، وهو أمر مستحب ومطلوب من كل مسلم أن يتحلى بنعمة الشكر التي أمر الله بها المسلمين في قوله تعالى: "ولَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، حيث أكد الدكتور عبدالفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في القاهرة، أن سجود لاعبي كرة القدم بالملاعب في حالة فوز هم على الفريق المنافس جائز شرعاً، باعتبار أن هذه السجدة هي سجدة شكر لله تعالى على توفيقه لهم.
وأشار إلى أن سجدة الشكر التي تؤدى في الملاعب هي وسيلة من وسائل الدعوة لله تعالى يقوم بها اللاعبون أمام وسائل الإعلام المرئية، لأنها تمثل شعاراً من شعائر المسلمين حينما ينعم الله تعالى عليهم بنعمة يؤدون شكرها على الفور بهذا السجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق