تستكمل محكمة جنايات بورسعيد السبت نظر قضية
«مذبحة بورسعيد» والتى يحاكم فيها 73 متهماً، بينهم 9 من قيادات الشرطة
بالمحافظة فى مقدمتهم مدير أمن بورسعيد السابق اللواء عصام سمك، وجهت لهم
النيابة تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فيه، والإهمال والتقصير فى
أداء واجبات الوظيفة، مما أدى إلى مصرع 74 شخصاً من مشجعى النادى الأهلى
فى مباراته مع المصرى والتى جرت على استاد بورسعيد فى أول فبراير الماضى.
وتستمع المحكمة فى جلسة الغد إلى شهادة الشهود العشرة الأوائل الذين استمعت
لهم النيابة فى التحقيقات واستندت إلى شهادتهم فى إدانة المتهمين كأحد
أدلة الثبوت فى حقهم.
وتنشر «المصرى اليوم» نص أقوال جميع الشهود الذين
استمعت لهم النيابة فى تحقيقاتها بتلك القضية وعددهم 68 شاهداً بينهم
مشجعون للنادى الأهلى من رابطة «ألتراس الأهلى»، ولاعبو فريقى الأهلى
والمصرى وأعضاء بالجهاز الفنى للناديين وبعض من مسؤولى الاستاد وآخرون،
وكذلك الملاحظات التى دونها فريق التحقيق من أعضاء النيابة حول تلك
الشهادات فى نهاية قائمة أدلة الثبوت.
الشاهد الأول: رأيت المتهمين يمزقون الضحايا.. والثالث: افتكرونى من جمهور المصرى وسألونى عن عدد من قتلتهم
الشاهد الأول محمود طلعت محمد (20 سنة- طالب جامعى)
قال: توجهت برفقة زملائى من أعضاء رابطة ألتراس الأهلى لحضور
مباراة كرة القدم بين الأهلى والنادى المصرى باستاد بورسعيد إلا أننى فوجئت
بتوقف القطار بمحطة الكاب وفيها طلب منا رجال الشرطة استقلال حافلات كانت
فى انتظارنا دون أن يجرى تفتيش، وعندما وصلنا إلى استاد بورسعيد دخلنا إليه
دون استيقاف لطلب تذاكر الدخول أو التفتيش وبعد جلوسنا بالمدرج الشرقى
بالاستاد فوجئنا قبل بدء المباراة وأثناءها بإطلاق جماهير النادى المصرى
لكميات هائلة من الألعاب النارية «باراشوتات، شماريخ، تورتات» باتجاهنا
واللاعبين.
وأضاف الشاهد أنه فى أعقاب انتهاء المباراة فوجئ بهجوم كاسح
مروع من جماهير النادى المصرى على مدرجهم من قبل المتهمين بعد أن أمطروهم
بوابل من الحجارة، فضلاً عن إطلاقهم باتجاههم الألعاب النارية، مما ألقى فى
قلوبهم الفزع والهلع والرعب وحاول فريق منهم الفرار باتجاه أعلى المدرج،
فى حين اندفع الفريق الآخر بالعدو باتجاه الممر المؤدى إلى باب الخروج فى
محاولة للنجاة بأنفسهم غير أنه فوجئ بغلقه وما لبث أن تزايدت أعداد الضحايا
من المجنى عليهم داخل الممر وعاود المتهمون إلقاء الألعاب النارية عليهم
والتى تخلف عنها أدخنة كثيفة ونتج عن ذلك حالة من التكدس والازدحام
والتدافع أدت إلى شعوره وكأنه يقف فى الهواء من فرط التكدس وشعر بالملاصقين
به من بعد صيحاتهم تتوقف حركاتهم فجأة وأيقن وفاة ستة أشخاص كانوا بجواره،
كما أدى ذلك إلى سقوط بوابة الممر على المجنى عليه يوسف حمادة محمد أثناء
محاولته كسر القفل الخاص بها بعد أن امتنع المتهم محمد محمد سعد- الضابط
المسؤول عن مفتاح الباب- والمكلف بالخدمة عليه عن فتحه رغم استغاثته ومن
معه به.
وأكد الشاهد تعدى المتهم السيد رفعت الدنف وبصحبته آخرون عليه
مستخدمين فى ذلك أدوات «صواعق كهربائية» وأسلحة بيضاء «شوم، سكاكين»، أنه
رأى نفس المتهم يتعدى بالضرب على أحد المجنى عليهم على وجهه بحجر، مما أودى
بحياته.
وأضاف: شاهدت سقوط أحد المجنى عليهم من أعلى سطح المدرج نتيجة
تواطؤ قوات الأمن فى التعدى الواقع عليهم لسابقة وجود احتقان بين جماهير
ألتراس الأهلى وجهاز الشرطة عقب المباراة التى جرت بين الأهلى وفريق كيما
أسوان والتى حدثت فى أعقابها تصادمات عنيفة بينهما.
ودلل الشاهد على صحة أقواله بتعمد تسهيل بعض المتهمين دخول
الجماهير دون تفتيش وبحوزتهم الأسلحة والأدوات والألعاب النارية، فضلاً عن
امتناعهم عن منع الجماهير من النزول لأرض الملعب أو التصدى لهم حال تعديهم
على المجنى عليهم.
وبعرض صور المتهمين الفوتغرافية وكذا الأسطوانات المدمجة
المسجل عليها أحداث المباراة والتى تحصلت عليها النيابة من غرفة التحكم
باستاد بورسعيد واتحاد الإذاعة والتليفزيون على الشاهد تمكن من التعرف على
المتهم السيد مسعد الدنف.
كما ثبت من مشاهدة النيابة للعديد من مقاطع الفيديو المرفقة
بالتحقيقات استخدام جماهير المصرى للألعاب النارية والشماريخ بكثافة عالية
مما يؤكد عدم قيام قوات الأمن بتفتيش الجماهير قبل دخولهم لمشاهدة
المباراة، أو منعهم نزول المتهمين لمضمار الملعب، أو منعهم من التعدى على
المجنى عليهم.
الشاهد الثانى محمد شعبان إسماعيل، (18 سنة- طالب ولاعب كرة قدم بأشبال النادى المصرى)
قال إنه دخل وغيره من جمهور فريقه المصرى إلى استاد بورسعيد
دون تفتيش أمنى وفى هذا الغياب الأمنى استطاع التواجد بجوار مقعد بدلاء
النادى الأهلى وجهازه الفنى والإدارى وشاهد تعدى جمهور النادى المصرى على
نظيره ولاعبيه والذى استهله- أثناء فترة الإحماء وقبل بدء المباراة- بإطلاق
العديد من الألعاب النارية صوب لاعبى الأهلى والمدرج الشرقى إضافة إلى
صياحه بعبارات وهتافات سباب متنوعة والتى بادله بها جمهور النادى الأهلى،
وتفاقم الوضع وآنذاك شاهد المتهم «محمد الداودى» يعدو مسرعاً من المدرج
الغربى صوب المدرج الشرقى ومعه «شمروخ» وبمشاهدته للبوابة المقابلة للمدرج
الغربى، وقد فتحت وتوالى نزول جمهور النادى المصرى لمضمار الملعب منها وعقب
إحراز الهدف الثانى للنادى المصرى شاهد جمهور النادى الأهلى وقد رفع لافتة
مسيئة وما إن أطلقت صافرة النهاية حتى فوجئ باجتياح جمهور النادى المصرى
للملعب مندفعاً صوب المدرج الشرقى حيث جماهير النادى الأهلى وتمكن المتهمون
من الصعود للمدرج وانهالوا على المجنى عليهم من جمهور النادى الأهلى
بالضرب بأسلحة «مطاوى، سكاكين، سنج» وأدوات «عصى، شوم، كراسى» وألعاب نارية
«شماريخ، تورتات، بارشوتات» كانت بحوزتهم محدثين بهم العديد من الإصابات
التى أودت بحياة البعض وإصابة آخرين.
وأضاف أنه شاهد المتهمين هشام البدرى وأشرف زكريا ومحمد السيد
وشهرته «مناديلو» ومحمد حسين وأحمد مزروع ومحمد البغدادى وطارق عبداللاه
وشهرته «طارق عسران» والسيد رفعت الدنف وهم يعدون باتجاه المدرج الشرقى
ويلقون بالطوب والحجارة على المجنى عليهم كما شاهد المتهمين محمد عادل
شحاتة محمد حمص وطارق العربى وفؤاد التابعى وشهرته «فوكس» وإبراهيم العربى
يحملون أسلحة بيضاء ومطاوى يعتدون بها على المجنى عليهم.
كما شاهد المتهم خلف وشهرته «السيد حسيبة» وهو يلقى أحد
الضحايا من أعلى المدرج الشرقى، وأرجع وقائع التعدى والقتل إلى تواطؤ قوات
الأمن المتواجدة بالملعب والدليل على ذلك عدم محاولتهم منع التعدى على
جمهور النادى الأهلى أو الحيلولة دون وقوعه، رغم علمهم المسبق بحالة
الاحتقان بين جمهور الناديين من جهة، ومن جهة أخرى لثقافة العنف التى
تنتهجها روابط الألتراس فى النيل من بعضهم البعض طمعاً فى فرض سلطانها
ونفوذها على الروابط الأخرى.
الشاهد الثالث قدرى عادل شفيق (22 سنة نقاش)
فقال إنه يقرر ما ذكره الشاهدان السابقان، مشيراً إلى أن
إصابته عند فراره من تعدى المتهمين عليه أثناء تواجده بالمدرج الشرقى نتيجة
تراشق الحجارة ورؤيته لمجهول يلقى أحد المجنى عليهم ممن كانوا يرتدون الزى
الرياضى المميز للنادى الأهلى من أعلى المدرج الشرقى.
وأكد الشاهد أنه رأى المتهم محمد الداودى وبرفقته ثلاثة آخرون
حال استيلائهم على متعلقات أحد المجنى عليهم كرهاً عنه حاملين عصياً
مضيئة، وإثر ذلك قابله المتهم عبدالله عبدالحليم الذى اعتقد أنه من جماهير
المصرى فبادره مستفسراً عن عدد من قام بقتلهم من جمهور الأهلى وأرجع قصدهم
من ذلك إلى قتله وباقى المجنى عليهم، وتعرف الشاهد على المتهمين من الصور
الفوتوغرافية التى عرضتها عليه النيابة.
الشاهد الرابع محمد حامد مصطفى (21 سنة استورجى)
قال إنه شاهد المتهمين السيد الدنف وهشام الفلسطينى والسيد
حسيبة وأحمد رضا وأحمد محمد المتولى مناديلو وأحمد جابر فوكس ومحمد الخياط
ومحمد محمود فضل أثناء اقتحامهم المدرج الشرقى المخصص لجماهير النادى
الأهلى حال إحراز كل منهم أسلحة بيضاء «سيوف وسكاكين وشوم» تعدوا بها على
المجنى عليهم محدثين إصاباتهم وأن مجهولين قاموا بإلقائه من أعلى سور
المدرج من ارتفاع 11 متراً فسقط أرضاً إلى خارج الاستاد قاصدين من ذلك قتله.
وأكد الشاهد الخامس أحمد هانى أحمد شكرى (20 سنة طالب جامعى)
أن مجهولين من المتهمين قاموا بإمساكه ومحاولة إلقائه من أعلى
المدرج إلى خارج الاستاد إلا أنه تمكن من الهرب منهما فقام آخر بإلقاء
«بنزين» من زجاجة كانت بحوزته عليه فى حين قام رابع بمحاولة إطلاق مواد
مفرقعة تجاهه إلا أنه تمكن من نزع سترته والهرب مسرعاً وآنذاك قام المتهم
محمد السيد حسن بالاستيلاء على حقيبته، وجهازى هاتف محمول ومبلغ نقدى قدره
1600 جنيه قاصدين من ذلك قتله.
وقال الشاهد السادس يوسف محمود عبدالخالق (19 سنة طالب جامعى)
إنه تعرض للاعتداء من مجهولين الأول يحمل «مطواة» والثانى
«شومة» حيث حاولا سرقته بينما أمسك ثالث بقدميه محاولاً إلقاءه من أعلى
المدرج لكنهم فشلوا لمقاومته لهم موضحاً أنهم كانوا يريدون قتله.
وأقر الشهود من السابع حتى العاشر
أنهم شاهدوا المتهمين وقد تمكنوا من المجنى عليه أحمد وجيه وقاموا بإلقائه من أعلى المدرج بهدف قتله وباقى المجنى عليهم.
وقال الشهود من العاشر حتى الخامس والخمسين
إنهم سمعوا مجهولين حاولوا إجبار أحد الضحايا على إلقاء نفسه
من أعلى المدرج رغم كسر ساقه ولخوفه قفز من أعلى، وعزا قصدهم من ذلك قتله
وباقى المجنى عليهم. فوجئوا بالباب الحديدى مغلقاً وتكدس وازدحام المجنى
عليهم من جمهور النادى الأهلى عليه.
قال الشاهد الخامس والخمسون، محمد هشام سيد رمضان «53 سنة»
عميد شرطة بقوات الأمن المركزى بمنطقة القناة، إنه بتكليفه
كمشرف على خدمة الأمن المركزى داخل الملعب وعقب إطلاق الحكم صافرة النهاية
شاهد المتهم «محمد مجدى البدرى» وشهرته «شيكولاته»، أثنا قيامه بالعدو خلف
لاعب النادى الأهلى «أحمد فتحى»، محاولاً عرقلته فتدخل دافعاً المتهم
بعيداً عن المجنى عليه.
الشاهد السادس والخمسون، أحمد محمد جمال «25 سنة»
معاون مباحث قسم شرطة الشرق، أنه تم تكليفه بتأمين الأتوبيسات
التى يستقلها جمهور النادى الأهلى ذهاباً وإياباً، وأضاف: أثناء المباراة
قامت بعض الجماهير بإشعال الشماريخ فى حين قام البعض الآخر بالنزول لأرض
الملعب وعقب انتهاء المباراة فوجئت باقتحام جماهير النادى المصرى للمدرج
الشرقى المخصص لجماهير النادى الأهلى، وشاهدت المتهم «قوطة الشيطان» ينزل
من أعلى المدرج الشرقى ممسكاً بيده قميصاً أحمر اللون يخص أحد المجنى عليهم
ملوحاً به.
الشاهد السابع والخمسون، محمد عصام الدين الحلوجى «34 سنة»
رئيس مباحث المرافق بمديرية أمن بورسعيد، إنه شاهد «شيكولاته»
و«الماندو» و«أحمد المزروع» أثناء قيامهم بالاعتداء على جماهير الأهلى من
أعضاء الألتراس.
وكشف الشاهد الثامن والخمسون، محمود أحمد شريف، ضابط بالأمن
المركزى قطاع الإسماعيلية، عن رؤيته للمتهم الشهير بـ«حمص» برفقة مجهولين
يتعدون بالضرب على أحد مشجعى النادى الأهلى فاستغاث به الأخير فأغاثه
وآنذاك أصيب بكتفه.
الشاهد التاسع والخمسون، سعيد عبدالباسط رجب
مجند شرطة بالأمن المركزى، فقال إنه أثناء تواجده بخدمته أمام
المدرج الغربى للاستاد والمخصص لجماهير المصرى قامت الجماهير بإلقاء
الألعاب النارية والحجارة عليه والقوات المرافقة له، وعقب إحراز النادى
الأهلى هدفه الأول قامت الجماهير بمعاودة إلقاء الحجارة والشماريخ وشرعوا
فى النزول لأرض الملعب، وعقب انتهاء المباراة نزلت الجماهير لأرض الملعب
واقتحمت مدرجات النادى الأهلى، وشاهد مجهولين يحرز أحدهم «سكيناً» والثانى
«مطواة» والثالث يقوم بخنق أحد المجنى عليهم من جماهير الأهلى ثم ألقاه
أرضاً من أعلى، فى حين قام عشرة متهمين بإلقاء اثنين من جماهير النادى
الأهلى من أعلى المدرج، موضحاً أنه وصل لسمعه أصوات استغاثة المجنى عليهم
به قبل إلقائهم من أعلى، إلا أنه عجز عن مساعدتهم لفقده الوعى من هول ما
رآه.
الشاهد الستون، عمرو أبوسنة، مخرج بقناة مودرن سبورت
بأنه كان مكلفاً من قناة مودرن سبورت الرياضية بمتابعة أحداث
مباراة النادى الأهلى والنادى المصرى، وعقب انتهاء الشوط الثانى فوجئ
بجماهير النادى المصرى تتوجه مسرعة نحو مدرجات النادى الأهلى حاملين «شوم
وعصى وكراسى وقطعاً حديدية وألعاباً نارية» يتعدون بها بالضرب المبرح على
جماهير النادى الأهلى، فقام بإخراج هاتفه المحمول لتصوير تلك الأحداث
وآنذاك تعدى عليه أحد جماهير النادى المصرى بالسب والشتم طالباً منه وقف
التصوير، وأضاف أنه شاهد مجموعة من جماهير النادى المصرى تتعدى بالضرب على
أحد مشجعى النادى الأهلى وتمكنوا من نزع سترته وحال طلبه منهم الكف عن ذلك
تعدى أحدهم عليه بالضرب «بعصا» وأصيب بكرسى، وتم إلقائه على قدمه مما دعاه
إلى الهروب من الملعب، كما شاهد جمهور النادى المصرى يحاولون الاعتداء على
مدرب النادى الأهلى «مانويل جوزيه».
الشاهد الحادى والستون، محمود أحمد على، نائب كبير الأطباء الشرعيين
إنه انتقل إثر إخطاره بالحادث إلى مطار الجميل ببورسعيد
ومناظرته لإحدى وخمسين جثة وقيامه بالكشف الطبى الظاهرى عليهم لتعذر اتخاذ
إجراءات الصفة التشريحية، لاعتراض ذويهم على ذلك، وأرسلت الجثث إلى المشرحة
بالقاهرة، عدا جثة المجنى عليه محمود عبدالخالق، التى تم تشريحها بالمطار،
وأرجع سبب وفاته للاختناق نتيجة إسفكسيا إعاقة حركة الصدر التنفسية،
وأضاف: بوصول إحدى وأربعين حالة منها فقط، ليسلم الباقية بمطار القاهرة،
وقد تم تسليمها لأهليتها بعد رفضهم تشريحها، وظلت حالة واحدة مجهولة، وأن
بعض الجثث كانت تبدو على بعضها علامات الاختناق مع عدم وجود معالم إصابة
ظاهرة بمنطقة الوجه والعنق، مما يتنافى معه احتمال إرجاع الإسفكسيا إلى كتم
النفس الجنائى أو الخنق اليدوى على العنق أو الخنق العنقى، وأرجعها إلى
البرك أو إعاقة حركة الصدر التنفسية.
الشاهد الثانى والستون، محمد خالد نمنم، وكيل إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن بورسعيد
فشهد بأن تحرياته السرية، التى أجراها بناء على قرار النيابة،
أكدت وجود حالة من الاحتقان الدائم بين جمهورى النادى الأهلى والنادى
المصرى بلغت أشدها قبل المباراة نتيجة الحرب الكلامية والوعيد المتبادل
فيما بينهما على موقع «فيس بوك» مما أثار حفيظة كل منهما تجاه الآخر ورسخ
فكرة الانتقام والثأر.
وأكد أن تعدى المتهمين على جمهور النادى الأهلى إنما جاء نتاج
تدبير وخطة مسبقة وضعها رؤساء روابط مشجعى النادى المصرى الثلاث المسماة
«ألتراس مصراوى»، المسؤول عنها المتهم خالد صديق، و«ألتراس جرين إيجلز»،
المسؤول عنها المتهم محمد دسوقى، وشهرته «الدسة»، و«ألتراس سوبر جرين»،
المسؤول عنها المتهم محمد عادل شحاتة، وشهرته «محمد حمص»، حيث قام كل منهم
بالاجتماع بأفراد وأعضاء رابطته، فقام الأول بعقد اجتماع بأفراد رابطته
بالحجرة المخصصة لهم أسفل المدرج الغربى باستاد بورسعيد، وذلك بالتنسيق مع
المتهم «الدسة»، والأعضاء البارزين من رابطته. وأضاف أن تحرياته توصلت إلى
استخدام تلك العصى للمرة الأولى فى تاريخ مباريات النادى المصرى إضافة إلى
حيازة هؤلاء المتهمين وأفراد وأعضاء روابطهم أسلحة بيضاء متنوعة لاستخدامها
فى واقعة التعدى، وقد تم تنفيذ الخطة بأن قامت الروابط الثلاث بإعداد
الأكمنة لألتراس الأهلى للتعدى عليهم على عدة مراحل، الأولى، حال وصولهم
لمدينة بورسعيد بمحطة القطار لتوقعهم قدومه من خلالها، لكنها فشلت لتغيير
خط السير ووصول ألتراس الأهلى إلى الاستاد عبر منفذ الجميل مروراً بشارع 23
يوليو، والثانية: حال وصولهم للاستاد بأن قامت مجموعات منهم بالتعدى على
الحافلات التى تقل المجنى عليهم، ونتج عن ذلك إصابة البعض وإحداث تلفيات فى
بعض الحافلات، والثالثة: بعد دخولهم للمدرج الشرقى بأن بادرتهم الروابط
بالهتافات المعادية والتى تحمل فى طياتها معنى الإيذاء والتعدى واستمرت
الهتافات العدائية على هذا النحو طوال المباراة، وفى فترة بين الشوطين، كما
توصلت تحرياته لقيامهم بتهيئة أنفسهم للتعدى على ألتراس أهلاوى بالمدرج
الشرقى من خلال تزايد أعدادهم المتواجدة بمضمار الملعب، وعقب انتهاء
المباراة اجتاحت روابط مشجعى النادى المصرى الثلاث الملعب متجهة إلى مكان
تواجد المجنى عليهم وقاموا بالتعدى عليهم بما بحوزتهم من أسلحة وأدوات
محدثين بهم العديد من الإصابات والوفيات فضلاً عن سرقتهم بالإكراه.
وأضاف الشاهد أنه اكتشف دخول أعداد كبيرة من أعضاء الروابط
الاستاد دون حصولهم على تذاكر دخول، ودلل على صحة أقواله بأن أماكن جلوس
تلك الروابط بالمدرجات تكون عن طريقهما، وقد خصصا المدرج الغربى لرابطتى
جرين إيجلز وألتراس مصراوى، بينما تم تخصيص الجزء الشرقى من المدرج البحرى
لرابطة ألتراس سوبر جرين، وقد ساهم ذلك فى حصار المجنى عليهم من جماهير
ألتراس الأهلى، وسهل ذلك لتلك الروابط تنفيذ مخططها بالتعدى عليهم من خلال
سرعة وسهولة الوصول إلى المدرج الشرقى بهذه الطريقة، كما توصلت تحرياته إلى
قيام المتهم «توفيق ملكان صبيحة»، مسؤول الإضاءة بالنادى المصرى، بتعمد
إطفاء إضاءة الملعب أثناء التعدى، وذلك بالمخالفة للقواعد والأصول المتبعة
رغم علمه بضرورة الإبقاء عليها مضاءة حتى خروج آخر شخص من الملعب ومغادرته
الاستاد، وعلى الرغم من مشاهدته حالات إصابة ووفاة عديدة والتنبيه عليه من
مدير هيئة الاستاد، بعدم مبارحته مكان عمله أو إطفاء الأنوار لإتاحة الفرصة
لجمهور النادى المصرى للاحتفال بالفوز مما ساهم فى زيادة أعداد المصابين
والمتوفين.
وأكد الشاهد قيام المتهم «الماندو» بالحصول على اللافتة التى
رفعها جمهور النادى الأهلى بالشوط الثانى والتى حملت عبارة «بلد البالة
مجبتش رجالة» عقب تعديه على المجنى عليهم من جمهور النادى الأهلى بالمدرج
الشرقى وقيام المتهمين «السيد حسيبة» و«أحمد الموءه» ومجهولين بإلقاء بعض
من المجنى عليهم من أعلى سور المدرج الشرقى مما أدى إلى وفاتهم.
كما أسفرت تحرياته عن قيام المتهمين بالتعدى على المجنى عليهم
بالمدرج الشرقى مستخدمين أسلحة متنوعة فضلاً عن تزينهم بأزياء متغيرة
أثناء المباراة، مشيراً إلى ضبط عدد من المتهمين من مثيرى الشغب ومرتكبى
الواقعة متلبسين بمحيط الاستاد وبأنه بتكثيفه التحريات والجهود وصولاً
لأدوارهم تبين قيام المتهمين من الأول وحتى الحادى والستين، بالنزول لأرض
الملعب والتوجه صوب جمهور النادى الأهلى والتعدى عليهم باستخدام أسلحة
وأدوات وألعاب نارية وقيامهم بترويع المجنى عليهم بعد أن تعدوا عليهم بها
وعزا قصدهم من ذلك الانتقام منهم لما بينهما من مشاحنات واحتقان وما شهدته
مبارياتهم السابقة، ليتمكنوا بذلك من حل رابطة ألتراس أهلاوى من خلال
الاستيلاء على الشعار الخاص بهم والذى يطلق عليه «البانر» وسرقة متلعقاتهم
كرها عنهم وإزهاق أرواحهم.
الشاهد الثالث والستون، أحمد حجازى
رئيس قسم المباحث الجنائية بمديرية أمن بورسعيد، بمضمون ما شهد به سابقه.
الشاهد الرابع والستون، محمد يونس معوض
مدير هيئة استاد بورسعيد، إنه أثناء قيامه بتسليم الاستاد إلى
المتهم محسن مصطفى شتا، المدير التنفيذى للنادى المصرى، طبقاً للوائح،
وقيام الأخير والمتهم محمد صالح دسوقى وشهرته «البرنس»، بتنظيم ما يسمى
اللجان الشعبية بالتنسيق مع قوات الأمن، على غير العادة، وبقيام المتهم
توفيق طه صبيحة، بإطفاء أنوار الاستاد كاملة، على غير المعتاد، برغم سابقة
التنبيه عليه بعدم إطفائها.
الشاهد الخامس والستون، أحمد محمد حنفى
مهندس إلكترونيات ومسؤول الإضاءة باستاد القاهرة الدولى،
بقيام المتهم توفيق طه ملكان بمخالفة القواعد المتبعة لإضاءة الملاعب،
والتى توجب عدم إطفاء الأنوار إلا عقب التأكد من إخلاء الاستاد نهائياً من
الجماهير.
الشاهد السادس والستون، محمود قبيص
مسؤول الإضاءة باستاد المقاولون العرب، بما قرره الشاهد السابق.
الشاهد السابع والستون، محمد المغاورى فهمى
صاحب محل، باتفاقه مع المتهم محسن شتا، المدير التنفيذى
للنادى المصرى، على استئجار الأخير مقاعد لجلوس قوات الشرطة عليها أثناء
المباراة، موضحاً أنه عقب انتهائها وعلمه بأحداثها توجه لاستعادتها من داخل
الاستاد فشاهد أغلبها تالفاً، عدا ثلاثمائة وخمسين مقعداً، عثر عليها
بأعلى المدرج الشرقى ملطخة بالدماء مقدراً قيمتها بعشرة آلاف جنيه.
الشاهد الثامن والستون، محمد محمد على
سائق، إن المتهمين أحمد الجرايحى وأشرف طارق دياب استقلا
السيارة الأجرة قيادته وقد بدا عليهما مظاهر القلق والتوتر وعلم من حوارهما
أنهما حضرا أحداث المباراة وقد تناقلت وسائل الإعلام نشر صورتيهما ضمن
مثيرى أحداث الشغب فى المباراة وآنذاك علم منهما برغبتهما فى الاختباء
والتخفى عن أعين الشرطة فقام بالإبلاغ عنهما وتم ضبطهما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق