دعا
الرئيس السوداني عمر البشير إلى “تحرير” جنوب السودان من الحركة الشعبية،
قائلاً إما أن ننتهي إلى جوبا أو ينتهوا إلى الخرطوم . وطلب السودان
اجتماعاً عاجلاً للجامعة العربية ومجلس السلم والأمن الإفريقي لمناقشة
احتلال جنوب السودان ل”هجليج”، في حين لوّح مجلس الأمن بفرض عقوبات على
البلدين إذا لم تتوقف الاشتباكات . ودفعت واشنطن بمبعوث من أجل تهدئة
التوتر المتصاعد .
وقال
البشير في كلمة ألقاها أمام تجمع شبابي للمؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم
“شعارنا منذ اليوم تحرير السودان الجنوبي من الحركة الشعبية”، مضيفا “هذه
مسؤوليتنا أمام إخواننا في جنوب السودان” . وأردف في لهجة تصعيدية “هناك
خياران إما أن ننتهي في جوبا أو ينتهون في الخرطوم، وحدود السودان القديمة
لا تسعنا نحن الاثنين” . وقال إن أنباء طيبة من المنطقة الحدودية ستعلن
خلال ساعات .
وتقدم
السودان بطلب لعقد اجتماعين طارئين لمجلس السلم والأمن الإفريقي على مستوى
القمة والثاني اجتماع لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، بغية
إطلاعهم على تفاصيل اعتداء جنوب السودان على هجليج .
وقال
مسؤول بالجامعة العربية إن الأمانة العامة تلقت طلباً من السودان لعقد
اجتماع لمجلس الجامعة لبحث هذه المشكلة، وسيبدأ الأمين العام للجامعة نبيل
العربى مشاوراته لتحديد الموعد المقترح ومستوى الاجتماع .
وكان
وزير الخارجية علي كرتي أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية تركيا أحمد
داوود أوغلو أطلعه خلاله على تطورات الأوضاع بمنطقة هجليج . وسيطلع داوود
اوغلو بدوره وزراء حلف الناتو خلال اجتماعهم الذي سيعقد ببروكسل اليوم
(الخميس)، على تلك التطورات .
ودعت
موسكو جنوب السودان إلى سحب قواته من المناطق الحدودية مع السودان، بحسب
بيان للخارجية الروسية . كما استنكر البرلمان اليمني الاعتداء العسكري
لجنوب السودان على منطقة هيجليج .
في
الأثناء، أكدت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن ناقش
احتمال فرض عقوبات على حكومتي البلدين، إذا لم تتوقف الاشتباكات فوراً .
وقالت سوزان رايس إن أعضاء المجلس ناقشوا سبل ممارسة نفوذهم لحمل الطرفين
على تنفيذ هذه الخطوات، ومن بين ما شملته هذه المناقشات إمكان فرض عقوبات .
من
جهة ثانية، دفعت واشنطن بمبعوثها، برينستون ليمان، إلى السودان وجنوب
السودان من أجل تهدئة التوتر . وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك
تونر، إن ليمان سيوجّه إلى السودان نفس الرسالة التي وجهها إلى جنوب
السودان ومفادها “نحن بحاجة لوقف العنف فوراً ومن دون شروط وأن يعود
الطرفان” إلى طاولة المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي .
ميدانياً،
شنت قوات جنوب السودان هجوماً قرب منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها .
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحافية، عن العقيد فتحي عبد الله العربي
قوله إن الهجوم استهدف صرف أنظار القوات السودانية وتعقيد مهمته لاستعادة
السيطرة على هجليج . وأكد أن قوات الخرطوم صدت المهاجمين .
لكن
القوات الجنوبية نفت أن تكون تقدمت من مواقعها إلى هذه المنطقة . وقال
المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جوبا ملك ايوان “لا
نتقدم نحو هذه المناطق”، مشيرا إلى معارك دارت الثلاثاء في كير ادم في
منطقة ابيي . وأضاف أن 15 جندياً سودانياً و7 جنود من جنوب السودان قضوا في
هذه المعارك .
وطالب
الاتحاد الإفريقي حكومتي السودان وجنوب السودان بسحب قواتهما من منطقة
أبيي، قائلاً إنه “يكرر مطالبته بإعادة تموضع فوري ومن دون شروط للجنود
السودانيين ال300 المتبقين وكذلك العناصر ال700 التابعة للجيش الشعبي خارج
منطقة أبيي” .
من
جانب آخر، اتفق مسؤولون سودانيون على أن ما يجري في هجليج حرب اقتصادية
لإسقاط النظام الحاكم . وقال د . غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية إن
الذي يجري الآن هو حرب موارد علينا مواجهتها بالإنتاج . وأضاف خلال ندوة
في الخرطوم أن السودان يمر بتحديات اقتصادية وسياسية وأمنية وان الحرب في
جنوب كردفان والنيل الأزرق أدت إلى عدم تطبيق بعض بنود اتفاقية السلام .
ودعا إلى ضرورة ترتيب الأمور الاقتصادية باعتبار أنها تمس الأمن القومي .
من
جهته، كشف مساعد رئيس الجمهورية د . نافع علي نافع عن تدخل مباشر من
أمريكا في مشكلة عدم افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض، وقال إن زيارةً قام بها
خبير أمريكي قبل موعد افتتاح المصنع بثلاثة أيام أحدثت المشكلة التي عاقت
الافتتاح . واتهم نافع اللوبي الأمريكي ومن أسماهم الخونة والعملاء
القاطنين في دول أوربا وأمريكا ولندن بمساعدة حكومة الجنوب بالسعي لإسقاط
النظام بضرب منشآته النفطية وانهيار اقتصاده .
علي
صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين أنه الآن متفرغ تماماً
لتحرير هجليج، وأضاف أنه متواجد على مدار الساعة في غرفة العمليات متابعاً
المعركة لحظة بلحظة “ولن ارتاح ولن أنام إلا بعد الاسترداد الكامل لهجليج”،
مؤكداً أنه مطمئن بتقدم القوات المسلحة للأمام، مبيناً انه لن ينشغل بأي
معارك جانبية وأنه سيرد على أي كلام أثير بعد التحرير الكامل لهجليج .
معتبراً أن الحرب انتصار وهزيمة، “ولو فقدنا جولة فلن نخسر المعركة، والآن
نحقق انتصارات كبيرة” .
أعلن
والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر أن تحرير هجليج بات قاب قوسين أو ادني،
وقال إن تحرير هجليج لا يعني توقف التعبئة والاستنفار، مؤكداً فتح معسكرات
لتدريب الدستوريين ورجال المال والأعمال لتأمين الولاية .
وأصبح جنوب السودان، أمس، الدولة ال188 العضو في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وفق ما أعلنت المؤسستان .
|
الخميس، 19 أبريل 2012
تهديد بعقوبات أممية للخرطوم وجوبا وواشنطن على خط التهدئة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق