اتساع الاشتباكات بين السودان والجنوب والامم المتحدة تدرس فرض عقوبات
وجاءت التقارير عن وقوع اشتباك جديد جنوبي بلدة الميرم السودانية في وقت متأخر يوم الثلاثاء بينما كان مجلس الامن التابع للامم المتحدة يبحث فرض عقوبات على الجارتين اذا لم يتوقفا عن تصعيد الاشتباكات على الحدود.
وهناك قلق متزايد بشأن أسوأ موجة عنف منذ انفصال جنوب السودان ليصبح دولة مستقلة في يوليو تموز بموجب اتفاقية السلام التي أبرمت عام 2005 .
وسيطر جنوب السودان الاسبوع الماضي على منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها مما دفع البرلمان السوداني الى وصف جنوب السودان يوم الاثنين بأنه "عدو" ودعا الى استعادة المنطقة بسرعة.
ويعتمد البلدان اعتمادا كبيرا على النفط. ومن شأن أي قتال ممتد أن يلحق ضررا بالغا باقتصاد البلدين ويثير الفوضى في المنطقة المحيطة.
وانعدام الثقة بين الجارتين عميق حيث توجد خلافات بينهما حول وضع حدودهما والمبالغ التي يتعين على جنوب السودان الذي لا يوجد لديه أي منافذ بحرية دفعها مقابل نقل نفطه عبر السودان وتقاسم الدين الوطني الى جانب قضايا أخرى.
وقال السودان انه صد هجوما يوم الثلاثاء لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان (القوات المسلحة لجنوب السودان) قرب نهر بحر العرب الذي يعرف في الجنوب باسم نهر كير.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية المرتبط بالدولة عن مسؤول عسكري محلي قوله ان "قوات محدودة من الجيش الشعبي قامت بالهجوم على المنطقة بهدف تشتيت جهد الجيش السوداني الذي يعمل على تحرير منطقة هجليج من قبضة الحركة الشعبية."
وأضاف التقرير أن القتال اندلع على بعد 62 كيلومترا جنوبي الميرم التي توضح الخريطة أنها تقع على الحدود بين المناطق السودانية في ولاية جنوب كردفان واقليم دارفور الذي يشهد تمردا مسلحا اخر ضد حكومة الخرطوم.
وأكد فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان وقوع الاشتباكات لكنه قال ان الجيش الشعبي لم يسع لدخول أراضي السودان. وأضاف أن القتال اندلع بعد أن تعرضت القوات الجنوبية للقصف بينما كانت تحاول الحصول على مياه.
ومضى يقول "قاموا بالرد واندلع اشتباك فيما بينهما." وأضاف "قواتنا عبرت النهر عبرت النهر لكن القيادة طلبت منهم العودة."
وفي علامة على أن الجماعات المتمردة في السودان ربما سعت للاستفادة من التوترات قال مسلحون متمركزون في دارفور في ساعة متأخرة أمس الثلاثاء انهم دمروا حامية عسكرية سودانية وسيطروا على البلدة.
ولم يتسن التحقق على نحو مستقل من صحة تقارير واردة من فصيل تابع لجيش تحرير السودان موالي لميني ميناوي وهو واحد من فصائل التمرد الثلاث الاكثر أهمية في الاقليم ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم الجيش السوداني للحصول على تعليق.
وأكد مجلس الامن الدولي من جديد أمس الثلاثاء دعوته السودان الى وقف الغارات الجوية وجنوب السودان الى الانسحاب من هجليج.
وقالت السفيرة سوزان رايس المندوبة الامريكية في الامم المتحدة للصحفيين "ناقش أعضاء المجلس سبل ممارسة نفوذ المجلس لحمل الطرفين على تنفيذ هذه الخطوات ومن بين ما شملته هذه المناقشات إمكان فرض عقوبات."
ولم تذكر رايس التي ترأس مجلس الامن لشهر أبريل نيسان مزيدا من التفاصيل بشأن العقوبات التي قد يفرضها المجلس.
وعلى صعيد دبلوماسي آخر من المقرر أن يقوم سلفا كير رئيس جنوب السودان بزيارة رسمية للصين وهي مستثمر رئيسي في كل من السودان وجنوب السودان قبل نهاية الشهر.
وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا مريال بنجامين ان كير سيبحث "تعزيز العلاقات الثنائية - الاقتصادية والسياسية وكل شيء" وان أزمة هجليج ستطرح أيضا على الطاولة.
وأضاف "اعتقد أنهم (الصين) لديهم نفوذ ومن ثم فان دورهم مهم."
واتهم جنوب السودان السودان بشن غارات جوية على بعض حقول النفط الرئيسية. ونفى السودان شن غارات جوية لكنه قال ان قواته البرية هاجمت مواقع المدفعية التابعة لجنوب السودان التي أطلقت النار على الشمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق